ترمب وهاريس يسابقان الزمن لكسب الأصوات

الاستطلاعات أكّدت «تعادلهما» في الولايات الحاسمة قبل 48 ساعة من الاقتراع

ترمب مخاطباً أنصاره خلال تجمّع انتخابي في غاستونيا بنورث كارولاينا السبت (أ.ف.ب)
ترمب مخاطباً أنصاره خلال تجمّع انتخابي في غاستونيا بنورث كارولاينا السبت (أ.ف.ب)
TT

ترمب وهاريس يسابقان الزمن لكسب الأصوات

ترمب مخاطباً أنصاره خلال تجمّع انتخابي في غاستونيا بنورث كارولاينا السبت (أ.ف.ب)
ترمب مخاطباً أنصاره خلال تجمّع انتخابي في غاستونيا بنورث كارولاينا السبت (أ.ف.ب)

ركّزت نائبة الرئيس كامالا هاريس جهودها، الأحد، على منطقة «حزام الصدأ»، بينما توجّه دونالد ترمب إلى ثلاث من كبرى الولايات الحاسمة؛ في مسعى أخير لكسب الأصوات، قبل أقلّ من 48 ساعة على موعد الانتخابات التي تشهد تقارباً تاريخياً في التأييد. وصوّت 75 مليون شخص مُبكّراً قبل ذروة الثلاثاء، في وقتٍ تُظهر فيه الاستطلاعات تعادل نتائج المرشحين في هذه المرحلة إلى حد غير مسبوق.

تقارب كبير

هاريس مخاطبة أنصارها في تجمّع انتخابي بشارلوت بنورث كارولاينا السبت (أ.ف.ب)

وأشار استطلاع أخير، أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» بالتعاون مع سيينا، الأحد، إلى بعض التغييرات التدريجية في الولايات الرئيسية المتأرجحة، لكن النتائج من جميع الولايات السبع ظلت ضمن هامش الخطأ.

وتقضي هاريس، الساعية لكسب التأييد في ولايات البحيرات الكبرى، التي تُعدّ أساسية للديمقراطيين، الأحد في ميشيغان، بدءاً من ديترويت، قبل التوقف في بونتياك، وإقامة تجمّع انتخابي، مساءً، في جامعة ولاية ميشيغان. أما جدول أعمال ترمب ليوم الأحد فيتركز على بنسلفانيا ونورث كارولاينا وجورجيا، التي يُعدّ الفوز فيها مكسباً شديد الأهمية في إطار نظام «المجمع الانتخابي»، الذي يعطي النفوذ للولايات وفق عدد سكانها. ويسعى الرئيس السابق، البالغ 78 عاماً، لصرف الأنظار عمّا جرى خلال تجمّع انتخابي أقامه في ماديسون سكوير غاردن بنيويورك، حيث قلل متحدثون من شأن اللاتينيين والنساء، عبر تصريحات عنصرية ومنحازة جنسياً.

جانب من تجمّع انتخابي لترمب في غاستونيا بنورث كارولاينا السبت (أ.ف.ب)

وفي اليوم نفسه، ألقت هاريس خطاباً أمام حشد كبير في «ذي إيلبس» بواشنطن، أمام البيت الأبيض. ورغم أن أياً من الفعاليات المُدرجة على جدول أعمال ترمب لن يقام في مناطق تضم عدداً كبيراً من السكان اللاتينيين، لكن بنسلفانيا هي الولاية الحاسمة التي تضم أكبر عدد من البورتوريكيين، وهي فئة أثارت التصريحاتُ الصادرة خلال تجمّع نيويورك حفيظتها بشكل خاص. وقالت حملة ترمب: «لا يمكن للخيار أن يكون أوضح بالنسبة لأهالي بنسلفانيا. يمثّل الرئيس دونالد جاي. ترمب سياسات أميركا أولاً، بينما تُمثّل كامالا هاريس غياب الكفاءة والسياسات الليبرالية إلى حد خطير يدمّر عائلات بنسلفانيا».

هل خسرت هاريس العرب الأميركيين؟

تُعدّ ميشيغان واحدة من الولايات السبع الحاسمة، التي تجري متابعة التطورات فيها من كثب. ونجح ترمب في كسب تأييد الولاية التي كانت معقلاً للديمقراطيين سابقاً، عندما هزم هيلاري كلينتون عام 2016. وأعادها الرئيس جو بايدن إلى صف الديمقراطيين في 2020، بدعم من العمال النقابيين وجالية كبيرة من الأميركيين المنحدرين من أصول أفريقية. لكن هاريس تواجه، هذه المرة، خطر خسارة تأييد جالية أميركية عربية تعدّ 200 ألف نسمة، ندّدت بطريقة تعاطي بايدن مع الحرب في غزة. وأشارت مراكز الاستطلاع إلى تراجع تأييد الناخبين السود للمرشحة الديمقراطية، في حين يُقرّ مساعدو هاريس بأنه ما زال عليهم بذل كثير من الجهود لدفع ما يكفي من الرجال الأميركيين من أصل أفريقي لدعم هاريس، كما كانت الحال مع بايدن في 2020.

تكثيف الإعلانات

المرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس (يمين) مع مايا رودولف في برنامج «ساترداي نايت لايف» الكوميدي (أ.ب)

وفي مسعى لتجاوز قاعدة مؤيديها التقليدية، اختتمت هاريس يوم حملتها، السبت، بظهور مفاجئ على برنامج «ساترداي نايت لايف»، حيث سَخِرت من منافسها ترمب.

وحجزت حملة هاريس، التي تسعى إلى تكثيف ظهورها على التلفزيون، مساحة لمدة دقيقتين من البث، الأحد، أثناء مباريات كرة القدم، بما في ذلك خلال مباراة بين فريقين في الدوري الوطني لكرة القدم الأميركية من ولايتين حاسمتين: غرين باي باكرز (ويسكنسون)، وديترويت لاينز (ميشيغان).

وتتعهّد هاريس، في الإعلان، بأن تكون «رئيسة لجميع الأميركيين»، وتَعِد «ببناء مستقبل أكبر لأمّتنا». وأفادت حملتها بأن «أبحاث الحملة تُظهر أن الأسبوع الماضي أثبت أنه حاسم في ترسيخ الخيار بهذه الانتخابات لدى الناخبين، الذين لم يحسموا قرارهم بعد، وأولئك الأقل استعداداً» للتصويت. وأضافت أن «مشهد المرافعة الختامية في ماديسون سكوير غاردن، مقابل ذي إيلبس، وضّح الخيار بالنسبة لهذه الشريحة من الناخبين».
وتلقت هاريس (60 عاماً) دفعة إلى الأمام، السبت، عندما أظهر استطلاعٌ لصحيفة «دي موين ريجستر»، قبل يوم الانتخابات، والذي يُعدّ مقياساً يمكن الوثوق به للجو العام، تقدّم هاريس في ولاية آيوا التي فاز فيها ترمب بسهولة في عاميْ 2016 و2020.
وتقدّمت بثلاث نقاط في الاستطلاع، بعدما كانت متخلّفة عن ترمب بأربع نقاط في سبتمبر (أيلول) الماضي.


مقالات ذات صلة

الاستخبارات الأميركية تكثف تحذيراتها بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات

الولايات المتحدة​ شعار وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية

الاستخبارات الأميركية تكثف تحذيراتها بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات

كثف كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركية، يوم الاثنين، تحذيراتهم بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات، خصوصا من جانب روسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس كامالا هاريس في صورة مركبة (أ.ف.ب)

أميركا المنقسمة تقترع... ورهان على الإقبال

يدلي عشرات الملايين من الأميركيين، اليوم، بأصواتهم لتُضاف إلى قرابة 77 مليوناً آخرين اقترعوا باكراً في انتخابات تاريخية، لاختيار الرئيس السابع والأربعين.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تيم والز المرشح لمنصب نائب الرئيس خلال تجمع انتخابي لحملة كامالا هاريس في ويسكونسن (رويترز)

حملة هاريس تحذر: صدور نتائج الانتخابات الرئاسية قد يستغرق «أياما عدة»

أعلنت حملة المرشّحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس الإثنين أنّ صدور النتائج النهائية للانتخابات المقررة الثلاثاء قد يستغرق "أياما عدة".

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ كينيدي يعلن دعمه لحملة ترمب خلال فعالية انتخابية بأريزونا في 23 أغسطس (إ.ب.أ)

روبرت كينيدي جونيور يناشد أنصاره التصويت لترمب بدلاً منه

طالب المرشح الرئاسي الأميركي السابق روبرت كينيدي جونيور، اليوم (الاثنين)، أنصاره عشية الانتخابات بعدم التصويت له.

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ونائبة الرئيس كامالا هاريس في صورة مركبة (أ.ف.ب)

تقرير: آخر استطلاع قبل الانتخابات الأميركية يظهر تقدما طفيفا لهاريس

ذكرت محطة «CNN» الإخبارية الأميركية أن آخر استطلاع للرأي قبل الانتخابات الرئاسية المقررة غداً الثلاثاء أظهر أن نائبة الرئيس كامالا هاريس تتقدم بفارق ضئيل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاستخبارات الأميركية تكثف تحذيراتها بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات

شعار وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية
شعار وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية
TT

الاستخبارات الأميركية تكثف تحذيراتها بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات

شعار وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية
شعار وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية

كثف كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركية، يوم الاثنين، تحذيراتهم بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات، خصوصا من جانب روسيا.

وجاء هذا القلق من مكتب مديري الاستخبارات الوطنية ومكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، بعد تحذيرات صدرت يوم الجمعة بشأن هذا التدخل. وقالت الوكالات الثلاث إنها "رصدت خصوما أجانب، وخصوصا روسيا، يقومون بعمليات تأثير إضافية تهدف إلى تقويض ثقة الجمهور في نزاهة الانتخابات الأميركية وإثارة الانقسامات بين الأميركيين".

وأوضحت أن هذه الجهود ستتكثف طوال يوم الثلاثاء، يوم الانتخابات، وما بعده، وستكون مركزة على الولايات السبع الرئيسية التي قد تحسم الفائز في التصويت وهي: أريزونا ونيفادا وميشيجان وويسكونسن وبنسلفانيا وجورجيا ونورث كارولاينا. وجاء في البيان المشترك: "تعد روسيا التهديد الأكثر نشاطا".

وقال الفريق إن "جهات التأثير" المرتبطة بروسيا تنتج مقاطع فيديو وأخبارا مزيفة لتقويض شرعية الانتخابات، وتخويف الناخبين من العملية، وإيهامهم بأن اشخاصا من ذوي الآراء السياسية المعاكسة يستخدمون العنف ضد بعضهم بعضا.

وأضافت الوكالات: "هذه الجهود قد تثير العنف، بما في ذلك ضد مسؤولي الانتخابات". وتابعت: "نتوقع أن يقوم الفاعلون الروس بنشر محتوى مصطنع إضافي بهذه المواضيع خلال يوم الانتخابات وفي الأيام والأسابيع التي تلي إغلاق صناديق الاقتراع".

وأضاف البيان: "هؤلاء الفاعلون قاموا أيضا بإنتاج وتضخيم مقطع فيديو حديث يصور بشكل زائف مقابلة مع شخص يدعي وجود تزوير انتخابي في أريزونا لدعم نائبة الرئيس كمالا هاريس". وأضاف: "سكرتير ولاية أريزونا نفى بالفعل الادعاء الوارد في الفيديو باعتباره كاذبا".

وجاء في البيان أيضا أن إيران أطلقت "أنشطة سيبرانية خبيثة" تهدف إلى التأثير سلبا على ترمب. كما تحاول الحكومة في طهران التأثير على الانتخابات من خلال مقاطع فيديو ومنشورات مزيفة تهدف إلى تأجيج العنف. وأضاف مسؤولو الاستخبارات أن إيران لا تزال مصممة على الثأر لمقتل قاسم سليماني، الذي قتل في العراق في غارة جوية أميركية بأمر من ترامب في يناير (كانون الثاني) 2020.