النمو السكاني يدفع أسعار العقارات السعودية إلى الارتفاع الربعي الخامس عشر منذ 2021

ارتفعت بنسبة 2.6 % خلال الربع الثالث... ومنهجية جديدة لاحتسابها

أحد المشاريع السكنية التابعة لوزارة البلديات والإسكان (الشرق الأوسط)
أحد المشاريع السكنية التابعة لوزارة البلديات والإسكان (الشرق الأوسط)
TT

النمو السكاني يدفع أسعار العقارات السعودية إلى الارتفاع الربعي الخامس عشر منذ 2021

أحد المشاريع السكنية التابعة لوزارة البلديات والإسكان (الشرق الأوسط)
أحد المشاريع السكنية التابعة لوزارة البلديات والإسكان (الشرق الأوسط)

واصلت أسعار العقارات في السعودية سلسلة ارتفاعاتها للربع الخامس عشر على التوالي، منذ مطلع 2021، وصعدت خلال بيانات الربع الثالث من العام الجاري إلى 2.6 في المائة، على أساس سنوي، متأثرةً بزيادة أسعار العقارات السكنية 1.6 في المائة، والقطاع التجاري 6.4 في المائة، مقابل انخفاض أسعار القطاع الزراعي 8.7 في المائة.

وحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، تصدرت الرياض مناطق السعودية الأكثر ارتفاعاً في أسعار العقارات خلال الربع الثالث لتصل إلى 10.2 في المائة، على أساس سنوي، تلتها حائل 5 في المائة، في حين تراجعت الأسعار في 9 مناطق إدارية تصدَّرتها منطقة الباحة بنسبة وصلت إلى 14.3 في المائة.

جاءت الأرقام الجديدة من الهيئة العامة للإحصاء، معتمدةً على منهجية جديدة في احتساب مؤشر أسعار العقارات، عبر تحديث سنة الأساس إلى 2023 واستخدام نموذج للذكاء الاصطناعي الجغرافي، بهدف معالجة أنواع الصفقات العقارية، واستخدام صور الأقمار الاصطناعية لزيادة جودة ودقة البيانات، وتضمنت تحديثات المنهجية توسيع التغطية الجغرافية لضمان تمثيل أفضل للمناطق الإدارية، ومراجعة التصنيف العقاري في السلة العقارية، حيث جرى تطبيق هذه التحديثات على البيانات من عام 2021.

الجهود الحكومية

ووصف خبراء عقاريون لـ«الشرق الأوسط»، مواصلة أسعار العقارات سلسلة الارتفاعات خلال السنوات الأخيرة منذ مطلع 2021، بأنه يعكس الطلب العالي على العقارات السكنية، بسبب النمو المستمر والجهود الحكومية في تحفيز وتسهيل تملك المواطنين المساكن ضمن مستهدفات «رؤية 2030»، التي تسعى إلى رفع نسب تملك الأسر السعودية للسكن ووصولها إلى 70 في المائة.

وقال الخبير العقاري صقر الزهراني، خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط»، إن هذا الارتفاع يعكس زيادة الطلب على العقارات السكنية والتجارية في المدن والمحافظات السعودية، بسبب النمو السكاني المستمر، والتوسع العمراني، وزيادة المشاريع السكنية التي تهدف إلى تلبية الطلب المرتفع على السكنية من المواطنين، بالإضافة إلى جهود الجهات الحكومية التي ساهمت في تحفيز ودعم التوسع في العقارات والمشاريع السكنية.

وأضاف أن المؤشر يشير إلى ارتفاع أسعار القطاع التجاري بمعدل كبير، مما يُظهر زيادة التحسن في الأنشطة الاقتصادية ومواصلة ارتفاع النشاط التجاري في عدد من المدن والمحافظات، وكذلك ارتفاع الطلب على المساحات التجارية.

المشاريع السكنية

ويتوقع الزهراني أن يستمر النمو وبشكل طفيف في أسعار العقارات للقطاع السكني خلال الربع القادم والأخير من 2024، خصوصاً مع زيادة أعداد المشاريع الموجَّهة لتملك المساكن في غالبية المدن، لافتاً إلى أن وتيرة الارتفاع قد تشهد تباطؤاً نسبياً في العام القادم 2025، خصوصاً في حال إعادة تغيير ضوابط وآليات تنظيم الطلب ببرامج تمويلية أو حوافز أخرى جديدة.

ورجَّح أن يستمر القطاع التجاري في نمو مؤشر أسعار العقارات، وبالذات في المدن التي تشهد نمواً اقتصادياً كبيراً ومشاريع اقتصادية وتنموية كبيرة، مثل المدن الكبرى ومناطق التطوير الجديدة، لافتاً إلى أن القطاع الزراعي قد يستمر على ثبات في مؤشر الأسعار أو قد يتعرض لانخفاضات طفيفة نتيجة توجه السوق نحو الاستخدامات التجارية والسكنية.

المطورون العقاريون

من جانبه، عزا المستشار والخبير العقاري العبودي بن عبد الله، خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط»، تسجيل الرقم القياسي لأسعار العقارات في السعودية ارتفاعاً بنسبة 2.6 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، إلى عاملين؛ أولهما زيادة أسعار القطاع السكني التي ارتفعت بنسبة 1.6 في المائة، مدفوعةً بزيادة الطلب من المطورين لخشيتهم من زيادة الأسعار والنشاط المتوقع في السوق مع الاستمرار في خفض معدلات الفائدة خلال العام المقبل 2025.

وتابع أن العامل الآخر هو ارتفاع أسعار القطاع التجاري التي شهدت زيادة بنسبة 6.4 في المائة، متأثرةً بزيادة الطلب على الأراضي والمشاريع التجارية والمكتبية التي يحتاج إليها السوق بالتزامن مع مشاريع التطوير العملاقة والكبيرة المنبثقة من «رؤية المملكة 2030».


مقالات ذات صلة

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

أعلنت «الهيئة العامة للإحصاء» السعودية، اليوم، ارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 16.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

تحت رعاية ولي العهد... السعودية تستضيف المؤتمر السنوي العالمي 28 للاستثمار

تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تستضيف المملكة المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار «دبليو آي سي»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)
الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)
TT

«كوب 29»: مضاعفة التمويل المناخي إلى 300 مليار دولار

الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)
الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ تصفق بحرارة في الجلسة الختامية لمؤتمر «كوب 29» (د.ب.أ)

بعد أسبوعين من النقاشات الحامية، انتهى مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية (كوب 29)، باتفاق على مضاعفة التمويل المتاح لمساعدة الاقتصادات النامية على مواجهة آثار تغيّر المناخ، إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035.

وعلا التصفيق في قاعة الجلسة العامة في باكو، عندما قرعت مطرقة رئيس «كوب 29»، مختار باباييف، للاتفاق الجديد الذي وصفه الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه «تاريخي»، وأنه يُعدّ «هدفاً طموحاً» في مجال تمويل المناخ. بدوره، عدّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاتفاق «أساساً» يمكن البناء عليه.

في المقابل، أثار الاتفاق حالة من الإحباط لدى الدول النامية التي وصفته بأنه غير كافٍ.

ولم يكن التمويل القضية الوحيدة على الطاولة؛ إذ تم التوصل أيضاً إلى اتفاقيات لبدء تداول أرصدة الكربون العالمية، وذلك بعد نحو عقد من الزمن على اقتراحها.