احتفى مهرجان «الجونة السينمائي» بالممثل المصري محمود حميدة في ندوة «ماستر كلاس»، الجمعة، تحدث فيها عن مسيرته الفنية بحضور مجموعة من الفنانين الذين حرصوا على الاستماع لحديثه عن تجربته السينمائية، منهم بشرى، ولبلبة، وحسين فهمي.
وقال حميدة إنه طوال مسيرته الفنية لم ينتبه إلى نظرة من حوله إليه، وهو الأمر الذي تنبّه له خلال تسلّمه التكريم في حفل افتتاح المهرجان، بعد الكلمة التي ألقتها المخرجة إيناس الدغيدي عن مشواره الفني، الأمر الذي تسبّب في مغالبته للدموع خلال وقوفه على خشبة المسرح.
وخلال الحديث الذي أدارته الممثلة مريم الخشت، تحدث حميدة عن أهمية صناعة السينما بوصفها من الصناعات المهمة تاريخياً التي تعاني بسبب غياب القانون، مشيراً إلى أن «جزءاً من الأزمة مرتبط باحتقار البعض لمهن التسلية رغم أهميتها والدور الكبير الذي تلعبه في حياتنا اليومية».
وتطرّق حميدة للصّعوبات التي واجهته في تصوير فيلم «جنة الشياطين» مع المخرج أسامة فوزي، واضطراره لاقتلاع أسنانه من أجل تقديم شخصيته في الفيلم الذي سيُعرض (السبت) ضمن الاحتفاء به في فعاليات المهرجان، لافتاً إلى أنه حَرِص على تقمّص الشخصية، وقال: «خلعت أسناني من أجل (جنة الشياطين)، واستبدلت بالأسنان العلوية أسناناً ذهبية للظهور بها خلال الأحداث».
«يملك محمود حميدة تجربة سينمائية ثرية»، حسب الناقد المصري خالد محمود، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذه التجربة التي استمرت على مدار أكثر من 3 عقود استطاع حميدة خلالها تقديم أدوارٍ متنوعة وتجارب مهمة سينمائياً، خصوصاً فيلمه الأول (فارس المدينة) الذي قدّمه المخرج الراحل محمد خان».
وأضاف محمود أنه «على الرغم من أن أعماله تتباين في المستوى وتختلف من تجربة لأخرى، فإنه قدّم مسيرة متنوعة متماشية مع الظروف التي مرّت بها صناعة السينما».
وهو رأيٌ يدعمه الناقد السينمائي السعودي أحمد العياد الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدّ حميدة من النجوم المصريين الذين استطاعوا إثبات وجودهم سينمائياً بأدوار مختلفة وصادقة حتى وإن كانت مساحتها صغيرة على الشاشة في بعض الأحيان»، لافتاً إلى أن حميدة يعدّ أحد الفنانين المثقفين الذين لديهم رؤية تجاه عملهم واهتمام به.
وعدّ العياد أن «تجربة حميدة في تقديم مجلة معنية بصناعة السينما (الفن السابع) والاهتمام بنشر الثقافة السينمائية في وقت لم تكن مثل هذه المشروعات الإعلامية رائجة أمر يستحق التقدير والتحية».
وهذه هي المرة الثالثة التي يُكرَّم فيها حميدة خلال أقل من شهرين بعدما كُرِّم في افتتاح مهرجان «المسرح التجريبي» في القاهرة، الشهر الماضي، ومهرجان «وهران للفيلم العربي» في الجزائر مطلع الشهر الحالي.
ويعتقد خالد محمود أن «تعدُّد التكريمات للفنانين في وقت قصير أمرٌ لا يكون صحياً»، لكن في الوقت نفسه يجد أن «هناك أهمية لوجود الممثلين المصريين في المهرجانات العربية، خصوصاً أن الجيل السابق، على غرار نور الشريف وعادل إمام ومحمود عبد العزيز لم يعد موجوداً للمشاركة في المهرجانات السينمائية العربية».