مقتل 17 شخصاً في غارة إسرائيلية على مدرسة بغزة تؤوي نازحين

غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات في غزة (رويترز)
غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات في غزة (رويترز)
TT

مقتل 17 شخصاً في غارة إسرائيلية على مدرسة بغزة تؤوي نازحين

غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات في غزة (رويترز)
غارة إسرائيلية تستهدف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم النصيرات في غزة (رويترز)

أفاد مسؤولون طبيون فلسطينيون بمقتل 17 شخصاً، على الأقل، في غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة في وسط قطاع غزة تؤوي نازحين.

وبحسب «وكالة الأنباء الألمانية»، أسفرت الغارة التي استهدفت، اليوم (الخميس)، المدرسة بمخيم النصيرات للاجئين عن إصابة 32 آخرين، بحسب مستشفى العودة الذي نُقل إليه المصابون.

وقال مستشفى العودة بمخيم النصيرات بوسط قطاع غزة، الخميس، إن 17 فلسطينياً على الأقل، بينهم أطفال، قتلوا في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة بالمخيم الذي يؤوي نازحين.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مركز قيادة تابعاً لحركة «حماس» في مجمع كان في السابق مدرسة في النصيرات.

وحتى الآن، تتلاشى الآمال بأن مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» قد يوفر فرصة لإنهاء الحرب رغم الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه أمر بإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين، واعتقل أكثر من 200 يشتبه في أنهم مسلحون في شمال القطاع، وتحديداً في المنطقة المحيطة بجباليا، وهي هدف لعملية عسكرية مستمرة منذ أسابيع.

وقال أحد سكان جباليا، لوكالة «رويترز» للأنباء، عبر تطبيق للتراسل، «بدلاً من وقف إطلاق النار، الحرب في الشمال بدأت مرة أخرى، نحن محاصرون ومجوّعون والاحتلال يصطادنا من الطيران ومن الدبابات».

وأفاد مسعفون في المستشفى الإندونيسي، أحد المستشفيات الثلاثة التي لا تزال تعمل في المنطقة، الخميس، بأن أحد زملائهم قتل من جراء القصف الإسرائيلي في حين اُعتقل آخر في أثناء توجهه إلى العمل.

ورفض المسؤولون بمجال الصحة في المستشفيات الثلاثة، التي تقول إنها نفدت منها الإمدادات الطبية والغذائية والوقود، الأوامر الإسرائيلية بإخلاء المستشفيات أو ترك المرضى دون رعاية.

وقالت مديرية الدفاع المدني إن الهجمات الإسرائيلية على موظفيها أدت إلى تعليق عملياتها. وتسبب الجيش الإسرائيلي في إصابة ثلاثة من أفرادها واعتقل خمسة آخرون، فيما قصفت دبابة شاحنة الإطفاء الوحيدة التابعة لها.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني إن الناس في تلك المناطق تُركوا «من دون أي خدمات إنسانية أو طبية أو إسعاف». وأججت العملية في الشمال مخاوف بين الفلسطينيين من أن القوات الإسرائيلية تقوم بإخلاء المنطقة من أجل إنشاء منطقة عازلة غير مأهولة للجيش بعد الحرب أو تمهيد الطريق لعودة المستوطنين الذين انسحبوا من غزة في عام 2005.

فلسطينيون يحملون جثمان أحد القتلى من جراء قصف إسرائيلي استهدف مدرسة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)

ونفت إسرائيل مثل هذه الخطط واتهمت «حماس» بعرقلة إجلاء المدنيين من أجل توفير الغطاء لمسلحيها، وهو ما تنفيه «حماس» بدورها.

ومع دخول الحرب عامها الثاني يقترب عدد القتلى من جراء الحملة الإسرائيلية في غزة من 43 ألف شخص، مع تدمير القطاع المكتظ بالسكان بالكامل ونزوح كل سكانه تقريباً.

وشنت إسرائيل الحملة رداً على هجوم قادته «حماس» على إسرائيل العام الماضي، وأسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واحتجاز أكثر من 250 رهينة في غزة، وتقول إسرائيل إنها ستستمر حتى تفكيك «حماس» بالكامل واستعادة الرهائن.

لكنها لم تعلن عن خطة واضحة لمستقبل غزة بعد الحرب، ويبدو أن الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار متعثرة.

وقالت «حماس»، التي لم تعلن بعد عن خليفة للسنوار، إن وفودها تزور تركيا وقطر وروسيا، فضلاً عن التواصل مع مصر والأمم المتحدة وإيران.


مقالات ذات صلة

مقتل مسعف وإصابة 5 آخرين بغارة إسرائيلية على مركز صحي تابع لـ«حزب الله»

المشرق العربي دخان يتصاعد وسط الأعمال العدائية المستمرة بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية بالقرب من الحدود مع إسرائيل يوم 26 أكتوبر 2024 (رويترز)

مقتل مسعف وإصابة 5 آخرين بغارة إسرائيلية على مركز صحي تابع لـ«حزب الله»

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم (السبت) مقتل مسعف وإصابة 5 آخرين في غارة إسرائيلية على مركز صحي بجنوب لبنان.

المشرق العربي الدخان يتصاعد نتيجة غارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز) play-circle 01:59

الضاحية الجنوبية... إخلاء الأثاث يسابق موعدها الليلي مع الغارات

رفعت تلك الضربات المتكررة مستوى المخاوف لدى السكان الذين بدأوا بنقل أثاثهم من المنطقة إلى مواقع نزوحهم.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي فلسطينيون يتجمعون في موقع تعرَّض لضربة إسرائيلية في وسط غزة اليوم (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعتقل العشرات في مستشفى كمال عدوان بشمال غزة

أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها استعادت الاتصال بالموظفين في مستشفى «كمال عدوان» المحاصر في شمال غزة، وتبيَّن أن 3 من العاملين الصحيين أصيبوا، وتم احتجاز 44.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية منظر عام لطهران بعد سماع عدة انفجارات إثر ضربات إسرائيلية (أ.ف.ب)

بعد الضربات المتبادلة... نظرة على القدرات الجوية لدى إسرائيل وإيران

تبادلت إسرائيل وإيران الضربات الجوية في عدة مناسبات هذا العام ما ألقى الضوء على ما تمتلكه الدولتان من قدرات جوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان جراء المعارك بين «حزب الله» والقوات الإسرائيلية (رويترز) play-circle 00:40

الجيش الإسرائيلي يفجّر منازل في عديسة الحدودية جنوب لبنان

أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية بتفجير الجيش الإسرائيلي اليوم (السبت)، منازل سكنية في بلدة حدودية في جنوب لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

تحذيرات أممية: الشلل يهدد حياة الأطفال في اليمن

هذا العام... نُفذت جولتان للتحصين في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية وكانت التغطية بنسبة 100 % (الأمم المتحدة)
هذا العام... نُفذت جولتان للتحصين في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية وكانت التغطية بنسبة 100 % (الأمم المتحدة)
TT

تحذيرات أممية: الشلل يهدد حياة الأطفال في اليمن

هذا العام... نُفذت جولتان للتحصين في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية وكانت التغطية بنسبة 100 % (الأمم المتحدة)
هذا العام... نُفذت جولتان للتحصين في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية وكانت التغطية بنسبة 100 % (الأمم المتحدة)

حذَّرت منظمتان أمميّتان من أن اليمن لا يزال يواجه تفشي فيروس شلل الأطفال المتحور، حيث تم الإبلاغ عن 273 حالة على مدى السنوات الثلاث الماضية، وسط أزمة إنسانية قائمة، وانخفاض معدلات التحصين.

وذكرت منظمتا الصحة العالمية و«اليونيسيف» أن البيانات تظهر أن شلل الأطفال لا يزال يهدد حياة كثير من الأطفال في اليمن، حيث إنه قد يسبب شللاً دائماً لا علاج له، أو الوفاة، لكن الوقاية منه ممكنة بالتطعيم، ونبهتا إلى أن ذلك يأتي في وقت يواجه فيه أطفال اليمن تفشي أمراض أخرى مثل الكوليرا والدفتيريا وسوء التغذية.

معدلات التحصين في اليمن تراجعت من 58 % إلى 46 % خلال العام الماضي (الأمم المتحدة)

وبحسب ما أوردته المنظمتان، فإن اليمن ظل خالياً من شلل الأطفال حتى عام 2020؛ حيث انخفضت معدلات التحصين الوطنية ضد شلل الأطفال من 58 في المائة في عام 2022 إلى 46 في المائة في عام 2023؛ بسبب هشاشة النظام الصحي، والأزمة الاجتماعية والسياسية والأمنية.

وذكر أرتورو بيسيغان، ممثل ورئيس بعثة منظمة الصحة العالمية في اليمن، أن فاشية فيروس شلل الأطفال المتحور من النمط الثاني في اليمن لا تزال مستمرة، وسط ازدياد حالات الطوارئ الصحية الأخرى، مما يزيد من إجهاد النظام الصحي المنهك أساساً.

ونبه المسؤول الأممي إلى أنه يمكن تعزيز آليات الاستجابة للفاشية والترصد، وإحراز تقدم كبير نحو القضاء على انتشار فيروس شلل الأطفال المتحور في اليمن، من خلال سد فجوة التحصين، ومكافحة الزيادة في حالات شلل الأطفال، حيث تتعاون منظمة الصحة العالمية واليونيسيف مع وزارة الصحة والشركاء الآخرين؛ للوصول إلى الأطفال والمجتمعات المحرومة.

حملات مستمرة

منذ عام 2023، تم إجراء سلسلة من حملات التحصين ضد شلل الأطفال في اليمن، ووصلت الحملتان اللتان أُجريتا في عام 2024 إلى 1.2 مليون طفل في الجولة الأولى في شهر فبراير (شباط)، وأكثر من 1.3 مليون طفل في الجولة الثانية في شهر يوليو (تموز)، وهو ما يمثل تغطية بنسبة 100 في المائة و102 في المائة على التوالي.

وبالإضافة إلى ذلك، تقوم وزارة الصحة اليمنية، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسيف والتحالف العالمي للقاحات والتحصين، وشركاء آخرون بتوحيد الجهود لتنفيذ «مبادرة الاستدراك الواسعة»، التي تهدف إلى إعادة تفعيل وتسريع خدمات التحصين الروتينية للأطفال الذين فاتتهم اللقاحات الحيوية.

مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية موّل مشروعاً لحماية 1.2 مليون طفل في اليمن (الأمم المتحدة)

وكانت وزارة الصحة اليمنية والشركاء الصحيون قد أطلقوا المبادرة المشتركة للتوسع في الاستجابة للطوارئ الصحية؛ بهدف توسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية الأولية المتكاملة، بما في ذلك التطعيم. وينصب التركيز على الوصول إلى المناطق التي لا تصلها الخدمات، وتعزيز العدالة الصحية، والتصدي للتفشي المستمر لشلل الأطفال والحصبة.

ويقول بيتر هوكينز، ممثل اليونيسيف في اليمن: «إن المعركة ضد شلل الأطفال صعبة في سياق هش ومتأثر بالنزاع مثل اليمن. لكن القضاء على تفشي شلل الأطفال أصبح في متناول اليد».

وأكد هوكينز الحاجة إلى توحيد الجهود مع السلطات المحلية، والعاملين الصحيين، وقادة المجتمعات المحلية، والشركاء الآخرين؛ لضمان تطعيم كل طفل ضد شلل الأطفال وغيره من الأمراض التي يمكن الوقاية منها.

الحاجة للدعم

بينما تُبذل الجهود، تحدثت المنظمات الأممية عن الحاجة إلى دعم مستمر وموارد إضافية لتكثيف المبادرات الهادفة للقضاء على شلل الأطفال في اليمن وإنقاذ حياة الأطفال من هذا المرض الموهن.

ودعت المنظمات الأممية الحكومات والشركاء والجهات المانحة إلى إعطاء الأولوية لتطعيم الأطفال جميعاً في اليمن ضد الشلل من خلال حملات التطعيم الوطنية، وتعزيز أنظمة التحصين؛ لضمان حصول الأطفال جميعاً على اللقاحات الأساسية المنقذة للحياة.

طفل يمني يتلقى تطعيماً ضد مرض الكوليرا (أ.ف.ب)

وكانت منظمة الصحة العالمية و«مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» قد أطلقا مشروعاً لحماية أطفال اليمن من الأمراض الفتاكة بقيمة 3 ملايين دولار، وسيستفيد من هذا المشروع الحيوي أكثر من 1.2 مليون طفل في محافظات عدن، وحجة، وصعدة، وتعز، وهي المناطق الأكثر تضرراً من تفشي الحصبة.

وستشمل الجهود الرئيسية تحسين التغطية بالتطعيمات للأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال والدفتيريا والسعال الديكي، وتوفير ثلاجات شمسية لـ81 مرفقاً صحياً، ونشر 1540 عاملاً صحياً عبر 770 مرفقاً في 77 منطقة؛ لضمان حملات تطعيم منتظمة خلال مدة المشروع، وتعزيز مراقبة الأمراض.