هل أرسلت كوريا الشمالية بالفعل جنوداً للقتال مع الجيش الروسي؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون (رويترز)
TT

هل أرسلت كوريا الشمالية بالفعل جنوداً للقتال مع الجيش الروسي؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون (رويترز)

اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأحد الماضي، كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي بجنود للقتال في أوكرانيا، فيما أفادت تقارير لوسائل إعلام أوكرانية بأن موسكو تخطط لتشكيل كتيبة من القوات أرسلها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون للمساعدة في دفع القوات الأوكرانية للخروج من كورسك.

وأمس (الأربعاء)، قالت مجلة «نيوزويك» الأميركية، نقلاً عن وسائل إعلام أوكرانية، إن نحو 18 جندياً من كوريا الشمالية يُعتقد أنهم فرّوا من الخطوط المواجهة في روسيا، في حين يبحث عنهم الجيش الروسي.

وأفادت هيئة البث العامة الأوكرانية بأن القوات الكورية انتشرت في منطقتي كورسك وبريانسك الروسيتين، على بُعد نحو أربعة أميال من الحدود مع أوكرانيا.

وقال مسؤولون استخباراتيون إن الجيش الروسي يبحث عن الجنود الكوريين الشماليين، فيما يحاول القادة إخفاء الفرار عن رؤسائهم.

فهل أرسلت كوريا الشمالية بالفعل جنوداً للقتال مع الجيش الروسي؟

قال مصدر استخباراتي عسكري أوكراني لشبكة «بي بي سي» البريطانية، إن الجيش الروسي يشكل وحدة تضم نحو 3000 كوري شمالي في أقصى شرق روسيا، مؤكداً أن بيونغ يانغ تشكل تحالفاً عسكرياً وثيقاً مع الكرملين.

إلا أن «بي بي سي» أكدت أنها لم تتوصل حتى الآن إلى أي دليل أو علامة على تشكيل مثل هذه الوحدة الكبيرة.

وأكد مصدر عسكري في أقصى شرق روسيا أن «عدداً من الكوريين الشماليين وصلوا» وتمركزوا في إحدى القواعد العسكرية بالقرب من أوسورييسك، إلى الشمال من فلاديفوستوك. لكن المصدر رفض التصريح عن عدد أولئك الجنود بدقة، لكنه أشار إلى أن هذا العدد «ليس قريباً على الإطلاق من 3000».

وقد قال خبراء عسكريون لـ«بي بي سي» إنهم يشكّون في قدرة وحدات الجيش الروسي على دمج آلاف الجنود الكوريين الشماليين بين قواتها بنجاح.

ولفت الخبراء إلى أن كوريا الشمالية قد يكون لديها نحو 1.28 مليون جندي نشط، لكن جيشها ليست لديه خبرة حديثة في العمليات القتالية، على عكس الجيش الروسي.

هذا بالإضافة إلى حاجز اللغة وعدم الإلمام بالأنظمة القتالية الروسية.

وقال أحد الخبراء، لذي يقيم في روسيا: «لم يكن من السهل في البداية ضم مئات السجناء الروس، وكان كل هؤلاء الرجال يتحدثون الروسية. فهل سيكون من السهل ضم جنود كوريين شماليين؟».

ونفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، التقارير التي تتحدث عن تورط كوريا الشمالية في حرب بلاده ضد أوكرانيا.

وقال بيسكوف: «هذه المزاعم تطلقها الاستخبارات البريطانية والاستخبارات الأميركية أيضاً طوال الوقت، ولا يقدمون أي دليل عليها».

ولا شك أن موسكو وبيونغ يانغ عززتا مستويات التعاون بينهما في الأشهر الأخيرة. والأسبوع الماضي، أرسل زعيم كوريا الشمالية رسالة تهنئة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة عيد ميلاده، واصفاً إياه بأنه «أقرب رفيق له».

وتعهدت الدولتان في وقت سابق من هذا العام بتبادل تقديم المساعدة في حال تعرضت إحداهما للهجوم.

وزار بوتين كوريا الشمالية لأول مرة منذ 24 عاماً في يونيو (حزيران)، عندما وقّع هو وكيم ما تسمى «اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة» على بند مماثل للمادة 5 من منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي تنص على أن «الهجوم على أحد الأعضاء يعدّ هجوماً على الجميع»، وإذا دخلت أيٌّ من الدولتين «في حالة حرب بسبب عدوان مسلح، فإن الدولة الأخرى ستقدم على الفور المساعدة العسكرية وغيرها بكل الوسائل المتاحة لها»، وفقاً للاتفاقية التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية.

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم يونغ هيون، الأسبوع الماضي: «نظراً لأن روسيا وكوريا الشمالية وقّعتا معاهدة أشبه بالتحالف العسكري، فإن احتمال مثل هذا الانتشار للجنود الكوريين الشماليين في روسيا أمر محتمل للغاية».

وهناك أدلة متزايدة على أن كوريا الشمالية تزود روسيا بالذخيرة، كما اتضح مؤخراً بعد العثور على صاروخ في منطقة بولتافا الأوكرانية.


مقالات ذات صلة

بوتين يهدد باستهداف الدول التي تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لقصف روسيا

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين 21 نوفمبر 2024 (أ.ب) play-circle 00:21

بوتين يهدد باستهداف الدول التي تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لقصف روسيا

حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن بلاده يمكن أن تستخدم صواريخها الجديدة ضد الدول التي تسمح لأوكرانيا بإطلاق صواريخها على روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في سوتشي بروسيا 18 مايو 2018 (رويترز)

ماذا قالت ميركل في مذكراتها عن بوتين وترمب وأوكرانيا؟

بعد ثلاثة أعوام على تقاعدها عادت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل إلى الأضواء بكتاب مذكرات عن حياتها تحدثت فيه عن أوكرانيا وعلاقتها ببوتين وترمب

راغدة بهنام (برلين)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

تسعى روسيا إلى تصعيد التهديد النووي، في محاولة لتثبيط الدعم الغربي لأوكرانيا بانتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض، آملة التوصل إلى اتفاق سلام بشروطها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تحليل إخباري «أتاكمز» صاروخ موجَّه بعيد المدى يبلغ مداه نحو 300 كيلومتر (رويترز)

تحليل إخباري تحليل: صواريخ أتاكمز التي تطلقها أوكرانيا على روسيا ستنفجر في وجه أميركا

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة بالغة الخطورة من بعد استخدام كييف للصواريخ بعيدة المدى التي حصلت عليها من أميركا وبريطانيا لضرب أهداف في العمق الروسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا بوتين وكيم خلال لقائهما العام الماضي (أرشيفية - رويترز)

بينها أسد أفريقي ودبان... بوتين يرسل هدية لشعب كوريا الشمالية

قالت الحكومة الروسية، اليوم (الخميس)، إنها نقلت أكثر من 70 حيواناً من حديقة حيوان بموسكو، بينها أسد أفريقي ودبان بنيان، إلى حديقة حيوان في بيونغ يانغ.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)
خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)
TT

43 قتيلًا في هجوم شمال باكستان

خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)
خلال تشييع شخص قُتل بالهجمات في باكستان الخميس... في باراشينار شمال غربي باكستان في 22 نوفمبر 2024 (أ.ب)

ارتفعت حصيلة هجومين استهدفا، أمس (الخميس)، موكبين لعائلات شيعية في شمال غربي باكستان، الذي يشهد عنفاً طائفياً، إلى 43 شخصاً من بينهم 7 نساء و3 أطفال.

وقال جاويد الله محسود، المسؤول المحلي في كورام؛ حيث وقع الهجومان، إنه بالإضافة إلى القتلى «أُصيب 16 شخصاً، منهم 11 في حالة حرجة».

وأكد شرطي في الموقع هذه الحصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم الكشف عن هويته، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال مسؤول محلي آخر في باراشينار، معقل الشيعة في كورام، إن «السكان أقاموا اعتصاماً في أثناء الليل في السوق المركزية يتواصل حتى الآن».

ورداً على ذلك «قُطعت شبكة الهاتف الجوال، وفُرض حظر تجول على الطريق الرئيس» و«عُلّقت» حركة المرور.

من جهته، أشار محسود إلى أن مجلساً قبلياً «عُقد من أجل إعادة فرض السلام والنظام».

منذ يوليو (تموز)، خلّفت أعمال العنف بين القبائل الشيعية والسُّنِّية في هذه المنطقة الجبلية أكثر من 70 قتيلاً، بحسب اللجنة الباكستانية لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية مدافعة عن الحريات في البلاد.

وتندلع بشكل دوري اشتباكات قبلية وطائفية، ثم تتوقف حين يتم التوصل إلى هدنة من قبل مجلس قبلي (الجيرغا). وبعد أسابيع أو أشهر تتجدد أعمال العنف.

وشهدت كورام في يوليو، وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) حوادث سقط فيها قتلى.

منذ ذلك الحين تواكب الشرطة العائلات التي تنتقل إلى المناطق التي يسكنها أتباع الديانة الأخرى.

وتتعلق النزاعات بين القبائل ذات المعتقدات المختلفة، خصوصاً بمسألة الأراضي في المنطقة؛ حيث تكون قواعد الشرف القبلية قوية، وغالباً ما تسود على النظام الذي تكافح قوات الأمن للحفاظ عليه.