«الشاباك» يكشف خطة اغتيالات إيرانية عبر تجنيد إسرائيليين

«الحرس الثوري» استخدم الشبكات الاجتماعية للوصول إلى عملاء

صورة وزعتها الشرطة الإسرائيلية لشخصين كتبا شعارات مؤيدة لإيران على سيارات
صورة وزعتها الشرطة الإسرائيلية لشخصين كتبا شعارات مؤيدة لإيران على سيارات
TT
20

«الشاباك» يكشف خطة اغتيالات إيرانية عبر تجنيد إسرائيليين

صورة وزعتها الشرطة الإسرائيلية لشخصين كتبا شعارات مؤيدة لإيران على سيارات
صورة وزعتها الشرطة الإسرائيلية لشخصين كتبا شعارات مؤيدة لإيران على سيارات

في أعقاب الكشف عن خلية يهودية تعمل لصالح طهران نفذت عمليات تخريب عدة في منطقة تل أبيب، أعلن مسؤول رفيع في جهاز «الشاباك» (جهاز المخابرات العامة)، الاثنين، أن هناك دائرة استخباراتية في «الحرس الثوري» الإيراني حاولت تجنيد مئات الإسرائيليين اليهود وكلاءَ لها، تستهدف اغتيال شخصيات سياسية وعسكرية مهمة.

وقال مسؤول «الشاباك»، أمام القضاة في المحكمة المركزية في تل أبيب، إن الإيرانيين يتواصلون مع المواطنين اليهود الإسرائيليين عبر الشبكات الاجتماعية مثل خدمة «تلغرام»، ويعرضون عليهم العمل في خدمتهم مقابل المال. وفي البداية، يعرضون عليهم القيام بنشاطات بسيطة مثل كتابة شعارات، ثم يرتفع سقف الطلبات ليصل إلى تنفيذ عمليات اغتيال كبيرة، مثل استهداف رئيس أركان سابق للجيش، أو وزير سابق. وقبل شهر، ضُبط رجل أعمال إسرائيلي قال إن الإيرانيين الذين جندوه ناقشوا معه إمكانية اغتيال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.

وقد صدُم الإسرائيليون اليوم بتقديم لائحة اتهام «في قضية أمنية خطيرة أخرى»، كما قال «الشاباك»، تتعلق بزوجين إسرائيليين متهمين بالاتصال مع المسؤولين الإيرانيين مقابل المال. ووفق التفاصيل التي سُمح بنشرها، فإن المتهمين مهاجران جديدان من دول الاتحاد السوفياتي السابق. ويدعى الرجل فلاديسلاف فكتورسون (30 عاماً)، وهو مهاجر من أوكرانيا، وشريكته في الحياة، آنا بيرنشتاين (18 عاماً)، وهي مهاجرة من بيلاروسيا، وهما يعيشان معاً مؤخراً في أبراج «ليوناردو سيتي تاور» الفخمة في رمات غان.

من الكتابة على الجدران إلى محاولات الاغتيال

تظهر لائحة الاتهام أنه في الأشهر الأخيرة، اتصل بالزوج مسؤول إيراني عرّف نفسه بأنه «ضابط الارتباط، مري حسين»، وعرض عليه القيام بمهام بسيطة لإظهار معارضة قوية لحكومة نتنياهو مقابل مبلغ من المال. واتفق معه على أن يكتب شعارات على الجدران مثل «نتنياهو هتلر»، مقابل 20 دولاراً لكل كتابة كهذه. فبدأ فكتورسون بكتابة 100 شعار من هذا القبيل في كل من رمات غان وبيتح تكفا القريبة منها. ثم طلب نشر ملصقات، وحرق سيارات (قبض لقاءها 2850 دولاراً) ثم حرق أشجارٍ في الأحراج (1450 دولاراً). وكان يدفع له بالعملات الرقمية.

وعندما شعر الإيراني بأن العميل الإسرائيلي يحتاج إلى المال بشكل مُلحّ، وعده بزيادة المبالغ باطّراد، حسب المهمات، حتى تصل إلى ذروتها في حال إلقاء قنبلة على منزل مسؤول أو اغتيال مسؤول كبير. فوافق المواطن الإسرائيلي، وطلب منه توثيق كل مهمة ينفذها شرطاً للدفع. ووفق لائحة الاتهام، فإن هناك مراسَلات بين العميل الإيراني وفكتورسون، أعرب فيها عن موافقته على تنفيذ عملية الاغتيال مقابل عشرات الآلاف من الدولارات. ومن أجل تنفيذ الخطة، قام الزوج بالاتصال بتاجر أسلحة، طالباً نوعية محددة.

صورة وزعتها الشرطة الإسرائيلية لحرق سيارات من قِبل عملاء جندتهم إيران
صورة وزعتها الشرطة الإسرائيلية لحرق سيارات من قِبل عملاء جندتهم إيران

رصد الاتصالات

تقول لائحة الاتهام إن فكتورسون تمكن من تجنيد زوجته وشخص آخر في هذه المهمات، وإن «الشاباك» كشف المراسلات بين الطرفين، وتركهما يتمتعان بالعمليات. ولكن، في المرحلة التي بدا فيها التقدم في الحديث عن الاغتيال، وتفاقم الفهم بأن المتهم كان بالفعل في مرحلة متقدمة تقترب من التنفيذ، قرر إدخال الشرطة وعدم المخاطرة، فاعتُقل الزوجان والشخص الثالث الذي تم حظر أي نشر عنه. وفي التحقيق، اعترف الزوجان بما نُسب إليهما، وتعاونا وربطا الشخص الثالث بالقضية. وأكدوا أن الدافع لتجنيدهم اقتصر على المال. وحتى عندما فهموا بالفعل أنه مسؤول إيراني، ادعوا في التحقيق أنهم لا يستطيعون التوقف؛ لأنهم بحاجة إلى مساعدة مالية. وشكر الزوجان المحققين على اعتقالهما، وأعربا عن ندمهما.

محاولات سابقة

يُذكر أن هذه القضية تأتي بعد أقل من شهر من اعتقال رجل الأعمال اليهودي، موطي ممان (73 عاماً)، من سكان أشكلون، الذي قُدّمت ضده أيضاً لائحة اتهام بالتجسس لصالح إيران. ووفق «الشاباك»، فإن هذه الحالة ليست فردية بل هي نمط من العمل يتكرر في الأشهر الأخيرة، ويوضح تصميم الإيرانيين على إنشاء خلايا مسلّحة في إسرائيل تقوم بمهام لهم بهدف الإضرار بأمن إسرائيل. كما قال إن مئات الإسرائيليين تلقوا اتصالات من جهات إيرانية بغرض تجنيدهم، لكنهم رفضوا، وغالبية الحالات ألغتها الشرطة بالأمر. وأضاف أن السمات والصفات الشخصية التي حددتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لأولئك المواطنين الذين يتم الاتصال بهم من طهران، هي أن يكونوا مواطنين إسرائيليين غير أصليين، أي ليسوا مولودين هنا، مثل المهاجرين الجدد من دول الاتحاد السوفياتي السابق.


مقالات ذات صلة

نتنياهو يتهم قادة مخابراته بابتزازه على طريقة المافيا

شؤون إقليمية نتنياهو وإلى يساره سكرتيره العسكري آفي غيل وإلى يمينه رئيس المخابرات رونين بار ووزير الدفاع (السابق) يوآف غالانت ورئيس الأركان (السابق) هيرتسي هليفي خلال زيارة ميدانية سابقة لقاعدة عسكرية قرب جنين (مكتب الصحافة الحكومي)

نتنياهو يتهم قادة مخابراته بابتزازه على طريقة المافيا

دخل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في صدام مباشر مع قادة جهاز المخابرات العامة «الشاباك» فاتهمهم بالقيام بعملية ابتزاز ضده «على طريقة المافيا».

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية رجال دين دروز في انتظار الحافلات التي تقل أعضاء من المجتمع الدرزي السوري للعبور من سوريا نحو إسرائيل... الصورة في قرية مجدل شمس بمرتفعات الجولان السورية التي تسيطر عليها إسرائيل في 14 مارس 2025 (أ.ب)

وفد درزي سوري يتوجه إلى إسرائيل

توجّه نحو ستين رجل دين درزياً صباح الجمعة من محافظة القنيطرة في جنوب سوريا، نحو إسرائيل، وفق ما أفاد مراسل «وكالة الصحافة الفرنسية»، في زيارة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإيلون ماسك (يسار) يزوران كيبوتس كفار عزة بالمنطقة الحدودية مع قطاع غزة في 27 نوفمبر 2023 (د.ب.أ)

إسرائيل تسعى للتعاقد مع «تسلا» لتزويد كبار المسؤولين بسيارات كهربائية

ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن بلاده طلبت من شركة «تسلا»، المملوكة للملياردير إيلون ماسك، تقديم عرض لتزويد كبار المسؤولين بسيارات كهربائية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي طفلة فلسطينية تنتظر الحصول على طعام من أحد المطابخ الخيرية في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز) play-circle

«حماس»: التقارير عن تقديم مقترحات جديدة تهدف للقفز على اتفاق غزة ‎

قال حازم قاسم الناطق باسم حركة ‏«حماس» إن اللقاءات مستمرة مع الوسطاء في الدوحة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجديد إيال زامير يوم 21 يناير 2025 (الجيش الإسرائيلي)

جنرالات سابقون يحذّرون: الجيش الإسرائيلي يفقد الاستقلالية

حذَّر قادة سابقون بالجيش الإسرائيلي من «ولاء تام» يبديه رئيس الأركان الجديد إيال زامير حيال سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ويخشون أن يفقد الجيش استقلاليته.

نظير مجلي (تل أبيب)

عائلات المحتجَزين في غزة تُطوّق وزارة الدفاع بتل أبيب

عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة خلال اعتصام في تل أبيب يوم 13 مارس الحالي (أ.ف.ب)
عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة خلال اعتصام في تل أبيب يوم 13 مارس الحالي (أ.ف.ب)
TT
20

عائلات المحتجَزين في غزة تُطوّق وزارة الدفاع بتل أبيب

عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة خلال اعتصام في تل أبيب يوم 13 مارس الحالي (أ.ف.ب)
عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة خلال اعتصام في تل أبيب يوم 13 مارس الحالي (أ.ف.ب)

في محاولةٍ للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه وقيادة الجيش، يقيم المئات من أفراد عائلات المحتجَزين الإسرائيليين لدى «حماس» ومُناصريهم، حصاراً حول وزارة الدفاع ومقر رئاسة أركان الجيش في تل أبيب؛ وذلك للمطالبة بتسريع إنجاز صفقة تبادل الأسرى والمحتجَزين.

وتنطلق هذه العائلات في احتجاجها من القناعة بأن هناك إمكانية واقعية لتحرير جميع المحتجَزين، إذا وافقت الحكومة على إنهاء الحرب، وأن الحكومة ترفض هذه الفكرة فقط لأسباب سياسية وحزبية؛ لأن نتنياهو يخاف من سقوط ائتلافه. فحتى لو اقتنع هو بالأمر، فإنه لا يستطيع إقناع حلفائه في اليمين المتطرف بذلك. ولهذا، يضطر الأميركيون وبقية الوسطاء لطرح مقترحات حل وسط؛ للتوصل إلى صفقات جزئية. وترى هذه العائلات أن الاقتراح الأخير الذي طرحه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في العاصمة القطرية الدوحة، يوم الأربعاء، لتمديد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لعدّة أسابيع، مقابل إطلاق «حماس» سراح خمسة رهائن إسرائيليين أحياء على الأقلّ، وعدد من الرهائن القتلى الذين تحتجزهم الحركة، ينطوي على انتقائية قتالة.

ويقولون إن الإدارة الأميركية، وبدافعٍ من حرصها على المواطنين الأميركيين، وافقت على هذه الصفقة الجزئية لأنها تضم المحتجَز عيدان ألكسندر، ومعه أربع جثث لمحتجَزين مثله، يحملون الجنسية المزدوجة (أميركيين إسرائيليين). وهم يخشون أن تُواصل حكومة نتنياهو المماطلة، فيبقى المحتجَزون الآخرون في أَسر «حماس» وتُفجر إسرائيل الحرب من جديد، وتعرِّض بذلك حياتهم للخطر.

وقد أصدر «منتدى عائلات المخطوفين» في تل أبيب، الجمعة، بياناً اقترحوا فيه بسخرية على كل مواطن في إسرائيل أن يسعى لاستصدار جنسية أجنبية حتى يضمن حقوقه؛ لأن الحكومة الإسرائيلية تبث رسائل تدل على أنها لا تكترث بأرواح أبنائها.

وقالت الطبيبة شيرلي أورن (57 عاماً)، التي تقيم في إحدى خيام الحصار على الوزارة، إن الواجب يقضي بالقيام بنشاطات تُزعزع إسرائيل. وأضافت، في حديث مع صحيفة «غلوبس» الاقتصادية: «الجمهور يائس، لذلك لا يخرج إلى الشوارع. فمن الصعب أن تمسك عشرات ومئات الألوف من المتظاهرين لعدة سنوات، خصوصاً عندما يكون رئيس حكومتك بلا إحساس ويقوم بعملية تحريض على عائلات المخطوفين ويرسل نشطاء يهددون وينفّذون اعتداءات جسدية ونفسية علينا. لكن ما من حل سوى الإصرار على الكفاح. يجب أن نبقى في الشارع، 24 ساعة وكل يوم في الأسبوع. فإن لم يفهم نتنياهو، فسيفهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي يُبدي تعاطفاً حقيقياً مع المخطوفين الإسرائيليين أكثر من رئيس حكومة إسرائيل».

أقارب المحتجَزين الإسرائيليين بغزة خلال احتجاج للمطالبة بتأمين الإفراج عنهم في تل أبيب يوم 13 مارس (رويترز)
أقارب المحتجَزين الإسرائيليين بغزة خلال احتجاج للمطالبة بتأمين الإفراج عنهم في تل أبيب يوم 13 مارس (رويترز)

يُذكر أن المبعوث الأميركي ويتكوف قدَّم، وفق ما أورد موقع «واللا» العبري، الجمعة، مقترحاً محدّثاً، الأربعاء، يتضمن تمديد وقف إطلاق النار في غزة، حتى بعد شهر رمضان، وعيد الفصح الذي ينتهي في 20 أبريل (نيسان) المقبل، بالإضافة إلى استئناف تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة. ووفق ما أورد التقرير، نقلاً عن مصدر «مطّلع على التفاصيل»، فإنّ «حماس» ستُفرج، بموجب المقترح الجديد، عن نحو خمس رهائن أحياء، ونحو تسع رهائن قتلى. وكان المقترح السابق، الذي عرضه ويتكوف، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، يقضي بالإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين في الدفعة الأولى، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 50 أو 60 يوماً، وأن تستأنف إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية قطاع غزة، إلى جانب «مكونات إعادة إعمار» تُطالب بها «حماس»، وفق التقارير الإسرائيلية. لكن «حماس» رفضت هذا المقترح، فعرض ويتكوف اقتراحاً جديداً.

وقد استغل نتنياهو هذا ليهاجم «حماس» ويدَّعي أنها رفضت المقترح الأميركي؛ على أمل أن تُسانده الولايات المتحدة في استئناف الحرب، لكنه عاد وأعلن أنه سيدعو إلى جلسة للكابنيت (المجلس الوزاري المصغر لشؤون السياسة والأمن)، مساء السبت؛ لتقييم الوضع.