الفاتيكان لتعيين أول كاردينال من أصل فلسطيني... ماذا نعرف عنه؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5069837-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%83%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B5%D9%84-%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%86%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%B9%D9%86%D9%87%D8%9F
الفاتيكان لتعيين أول كاردينال من أصل فلسطيني... ماذا نعرف عنه؟
المطران ناتاليو شوملي غريب رئيس أساقفة سانتياغو دي تشيلي (متداولة)
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
الفاتيكان لتعيين أول كاردينال من أصل فلسطيني... ماذا نعرف عنه؟
المطران ناتاليو شوملي غريب رئيس أساقفة سانتياغو دي تشيلي (متداولة)
أعلن بابا الفاتيكان، فرنسيس، عقد المجمع الكنسي «كونسستوار»، في 8 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لتعيين 21 من الكرادلة الجدد، ومن بينهم أول كاردينال من أصول فلسطينية، وهو المطران فرناندو ناتاليو شوملي غريب، رئيس أساقفة سانتياغو دي تشيلي، في تشيلي.
والكاردينال أرفع منصب في الكنيسة بعد البابا، ومركز رسمي لأسقف مسؤول في الكنيسة الكاثوليكية، وهو عضو مجمع الكرادلة وفي الكوريا الرومانية.
ويجري تعيين الكرادلة من قِبل البابا، ويتولى الكرادلة مهمة انتخاب البابا القادم في حال وفاة البابا، لكن يُستثنى من هذا الانتخاب الكرادلة الذين يبلغون من العمر ثمانين عاماً أو أكثر.
والمطران فرناندو ناتاليو هو من عائلة الشوملي، التي تنحدر من مدينة بيت ساحور، المجاورة لبيت لحم، وقد وُلد في 10 مارس (آذار) 1957 بمدينة سانتياغو في تشيلي، وهو من المهاجرين الفلسطينيين المقيمين فيها.
ترحيب من الأقارب
وقد رحّب ابن عمه، النائب البطريركي المطران وليم الشوملي، بقرار التعيين، بوصفه أوّل كاردينال من أصول فلسطينيّة، وعدَّه «خطوة مهمة جداً تلفِت انتباه العالم إلى وجود كنيسةٍ حيّةٍ في فلسطين، ما زالت تعمل وتؤدّي شهادةً إنسانيّةً وروحيّةً وسط ظروفٍ مأساويّةٍ ومصيريّة».
والكاردينال الجديد، فرناندو شوملي غريب، هو أسقف تشيلي للكنيسة الكاثوليكيّة، وهو رئيس أساقفة سانتياغو في تشيلي منذ ديسمبر 2023.
وجرى تكريسه أسقفاً في عام 2006، وخدم لمدّة خمس سنوات أسقفاً مساعداً لسانتياغو، ثمّ من عام 2011 إلى عام 2023 كان رئيس أساقفة كونسيبسيون.
فخر بالجذور
ووُلد في سانتياغو دي تشيلي، ليكون أحد خمسة أطفال وُلدوا لطبيب الأسنان خوان شوملي سيلسي وفيتاليا غريب أغواد، وقد وصف نفسه دائماً بأنّه من أصول فلسطينيّة.
درس في كليّة التّحالف الفرنسيّ والمعهد الوطنيّ في سانتياغو، وحصل على درجة في الهندسة المدنيّة من الجامعة البابوية الكاثوليكيّة في تشيلي عام 1981، ودرس الفلسفة واللّاهوت في المعهد البابوي الكبير بسانتياغو بدءاً من عام 1984.
وعمل شوملي كاهناً رعوياً، ومندوباً أسقفياً للرّعاية الرعويّة الجامعيّة، وأستاذاً في اللّاهوت الأخلاقيّ والأخلاقيّات الحيويّة في كليّات اللّاهوت والطبّ بالجامعة الكاثوليكيّة البابويّة في تشيلي، وفي الإكليريكيّة الكبرى بسانتياغو، وكاهناً رعوياً في سانتا ماريا دي لا ميسيريكورديا، ومشرفاً على الكوريا ورئيساً مندوباً للمجلس الاقتصاديّ للأبرشيّة.
وزار شوملي بيت ساحور مرّتين، وتعرّف على أقاربه وأعمامه، وعلى أخواله من عائلة غريب الساحوريّة. وعُرف عنه استقامته وطيبته وحبّه للكنيسة وللفقراء أيضاً، ويحظى بشعبية بين مواطني تشيلي، وهو ما عزَّز فرص تكريمه من البابا فرنسيس فجعله أحد أعضاء المجمع الانتخابيّ الذي ينتخب البابا الجديد.
يُذكر أن البابا فرنسيس كان قد رفع رتبة بطريرك القدس للاتين، بييرباتيستا بيتسابالا، إلى رتبة الكاردينالية، في السنة الماضية، خلال مراسم دينية واحتفالية جرت في ساحة القديس بطرس بحاضرة الفاتيكان، بحضور وفد رسمي فلسطيني، إلى جانب وفود رسمية وكنسية وشعبية من فلسطين والأردن وسائر أنحاء العالم، وحمل عدد من المشاركين في المراسم حينها العَلم الفلسطيني.
جنبلاط يلتقي الشرع في «قصر الشعب»: عاشت سوريا حرة أبيةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5094157-%D8%AC%D9%86%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%B7-%D9%8A%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A8-%D8%B9%D8%A7%D8%B4%D8%AA-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%AD%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%A8%D9%8A%D8%A9
رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)
بيروت - دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت - دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
جنبلاط يلتقي الشرع في «قصر الشعب»: عاشت سوريا حرة أبية
رئيس «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط ونجله تيمور خلال اللقاء مع الشرع (أ.ف.ب)
في زيارة هي الأولى لزعيم ومسؤول لبناني إلى دمشق، بعد سقوط نظام بشار الأسد، التقى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» السابق، وليد جنبلاط، القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع في «قصر الشعب».
وزار جنبلاط، الذي كان أول زعيم ومسؤول لبناني يبادر إلى التواصل مع الشرع، دمشق، على رأس وفد من الحزب وكتلة «اللقاء الديمقراطي»، يضم نجله تيمور، برفقة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى، ووفد من المشايخ والإعلاميين.
لعودة العلاقات ومحاكمة عادلة
وتحمل هذه الزيارة، التي هنّأ خلالها جنبلاط، الشرع، بـ«انتصاره»، بعداً وطنياً يرتكز على مستقبل العلاقة بين لبنان وسوريا، فهي تحمل كذلك بعداً درزياً يرتبط بما ستكون عليه علاقة السلطة الجديدة في سوريا مع الأقليات، تحديداً الطائفة الدرزية، في ظل الضغوط الإسرائيلية التي تمارس عليها، وهو ما كان الشرع واضحاً بشأنه في لقائه مع الزعيم الدرزي بالقول: «سوريا لن تشهد بعد الآن استبعاداً لأي طائفة»، مضيفاً أن «عهداً جديداً بعيداً عن الحالة الطائفية بدأ».
وفي كلمة له أثناء لقائه الشرع، هنأ جنبلاط القيادة السورية الجديدة بـ«التحرّر من نظام حكم (بشار) الأسد، والتطلع نحو سوريا الموحدة... عاشت سوريا حرّة أبية كريمة».
وقال جنبلاط: «من جبل لبنان، من جبل كمال جنبلاط، نحيي هذا الشعب الذي تخلص من الاستبداد والقهر، التحية لكم ولكل من ساهم في هذا النصر، ونتمنى أن تعود العلاقات اللبنانية - السورية من خلال السفارات، وأن يحاسب كل الذين أجرموا بحق اللبنانيين، وأن تقام محاكم عادلة لكل من أجرم بحق الشعب السوري، وأن تبقى بعض المعتقلات متاحف للتاريخ».
وأضاف: «الجرائم التي ارتبكت بحق الشعب تشابه جرائم غزة والبوسنة والهرسك، وهي جرائم ضد الإنسانية، ومن المفيد أن نتوجه إلى المحكمة الدولية لتتولى هذا الأمر والطريق طويل»، مشيراً إلى أنه سيتقدم بـ«مذكرة حول العلاقات اللبنانية السورية».
الشرع: النظام السابق قتل الحريري وسنحترم سيادة لبنان
في المقابل، تعهد الشرع، الذي التقى جنبلاط للمرة الأولى مرتدياً بدلة وربطة عنق، بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذاً «سلبياً» في لبنان، وستحترم سيادة هذا البلد المجاور. وفيما لفت إلى أن «المعركة أنقذت المنطقة من حربٍ إقليميّة كبيرة، وربما من حرب عالمية»، أكد أن «سوريا لن تكون حالة تدخل سلبي في لبنان على الإطلاق، وستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه واستقلال قراره واستقراره الأمني، وهي تقف على مسافة واحدة من الجميع».
ولفت الشرع إلى أن «النظام السابق كان مصدر قلق وإزعاج في لبنان، وهو عمل مع الميليشيات الإيرانية على تشتيت شمل السوريين»، مؤكداً أن «نظام الأسد قتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري»، وتعهد بأن «يكون هناك تاريخ جديد في لبنان نبنيه سوية بدون حالات استخدام العنف والاغتيالات»، وقال: «أرجو أن تمحى الذاكرة السورية السابقة في لبنان».
وشدد الشرع على حماية الأقليات، قائلاً: «مع اعتزازنا بثقافتنا وبديننا وإسلامنا... لا يعني وجود الإسلام إلغاء الطوائف الأخرى، بل على العكس هذا واجب علينا حمايتهم». وأضاف: «اليوم يا إخواننا نحن نقوم بواجب الدولة في حماية كل مكونات المجتمع السوري».
دروز سوريا
وتحدث عن دروز سوريا تحديداً، مذكراً بأن «الإدارة الجديدة أرسلت وفوداً حكومية إلى مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في جنوب غرب البلاد»، وقال: «أهلنا في السويداء كانوا سباقين في مشاركة أهلهم في الثورة، وساعدونا في تحرير منطقتهم في الآونة الأخيرة».
وأضاف: «سنقدم خدمات كثيرة، نراعي خصوصيتها، ونراعي مكانتها في سوريا»، وتعهد بتسليط الضوء على ما وصفه بأنه تنوع غني للطوائف في سوريا.
أبي المنى وشعار الدروز
من جهته، قال الشيخ أبي المنى إن «شعب سوريا يستحق هذا السلم، ويستحق الازدهار، لأن سوريا قلب العروبة النابض». وأشار إلى أن «الموحدين الدروز لهم تاريخ وحاضر يُستفاد منه، فهم مخلصون للوطن وشعارهم شعار سلطان باشا الأطرش وشعار الكرامة، وكرامتهم من كرامة الوطن، لذلك نحن واثقون أنكم تحترمون تضحياتهم وهم مرتبطون بوطنهم».
ارتياح في السويداء
ولاقت زيارة الزعيم الدرزي إلى دمشق ارتياحاً في أوساط السوريين الدروز. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر أهلية متقاطعة في السويداء، جنوب سوريا، أن هناك توافقاً بين الزعامات الروحية حول الموقف من «إدارة العمليات» ممثلة بقائدها أحمد الشرع، والتأكيد على العمقين الإسلامي والعربي لطائفة الدروز الموحدين وخصوصية جبل العرب، ودورهم التاريخي في استقلال سوريا كمكون سوري أصيل، وتطلعهم إلى دستور جديد يجمع عليه السوريون.
وحسب المصادر، فإن «هذا الموقف كان مضمون الرسالة التي حملها الوفد الدرزي إلى قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، الأحد، وقد كانت نتائج الاجتماع إيجابية»، واعتبر دروز السويداء أن زيارة جنبلاط «خطوة عقلانية وحكيمة باتجاه الحفاظ على وحدة سوريا، وقطع الطريق على كل من يحاول تخريب العيش المشترك بين جميع السوريين، ووأد الفتن ما ظهر منها وما بطن».
ووفق المصادر، كان وفد درزي من لبنان زار السويداء قبل يوم من زيارة جنبلاط إلى دمشق، والتقى مشيخة العقل في السويداء، حيث قال شيخ العقل حمود الحناوي إنهم يتطلعون إلى «مواقف جنبلاط وأهلنا في لبنان باعتبارها سنداً ومتنفساً للتعاون من أجل مصالحنا كمواطنين سوريين لنا دورنا التاريخي والمستقبلي».
بعد 13 عاماً
ودخل الجيش السوري، لبنان، عام 1976 كجزء آنذاك من قوات عربية للمساعدة على وقف الحرب الأهلية، لكنه تحوّل إلى طرف فاعل في المعارك، قبل أن تصبح دمشق «قوة الوصاية» على الحياة السياسية اللبنانية تتحكّم بكل مفاصلها، حتى عام 2005، تاريخ خروج قواتها من لبنان تحت ضغط شعبي بعد اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في انفجار وجهت أصابع الاتهام فيه إليها ولاحقاً إلى حليفها «حزب الله»، قبل أن تحكم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان على اثنين من قادة الحزب بالسجن مدى الحياة، على خلفية قتل 22 شخصاً بينهم الحريري.
ويتهم جنبلاط، دمشق، باغتيال والده كمال في عام 1977 خلال الحرب الأهلية، في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد.
ونُسبت اغتيالات العديد من المسؤولين اللبنانيين الآخرين المناهضين لسوريا إلى السلطة السورية السابقة.
وعلى خلفية هذه الاغتيالات، تأرجحت علاقة الزعيم الدرزي مع النظام السوري السابق، الذي كان قد قاطعه وشنّ هجوماً غير مسبوق على رئيسه المخلوع، واصفاً إياه بـ«القرد» في المظاهرات التي نظمها فريق «14 آذار» إثر اغتيال الحريري عام 2005، قبل أن تعاد هذه العلاقة وترمّم بشكل محدود في عام 2009، لتعود إلى مرحلة العداوة مجدداً مع مناصرة جنبلاط للثورة السورية التي انطلقت عام 2011.
أما اليوم، وبعد 13 عاماً، عاد الزعيم الدرزي إلى دمشق «شامخاً مظفراً بالنصر»، وفق ما وصفه أمين سر كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي أبو الحسن، عبر حسابه على منصة «إكس»، مضيفاً: «ها قد عدنا إلى سوريا الحرة مع الأمل الكبير الواعد بأن تنعم سوريا وشعبها بالحرية والديمقراطية والتنوّع والاستقرار والازدهار»، داعياً إلى «بناء أفضل العلاقات التي تحفظ سيادة وحرية واستقلال وطننا الحبيب لبنان وتحفظ سوريا الواحدة الموحدة الأبية».
وتوجه إلى السوريين بالقول: «هنيئاً لكم ولنا الانتصار الكبير، ويبقى الانتصار الأكبر هو الحفاظ على الوحدة الوطنية والحرية والهوية».