«معنويات سلبية» تكسر سلسلة مكاسب «نيكي»

طلب قوي على السندات اليابانية لأجل 30 عاماً

رجل يمر أمام مقر بورصة طوكيو في العاصمة اليابانية (أ.ب)
رجل يمر أمام مقر بورصة طوكيو في العاصمة اليابانية (أ.ب)
TT

«معنويات سلبية» تكسر سلسلة مكاسب «نيكي»

رجل يمر أمام مقر بورصة طوكيو في العاصمة اليابانية (أ.ب)
رجل يمر أمام مقر بورصة طوكيو في العاصمة اليابانية (أ.ب)

أنهى المؤشر «نيكي» الياباني سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أيام، ليغلق على انخفاض، اليوم (الثلاثاء)، وسط تأثر المعنويات سلباً بقوة الين وضعف أداء «وول ستريت» في ختام جلسة، يوم الاثنين.

وهبط المؤشر «نيكي» 1 في المائة، ليغلق عند 38937.54 نقطة، بعد أن ارتفع، الاثنين، 1.8 في المائة. وقفز المؤشر بإجمالي 4 في المائة خلال الجلسات الثلاث السابقة.

وقال المدير لدى «شينكين» لإدارة الأصول، ناوكي فوجيوارا: «تراجعت الأسهم اليابانية مع دفع الانخفاضات التي شهدتها (وول ستريت) الليلة السابقة المستثمرين إلى جني الأرباح بعد موجة الصعود التي استمرت ثلاثة أيام». وأضاف أن «قوة الين أثرت أيضاً في المعنويات».

وأغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية على انخفاض بنحو 1 في المائة، يوم الاثنين، مع تقليص المتعاملين رهاناتهم على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) لأسعار الفائدة، وتزايد القلق إزاء تأثير الصراع في الشرق الأوسط في أسعار النفط.

وارتفع الين قليلاً إلى 148.07 للدولار، بعد أن هبط إلى أدنى مستوى في سبعة أسابيع عند 149.10 في الجلسة السابقة. وتؤثر قوة الين سلباً في أسهم شركات التصدير؛ إذ تتسبّب في خفض قيمة الأرباح التي تجنيها الشركات في الخارج عند احتسابها بالين.

وهبط المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 1.47 في المائة إلى 2699.15 نقطة، مع تراجع سهم «تويوتا موتورز» 2.93 في المائة، ليكبّد المؤشر أكبر خسائر. وتراجع سهم مجموعة «سوفت بنك» للاستثمار في الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بنحو 2 في المائة، ليكبّد المؤشر «نيكي» أكبر خسائر.

وانخفضت جميع مؤشرات القطاعات، البالغ عددها 33، في بورصة طوكيو للأوراق المالية باستثناء ثلاثة فقط. وسجل مؤشر قطاع شركات الوساطة أسوأ أداء بانخفاض 3 في المائة، وهبط مؤشر القطاع المصرفي 2.6 في المائة.

ومن جهة أخرى، انخفض عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 30 عاماً، اليوم (الثلاثاء)، بعد أن تلقى مزاد للسندات بالأجل نفسه طلباً قوياً.

وانخفض عائد السندات لأجل 30 عاماً 0.5 نقطة أساس إلى 2.105 في المائة. وكان العائد قد بلغ 2.135 في المائة قبل المزاد في وقت سابق من الجلسة، وهو أعلى مستوى له منذ الثامن من أغسطس (آب) الماضي.

وقال كبير استراتيجيي أسعار الفائدة اليابانية لدى «إس إم بي سي نيكو» للأوراق المالية، ميكي دين: «أشارت نتائج المزاد إلى أن المستثمرين يريدون شراء سندات لأجل 30 عاماً عند مستوى العائد هذا».

وتلقى المزاد عروضاً بقيمة 3.34 مرة من المبلغ المبيع، وهو ما يقل قليلاً عن 3.4 مرة في المزاد السابق. ومع ذلك، تقلّصت الفجوة بين أدنى سعر ومتوسط السعر إلى 0.1 نقطة من 0.2 نقطة؛ مما يشير إلى طلب أقوى. وانخفض العائد على السندات اليابانية لأجل خمس سنوات 0.5 نقطة أساس إلى 0.535 في المائة.

وقال دين: «ربما باعت البنوك اليابانية، التي اشترت سندات حكومية يابانية لأجل 20 عاماً سعياً وراء عوائد أعلى، تلك السندات لشراء سندات لأجل خمس سنوات». وارتفع العائد على السندات لأجل 20 عاماً 0.5 نقطة أساس إلى 1.705 في المائة.

وارتفع العائد القياسي لأجل 10 سنوات إلى 0.93 في المائة، مقتفياً أثر العائدات الأميركية، لكنه ارتفع في أحدث تعاملات 0.5 نقطة أساس إلى 0.925 في المائة.

وتجاوز العائد القياسي على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات 4 في المائة لأول مرة في أكثر من شهرين بين عشية وضحاها؛ إذ قلّصت الأسواق الرهانات على خفض آخر كبير في أسعار الفائدة بعد تقرير الوظائف الأميركي القوي يوم الجمعة.

وارتفع العائد لأجل عامين إلى 0.41 في المائة في وقت سابق من الجلسة، وهو أعلى مستوى له منذ 2 أغسطس، وكان في أحدث تعاملات منخفضاً 0.5 نقطة أساس إلى 0.4 في المائة.


مقالات ذات صلة

تراجع حاد للإقراض في الصين رغم الدعم السياسي

الاقتصاد رجل على دراجة بأحد شوارع الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

تراجع حاد للإقراض في الصين رغم الدعم السياسي

تراجعت العملات والأسهم الآسيوية الناشئة، يوم الاثنين، بعد فشل تدابير التحفيز الصينية في تلبية توقعات المستثمرين

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد منظر لمطعم في ماربورغ (رويترز)

في ظل تراجع الصناعة... ألمانيا تغفل فرص النمو بقطاع الخدمات

ربما تكون السياسات الألمانية، التي ركزت بشكل أساسي على محاولة إنقاذ الشركات الصناعية الكبرى بالبلاد، قد تجاهلت إمكانات النمو غير المستغَلة في قطاع الخدمات.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد زوار النسخة الأولى من معرض «سيتي سكيب» في الرياض (واس) play-circle 00:44

الرياض تستضيف «سيتي سكيب العالمي» لاستكشاف مستقبل العقار والابتكار

تستضيف العاصمة السعودية الرياض، يوم الاثنين، معرض «سيتي سكيب العالمي 2024»، للعام الثاني على التوالي، تحت شعار «مستقبل الحياة».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشروع تابع لـ«روشن» السعودية (موقع الشركة)

«روشن» السعودية تطلق هويتها الجديدة

أطلقت مجموعة «روشن» السعودية، إحدى شركات «صندوق الاستثمارات العامة»، هويتها الجديدة واستراتيجيتها المُطورة التي تشمل فئات حديثة من الأصول العقارية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

تفاقم حالة عدم اليقين للاقتصاد الألماني بعد انتخاب ترمب

ذكر خبير اقتصادي أن انهيار الائتلاف الحكومي الألماني وانتخاب دونالد ترمب، رئيساً لأميركا، أدى إلى تفاقم حالة عدم اليقين بالنسبة للاقتصاد الألماني المتعثر.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)

«كوب 29» يبحث الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري... وانتخاب ترمب يلقي بظلاله

أشخاص يحضرون مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 29) الذي افتُتح في باكو بأذربيجان (رويترز)
أشخاص يحضرون مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 29) الذي افتُتح في باكو بأذربيجان (رويترز)
TT

«كوب 29» يبحث الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري... وانتخاب ترمب يلقي بظلاله

أشخاص يحضرون مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 29) الذي افتُتح في باكو بأذربيجان (رويترز)
أشخاص يحضرون مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 29) الذي افتُتح في باكو بأذربيجان (رويترز)

انطلقت، الاثنين، فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) في باكو، عاصمة أذربيجان، حيث من المقرر أن يبحث قادة ووزراء ومسؤولون آخرون من نحو 200 دولة في المؤتمر كيفية الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وعواقبها المميتة.

ويهدف المؤتمر، الذي يستمر أسبوعين، إلى بحث تقديم التزامات مالية جديدة للدول الفقيرة المتضررة من موجات حر وعواصف وفيضانات باتت تحدث بوتيرة أكثر تكراراً بسبب تغير المناخ.

مخاوف من ترمب

وتتوقع الدول النامية والمنظمات البيئية أن توفر الدول الصناعية الغنية تريليون دولار سنوياً على الأقل، وهو ما يزيد عشرة أضعاف على التعهد الحالي البالغ 100 مليار دولار سنوياً، ولتدبير هذا التمويل، يقترح نشطاء المناخ فرض ضرائب على الأغنياء.

في الوقت الذي تخشى المنظمات غير الحكومية أن يلقي انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة بظلاله على القمة المعروفة باسم مؤتمر الأطراف أو «كوب 29»، وكان ترمب، بعد فوزه الأول في الانتخابات عام 2016، قد أمر فعلياً بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ. وأفاد تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، صدر مطلع الأسبوع، بأن ترمب يعتزم ليس فقط الانسحاب من اتفاق باريس، بل أيضاً نقل مقر وكالة حماية البيئة إلى خارج واشنطن وتقليص حجم المحميات الطبيعية لإفساح المجال أمام التنقيب عن النفط وتعدين الفحم.

وانتقلت المحادثات مباشرةً إلى الجزء الصعب: المال، وسط خطابات حماسية ومناشدات عاجلة وتعهدات بالتعاون، جاءت متناقضة على خلفية تغيرات سياسية مزلزلة وحروب عالمية وصعوبات اقتصادية. وانتقلت الدورة، التي تستمر أسبوعين، والمعروفة باسم «كوب 29»، مباشرةً إلى الموضوع محط الاهتمام الرئيسي المتمثل في التوصل إلى اتفاق جديد بشأن كيفية ضخ مئات المليارات -أو حتى تريليونات- الدولارات سنوياً من الدول الغنية إلى الدول الفقيرة لمحاولة الحد من تغير المناخ والتكيف معه، وتهدف هذه الأموال إلى مساعدة العالم النامي على تحويل أنظمة الطاقة إلى الطاقة النظيفة.

دعوة الإمارات

إلي ذلك جدد الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، رئيس مؤتمر الأطراف «كوب 28» الدعوة إلى الأطراف كافة للبناء على إنجازات «كوب 28» في مجالات العمل المناخي والنمو الاقتصادي والاجتماعي، خلال الأسبوعين القادمين في العاصمة الأذربيجانية باكو.

جاء ذلك خلال كلمته في باكو بمناسبة تسليم رئاسة مؤتمر الأطراف إلى أذربيجان، معلناً ختام مدة رئاسة دولة الإمارات للمؤتمر، وقال إن «اتفاق الإمارات» التاريخي أصبح إنجازاً ملموساً، رغم أنه بدا مستحيلاً لكثيرين، وأنه تحقق من خلال جهود المفاوضين كافة في «كوب 28» الذين أثبتوا كفاءتهم وتميزهم وقدرتهم على إحداث نقلة نوعية عبر العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف، ونجحوا في تغليب العزم والإصرار على الشكوك والمخاوف ليتمكنوا من تحقيق كثير من الإنجازات العالمية الرائدة وإحراز تقدم استثنائي في العمل المناخي.

وأضاف أن المبادرات الخاصة بـ«اتفاق الإمارات» وخطة عمل «كوب 28» استمرت في اكتساب مزيد من الزخم والتأييد الدولي في الأشهر التي تلت ختام المؤتمر، وأوضح أن «ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز» أصبح أكثر مبادرات خفض الانبعاثات شمولاً لمؤسسات القطاع الخاص حتى الآن، حيث بلغ عددها حالياً 55 شركة تمثل 44 في المائة من الإنتاج العالمي للنفط.

ولفت إلى ضرورة الاستفادة من أحدث التقنيات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لدفع النمو منخفض الانبعاثات والتنمية البشرية، وضمان إعداد الكوادر المجهَّزة بالمهارات والمعرفة اللازمة لتطوير الاقتصاد الأخضر.

تحدٍّ أمني

من جهته نبهت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إلى المخاطر الجسيمة الناجمة عن ارتفاع حرارة الأرض، وقالت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر، أمس، في برلين إن «أزمة المناخ هي أكبر تحدٍّ أمني في عصرنا»، وتحدثت في هذا الصدد عن «العواصف القاتلة والجفاف والفيضانات التي تأخذ شكلاً جديداً دائماً في هذا القرن، ودرجات الحرارة القياسية». وقالت الوزيرة الألمانية: «كل عُشر درجة يتم تجنبه من ارتفاع درجة حرارة الأرض يعني أزمات أقل ومعاناة أقل وتشرداً أقل». وحول تقديم تعهدات مالية جديدة للدول الفقيرة لمساعدتها على التخفيف من آثار الاحتباس الحراري، قالت بيربوك إن التمويل العالمي للمناخ سيكون مطلوباً مستقبلاً من جميع الدول القادرة على تحمل التكاليف -سواء الدول الصناعية التقليدية أو جميع الدول القادرة اقتصادياً على فعل ذلك.