الضوضاء المهنية... تهديد غير مرئي لصحة السمع في بيئات العمل

جانب من ورشة العمل لفحص السمع الدماغي باستخدام أجهزة السمع (الشرق الأوسط)
جانب من ورشة العمل لفحص السمع الدماغي باستخدام أجهزة السمع (الشرق الأوسط)
TT

الضوضاء المهنية... تهديد غير مرئي لصحة السمع في بيئات العمل

جانب من ورشة العمل لفحص السمع الدماغي باستخدام أجهزة السمع (الشرق الأوسط)
جانب من ورشة العمل لفحص السمع الدماغي باستخدام أجهزة السمع (الشرق الأوسط)

تعد الضوضاء المهنية من أشد المخاطر الصحية غير المرئية التي لا تحظى بالاهتمام الكافي، على الرغم من تأثيرها الكبير في صحة السمع لدى العاملين في جميع أنحاء العالم.

ومن المعروف أن المنخرطين في بيئات العمل، خصوصاً تلك التي تشهد مستويات مرتفعة من الضجيج، يواجهون تهديداً مستمراً يؤثر في سلامتهم الصحية. وفي المملكة العربية السعودية، سلَّطت دراسة بحثية الضوء على أهمية الوقاية من ضعف السمع الناجم عن التعرض المستمر للضوضاء في بيئات العمل، وتحديداً في مدينة جدة. وتُبرز الدراسة البحثية أهمية أجهزة حماية السمع مثل سدادات الأذن، والسماعات الوقائية، حيث تمثِّل تلك الأجهزة خط الدفاع الأول ضد التأثيرات السلبية لهذا الخطر. ومع ذلك، تواجه المملكة تحديات كبيرة نتيجة ممارسات خاطئة بشأن استخدام هذه الأجهزة؛ ما يحد من فاعليتها.

واستندت الدراسة التي قام بها الفريق البحثي المكون من (سارة النوري – روان السقاف - روان باطرفي) إلى تحليل عينة مكونة من 200 عامل تتراوح أعمارهم ما بين 18 و55 عاماً، تعرَّضوا للضوضاء في مواقع العمل لمدة لا تقل عن 6 أشهر. وأظهرت النتائج أن 39.5 في المائة من المشاركين لم يجتازوا الفحص السمعي المبدئي؛ ما يشير إلى انتشار نسبة ضعف السمع بينهم مقارنةً بالمعدل العالمي.

ورغم أن 82 في المائة من المشاركين كانوا مدركين خطورة الضوضاء على السمع، فإن 35 في المائة فقط كانوا على علم بتأثيرها السلبي الدائم. وفيما يتعلق باستخدام أجهزة حماية السمع، أكد 49 في المائة من المشاركين حرصهم على استخدامها في أثناء العمل، إلا أن ما يقرب من نصف هؤلاء المستخدمين أرجعوا السبب في ذلك إلى فرض جهة العمل تلك الاحتياطات جزءاً من السياسات المتبعة؛ ما يؤكد أهمية تطبيق السياسات والقوانين التي تفرضها مقرات العمل لضمان سلامة العاملين.

وفي حديث لها مع «الشرق الأوسط»، قالت الدكتورة حنين ريس الأستاذ المساعد بكلية علوم التأهيل الطبي قسم أمراض التخاطب والسمع في جامعة الملك عبد العزيز، والمشرفة على البحث: «إن ضعف السمع الناجم عن الضوضاء المهنية هو النوع الوحيد من ضعف السمع الحسي العصبي الذي يمكن الوقاية منه، ناهيك عن أن تأثيره السلبي في جودة الحياة مرتبط بشكل مباشر بانخفاض الإنتاجية، وارتفاع النفقات الصحية؛ الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر في الاقتصاد».

وأكدت الدراسة وجود حاجة مُلحة لتعزيز الوعي بأهمية الاستخدام الصحيح لأجهزة حماية السمع، كما تدعو إلى تطوير برامج فعالة للحفاظ على صحة السمع في بيئات العمل الضوضائية، كما أبرزت دور اختصاصي السمع في تقديم الحلول العملية من خلال التعاون مع الجهات المعنية لتطبيق القوانين واللوائح الوقائية بشكل صارم؛ ما يضمن حماية صحة العاملين، ويعزز جودة حياتهم.

الدكتور تشارلز هاينز في أثناء برنامجه التدريبي عن تشخيص عسر القراءة واضطرابات اللغة النمائية (الشرق الأوسط)

جاء ذلك في أثناء انعقاد المؤتمر العلمي السنوي الثالث والعشرين في مركز جدة للنطق والسمع «جش»، بالتعاون مع الجمعية السعودية لأمراض السمع والتخاطب تحت شعار: «معاً ندرب معاً نحقق الإنجاز»، بمشاركة مجموعة من الأطباء والاختصاصيين بمحاضرات علمية وورش تدريبية. ومن جهته أوضح المهندس عمر محمود من شركة «رزان» الطبية، أن الأجهزة السمعية شهدت تحولاً جذرياً، ولم تعد مجرد أدوات تقليدية لتحسين السمع، بل أصبحت قادرة بفضل التقنيات المتقدمة التي تشهدها مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أن تقدم تجارب سمعية متكاملة.

وكشف محمود أن السماعات الطبية أصبحت تستخدم تقنيات مثل «Bluetooth» للتواصل مع الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى؛ ما يتيح للمستخدمين التحكم في إعداداتها، كما أن كثيراً من السماعات تأتي مزودة بتطبيقات مخصصة تتيح للمستخدمين تعديل مستويات الصوت والتوازن وفقًا لاحتياجاتهم الشخصية، كما أن الذكاء الاصطناعي يعد أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في تحسين أداء السماعات الطبية؛ حيث تستخدم هذه الأجهزة خوارزميات معقدة لتحليل الأصوات المحيطة؛ ما يساعد على تحسين جودة الصوت، وخفض الضوضاء الخلفية. ونوه، في الوقت نفسه، بأن نسبة استخدام السماعات الطبية تزداد مع تقدُّم العمر؛ حيث إن نسبة 40 في المائة من المستخدمين هم من فئة كبار السن، فوق 60 سنة، أما الأطفال فتبلغ نسبتهم 30 في المائة، بينما توزع الـ30 في المائة المتبقية بين الفئة العمرية من 15 إلى 50 سنة، وأشار إلى إن أنواع السماعات الطبية تختلف باختلاف درجة ضعف السمع، وأيضاً باختلاف الفئة العمرية. كما شدد على أن التصدي لمشكلة الضوضاء المهنية يتطلب جهداً جماعياً من الشركات والجهات والعاملين أنفسهم لضمان وجود بيئة عمل آمنة وصحية.


مقالات ذات صلة

السعودية تطلق مبادرات نوعية لمواجهة أكثر التهديدات الصحية العالمية

صحتك وزير الصحة السعودي في صورة تذكارية مع وزراء وكبار مسؤولي قطاعات الصحة والبيئة والزراعة المشاركين في المؤتمر الوزاري في جدة (واس)

السعودية تطلق مبادرات نوعية لمواجهة أكثر التهديدات الصحية العالمية

أطلقت السعودية، الجمعة، عدداً من المبادرات النوعية خلال المؤتمر الوزاري الرفيع المستوى عن «مقاومة مضادات الميكروبات» الذي تستضيفه في المدينة الساحلية جدة.

إبراهيم القرشي (جدة)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

«الإليزيه»: ماكرون يزور السعودية بين 2 و4 ديسمبر القادم

يزور الرئيس إيمانويل ماكرون السعودية في الفترة بين الثاني والرابع من ديسمبر المقبل، حسبما أعلن قصر الإليزيه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق تكرّم جائزة القلم الذهبي الإبداع الأدبي الأكثر تأثيراً في الوطن العربي (الشرق الأوسط)

تركي آل الشيخ يعلن القائمة الطويلة المنافسة في جائزة القلم الذهبي

أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA) تركي آل الشيخ القائمة الطويلة المنافسة في جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي خلال لقاء جمعهما على غداء عمل في باريس (واس)

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الفرنسي تطورات غزة ولبنان

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الفرنسي جان نويل، الجمعة، التطورات في قطاع غزة وعلى الساحة اللبنانية، والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق اجتماع اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية استعرض الإنجازات (وزارة الخارجية السعودية)

اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن «العُلا» تناقش توسيع التعاون

ناقشت اللجنة الوزارية السعودية - الفرنسية بشأن تطوير العُلا سبل توسيع التعاون المشترك بين الجانبين في مختلف القطاعات، خصوصاً في مجالات الآثار والرياضة والفنون.

«الشرق الأوسط» (باريس)

السعودية تطلق مبادرات نوعية لمواجهة أكثر التهديدات الصحية العالمية

وزير الصحة السعودي في صورة تذكارية مع وزراء وكبار مسؤولي قطاعات الصحة والبيئة والزراعة المشاركين في المؤتمر الوزاري في جدة (واس)
وزير الصحة السعودي في صورة تذكارية مع وزراء وكبار مسؤولي قطاعات الصحة والبيئة والزراعة المشاركين في المؤتمر الوزاري في جدة (واس)
TT

السعودية تطلق مبادرات نوعية لمواجهة أكثر التهديدات الصحية العالمية

وزير الصحة السعودي في صورة تذكارية مع وزراء وكبار مسؤولي قطاعات الصحة والبيئة والزراعة المشاركين في المؤتمر الوزاري في جدة (واس)
وزير الصحة السعودي في صورة تذكارية مع وزراء وكبار مسؤولي قطاعات الصحة والبيئة والزراعة المشاركين في المؤتمر الوزاري في جدة (واس)

أطلقت السعودية، الجمعة، عدداً من المبادرات النوعية خلال المؤتمر الوزاري الرفيع المستوى عن «مقاومة مضادات الميكروبات» الذي تستضيفه في المدينة الساحلية جدة، وتضمنت المبادرات إنشاء اللجنة العلمية العالمية لدعم مقاومة المضادات الحيوية، وإطلاق جسر التقنية الحيوية الذي يدعم البحث والتطوير والابتكار، إضافة إلى إطلاق مركز المعرفة لرفع الوعي المجتمعي.

وجاء الإعلان عن المبادرات ضمن كلمة لوزير الصحة السعودي فهد الجلاجل في ثاني أيام المؤتمر الوزاري، مشيراً إلى أن هذه المبادرات سوف تنعكس على نقل «إعلان جدة» الذي جاء تحت شعار «من البيان إلى التطبيق» إلى حيز التنفيذ.

وأكد أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تضع صحة الإنسان أولاً ووفق كل اعتبار. منوهاً بأن السعودية في ظل «رؤية 2030» أصبحت مركزاً لمواجهة التحديات العالمية.

وأشار إلى أن استضافة السعودية للمؤتمر الوزاري الرابع الرفيع المستوى عن مقاومة مضادات الميكروبات، تعكس التزامها تجاه العالم في مواجهة تحدي مقاومة مضادات الميكروبات الذي يمثل أحد أهم التحديات العالمية الكبرى.

وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل خلال كلمته في المؤتمر الوزاري الرفيع المستوى في جدة (هيئة التخصصات)

أهمية تكاتف الجهود

وشدد وزير الصحة السعودي على أهمية تكاتف الجهود الدولية ووضع الحلول للتصدي لهذا التهديد الصحي، الذي يمثل أحد أكثر التهديدات الصحية العالمية إلحاحاً في الوقت الحالي، مستعرضاً ما تم العمل عليه في النسخ السابقة من المؤتمر الوزاري لمقاومة مضادات الميكروبات من معالم بارزة، شملت إطلاق خطة العمل لمقاومة مضادات الميكروبات العالمية، وتبلور التحالف الرباعي للمنظمات ذات العلاقة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وتفعيل نهج «الصحة الواحدة» لتحقيق التوازن بين صحة الإنسان والحيوان والنظم البيئية على النحو الأمثل بصورة مستدامة.

وعبر عن سعادته لاستضافة هذه النسخة من المؤتمر لأكبر عدد من الدول المشاركة في تاريخ المؤتمرات الوزارية السابقة، مشيراً إلى أن ذلك يشكل فرصةً عظيمة لتعزيز الاستجابة العالمية والانتقال من البيان إلى التطبيق، مؤكداً أن كل الدول المشاركة في هذا الاجتماع الوزاري تدرك جيداً أبعاد هذا التحدي العالمي والحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير جديدة للتصدي لمقاومة مضادات الميكروبات من خلال الوقاية من العدوى والسيطرة عليها، والتنفيذ الكامل لخطط العمل الوطنية، واتخاذ الخطوات اللازمة لتوفير الوصول العادل إلى المضادات الحيوية.

وأشاد الوزير فهد الجلاجل بالمؤتمرات الوزارية السابقة ومنها مؤتمر سلطنة عُمان الذي نتج عنه «إعلان مسقط»، إضافة للمؤتمرات السابقة التي استضافتها هولندا، مشيراً إلى أن مخرجات تلك المؤتمرات ساهمت بشكل فاعل في رسم خريطة الطريق العالمية للتصدي لمقاومة المضادات الحيوية وتخفيف آثارها السلبية، كما أشاد بالإعلان الصادر عن الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة من هذا العام وما ورد فيه من التزامات وفرص لتوحيد الجهود والمضي قدماً في مواجهة هذا التحدي العالمي.

وأوضح أن مقاومة مضادات الميكروبات تؤثر بشكل عميق في كل جوانب الحياة، وأن فقدان السيطرة عليها يشكل تهديداً مباشراً على الصحة العامة والاستقرار الاقتصادي والأمن العالمي، ما من شأنه أن يغيّر مسار قرون من التقدم الصحي والاجتماعي، مشيراً إلى أن هذا التحدي لا يعرف حدوداً، حيث يؤثر في جميع الأعمار والفئات.

المؤتمر جمع وزراء ومسؤولين من57 دولة، إضافة إلى 450 مشاركًا من منظمات الأمم المتحدة (الشرق الأوسط)

ولفت وزير الصحة السعودي النظر إلى أنه من المتوقع أن يتسبب هذا «الوباء الصامت» في أكثر من مليون حالة وفاة سنوياً، وهو أعلى من إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا مجتمعة، وقد نشهد في عام 2050 وصول عدد الوفيات الناجمة عن الميكروبات المقاومة للمضادات إلى 39 مليون وفاة، وانخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 4 في المائة مما يكلّف الاقتصاد العالمي ما يقدر بنحو 100 تريليون دولار.

وأكد دور المشاركين المهم في دعم «إعلان جدة» بما يساهم في وضع حلول مستدامة لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، مشدداً على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة وسريعة للتصدي لهذا التحدي الصحي، وضرورة الحفاظ على مكتسبات الطب الحديث، ومنها المضادات الحيوية التي كان لها الدور في إنقاذ ملايين الأرواح، وعدم المخاطرة بفقدانها، معبراً عن أمله في الدور القادم للأجيال المقبلة بالحفاظ على هذه الهبة الثمينة.

وزير الصحة الكويتي الدكتور أحمد العوضي (الشرق الأوسط)

تأصيل ركائز جديدة

من جهته، أكد الدكتور أحمد العوضي وزير الصحة الكويتي لـ«الشرق الأوسط» أن المؤتمر الوزاري، يؤصل لركائز جديدة تمثل إضافة جديدة وتحديثاً للبروتوكولات التي تم اعتمادها في مؤتمر مسقط 2022، مشيراً إلى دعم الكويت لهذه التوصيات التي قال إنها «ستؤتي ثمارها ليس على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي فحسب بل على مستوى العالم».

وتحدث وزير الصحة الكويتي عن الدور المحوري للسعودية سواء على مستوى دول الخليج والإقليم أو على مستوى دول العالم، مشيراً إلى الرعاية السعودية لهذا المؤتمر المعني بمقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية في ظل الأرقام الكبيرة للوفيات في العالم بسبب سوء استخدامها ومقاومة البكتريا لهذه المضادات، وما شهده المؤتمر من لقاءات ونقاشات لخبراء على مستوى العالم ومشاركة هذه الآراء والأفكار سيكون إعلاناً مهماً وأساسياً عن دور السعودية، التي قدم لها الشكر على إقامتها المؤتمر، مضيفاً: «يعجز اللسان عن بيان أهمية دور السعودية ودعمها للصحة ومنظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية».

وبين الدكتور العوضي أن كلمة وزير الصحة السعودي في المؤتمر الوزاري أوضحت أن المؤتمر لإرساء وإضافة ركائز جديدة إلى مؤتمر عمان الذي عقد في 2022. مشيراً إلى أن المؤتمر يؤصل اليوم إعلاناً جديداً وإضافة مهمة وجديدة من خلال تحديث للبروتوكولات التي تم اعتمادها في مسقط، مؤكداً دعم الكويت لهذه التوصيات التي قال عنها إنها «ستؤتي ثمارها ليس على مستوى دول مجلس التعاون، بل على مستوى العالم».

يهدف المؤتمر إلى تنسيق الجهود الدولية لدعم نهج الصحة الواحدة (الشرق الأوسط)

تثمين لدور السعودية

من جانبه، ثمن الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة المصري في حديث لـ«الشرق الأوسط» رعاية السعودية للمؤتمر الوزاري الرفيع المستوى الذي شهد حضوراً مميزاً من كل الدول والمؤسسات الدولية، مشيراً إلى أن «إعلان جدة» الذي سيخرج به المؤتمر سيضع خطوات عملية فعلية ملزمة للدول للتنسيق فيما بينها حتى تستطيع التغلب على هذه المشكلة.

وقال: «سوء استخدام الدواء بشكل عام مشكلة عالمية ودولنا العربية أكثر معاناة نتيجة لعدم وجود ضوابط لصرف الأدوية، وليس في كل الدول العربية يحتاج إلى وصفه طبية دقيقة، بل يستطيع المواطن عندما يذهب إلى الصيدلية الحصول على كم كبير من الأدوية دون وعي وإرشاد طبي، ومن ثم يؤدي ذلك مع مرور الوقت إلى أن تتكون لدى هذا المواطن وأسرته وغيره مناعة ضد هذه المضادات وعندما يحتاج إليها في وقت آخر لإنقاذ حياته تكون من دون فائدة وبلا جدوى».

وأضاف: «ببساطة جداً الأبحاث العالمية والتطوير في إنتاج مضادات حيوية ليسا بسرعة تطور الميكروبات وتكوين مناعة منها، ومن ثم سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي إلى أن الإنسان عندما يحتاج في يوم من الأيام للتعامل داخل المستشفى تكون عنده مناعة ضد المضادات الحيوية ولا يتمكن من السيطرة على المرض، ومن هنا تحصل المشاكل الكثيرة، ولذلك استضافت السعودية هذا اللقاء المهم، وإعلان جدة يضع خطوات عملية فعلية ملزمة للدول حتى تستطيع التغلب على هذه المشكلة، والدول العربية أكثر احتياجاً لتطبيق هذه الضوابط».

يشار إلى أن المؤتمر الوزاري الرابع الرفيع المستوى عن مقاومة مضادات الميكروبات سيختتم أعماله، السبت، بـ«إعلان جدة» بعدما جمع 48 وزيراً ونائب وزير من قطاعات الصحة والبيئة والزراعة من57 دولة، إضافة إلى 450 مشاركاً من منظمات الأمم المتحدة.

ويهدف المؤتمر إلى تنسيق الجهود الدولية لدعم نهج الصحة الواحدة، وإيجاد الحلول الفعَّالة والمستدامة، ورفع الجاهزية والاستعداد لمقاومة مضادات الميكروبات بما يحقق الأمن الصحي العالمي، وتحويل الالتزامات إلى خطوات عملية ملموسة، من خلال تنسيق الجهود العالمية لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات.