الذكاء الاصطناعي يحدد قصر النظر

معدلات قصر النظر تشهد ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً بين الأطفال (جامعة ولاية أريزونا)
معدلات قصر النظر تشهد ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً بين الأطفال (جامعة ولاية أريزونا)
TT

الذكاء الاصطناعي يحدد قصر النظر

معدلات قصر النظر تشهد ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً بين الأطفال (جامعة ولاية أريزونا)
معدلات قصر النظر تشهد ارتفاعاً ملحوظاً خصوصاً بين الأطفال (جامعة ولاية أريزونا)

يعكف باحثون في كلية «الحوسبة والذكاء المعزز» بجامعة ولاية أريزونا الأميركية على تطوير أدوات تشخيصية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتوفير فحص أكثر فعالية للاعتلال البقعي المرتبط بقصر النظر.

وطوَر الباحثون خوارزميات جديدة تساعد في تحليل الصور الشبكية والتنبؤ بتطور المرض بدقة عالية، ونشرت النتائج، الجمعة، في دورية (JAMA Ophthalmology).

ويشهد قصر النظر، المعروف أيضاً باسم «قصر البصر»، ارتفاعاً ملحوظاً، خصوصاً بين الأطفال. ويُتوقع أن يؤثر هذا الاضطراب على نحو 50 في المائة من سكان العالم بحلول عام 2050، حيث يعتقد الباحثون أن الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية والشاشات أحد الأسباب الرئيسية لهذا الارتفاع.

وبالنسبة لكثير من الأشخاص، فإن صعوبة رؤية الأشياء البعيدة هي مشكلة يمكن حلها بسهولة باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يتطور هذا إلى حالة أكثر خطورة تسمى الاعتلال البقعي المرتبط بقصر النظر.

وهذا المرض يحدث عندما يتمدد الجزء من العين المسؤول عن الرؤية الدقيقة للأمام؛ ما يؤدي إلى تشوه الرؤية، وقد يصل الأمر إلى فقدان البصر. وفي عام 2015، أدى الاعتلال البقعي المرتبط بقصر النظر إلى تدهور البصر لدى 10 ملايين شخص حول العالم، ومن المتوقع أن يعاني أكثر من 55 مليون شخص من فقدان البصر، ونحو 18 مليون شخص من العمى حول العالم؛ بسبب هذه المرض بحلول عام 2050.

ويمكن للاكتشاف المبكر لهذه الحالة أن يُحسن من النتائج الصحية، وهو هدف ملح بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالأطفال.

وحالياً، يُشخص الاعتلال البقعي المرتبط بقصر النظر باستخدام مسح ضوئي للعين يعتمد على الضوء المنعكس لإنشاء صور لجزء العين الخلفي، وتتم مراجعة هذه الصور بشكل يدوي من قِبَل الأطباء.

لكن الفريق البحثي طوّر خوارزميات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تسمى (NN-MobileNet) لتحليل صور الشبكية وتصنيف حالة الاعتلال البقعي بدقة.

إضافةً إلى ذلك، قام الباحثون باستخدام الشبكات العصبية العميقة لتحسين التقديرات الخاصة بانكسار العين، مما يساهم في تقديم توصيات علاجية دقيقة.

والشبكات العصبية العميقة هي تقنية ذكاء اصطناعي مستوحاة من الدماغ البشري، تتألف من طبقات متعددة من العقد لمعالجة البيانات واستخراج الأنماط المعقدة، وتُستخدم في تطبيقات مثل التعرف على الصور، وتعد أساساً للتطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي.

وأشار الباحثون إلى أن نتائج دراستهم تفتح الباب أمام المزيد من الاكتشافات في مجال التشخيص المبكر لهذه الحالة، وتحسين الرعاية الصحية على مستوى العالم.


مقالات ذات صلة

كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

خاص تتضمن الاتجاهات الرئيسة لعام 2025 الاستعداد الكمومي وممارسات الأمن السيبراني الخضراء والامتثال (شاترستوك)

كيف يعيد الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية تشكيل الأمن السيبراني في 2025؟

«بالو ألتو نتوركس» تشرح لـ«الشرق الأوسط» تأثير المنصات الموحدة والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية على مستقبل الأمن السيبراني.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف سمات شخصيتك من مقطع صوتي لك (رويترز)

الذكاء الاصطناعي قد يكشف سمات شخصيتك من خلال صوتك

توصلت دراسة جديدة إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه اكتشاف سمات شخصيتك من مقطع صوتي لك مدته 90 ثانية فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا تسمح لك ميزة «Image Playground» بالدمج بين الذكاء الاصطناعي وسهولة الاستخدام (أبل)

كل ما تحتاج إلى معرفته عن ميزة «Image Playground» في «iOS 18.2»

تُمثل «Image Playground» قفزة نوعية في مجال الإبداع البصري؛ حيث تدمج بين الذكاء الاصطناعي وسهولة الاستخدام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا الرئيس التنفيذي السابق لشركة «غوغل» إيريك شميت (رويترز)

الرئيس التنفيذي السابق لـ«غوغل» يحذّر من التطور السريع لأنظمة الذكاء الاصطناعي

حذَّر الرئيس التنفيذي السابق لشركة «غوغل» إيريك شميت من التطور السريع لأنظمة الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق شعار شركة «أوبن إيه آي»  (رويترز)

العثور على مبلّغ عن مخالفات «أوبن إيه آي» ميتاً في شقته

تم العثور على أحد المبلغين عن مخالفات شركة «أوبن إيه آي» ميتاً في شقته بسان فرانسيسكو.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
TT

استئصال اللوزتين قد يزيد فرص إصابتك بالاضطرابات العقلية

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)
تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام (رويترز)

تتم إزالة اللوزتين جراحياً لمئات الآلاف من الأطفال حول العالم كل عام، لتحسين التنفس أثناء النوم، أو تقليل العدوى المتكررة.

إلا أن هناك دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين، كشفت أن هذا الإجراء الشائع نسبياً يمكن أن يزيد من خطر إصابة المريض باضطرابات عقلية في وقت لاحق من الحياة، حسب موقع «ساينس آليرت» العلمي.

وقام الباحثون التابعون لجامعة قوانغشي الطبية في الصين ومعهد كارولينسكا في السويد، بتحليل بيانات أكثر من مليون شخص مسجلين في سجل صحي سويدي، ووجدوا أن استئصال اللوزتين مرتبط بزيادة -بنسبة 43 في المائة- في خطر الإصابة بحالات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، أو الاكتئاب، أو القلق.

وكانت نسبة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة هي الأبرز من بين الاضطرابات الأخرى؛ حيث إن نسبة الإصابة به بين أولئك الذين خضعوا لاستئصال اللوزتين في وقت مبكر من حياتهم كانت أعلى 55 في المائة، مقارنة بأولئك الذين لم يخضعوا للإجراء.

وبما أن الدراسة قائمة على الملاحظة، فلم يتمكن الباحثون من تحديد سبب هذه النتيجة، إلا أن الخطر المتزايد كان موجوداً حتى بعد مراعاة جنس المشاركين، والعمر الذي خضعوا فيه لاستئصال اللوزتين، وأي تاريخ عائلي لاضطرابات مرتبطة بالتوتر، ومستوى تعليم الوالدين (والذي يعد مؤشراً على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمشاركين).

وكتب الباحثون في الدراسة: «تشير هذه النتائج إلى دور محتمل لأمراض اللوزتين، أو الحالات الصحية المرتبطة بها، في تطور الاضطرابات العقلية».

وأضافوا: «لقد وجدنا أنه على الرغم من أن زيادة المخاطر كانت أعظم خلال السنوات الأولى بعد الجراحة، فإن زيادة خطر الاضطرابات العقلية المرتبطة بالتوتر كانت لا تزال ملحوظة بعد أكثر من 20 عاماً من الجراحة».

يذكر أن بعض الدراسات السابقة ربطت استئصال اللوزتين بزيادة في مشاكل صحية أخرى، بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية والسرطان.