الروائية القطرية د. هدى النعيمي: نتطلع لمشاريع قوية توحّد الثقافة الخليجية

المؤسسات الثقافية مسؤولة عن تشجيع الإبداع الأدبي والفني المشترك

الروائية والناقدة القطرية د. هدى النعيمي (الشرق الأوسط)
الروائية والناقدة القطرية د. هدى النعيمي (الشرق الأوسط)
TT

الروائية القطرية د. هدى النعيمي: نتطلع لمشاريع قوية توحّد الثقافة الخليجية

الروائية والناقدة القطرية د. هدى النعيمي (الشرق الأوسط)
الروائية والناقدة القطرية د. هدى النعيمي (الشرق الأوسط)

تركّز أعمال الروائية والناقدة القطرية الدكتورة هدى النعيمي، على التحولات الاجتماعية والفردية في البيئات العربية، كما في عملها الروائي الأول «زعفرانة»، الذي صدر مؤخراً عن «الدار المصرية اللبنانية»، وتتناول فيه سيرة «زعفرانة»، وهي سيدة عاشت في ستينات القرن الماضي، وعانت غياب الزوج الذي شارك في إحدى الحروب، كما عانت غياب الأولاد الثلاثة الذين اختار كل واحد منهم عالماً ليعيش فيه، فتناثرت حياتها ما بين قطر وظفار وبغداد والقاهرة وعدن. والرواية تدور حول الحب والحرب والموت والحياة، ويعيش أبطالها حيوات مختلفة، وتشكل الأسطورة حيزاً من جوهرها.

الكاتبة القطرية هدى النعيمي قدمّت أيضاً عدداً من التجارب الإبداعية تنوعّت بين الرواية والقصة القصيرة ومسرح الطفل، ومن أبرز أعمالها القصصية: «المكحلة» و«أنثى» و«حالة تشبهنا» و«أباطيل»، «حين يبوح النخيل»، وكتاب «عين ترى»، وهو دراسة أدبية تقدّم نقداً انطباعياً حول السرد والشعر والمسرح. وشاركت النعيمي عضواً في لجنة تحكيم جائزة الرواية العربية العالمية (البوكر) وجائزة (كتارا) للرواية العربية.

«الشرق الأوسط» التقت الروائية القطرية د. هدى النعيمي، بمناسبة اختيار دولة قطر، «ضيف شرف» معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، تحت شعار «الرياض تقرأ»، وتستمر فعالياته حتى 5 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويُقام بجامعة الملك سعود، بمشاركة رواد الثقافة والأدب والفكر من المملكة والمنطقة والعالم.

ما أهمية الحضور الثقافي القطري في معرض الرياض الدولي للكتاب؟

- الحضور، أو الوجود الخليجي في الفعاليات الثقافية في الدول الشقيقة المجاورة مهمٌّ جداً للتعارف، وتبادل المعلومات، والتعرف على الإنتاج الأدبي في الجوار، حيث إن هذه الإصدارات من الصعب أن توجد في المكتبات المحلية، فتكون معارض الكتاب هي الفرصة الحقيقية لتناول هذا الإنتاج، الذي نحن معنيون به كما نحن معنيون بالإنتاج المحلي.

ما دور الثقافة في المساهمة في تعزيز التواصل بين الناس؟

- لها دور أساسي بالطبع، الثقافة بمعناها الواسع لا تعني الكتاب فقط، ولكن السلوك والأفكار، ونمط الحياة، وهو ما نسميها «ثقافة شعب»، التي قد تدخل فيها أحياناً حتى فنون الطبخ والأزياء، ولا شك أن ثقافة الشعوب حين تتفاعل تؤثر في كتّابها ومفكريها الكبار، فنحن مثلاً بالتعرف على شكسبير نعرف الكثير ونقترب من الثقافة الإنجليزية، وكذلك الأمر مع غوته والثقافة الألمانية، أو فولتير والثقافة الفرنسية.

ما رأيكم في المشاريع الثقافية المشتركة بين الخليجيين... كيف يمكن الدفع بها إلى الأمام وزيادتها؟

- نحن جيل نشأنا وتعلمنا تحت مظلة مشروع ثقافي تعليمي خليجي مشترك ألا وهو برنامج «افتح يا سمسم»، ذاك البرنامج الذي احتشدت له الطاقات الفنية، والتعليمية والتربوية حتى خرج بالشكل الجميل، فصار لنا نبراساً لباقي الحياة على امتداد الخليج، وللأسف انفكَّت تلك الكوكبة ولم نقدم حتى اليوم مشروعاً شبيهاً به، ولكن لا نزال نأمل في مشاريع قوية توحّد الثقافة الخليجية، وتقرّبنا بعضنا من بعض، وتعطي الجيل الجديد حقه في التعليم الصحيح في اللغة، والدين والأسس العلمية.

ما الجهة المسؤولة عن تشجيع الإبداع الخليجي المشترك؟

- في الوقت الحالي، ومع تغيّر مسميات المؤسسات الثقافية، كل وزارات الثقافة في الخليج لها مسؤولية مشتركة في تشجيع الإبداع الأدبي والفني. والمسؤولية ليست محصورة فقط بالوزارات، فاليوم هناك عدد من المؤسسات الثقافية في دول الخليج كافة، مثل «كتارا» في قطر، والمتاحف ومراكز الفنون في دول المنطقة كافة، وهيئة الترفيه في السعودية، وعلى كل منها تحمل جزء من هذه المسؤولية في تشجيع الإبداع، هذا إضافةً إلى المؤسسات التعليمية التي هي أساس بناء مبدع أو فنان المستقبل.

لقطة من معرض الرياض الدولي للكتاب 2024 (واس)

ما مدى الحاجة إلى تعريف القارئ والمثقف الخليجي بالإبداع الروائي والشعري لهذه الدول؟

- أؤكد هذه الحاجة، من الصعب -وهذا هو الحال في الوقت الحالي مع الأسف- ألا يعرف بعضنا بعضاً فيما تفصل بيننا مسافات بسيطة، والكل منَّا يتشدق بأنه يقرأ كونديرا وتشارلز ديكنز وغيرهما، ونجهل الروائي السعودي أو العماني. عندما نتحدث إلى الآخر -في الغرب مثلاً- فإننا نمثل المنطقة، ولا نمثل فقط الدولة التي ننتمي إليها، والتقوقع داخل الذات لن يفيد إلا من لا يريد بنا خيراً.

هل ترون أهمية لعقد لقاءات وأمسيات ثقافية دورية لهذا الغرض؟

- لا أتبني هذا الاقتراح ولا أرفضه، لكن لا بد من برامج تبادل ثقافي مستمر بين أطراف الخليج. لا بد من إعادة اللُّحمة الثقافية التي كنا نتمسك بها ذات يوم، ثم إنها -ولسبب أو لآخر- سُحبت من بين أيدينا، وصرنا ندور حولها، يبحث كلٌّ منّا عن الآخر، لا بد من عودة التمسك ببرامج تضيء هامش المشترك بين دولنا، وبالتالي تذوب الاختلافات الجانبية، أو الذات المتضخمة أمام الآخر الذي هو في الحقيقة، أنا الأخرى.

كيف ترين الرواية في قطر؟ ما الذي يميز الرواية القطرية؟

- لا أستطيع أن أقول إن هناك ما يميّز الرواية القطرية عن غيرها من الروايات الخليجية، فالرواية في الخليج الطابع الخاص بها مشترك، صنعته البيئة الشعبية المتشابهة، والتاريخ المشترك الذي قد يميِّزها عن الرواية العربية، والمشترك بين الرواية الخليجية كثير، وهناك بالطبع ما يميز كاتب عن آخر في قطر نفسها، كما أن هناك ما يميز كاتب عن آخر في السعودية، أو في مصر، وهذا هو حال الإبداع بصفة عامة.

ألا يمكننا الحديث عن هوية قُطْرِيّة خاصة بكل دولة في الخليج، أم أنّ السمات والهوية والتاريخ أدوات مشتركة؟

- بالفعل هذا ما حدث في السنوات الأخيرة، أقصد الحديث والتشدد للهوية الخاصة، رغم المشترك الواسع، الذي يخص التاريخ والعادات والتقاليد، ولكنْ هناك شيء من الخصوصية في أقطار معينة، بل في مناطق معينة من الخليج، مثل سلطنة عمان التي تتعدد فيها الطوائف أو المِلل وأيضاً تعدد اللغات الخاصة بأهل البلاد، بعكس عدد آخر من دول الخليج، كما أن لجبال عمان سواء الجبل الأخضر أو جبال ظفار، طبيعة جغرافية خاصة تنعكس على طبيعة الحياة وتنعكس على الهوية. من جانب آخر، نجد في السعودية، طبيعة صحراوية، بما لها من عالم فسيح استطاع عبد الرحمن منيف أن يصوره في «مدن الملح»، ولا يزال العالم الصحراوي يحتمل كثيراً من الوصف الذي لا ينتهي... باختصار؛ الطبيعة الجبلية، أو الصحراوية، أو الساحلية، هي من يخلق هوية قُطرية في بعض المناطق في قطر، وفي الخليج أيضاً، فهناك كثير من السمات المشتركة في خليجنا.


مقالات ذات صلة

مصر تشيد بـ«التعاون المتطور» مع قطر خلال السنوات الأخيرة

العالم العربي نائب رئيس الوزراء المصري خالد عبد الغفار يلتقي الشيخ جاسم بن عبد الرحمن بن محمد آل ثاني سفير دولة قطر في القاهرة على هامش احتفالات اليوم الوطني (مجلس الوزراء المصري)

مصر تشيد بـ«التعاون المتطور» مع قطر خلال السنوات الأخيرة

أشاد نائب رئيس الوزراء المصري خالد عبد الغفار بـ«التعاون المتطور» بين بلاده وقطر خلال السنوات الأخيرة التي شهدت تطورات لافتة على مستوى العلاقات السياسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر شركة «قطر للطاقة» بالدوحة (إكس)

«قطر للطاقة» توقع اتفاقية طويلة الأمد لتوريد غاز الهيليوم لشركة «يونيبر»

وقَّعت «قطر للطاقة» اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد لمدة تصل إلى 15 عاماً مع شركة «يونيبر غلوبال كوموديتيز إس إي» لتوريد 70 مليون قدم مكعبة سنوياً من الهيليوم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد مقر شركة قطر للطاقة في الدوحة (قطر للطاقة)

«قطر للطاقة» توقع اتفاقية طويلة الأمد لتوريد الهيليوم إلى «مصانع بوزوير للغازات الصناعية»

وقّعت «قطر للطاقة» اتفاقية بيع وشراء طويلة الأمد لمدة تصل إلى 15 عاماً مع شركة مصانع بوزوير للغازات الصناعية، لتوريد 20 مليون قدم مكعبة سنوياً من الهيليوم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
شمال افريقيا فعاليات منتدى «الأعمال المصري - القطري» بالقاهرة الأحد (وزارة الاستثمار المصرية)

مصر لـ«تعاون اقتصادي أعمق» مع قطر

سعياً لتعميق التعاون الاقتصادي بين القاهرة والدوحة، أعلنت الحكومة المصرية عن «تسهيلات استثمارية» جديدة خلال منتدى «الأعمال المصري - القطري» في القاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية إقامة حفل جوائز «ذا بيست» لعام 2025 في العاصمة القطرية الدوحة (فيفا)

إقامة حفل «ذا بيست» في قطر للعام الثاني على التوالي

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأحد، إقامة حفل جوائز «ذا بيست» لعام 2025، في العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء 16 ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

مهندسة ألمانية تصبح أول مستخدم لكرسي متحرك يقوم برحلة إلى الفضاء

ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
TT

مهندسة ألمانية تصبح أول مستخدم لكرسي متحرك يقوم برحلة إلى الفضاء

ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)
ميشيلا بنتهاوس تغادر كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» إلى كرسيها المتحرك (رويترز)

أصبحت مهندسة ألمانية، أول مستخدم لكرسي متحرك يخرج إلى الفضاء، بعد قيامها برحلة قصيرة على متن مركبة تابعة لشركة «بلو أوريجين».

وأطلقت الشركة المملوكة للملياردير الأميركي جيف بيزوس، صاروخها «نيو شيبرد» في مهمة جديدة شبه مدارية في تمام الساعة 8,15 صباحاً (14,15 بتوقيت غرينتش) من قاعدتها في تكساس.

بنتهاوس تتحدث إلى هانز كونيغسمان المدير التنفيذي المتقاعد من شركة «سبيس إكس» الذي ساعد في تنظيم رحلتها ورعايتها (ا.ب)

واجتازت ميشيلا بنتهاوس، مهندسة الطيران والفضاء والميكاترونيكس في وكالة الفضاء الأوروبية، مع خمسة سياح فضائيين آخرين خط كارمان الذي يشكل الحد الفاصل بين الغلاف الجوي والفضاء في الرحلة التي استغرقت نحو 10 دقائق.

المهندسة الألمانية ميشيلا بنتهاوس داخل نموذج أولي لكبسولة فضائية يوم الاثنين 15 ديسمبر (ا.ب)

وتستخدم ميشيلا بنتهاوس الكرسي المتحرك نتيجة تعرضها لإصابة في النخاع الشوكي إثر حادث دراجة هوائية جبلية.

وقالت في مقطع فيديو نشرته شركة «بلو أوريجين»: «بعد الحادث الذي تعرضت له، أدركت بحق كم أن عالمنا لا يزال مغلقاً أمام الأشخاص من ذوي الإعاقة».

وأضافت: «إذا أردنا أن نكون مجتمعاً شاملاً، علينا أن نكون شاملين في كل جانب، وليس فقط في الجوانب التي نرغب أن نكون فيها كذلك».

وأقلع الصاروخ الذي يعمل بشكل آلي بالكامل نحو الفضاء، ثم انفصلت عنه الكبسولة التي تحمل السياح الفضائيين قبل أن تهبط برفق في صحراء تكساس.

وهذه هي الرحلة المأهولة الـ16 لشركة «بلو أوريجين» التي تقدم منذ سنوات برنامج رحلات سياحية فضائية بواسطة صاروخها «نيو شيبرد»، دون الاعلان عن كلفتها.

وبعث رئيس وكالة «ناسا» الجديد، جاريد ايزاكمان، بتهنئة إلى ميشيلا في منشور على منصة إكس، قائلاً: رلقد ألهمت الملايين للنظر إلى السماء وتخيل ما هو ممكن».

وسافر عشرات الأشخاص إلى الفضاء مع «بلو أوريجين»، بمن فيهم المغنية كايتي بيري، والممثل ويليام شاتنر الذي جسد شخصية الكابتن كيرك في مسلسل «ستار تريك».

ميشيلا بنتهاوس بعد هبوط كبسولة صاروخ «نيو شيبرد» (ا.ب)

وتسعى شركات الفضاء الخاصة التي تقدم رحلات فضائية إلى الترويج لخدماتها عبر الشخصيات المشهورة والبارزة، من أجل الحفاظ على تفوقها مع احتدام المنافسة.

وتقدم «فيرجن غالاكتيك» تجربة طيران فضائي مماثلة.

ولدى «بلو أوريجين» أيضاً طموحات لمنافسة شركة «سبايس إكس» التابعة لإيلون ماسك في سوق الرحلات الفضائية المدارية.

وهذا العام نجحت شركة بيزوس في تنفيذ رحلتين مداريتين بدون طاقم باستخدام صاروخها الضخم نيو غلين الأكثر تطوراً من «نيو شيبرد».


رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
TT

رحيل «الوجه الأرستقراطي» سمية الألفي

سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)
سمية الألفي (وزارة الثقافة المصرية)

صدم خبرُ وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاماً الوسطَ الفني. ونعى وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، الراحلة، مؤكداً أنَّها «أسهمت بأعمالها المتنوعة في إثراء المشهد الفني المصري وترك بصمة خاصة».

بدأت سمية الألفي مسيرتها الفنية في سبعينات القرن الماضي عبر المسرح، ثم انتقلت إلى التلفزيون، لتنطلق في مسيرة قدَّمت خلالها عشرات الأعمال المتنوعة بين الدراما التلفزيونية في المسلسلات والسهرات، أو المسرحيات، بالإضافة إلى بعض المشاركات السينمائية.

وشكَّلت مشاركتها في مسلسل «ليالي الحلمية» بشخصية «البرنسيسة نورهان» نقطة تحوّل في مسيرتها الفنية. وقالت الناقدة ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط» إنَّ السينما لم تكن المساحة الأوسع في مسيرتها، لكن تميُّزها الحقيقي كان في تقديم الأدوار الأرستقراطية بشكل غير مفتعل.


«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
TT

«مقبرة الملك تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025

جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)
جدارية من عصر الملك تحتمس الثاني (المتحف المصري الكبير)

جاءت مقبرة الملك تحتمس الثاني ضمن قائمة أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم لعام 2025، وفقاً لما أعلنته مجلة الآثار الأميركية «Archaeology»، حيث تعد أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها من عصر الأسرة 18 منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922.

وصدّرت المجلة غلاف عددها المخصص لشهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2026 بأحد النقوش المكتشفة داخل المقبرة.

وكانت المقبرة التي تم اكتشافها بالبر الغربي في الأقصر، تم تأكيد نسبتها للملك الشهير بالأسرة الثامنة عشرة (1550 - 1292 قبل الميلاد) تحتمس الثاني، الذي تزوج من حتشبسوت وتولّت المُلك من بعده، وتم اكتشاف نسبة المقبرة له في فبراير الماضي.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الاختيار «تأكيداً جديداً على القيمة الاستثنائية للاكتشافات الأثرية المصرية، ويعكس المكانة العلمية الرائدة لمصر في مجال علم الآثار»، مؤكداً، في بيان لوزارة السياحة والآثار، السبت، أن «هذا الإنجاز يُجسّد ثمرة التعاون والجهود المتواصلة التي تبذلها البعثات الأثرية المصرية والأجنبية، وتحقيق اكتشافات نوعية تُسهم في إعادة قراءة التاريخ المصري القديم وإثراء المعرفة الإنسانية».

جانب من المقبرة المكتشفة لتحتمس الثاني (وزارة السياحة والآثار)

وكانت وزارة السياحة والآثار أعلنت عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني بواسطة بعثة أثرية مصرية - إنجليزية مشتركة بين المجلس الأعلى للآثار ومؤسسة أبحاث الدولة الحديثة، وذلك في أثناء أعمال الحفائر والدراسات الأثرية بمقبرة رقم C4، بجبل طيبة غرب مدينة الأقصر.

ووفق بيان الوزارة في بداية أعمال الحفائر، اعتقد فريق العمل أن المقبرة قد تعود لزوجة أحد ملوك التحامسة (الأسرة الـ18)، نظراً لقربها من مقبرة زوجات الملك تحتمس الثالث، وكذلك من مقبرة الملكة حتشبسوت، التي أُعدت لها بصفتها زوجة ملكية قبل أن تتولى حكم البلاد بوصفها ملكة وتُدفن في وادي الملوك. إلا أنه مع استكمال أعمال الحفائر كشفت البعثة عن أدلة أثرية جديدة وحاسمة حددت هوية صاحب المقبرة: الملك تحتمس الثاني.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن اعتبار مقبرة الملك «تحتمس الثاني» بالأقصر ضمن أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2025 بمثابة «دفعة علمية للكشف والبحث عن مزيد من أسرار الحضارة المصرية القديمة، وسوف يكون ذلك بمثابة باب لتوالي الاكتشافات الأثرية».

وأضاف عامر لـ«الشرق الأوسط» أنها «تعدّ أول مقبرة ملكية يتم العثور عليها منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون قبل 103 أعوام تقريباً، وقد أوضحت النصوص والنقوش أن من تولت إجراءات دفن تحتمس الثاني هي الملكة حتشبسوت، كما سوف يوضح هذا الكشف طريقة فهم الباحثين لتاريخ الأسرة الثامنة عشرة ومعرفة أسرار وادي الملوك، الذي يضم العديد من المقابر الملكية ذات الأهمية الأثرية الفائقة».

ووفق بيان الوزارة، أسفرت أعمال الحفائر عن العثور على أجزاء من الملاط تحمل بقايا نقوش باللون الأزرق ونجوم السماء الصفراء، إلى جانب زخارف ونصوص من كتاب الإمي دوات، وتتميز المقبرة بتصميم معماري بسيط، يُعد نواة لمقابر عدد من الملوك الذين توالوا على حكم مصر بعد تحتمس الثاني خلال الأسرة الثامنة عشرة.