استقرار التضخم البريطاني في أغسطس عشية اجتماع بنك إنجلترا

مع ارتفاع ملحوظ في قطاع الخدمات

أشخاص يشترون منتجات الفاكهة والخضراوات في وسط لندن (رويترز)
أشخاص يشترون منتجات الفاكهة والخضراوات في وسط لندن (رويترز)
TT

استقرار التضخم البريطاني في أغسطس عشية اجتماع بنك إنجلترا

أشخاص يشترون منتجات الفاكهة والخضراوات في وسط لندن (رويترز)
أشخاص يشترون منتجات الفاكهة والخضراوات في وسط لندن (رويترز)

استقرَّ معدل التضخم بالمملكة المتحدة، خلال أغسطس (آب) الماضي، لكنه ارتفع في قطاع الخدمات، الذي يحظى بمتابعة وثيقة، مما يعزّز الرهانات في الأسواق المالية على أن المصرف المركزي سيُبقي على أسعار الفائدة دون تغيير، يوم الخميس.

وقالت المكتب الوطني للإحصاء إن التضخم في أسعار المستهلك، الذي بلغ 2.2 في المائة، الشهر الماضي، ظلّ دون تغيير عن يوليو (تموز) الماضي. وجاء الرقم متوافقاً مع متوسط ​​التوقعات، في استطلاعٍ أجرته «رويترز» لآراء خبراء الاقتصاد.

وكان بنك إنجلترا، الذي خفَّض أسعار الفائدة إلى 5 في المائة، في الأول من أغسطس، يتوقع أن يبلغ التضخم 2.4 في المائة، خلال أغسطس. وتوقّع البنك أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك إلى نحو 2.75 في المائة، بحلول نهاية عام 2024.

وقالت كبيرة الاقتصاديين في شركة «كيه بي إم جي» في المملكة المتحدة، يائيل سيلفين: «من غير المرجح أن تتغلب بيانات اليوم الأربعاء على خفض آخر لأسعار الفائدة من جانب بنك إنجلترا، يوم الخميس».

وارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار، بعد نشر بيانات التضخم، وقلَّص المستثمرون رهاناتهم على خفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة، يوم الخميس، إلى نحو 28 في المائة.

وارتفع معدل التضخم في الخدمات - وهو مقياس لضغوط الأسعار المحلية - إلى 5.6 في المائة، من 5.2 في المائة خلال يوليو. وكان استطلاع للرأي أجرته «رويترز» قد أشار إلى ارتفاع أصغر إلى 5.5 في المائة.

وقال المكتب الوطني للإحصاء إن أسعار تذاكر الطيران، التي قفزت بنسبة 22.2 في المائة بين شهريْ يوليو وأغسطس، ساعدت في دفع التضخم بالخدمات. وترتفع أسعار التذاكر عادةً بين الشهرين، لكن مكتب الإحصاء الوطني قال إن هذه القفزة هي ثاني أكبر زيادة منذ بدء تسجيل البيانات في عام 2001.

وقالت حكومة حزب العمال، بقيادة رئيس الوزراء كير ستارمر، التي تحاول تسريع النمو الاقتصادي، إن البيانات أظهرت أن التضخم أصبح أكثر قابلية للإدارة - حيث وصل إلى أعلى مستوى له في أربعة عقود عند أكثر من 11 في المائة قبل نحو عامين - لكن الأسعار ظلت مرتفعة.

وارتفع معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء والتبغ الأكثر تقلباً، على أساس شهري وسنوي.


مقالات ذات صلة

«المركزي الإندونيسي» يتقدم على «الفيدرالي» بخفض مفاجئ للفائدة

الاقتصاد شعار «بنك إندونيسيا» بمقره الرئيسي في جاكرتا (رويترز)

«المركزي الإندونيسي» يتقدم على «الفيدرالي» بخفض مفاجئ للفائدة

خفض «المصرف المركزي الإندونيسي» أسعار الفائدة لأول مرة منذ أكثر من 3 سنوات يوم الأربعاء، وذلك قبل ساعات فقط من بدء «مجلس الاحتياطي الفيدرالي» دورة التيسير.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
الاقتصاد رجل يقف خارج بنك إنجلترا (رويترز)

بنك إنجلترا يستعد لاجتماع حاسم وسط تساؤلات حول الموازنة

من المحتمل أن يتجنّب بنك إنجلترا الانضمام إلى موجة تخفيضات أسعار الفائدة هذا الشهر، إلا أن اجتماعه المقرر يوم الخميس سيظل ذا أهمية كبيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يحملون أكياس التسوق يتجوّلون داخل مركز تسوق «كينغ أوف بروسيا» (رويترز)

ارتفاع طفيف بمبيعات التجزئة الأميركية

سجّلت مبيعات التجزئة الأميركية نمواً طفيفاً خلال الشهر الماضي؛ ما أضفى دفعة إيجابية على الاقتصاد في توقيت حرج.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (أ.ف.ب)

هل يفعلها «الفيدرالي»؟... تنامي توقعات خفض قوي للفائدة بنصف نقطة مئوية

من المرجح أن يعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أول خفض لأسعار الفائدة منذ أكثر من أربع سنوات في اجتماعه المقبل للسياسة النقدية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد صورة جوية تظهر أفق تل أبيب (رويترز)

انخفاض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي إلى 0.7% بالربع الثاني

نما اقتصاد إسرائيل بوتيرة أبطأ في الربع الثاني من العام مقارنة بالتقديرات الأولية، وذلك نتيجة استمرار تداعيات الحرب المستمرة مع حركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (القدس )

كابوس مساكن الصين يغزو القرى الجنوبية بعد الشمال المزدهر

مناطق سكنية وتجارية في مدينة ييوو بمقاطعة زيغيانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
مناطق سكنية وتجارية في مدينة ييوو بمقاطعة زيغيانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

كابوس مساكن الصين يغزو القرى الجنوبية بعد الشمال المزدهر

مناطق سكنية وتجارية في مدينة ييوو بمقاطعة زيغيانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
مناطق سكنية وتجارية في مدينة ييوو بمقاطعة زيغيانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

لطالما سعى مشترو المساكن الصينيون، الذين لديهم ميزانية محدودة، إلى هيغانغ، وهي مدينة مزدهرة سابقة للفحم على الحدود الروسية. والآن، ومع انتشار أزمة العقارات في الصين، بدأت أسعار هيغانغ المنخفضة تظهر في المناطق الأكثر ثراءً، في تهديد جديد للاقتصاد.

وهبطت أسعار المساكن الجديدة في 70 مدينة رئيسية، بما في ذلك بكين، للشهر الرابع عشر في أغسطس (آب)، على الرغم من التراجعات الدرامية في سياسات الشراء التي كانت مقيدة في الصين في وقت من الأوقات... بل إن الأسعار في الجنوب النابض بالحياة اقتصادياً هبطت، ما أثار مناقشات مكثفة على وسائل التواصل الاجتماعي حول انكماش أسعار العقارات المتزايد.

وفي هويزو، وهي مدينة جنوبية، كانت سوق العقارات فيها مزدهرة ذات يوم بسبب قربها من شنتشن، ووفرة الشقق المطلة على البحر، دفعت ويندي يي وزوجها في عام 2021 نحو 11000 يوان (1551 دولاراً) مقابل المتر المربع في شقة. وانخفضت قيمة منزلهما منذ ذلك الحين بنسبة مذهلة بلغت 45.5 بالمائة إلى 6000 يوان للمتر المربع.

وأدى الانخفاض الحاد إلى تحويل استثمار الزوجين إلى مصدر للتوتر المستمر، والذي تفاقم بسبب رهن عقاري شهري كبير بقيمة 9000 يوان على شقة ثانية في شنتشن. وقالت يي، وهي معلمة في مدرسة ابتدائية، إنها تفكر في الاقتراض من والديها لتخفيف بعض الضغوط المالية بعد خفض راتبها مؤخراً.

وقالت يي لـ«رويترز»: «أحاول ألا أركز على انخفاض الأصول في الوقت الحالي، لكن ضغط الرهن العقاري ثقيل».

وفي جميع أنحاء الصين، انخفضت قيم المساكن المتوسطة بنحو 30 بالمائة عن أعلى مستوياتها في عام 2021، بعد أن فرضت السلطات قيوداً صارمة على الديون المفرطة بين المطورين في صيف عام 2020. وقد أثار ذلك أزمات نقدية شديدة، وأدى إلى مشاريع غير مكتملة، وتخلف عن السداد وحتى احتجاجات عامة من قبل مشتري المنازل، ما أثّر سلباً على معنويات السوق.

وأدى الركود العقاري المطول إلى تآكل ثروة الأسر الصينية، التي غالباً ما تعدّ منازلها أكبر استثمار لها، ما أدى إلى تجميد الطلب المحلي، وتقويض النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وارتفعت مبيعات التجزئة، وهي مقياس رئيسي للاستهلاك، بنسبة 2.1 بالمائة فقط في أغسطس، مقارنة بنمو بنحو 8 بالمائة قبل «كوفيد-19».

وقال لين سونغ، كبير خبراء الاقتصاد الصيني في بنك «آي إن جي»: «من الصعب للغاية أن نتوقع من الأسر أن تنفق بثقة إذا كانت قيمة أكبر أصولها تتراجع كل شهر».

ويحذر المحللون من أن انخفاض أسعار المساكن الجديدة والقائمة في جنوب الصين قد يؤدي أيضاً إلى سلسلة من ردود الفعل تؤثر على أكبر اقتصادات المقاطعات في البلاد، بما في ذلك قوانغدونغ.

ومن شأن موجة جديدة من مشتري المساكن المترددين أن تضرب مبيعات أكبر المطورين في الصين، والتي يقع مقر عدد منها في قوانغتشو ومدن جنوبية أخرى، ما يكبح جماح خططهم الاستثمارية.

وقال ما هونغ، كبير المحللين في مؤسسة أبحاث «جي دي دي سي إي»: «إن انخفاض الاستثمار العقاري الإجمالي في الصين بنسبة 10 بالمائة سنوياً قد يؤدي مباشرة إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.5 بالمائة». كما أن التردد في الاستثمار من شأنه أن يبطئ مشتريات المطورين للأراضي من الحكومات المحلية.

وأضاف ما: «إن انخفاض مبيعات الأراضي من شأنه أن يضعف المواقف المالية للحكومات المحلية، خصوصاً الأموال المتاحة للاستثمار في الاقتصادات المحلية».

وكانت هيغانغ مدينة فحم صاخبة، ساعدت في تغذية التصنيع في الصين، ولكنها أصبحت سوق العقارات الأرخص في السنوات الأخيرة، بسبب تراجع قطاعي التعدين والصناعة وهجرة السكان. ويبلغ متوسط ​​الأسعار 1878 يواناً للمتر المربع، وفقاً لشركة «أنجوك»، وهي منصة تسعير العقارات الصينية الكبرى.

ولا يزال البعض ينظر إلى منازل هيغانغ الرخيصة بوصفها جنة للشباب ذوي الرواتب الصغيرة. وتظل عبارات مثل «30 ألفاً لشراء جناح في هيغانغ»، و«تعال إلى هيغانغ للاسترخاء» من بين الوسوم الشائعة على وسائل التواصل الاجتماعي.

ولكن في الجنوب، لا يُنظر إلى أسعار العقارات المنخفضة على أنها حافز للشراء، ولكن علامة على الضيق الاقتصادي الأوسع، وعلامة خطر لمشتري المنازل.

في قوانغدونغ، أكبر اقتصاد إقليمي في الصين، انخفضت الأسعار في مدن مثل جيانغ، وهي مركز صغير للنسيج، وتشينغيوان، وهي مركز لوجستي محلي، إلى مستويات هيغانغ.

وقال وكلاء عقارات محليون لـ«رويترز» إن شقة مساحتها 132 متراً مربعاً في جيانغ يمكن الحصول عليها مقابل 238 ألف يوان (1831 يواناً للمتر المربع)، ووحدة مساحتها 110 أمتار مربعة مقابل 148 ألف يوان (1345 يواناً للمتر المربع). وفي تشينغيوان، انخفضت الأسعار المتوسطة بنسبة 23.9 بالمائة منذ أواخر عام 2019 قبل الوباء، وقبل حملة بكين الصارمة على الديون بين المطورين، وفقاً لبيانات «أنجوك».

وقال أحد سكان تشينغيوان، واسمه يو، 20 عاماً: «تظهر تشينغيوان علامات على أنها ستصبح مثل هيغانغ. وأدى اعتماد المدينة على صناعة واحدة، ونقص فرص العمل إلى تدفق السكان إلى الخارج، وحلقة مفرغة... ويرى الشباب ذلك على أنه فخ وليس يوتوبيا».