تضارب المعلومات عن معارك الفاشر

«الدعم السريع» تزعم تحقيق تقدُّم

من آثار المعارك في مدينة الفاشر (أ.ف.ب)
من آثار المعارك في مدينة الفاشر (أ.ف.ب)
TT

تضارب المعلومات عن معارك الفاشر

من آثار المعارك في مدينة الفاشر (أ.ف.ب)
من آثار المعارك في مدينة الفاشر (أ.ف.ب)

تواصلت المعارك الضارية بين الجيش السوداني وحلفائه و«قوات الدعم السريع» في حاضرة ولاية شمال دارفور (الفاشر) لليوم الرابع على التوالي، في 3 محاور، بينما تُتداوَل معلومات عن إحراز «الدعم السريع» لتقدُّم خلال معارك السبت، بينما لا توجد معلومات رسمية صادرة عن طرفي القتال، خلا مواصلة الطيران الحربي التابع للجيش قصفَ مناطق تمركز «قوات الدعم السريع».

وقال مصدر موالٍ لـ«قوات الدعم السريع» تحدث لـ«الشرق الأوسط»، السبت، إنهم سيطروا على أجزاء كبيرة من المدينة في عمليات الأيام الماضية، وإن سيطرتهم الكاملة على الفاشر الاستراتيجية وسقوطها بأيديهم «مسألة وقت»، متوقعاً إكمال سيطرتهم على المدينة في غضون عدة أيام، وهو ما تنفيه منصات موالية للجيش والقوات المشتركة.

ووفقاً لشهود عيان، فإن الطيران الحربي للجيش السوداني شنّ غارات مكثفة، استهدفت مناطق تمركز «قوات الدعم السريع» وآلياتها، لا سيما في شرق المدينة وجنوبها، بينما تواصل «الدعم السريع» قصف تجمّعات الجيش والقوات المشتركة، بما في ذلك مقر الفرقة السادسة.

ويزعم مؤيدو الطرفين أنهم ألحقوا خسائر فادحة كلٌّ على حساب الآخر، دون صدور معلومات رسمية عن الجيش أو «قوات الدعم السريع» بشأن المعارك الجارية هناك.

ونفت «تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر» – شبابية تطوعية – في حسابها على منصة «فيسبوك»، وجود معارك «مباشرة» بين الطرفين، وإن الأوضاع في المدينة «مستقرة»، خلا عمليات قصف مدفعي من «ميليشيات» «الدعم السريع»، وقصف جوي من قِبل الطيران الحربي التابع للجيش. وتابعت: «الفاشر الآن تُقصَف، والمواطنون صامدون تحت الخنادق المنزلية؛ لاتقاء القصف الذي يستهدفهم».

وقال الجيش السوداني والقوات المشتركة الحليفة لهم، إنهم صدّوا هجوم «قوات الدعم السريع» على الفاشر، من محورَين «الجنوبي والشرقي»، وتمكّنوا من إفشال الهجوم رقم 133 على المدينة، وقُتل أكثر من 80 من جنود وضباط «الدعم السريع»، ودُمِّرت أكثر من 20 آلية عسكرية.

ونعت «قوات الدعم السريع» مقتل القائد الميداني بـ«قوات الدعم السريع»، قرن شطة، في معارك الجمعة، بينما نعت صفحات موالية للجيش السوداني قائد المدفعية برتبة عميد، لكن الصفحات الرسمية للجيش لم تؤكد أو تُشِر لمقتله.

وفي آخر حصيلة، فإن أكثر من 800 مدني لقوا مصرعهم بسبب القتال الدائر حول مدينة الفاشر وداخلها، فضلاً عن نزوح عشرات الآلاف؛ هرباً من القتال والقصف المدفعي والصاروخي العشوائي.

ولا توجد إحصائيات رسمية عن أعداد القتلى والجرحى بسبب الحرب في السودان بشكل عام، بيد أن منظمة الصحة العالمية قالت في تصريحات، الأسبوع الماضي، على لسان مديرها العام تادروس أدناهوم أثناء زيارته للسودان، إن ما يزيد على 20 ألف مدني لقوا مصرعهم بسبب الحرب.

وأجبرت الحرب، حسب منظمة الهجرة الدولية، 13 مليون سوداني على الفرار من منازلهم منذ بدأ القتال في 15 أبريل (نيسان) 2023، من بينهم نحو 2.3 مليون لجأوا إلى دول الجوار.


مقالات ذات صلة

الفاشر بين الصمود والسقوط... معركة «النفَس الطويل»

شمال افريقيا نازحون سودانيون في مخيم بالقضارف (أ.ف.ب)

الفاشر بين الصمود والسقوط... معركة «النفَس الطويل»

تجدّدت المعارك العنيفة، السبت، في الفاشر، جنوب غربي السودان، حيث أُفيد بأن «قوات الدعم السريع» تشنّ هجوماً، في حين أفاد شهود بوقوع «عدة غارات لطيران الجيش على…

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا جانب من آخر جولة مفاوضات بشأن «سد النهضة» بين مصر والسودان وإثيوبيا في ديسمبر الماضي (الري المصرية)

مصر تعوّل على تعيين «مبعوث أممي» لمواجهة «الندرة المائية»

تعوّل مصر على تعيين «مبعوث أممي للمياه» لمواجهة «الندرة المائية» التي تعانيها البلاد.

عصام فضل (القاهرة)
شمال افريقيا سوق مدمَّرة جراء معارك سابقة بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

غارات جوية على مواقع «الدعم السريع» عقب معارك ضارية في الفاشر

نفّذ الطيران الحربي للجيش السوداني، الجمعة، غارات جوية مكثفة على مناطق تمركز قوات «الدعم السريع» في الجزء الشرقي من مدينة الفاشر؛ لوقف أي هجوم محتمل.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا أعمدة الدخان في مناطق عدة من العاصمة السودانية من جراء قصف بالطيران (أرشيفية - رويترز)

محادثات مصرية - أميركية في القاهرة تتناول الأزمة السودانية

يكثف المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، من مشاوراته في القاهرة، مع مسؤولين مصريين، وممثلي قوى سياسية ومدنية سودانية.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا عائلات نازحة بولاية كسلا بالسودان في 10 يوليو 2024 (رويترز)

أحكام السجن والإعدام «أدوات للحرب» في السودان

تحولت أحكام سودانية بالسجن والإعدام بحق مواطنين خلال الحرب، إلى ما وصفه قانونيون بـ«أدوات للحرب»، خاصة أن قرارات الإدانة ترتكز حول «التخابر» مع «الدعم السريع»

وجدان طلحة (بورتسودان)

اشتباكات عنيفة في الفاشر السودانية

مدينة الفاشر السودانية تعاني وضعاً إنسانياً متدهوراً (أ.ب)
مدينة الفاشر السودانية تعاني وضعاً إنسانياً متدهوراً (أ.ب)
TT

اشتباكات عنيفة في الفاشر السودانية

مدينة الفاشر السودانية تعاني وضعاً إنسانياً متدهوراً (أ.ب)
مدينة الفاشر السودانية تعاني وضعاً إنسانياً متدهوراً (أ.ب)

تجدّدت المعارك العنيفة أمس (السبت)، في الفاشر، جنوب غربي السودان؛ حيث أُفيد بأن «قوات الدعم السريع» تشنّ هجوماً جديداً على هذه المدينة التي تُشكّل آخر معاقل الجيش السوداني غرب البلاد. في المقابل، أفاد شهود بأن طيران الجيش شنّ غارات على مناطق شرق الفاشر وجنوبها، في إطار تصدّيه، كما يبدو، لهجوم «الدعم السريع».

فبعد مرور 11 شهراً على اندلاع القتال في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب البلاد)، بين الجيش والقوات المتحالفة معه من جهة، و«قوات الدعم السريع» من جهة أخرى، لم يحسم أي من الطرفين الوضع لمصلحته، لتدخُل المدينة في حرب استنزاف.

ولم تكن الفاشر هدفاً لـ«الدعم السريع» قبل إعلان عدد من الفصائل الدارفورية في نوفمبر (تشرين الثاني) التخلّي عن موقف الحياد، والانحياز للقتال إلى جانب الجيش.

وقال خبراء عسكريون لـ«الشرق الأوسط» إن معركة الفاشر دخلت على الأرجح مراحل حاسمة مع احتدام المواجهات في محيطها، ما قد يُعطي مؤشرات إلى أن انتهاء المعارك فيها سيكون نقطة تحوّل حاسمة، سواء لـ«الدعم السريع» أو الجيش.