بايدن وستارمر يتعهّدان بدعم أوكرانيا... وتأجيل قرار منح كييف صواريخ بعيدة المدى

اكتفيا بالقول: «سنناقش ذلك»... ورفضا تهديدات بوتين

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد اجتماع مع الرئيس جو بايدن (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد اجتماع مع الرئيس جو بايدن (أ.ب)
TT

بايدن وستارمر يتعهّدان بدعم أوكرانيا... وتأجيل قرار منح كييف صواريخ بعيدة المدى

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد اجتماع مع الرئيس جو بايدن (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد اجتماع مع الرئيس جو بايدن (أ.ب)

أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، دعمهما الثابت لأوكرانيا، لكنهما لم يكشفا عن أي خطط لتوفير الصواريخ الأميركية طويلة المدى لكييف، واكتفيا بالقول: «سنناقش ذلك».

الرئيس الأميركي ووزير خارجيته خلال الاجتماعات مع رئيس الوزراء البريطاني والوفد المرافق له (أ.ب)

وكان بايدن قد استقبل رئيس الوزراء البريطاني والوفد المرافق له في الغرفة الزرقاء بالبيت الأبيض، مساء الجمعة، وكان من المقرَّر أن يستغرق الاجتماع ساعتين، لكن تم تقليص المدة إلى ساعة ونصف ساعة، حيث تجنَّب الزعيمان اتخاذ قرارات بشأن صواريخ «ستورم شادو» البريطانية.

وفي بداية اللقاء أكّد بايدن تضامن الولايات المتحدة مع المملكة المتحدة في دعم أوكرانيا ضد روسيا، وأكّد أن بوتين لن ينتصر في الحرب ضد أوكرانيا، وأن شعب أوكرانيا سوف ينتصر، فيما أشار ستارمر إلى أن الأسابيع والشهور القادمة قد تكون حاسمة ومهمة للاستمرار بدعم أوكرانيا في حرب الحرية.

وحينما سأل الصحافيون عن التهديدات النووية التي يطلقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتصريحاته حول الحرب مع دول حلف الناتو، قال الرئيس الأميركي: «لا أفكر كثيراً في فلاديمير بوتين»، وفي إجابته عن سؤال حول رغبة أوكرانيا في الحصول على صواريخ بعيدة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية، اكتفى بايدن بقوله: «سنناقش ذلك».

مناقشة بنّاءة

رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وخلفه وزير الخارجية ديفيد لامي خارج البيت الأبيض بعد اجتماع مع الرئيس جو بايدن (أ.ب.أ)

من جانبه، لم يُعطِ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أي إشارة حول ما إذا كانت المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستسمحان لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيد المدى لضرب أهداف روسية، وقال للصحافيين بعد الاجتماع مع الرئيس بايدن وكبار المسؤولين الأميركيين، إنه أجرى مناقشات مطوَّلة وبنّاءة مع الرئيس بايدن بشأن أوكرانيا، وأوضح أن الأمر متروك للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مؤكداً حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، وأنه أجرى مناقشة واسعة النطاق عن الاستراتيجية المتَّبَعة في أوكرانيا.

وأوضح رئيس الوزراء البريطاني أن النقاشات تطرقت إلى موضوعات جيوسياسية عدة، منها الحرب الإسرائيلية في غزة، والحاجة لتأمين صفقة للإفراج عن الرهائن المحتجَزين لدى «حماس»، والوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومستقبل منطقة المحيطَين الهندي والهادئ، وقال: «لا توجد قضية ذات أبعاد عالمية لا تستطيع الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى العمل معاً بشأنها».

وقال البيت الأبيض إن النقاشات تطرّقت إلى القلق المتزايد من تزويد روسيا بأسلحة من إيران وكوريا الشمالية، ودعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية.

تردّد أميركي واستعداد بريطاني

ولا زالت إدارة الرئيس بايدن متردّدة بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام أنظمة الأسلحة الغربية المتطورة لضرب أهداف في عمق روسيا، وبعد نقاشات موسَّعة، خفّفت إدارة بايدن بعض القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الأميركية، ما سمح لأوكرانيا بشنّ ضربات دفاعية محدودة ضد القوات الروسية عبر حدودها.

على الجانب الآخر أبدت المملكة المتحدة استعدادها لتوصيل الأصول العسكرية والصواريخ لأوكرانيا؛ حيث زوّدت أوكرانيا بالفعل بصواريخ ستورم شادو، التي يبلغ مداها 155 ميلاً (3 أضعاف مدى الصواريخ التي تستخدمها أوكرانيا حالياً)، لكنها اشترطت عدم استخدامها لاستهداف أهداف داخل روسيا قبل التنسيق مع الولايات المتحدة، والحصول على الدعم اللوجيستي الأميركي، والضوء الأخضر من الإدارة الأميركية.

وأبدي كبار مساعدي بايدن شكوكاً حول فاعلية استهداف عمق الأراضي الروسية، وهدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن «إقدام الدول الغربية على إمداد أوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى من شأنه أن يغيّر جوهر الصراع، ما يضع دول الناتو في حالة حرب مع روسيا»، وقام بوتين بطرد 6 دبلوماسيين بريطانيين من موسكو، واتهمهم بالتجسّس.

ويواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الضغط من أجل الحصول على الصواريخ الهجومية بعيدة المدى، حيث أرسل كبار مساعديه إلى واشنطن الشهر الماضي بقائمة من الأهداف المحتملة داخل روسيا، التي قال الأوكرانيون إنه يمكن تدميرها. وأثار زيلينسكي حاجته إلى هذه الأسلحة والصواريخ مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، خلال زيارتهما لكييف قبل يومين، ووعد وزير الخارجية الأميركي بنقل رسالة أوكرانيا إلى الرئيس بايدن، ما أثار التكهنات بتحوّل في سياسة الإدارة الأميركية.

ومن المقرّر أن يلتقي زيلينسكي مع الرئيس بايدن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعلن أن لديه خطة للنصر ينوي مناقشتها مع الرئيس الأميركي التي وصفها بأنها يمكن أن تمهّد الطريق لإنهاء الحرب، وإذا دعمتها الولايات المتحدة والحلفاء الغربيون فسوف يكون من السهل على أوكرانيا إجبار روسيا على إنهاء الحرب.


مقالات ذات صلة

من بينهم ميسي وهيلاري كلينتون... بايدن يمنح «وسام الحرية» لـ19 شخصية بارزة

الولايات المتحدة​ جو بايدن يقلّد هيلاري كلينتون وسام الحرية (أ.ف.ب)

من بينهم ميسي وهيلاري كلينتون... بايدن يمنح «وسام الحرية» لـ19 شخصية بارزة

قام الرئيس الأميركي، السبت، بمنح وسام الحرية الرئاسي لـ19 شخصية من أشهر الأسماء في مجالات السياسة والرياضة والترفيه وحقوق الإنسان والعلوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأسبق جيمي كارتر يدرّس في مدرسة الأحد في كنيسة ماراناثا المعمدانية في مسقط رأسه... 23 أغسطس 2015 (أ.ب)

تستمر 6 أيام... مراسم وداع جيمي كارتر تبدأ اليوم من مسقط رأسه

يبدأ الأميركيون اليوم (السبت)، وداع الرئيس الأسبق جيمي كارتر الذي رحل هذا الأسبوع عن مائة عام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ عمال البناء ينهون إحدى المنصات المخصصة لحفل تنصيب ترمب خارج البيت الأبيض (رويترز)

بعد هجوم نيو أورليانز... فريقا بايدن وترمب يناقشان خطط تأمين مراسم التنصيب

كشف البيت الأبيض أمس (الجمعة) أنه يعمل بشكل وثيق مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الانتقالي لإحباط أي هجمات محتملة تستهدف مراسم التنصيب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نصب تذكاري لضحايا هجوم الشاحنة المميت بشارع كانال بالحي الفرنسي في نيو أورلينز يوم 3 يناير 2025 (أ.ب)

بايدن يزور نيو أورليانز الاثنين للتضامن مع عائلات ضحايا هجوم الدهس

سيزور الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، مدينة نيو أورليانز؛ حيث وقعت عملية دهس، الأربعاء، أسفرت عن سقوط 14 قتيلاً على الأقل؛ لمواساة العائلات المفجوعة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن (رويترز) play-circle 02:13

بايدن: لا ملاذ آمناً لتنظيم «داعش» في أميركا

قال الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن، الخميس، إنه «لا ملاذ آمناً لتنظيم داعش في أميركا».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

من بينهم ميسي وهيلاري كلينتون ودينزل واشنطن... بايدن يمنح وسام الحرية الرئاسي لـ19 شخصية بارزة

جو بايدن يقلّد هيلاري كلينتون وسام الحرية (أ.ف.ب)
جو بايدن يقلّد هيلاري كلينتون وسام الحرية (أ.ف.ب)
TT

من بينهم ميسي وهيلاري كلينتون ودينزل واشنطن... بايدن يمنح وسام الحرية الرئاسي لـ19 شخصية بارزة

جو بايدن يقلّد هيلاري كلينتون وسام الحرية (أ.ف.ب)
جو بايدن يقلّد هيلاري كلينتون وسام الحرية (أ.ف.ب)

قام الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم السبت، بمنح وسام الحرية الرئاسي لـ19 شخصية من أشهر الأسماء في مجالات السياسة والرياضة والترفيه وحقوق الإنسان والعلوم، وذلك في القاعة الشرقية للبيت الأبيض، وفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء.

وحظيت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بتصفيق حار ووقوف من الحضور أثناء تسلُّمها الوسام. ورافقتها إلى الحفل عائلتها المكوَّنة من زوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون وابنتهما تشيلسي كلينتون وأحفادهما.

كما تم تكريم الناشط الديمقراطي وقطب الأعمال الإنسانية جورج سوروس، والممثل والمخرج دينزل واشنطن، ولاعب إنتر ميامي، ليونيل ميسي، بهذا الشرف المدني الأعلى في الولايات المتحدة خلال الحفل الذي أُقِيم في البيت الأبيض.

جو بايدن يقلّد دينزل واشنطن وسام الحرية (أ.ف.ب)

وقال بايدن في كلمته الافتتاحية: «لآخر مرة بصفتي رئيساً، أتشرف بمنح (وسام الحرية)، وهو أعلى وسام مدني في بلادنا، لمجموعة من الأشخاص الاستثنائيين بحق، الذين بذلوا جهوداً مقدسة لتشكيل ثقافة وقضية أميركا».

وأضاف بايدن: «اسمحوا لي بأن أقول لكل واحد منكم: (شكراً شكراً شكراً على كل ما قدمتموه لمساعدة هذا البلد)».

ولم يحضر النجم الأرجنتيني ميسي فعاليات الحفل.

جو بايدن يقدم لأليكس سوروس نجل جورج سوروس وسام الحرية (أ.ف.ب)

يُشار إلى أن بايدن أمامه أيام فقط في البيت الأبيض قبل تنصيب دونالد ترمب يوم 20 من الشهر الحالي، وقد أمضى الأيام القليلة الماضية في منح الأوسمة والجوائز للمحاربين العسكريين الشجعان، والمسؤولين في إنفاذ القانون الشجعان، والأميركيين المتميزين، وفق «أسوشييتد برس».

وقال البيت الأبيض إن الحاصلين على وسام الحرية الرئاسي قدّموا «مساهمات استثنائية في ازدهار الولايات المتحدة أو قيمها أو أمنها أو في السلام العالمي أو في مساعٍ اجتماعية أو مساعٍ عامة أو خاصة مهمة أخرى».