الأمن العراقي يعتقل مسؤولاً بتهمة «الابتزاز الإلكتروني»

محتجون يغلقون ثلاث دوائر حكومية في الناصرية

عنصر من قوات الأمن العراقية (أ.ف.ب)
عنصر من قوات الأمن العراقية (أ.ف.ب)
TT

الأمن العراقي يعتقل مسؤولاً بتهمة «الابتزاز الإلكتروني»

عنصر من قوات الأمن العراقية (أ.ف.ب)
عنصر من قوات الأمن العراقية (أ.ف.ب)

أفادت مصادر أمنية عراقية بأن جهاز الأمن الوطني اعتقل عضواً في مجلس محافظة ذي قار (جنوب)، على خلفية عمليات «ابتزاز إلكتروني»، في حادثة هي الأولى بالنسبة للتهم التي تطال أعضاء مجالس المحافظات.

وتأتي قضية «الابتزاز» بعد أسابيع قليلة من تفجر قضية «التنصت» التي يتورط فيها مسؤولون في رئاسة الوزراء الاتحادية.

وأكد تلفزيون الناصرية المحلي خبر إلقاء القبض على عضو المجلس عمار الركابي، وذكر أنه تم في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، في مدينة الرفاعي، استناداً إلى شكوى مقدمة من محافظ ذي قار مرتضى الإبراهيمي.

وترجح مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن تقف وراء قضية الاعتقال «دوافع وخلافات تتعلق بالصراع على منصب المحافظ». إذ ينتمي المحافظ الإبراهيمي والعضو المعتقل عمار الركابي إلى تيار «الحكمة الوطني» الذي يتزعمه عمار الحكيم.

وتضيف المصادر، أن «المعلومات تشير إلى شبكة مقربة من الركابي قامت بابتزاز المحافظ بتسريب (محادثات وصور خاصة) بهدف إرغامه على ترك المنصب».

وتحدثت المصادر عن «هروب أعضاء حماية الركابي إلى جهة مجهولة بعد إلقاء القبض عليه في مؤشر على احتمال تورط بعضهم في قضية الابتزاز الإلكتروني».

وتهيمن قوى «الإطار التنسيقي» على مقاعد مجلس محافظة ذي قار بعد قرار التيار الصدري عدم المشاركة في انتخابات المجالس المحلية التي جرت في ديسمبر (كانون الأول) 2023.

وتقاسمت هذه القوى المناصب التنفيذية والرقابية في معظم محافظات الوسط والجنوب، وذهب منصب المحافظ في ذي قار إلى تيار «الحكمة»، فيما حصل ائتلاف «دولة القانون» على منصب رئيس مجلس المحافظة.

ورغم النصوص الدستورية والقانونية التي تشرع عمل مجالس المحافظات وانتخاباتها، فإنها غالباً ما تواجه انتقادات شعبية لاذعة، بالنظر لحالة التقاسم والتحاصص الحزبي الذي يشوب عملها إلى جانب الاتهامات الواسعة بالفساد وسوء الإدارة.

وقد اضطر مجلس النواب عام 2019، إلى تجميد عملها تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية في ذلك الوقت المطالبة بإلغاء المجالس.

من جهة أخرى، قام العشرات من المتظاهرين المطالبين بإنشاء محطة كهربائية في محافظة ذي قار، الأربعاء، بإغلاق ثلاث دوائر رئيسية في المحافظة.

ونقلت «شبكة أخبار الناصرية» المحلية عن أحد المتظاهرين القول، إن «المتظاهرين أغلقوا ديوان محافظة ذي قار، القائم مقامية، ودائرة الكهرباء، احتجاجاً على المماطلة من قبل الحكومة المركزية في تنفيذ مطالبهم».

وأضاف أن «مطالب المتظاهرين تتمحور حول المطالبة بإنشاء محطة كهرباء بسعة 3000 ميغاواط، وهم لا يثقون بالمخاطبات الرسمية، بل يريدون رؤية عمل فعلي على أرض الواقع».

وغالباً ما تشهد ذي قار ومعظم مدنها مظاهرات للمطالبة بإيجاد فرص عمل أو توفير الخدمات، وتعد مدينة الناصرية عاصمة المحافظ من بين أهم معاقل الاحتجاجات في العراق منذ سنوات.


مقالات ذات صلة

العراق يحقق في تسجيل منسوب لرئيس «النزاهة»

المشرق العربي رئيس «هيئة النزاهة» القاضي حيدر حنون (يسار) خلال مؤتمر صحافي في أربيل

العراق يحقق في تسجيل منسوب لرئيس «النزاهة»

أعلن القضاء العراقي فتح تحقيق في تسجيلات صوتية منسوبة لرئيس هيئة النزاهة، القاضي حيدر حنون، ورد فيها عبارات عن تلقي رشىً وتلاعب بعائدية أراض في العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (يسار) يتحدث خلال مؤتمر صحافي إلى جانب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (إ.ب.أ)

مقدمة «لتعزيز التعاون»... توقيع 14 مذكرة تفاهم بين العراق وإيران

أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من بغداد، الأربعاء، توقيع «14 مذكرة تفاهم» بين إيران والعراق مقدمةً «لتعزيز التعاون» الثنائي.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية بزشكيان يضع إكليل زهور عند موقع اغتيال سليماني في بغداد (إ.ب.أ)

بزشكيان: إيران تريد عراقاً قوياً ومستقلاً

دشّن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان جولاته الخارجية بزيارة العراق، وتوقيع مذكرات تفاهم ركزت على الأمن والاقتصاد.

حمزة مصطفى
المشرق العربي السفارة الأميركية في بغداد (رويترز)

منشأة دبلوماسية أميركية في بغداد تتعرض لهجوم... ولا إصابات

أكّدت السفارة الأميركية في العراق، الأربعاء وقوع هجوم على «منشأة دبلوماسية أميركية» في مطار بغداد الدولي من دون تسجيل إصابات، بعد ساعات من سماع دويّ انفجار.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية السوداني يستقبل بزشكيان في بغداد (المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي)

السوداني يؤكد أهمية العمل الثنائي بين العراق وإيران لمواجهة التحديات

عقد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، اليوم (الأربعاء)، جولة مباحثات مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي يزور العراق حالياً.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

العراق يحقق في تسجيل منسوب لرئيس «النزاهة»

رئيس «هيئة النزاهة» القاضي حيدر حنون (يسار) خلال مؤتمر صحافي في أربيل
رئيس «هيئة النزاهة» القاضي حيدر حنون (يسار) خلال مؤتمر صحافي في أربيل
TT

العراق يحقق في تسجيل منسوب لرئيس «النزاهة»

رئيس «هيئة النزاهة» القاضي حيدر حنون (يسار) خلال مؤتمر صحافي في أربيل
رئيس «هيئة النزاهة» القاضي حيدر حنون (يسار) خلال مؤتمر صحافي في أربيل

أعلن القضاء العراقي فتح تحقيق في تسجيلات صوتية منسوبة لرئيس هيئة النزاهة، القاضي حيدر حنون، ورد فيها عبارات عن تلقي رشىً وتلاعب بعائدية أراض في العراق.

وكان القاضي حنون، قد كشف الأسبوع الماضي، عن صدور مذكرة قبض بحقه على خلفية التحقيق في «سرقة القرن»، وسرد تفاصيل عن شبهات فساد «تورط بها متنفذون».

وادعى حنون أن المتهم الرئيسي بسرقة «الأمانات الضريبية»، نور زهير، «قام بتزوير 114 صكاً مالياً، وعليه أن يعاقب بـ114 حكماً»، وكشف عن أنه «سرق 720 دونماً في شط العرب» جنوب العراق.

ومنذ صباح الأربعاء، تفاعل مستخدمو الوسائط الرقمية في العراق على نطاق واسع مع تسجيل صوتي قيل إنه للقاضي حنون.

وبحسب التسجيل، الذي لم يتسن التحقق منه، فإن حنون تحدث عن «سائق سيارة كان عليه أن ينقل أكثر من مليار ونصف المليار (دون الإفصاح عن العملة) بحذر، لكن أحدهم اعترف بالأمر». وتابع: «أخبرتكم أن الأعين مفتوحة».

وبعد ساعات من تداول التسجيل الصوتي، طلب رئيس الادعاء العام من محكمة تحقيق الكرخ الثالثة التحقيق فيه، لأنه «يتضمن جرائم تقاضي رشىً».

وذكر المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى، في بيان، أن «رئيس الادعاء العام طلب من محكمة تحقيق الكرخ الثالثة إجراء التحقيق بخصوص التسجيلات الصوتية المنسوبة إلى رئيس هيئة النزاهة بالوكالة حيدر حنون».

وقبل أيام، أعلن حنون أن العراق تراجع أربع مراتب ضمن تصنيف الدول الأكثر فساداً بالعالم. وتعهد بـ«خطوات عملية لمكافحة الفساد».

وكان حنون قد كشف في وقت سابق عن أن «القضاة والوزراء تسلموا قطع أراضٍ بمساحات 600 متر مربع من الحكومة السابقة لضمان الولاء»، وقال: «قبلناها جميعاً».

ورغم أن تصريحات حنون هزت الأوساط السياسية في البلاد، لكنها فاقمت التعقيد في قضية «سرقة القرن»، كما يقول مراقبون، بسبب تشابك المعلومات والتصريحات حول القضية وأطرافها، لا سيما بعد تغيب المتهم زهير عن محاكمته الشهر الماضي، وصدور أمر قبض بحقه.

وزهير هو المتهم الأبرز في الاستيلاء على 2.5 مليار دولار من «الأمانات الضريبية»، سُحبت بين سبتمبر (أيلول) 2021 وأغسطس (آب) 2022، من خلال 247 صكاً صُرفت من قِبل 5 شركات، ثم سُحبت نقداً من حسابات هذه الشركات، وفرّ معظم مالكيها إلى خارج البلاد، وفقاً لتحقيقات بدأت عام 2022 ولا تزال مستمرة.

وبات المتهم بـ«سرقة القرن»، نور زهير، مطارداً بمذكرة قبض أصدرتها محكمة الفساد العراقية، بعدما ألغت الكفالة المشروطة التي مُنحت له لاسترداد صكوك الأمانات الضريبية.

وقالت السلطات إنها تعتزم تفعيل «الإشارة الحمراء» لدى «الشرطة الدولية (الإنتربول)» للقبض على المتهم الرئيسي بـ«سرقة القرن» نور زهير.