«ستارلينك» ساحة صراع جديدة بين ماسك والبرازيل

ماسك وصف التعليق بأنه هجوم على حرية التعبير وحقوق البرازيليين (رويترز)
ماسك وصف التعليق بأنه هجوم على حرية التعبير وحقوق البرازيليين (رويترز)
TT
20

«ستارلينك» ساحة صراع جديدة بين ماسك والبرازيل

ماسك وصف التعليق بأنه هجوم على حرية التعبير وحقوق البرازيليين (رويترز)
ماسك وصف التعليق بأنه هجوم على حرية التعبير وحقوق البرازيليين (رويترز)

تصاعد التوتر بين البرازيل وإمبراطورية أعمال إيلون ماسك بعد أن هددت هيئة تنظيم الاتصالات في البلاد باستهداف شركته ستارلينك التي تقدم خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية وذلك بعد ساعات من تأييد المحكمة العليا قرارا مثيرا للجدل بحظر منصة التواصل الاجتماعي إكس في البلاد.

وعبر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن دعمه لقرار قاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس تعليق المنصة. وخلص القاضي إلى أن موقع إكس سمح بنشر رسائل كراهية وأكاذيب حول نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل مما قوض الديمقراطية. وقال لولا في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" البرازيل نشرت أمس الاثنين "ربما أعطى القضاء البرازيلي إشارة مهمة على أن العالم ليس ملزما بتحمل أيديولوجية ماسك اليمينية المتطرفة لمجرد أنه ثري".

وردا على خطوة سابقة اتخذها القاضي بتجميد حسابات ستارلينك لاستخدامها المحتمل في سداد غرامات على إكس، قال ماسك في منشور على المنصة إنه سيسعى إلى الاستيلاء على أصول برازيلية، لكنه لم يذكر كيف.

ووجدت شركة ستارلينك نفسها مجددا في صراع مع السلطات البرازيلية بسبب رفض الشركة الامتثال لأمر القاضي مورايس لجميع مقدمي خدمة الإنترنت بحجب منصة إكس محليا. وقال مسؤول كبير في وكالة تنظيم الاتصالات الوطنية (أناتل) إن العقوبات التي ستستهدف شركة ستارلينك بسبب عدم الامتثال قد تشمل إلغاء ترخيص عملها.

وقال آرثر كويمبرا مفوض أناتل لرويترز إن الهيئة التنظيمية تتفقد جميع شركات الاتصالات البرازيلية للتأكد من أنها حجبت المنصة. وأضاف كويمبرا أن ستارلينك هي الشركة الوحيدة التي أبلغت أناتل بأنها لن تمتثل لحكم القاضي.

وأكدت الهيئة التنظيمية لرويترز أمس أن ستارلينك أبلغتها في وقت سابق بأنها لن تحجب منصة إكس قبل إلغاء تجميد حساباتها المصرفية بالبرازيل. وجمد مورايس الأسبوع الماضي حسابات ستارلينك لأن منصة إكس لم تدفع غرامات مفروضة عليها بسبب عدم امتثالها للأوامر القضائية.

وصوتت لجنة بالمحكمة العليا البرازيلية بالإجماع في وقت سابق أمس لصالح تأييد تعليق عمل موقع إكس لتحديه أمرا للمحكمة. فقد أيد القضاة فلافيو دينو وكريستيانو زانين وكارمن لوسيا ولويز فوكس قرار القاضي مورايس الذي حكم الأسبوع الماضي بتعليق عمل إكس في البرازيل لأنها لم تعين ممثلا قانونيا محليا كما يقتضي القانون. وقال ثلاثة من قضاة اللجنة إنه من الممكن إلغاء التعليق إذا امتثلت المنصة للأحكام السابقة.

وتم حجب المنصة عن معظم البرازيليين في الساعات الأولى من صباح السبت بعد قرار مورايس. والبرازيل سادس أكبر سوق لموقع إكس على مستوى العالم حيث بلغ عدد مستخدميه حوالي 21.5 مليون في أبريل نيسان وذلك وفقا لبيانات شركة ستاتستا.

ودخل مورايس وماسك مالك إكس في خلاف استمر عدة أشهر بعد أن تحدت منصة التواصل الاجتماعي أوامر بحظر الحسابات التي اتهمها المحققون بنشر معلومات مضللة ورسائل كراهية. وقال ماسك إن مورايس سعى لفرض رقابة على المستخدمين وأغلق مكتب إكس في البرازيل في أغسطس آب دون تعيين ممثل جديد وهو ما تسبب في أمر التعليق.

وعلق ماسك أمس على منشور وصف التعليق بأنه هجوم على حرية التعبير وحقوق البرازيليين قائلا "بالضبط".


مقالات ذات صلة

لماذا قرر ماسك الانسحاب من فريق ترمب؟

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح الملياردير إيلون ماسك (أ.ف.ب) play-circle

لماذا قرر ماسك الانسحاب من فريق ترمب؟

إذا كان هناك شيء واحد لم يتعلمه الملياردير إيلون ماسك في مسيرته المهنية المرموقة في مجال ريادة الأعمال فهو أن في السياسة لكل شيء ثمن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ماسك وإلى جانبه روبوت أوبتيموس الشبيه بالبشر (أرشيفية)

ماسك: تأثر إنتاج الروبوتات الشبيهة بالبشر بقيود الصين على المعادن النادرة

قال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إن إنتاج روبوتات أوبتيموس الشبيهة بالبشر تأثر بالقيود التي فرضتها الصين على المغانط المصنوعة من العناصر الأرضية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك (أرشيفية)

ماسك يتعهد تكريس مزيد من الوقت لتسلا بدءا من مايو

قال إيلون ماسك إنه سيكرس المزيد من الوقت لشركة تسلا بدءا من شهر مايو (أيار)، بعد أن أعلنت الشركة عن تراجع كبير في أرباحها خلال الربع الأول من العام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب مرحباً بالرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي في البيت الأبيض (رويترز)

«دوج» تصل إلى الملفات الحساسة للمهاجرين في وزارة العدل

وصلت «دائرة الكفاءة الحكومية» إلى سجلات المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين لدى «العدل الأميركية»، بينما وصل وفد ديمقراطي للسلفادور مطالباً بإطلاق شخص رحّل بالخطأ.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك يرتدي قميصاً عليه شعار هيئة الكفاءة الحكومية (دوج) التابعة له في حديقة البيت الأبيض 9 مارس 2025 (أ.ب) play-circle

قاضية أميركية تقيد وصول هيئة حكومية تابعة لماسك إلى بيانات الأميركيين

أصدرت قاضية أميركية حكماً يقيد وصول هيئة الكفاءة الحكومية (دوج) التابعة لإيلون ماسك إلى بيانات الضمان الاجتماعي للأميركيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الرئيس الكولومبي مازحاً: أميركا ألغت تأشيرتي ولكني رأيت دونالد داك عدة مرات

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (يمين) والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (يمين) والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس الكولومبي مازحاً: أميركا ألغت تأشيرتي ولكني رأيت دونالد داك عدة مرات

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (يمين) والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (يمين) والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

قالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو زعم أن مسؤولين أميركيين ألغوا تأشيرته، وهو ما لم تؤكده وزارة الخارجية الأميركية.

وكان بيترو قد أمضى أياماً في يناير (كانون الثاني) في خلافات مع الإدارة الأميركية حول قبول الكولومبيين المرحّلين من الولايات المتحدة، قبل أن يتراجع.

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (رويترز)
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (رويترز)

وأضافت الصحيفة أن بيترو ذكر ضاحكاً خلال اجتماع لمجلس الوزراء عُقد لمناقشة تفشي الحمى الصفراء: «لا أستطيع الذهاب إلى الولايات المتحدة بعد الآن؛ لأنني أعتقد أنهم ألغوا تأشيرتي»، ثم أضاف: «لم أكن بحاجة إلى تأشيرة، ولكن على أي حال، لقد رأيت دونالد داك عدة مرات؛ لذا سأذهب لرؤية أشياء أخرى»، وفق ما نقلته صحيفة «ذا سيتي بيبر بوغوتا».

وقالت «إندبندنت» إنه لم يتضح ما إذا كان الرئيس الكولومبي يسخر من نظيره الأميركي دونالد ترمب أم من شخصية والت ديزني الكرتونية الشهيرة.

ولفتت إلى أن حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي أطلق على حليفه السابق ترمب لقب «دونالد داك» لرفضه المشاركة في المناظرات مع منافسيه على ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في 2023.

وأضافت أنه لا يُعتقد أن بيترو قد التقى ترمب، على الرغم من أنه زار البيت الأبيض في عام 2023 للقاء الرئيس آنذاك جو بايدن.

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق لـ«إندبندنت» على تصريح بيترو، مشيراً إلى سرِّية سجلات التأشيرات.

وصرح مسؤول في السفارة الأميركية في بوغوتا لوكالة أنباء محلية بأنه «لم يتم إصدار أي إشعار رسمي بإلغاء التأشيرة».

لكن الوزارة كانت قد هدَّدت بالتصعيد مع حكومة بيترو في يناير، عندما أوقفت الولايات المتحدة طلبات التأشيرات الجديدة للمواطنين الكولومبيين؛ حيث تسلَّم المتقدمون خطابات تُبلغهم بإلغاء مواعيدهم في السفارة «بسبب رفض الحكومة الكولومبية قبول رحلات إعادة المواطنين الكولومبيين»، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وفي ذلك الوقت، اعترض الرئيس الكولومبي على استخدام طائرات الجيش الأميركي من طراز «AC-130» لنقل الكولومبيين، مدعياً أنهم يُعاملون بوصفهم مجرمين دون إدانتهم بانتهاك القانون.

وقال بيترو عبر منصة «إكس»: «لن أسمح بدخول طائرات أميركا التي تحمل مهاجرين كولومبيين إلى أراضينا»، وأضاف: «يجب على الولايات المتحدة وضع بروتوكول لمعاملة المهاجرين بكرامة قبل استقبالهم».

وذكر: «المهاجر ليس مجرماً، ويجب معاملته بالكرامة التي يستحقها الإنسان، وسنستقبل مواطنينا في طائرات مدنية، دون معاملتهم مجرمين. يجب احترام كولومبيا».

صورة شاركتها المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في منشور على منصة «إكس» لأشخاص يصعدون إلى طائرة عسكرية
صورة شاركتها المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في منشور على منصة «إكس» لأشخاص يصعدون إلى طائرة عسكرية

وردّ ترمب بسلسلة من الإجراءات الانتقامية، شملت زيادة الرسوم الجمركية ووعداً بفرض «عقوبات على تأشيرات جميع أعضاء الحزب الحاكم وأفراد عائلاتهم ومؤيدي الحكومة الكولومبية»، بالإضافة إلى «حظر سفر وإلغاء فوري لتأشيرات المسؤولين الحكوميين الكولومبيين وجميع حلفائهم ومؤيديهم».

ورضخ بيترو لاحقاً، وبدأ بالسماح برحلات الترحيل إلى البلاد، ومع ذلك لا يزال ينتقد بشدة سياسة ترمب في الترحيل، بما في ذلك ترحيل المهاجرين الفنزويليين المصنفين أعضاءً في عصابة ترين دي أراغوا إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور.

وكتب بيترو على «إكس»: «لا يمكن لأي شخص ديمقراطي في أميركا اللاتينية أن يقبل تجريم جميع الفنزويليين في المنفى بسبب جرائم ما يُسمى عصابة ترين دي أراغوا».

وجد تحليلٌ لمجموعة «بيو» للأبحاث أن ما يقرب من 200 ألف مواطن كولومبي يعيشون في الولايات المتحدة دون وضع قانوني بداية من عام 2022.

وفي الأسابيع الأخيرة، سرَّعت إدارة ترمب برنامج الترحيل الجماعي الذي وعد سابقاً بالتركيز على ترحيل المجرمين المدانين، وسط جهود يقودها الحزب الجمهوري لإثارة المخاوف بشأن الجرائم، بما في ذلك جرائم القتل، التي يرتكبها المهاجرون الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

ويواصل ترمب إصراره على أن إدارته تُبعد المجرمين الخطرين، وقد لجأ مسؤولو وزارة الأمن الداخلي والبيت الأبيض إلى تضخيم حملات التشهير والأكاذيب الصريحة ضد المهاجرين المتورطين في قضايا بارزة.

لكن يبدو أن رحلتي الترحيل المتنازع عليهما، واللتين نقلتا نحو 200 مواطن كولومبي إلى وطنهم في وقت سابق من هذا العام، لم تتضمنا أي شخص مُدان بجريمة عنيفة.

وبدلاً من ذلك، حملت الرحلتان ما لا يقل عن 20 طفلاً وعدداً من النساء الحوامل.

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في مؤتمر صحافي عُقد في ذلك الشهر، أن جميع المهاجرين الذين لم يدخلوا البلاد بطريقة غير شرعية مُجرمون من وجهة نظر إدارة ترمب.