في بيتنا مصمم: كريستينا دبس.. مصممة جواهر تصوغ الطبيعة بالذهب

خواتم مستوحاة من الحناء والوشم  -  خاتم من مجموعة «الحديقة السرية»
خواتم مستوحاة من الحناء والوشم - خاتم من مجموعة «الحديقة السرية»
TT

في بيتنا مصمم: كريستينا دبس.. مصممة جواهر تصوغ الطبيعة بالذهب

خواتم مستوحاة من الحناء والوشم  -  خاتم من مجموعة «الحديقة السرية»
خواتم مستوحاة من الحناء والوشم - خاتم من مجموعة «الحديقة السرية»

أقل ما يمكن قوله عن قطع الجواهر التي تصممها اللبنانية كريستينا دبس، أنها مطبوعة بالأنوثة التي تحلق بصاحبتها إلى عالم الأحلام. تستوحي دبس كثيرا من تصاميمها من التاريخ القديم حين كانت المرأة تتجمّل بعناصر مأخوذة من الطبيعة.
درست كريستينا دبس صناعة الجواهر، وكذلك الخصوصية التي تتمتّع بها أحجار الألماس، مما جعلها تطوّع القطعة التي تصنعها بأسلوبها الخاص لتنتمي إلى عالم الفرادة.
تقول المصممة: «أحرص أن لا تشبه تصاميمي أي تصاميم متوفرة في الأسواق، بمزج جودة موادها بالأشكال المبتكرة، حتى تلمس قلب المرأة وترافقها في كل أوقاتها ومناسباتها المهمة».
علاقة دبس بالتصميم بدأت منذ الطفولة حين أحبّت الرسم وألوان الأحجار الكريمة، وعندما كبرت درست صناعة الجواهر، وغاصت فيها مكونات الأحجار الكريمة تحديدا، في معاهد متخصصة في باريس. في عام 2008، بدأت مشوارها بشكل عملي ورسمي.
ولا تنسى كريستينا دبس أولى القطع التي صممّتها بوصفها هاوية عندما كانت تلميذة في المدرسة، وكان عبارة عن خاتم أهدته لنفسها وكان مرصعا بالألماس. الآن تتنوع المجموعات التي تطرحها، بينما يبقى القاسم المشترك بينها هو الذهب الخالص (18 قيراطا) والألماس الأبيض والبنّي، كما أنها غالبا ما تُضمنها أحجارا كريمة متنوعة مثل العقيق والأوبال، الذي تعشقه لأن ألوانه تتغير حسب الأجواء التي يعيش فيها. تعترف دبس قائلة: «أحبّ استعمال الذهب بشكل عام ولا سيما الزهري منه، وأعتقد أن ذلك يعود للعلاقة الحميمة التي تربطه بالمرأة حين ينعكس على بشرتها فيضفي عليها بريقا ونعومة». من المجموعات التي تعتز بها، «هارد كاندي» و«إينيسيال» و«وشم الألماس» و«الحديقة السريّة» و«ستارلايت» وغيرها من المجموعات التي أطلقتها منذ عام 2009، أي منذ أن افتتحت أول محل لها في لبنان.
كل مجموعة منها تتميز بشخصية مختلفة وفريدة، مثلا مجموعة «هارد كاندي»، ملوّنة مثل السكاكر التي تذكّر المرأة بسنوات الطفولة والبراءة، خصوصا أنها مطبوعة برسوم بسيطة وألوان قوس قزح. مجموعة «الحديقة السريّة»، وهي الأحبّ إلى قلبها، في المقابل، أطلقت فيها العنان لخيالها ما جعل كل قطعة تبدو كأنها تحفة فنية، ومنها الخاتم المصمم على شكل قفص يتوسّطه عصفوران يغمران بعضهما وراء قضبان رفيعة مصنوعة من الذهب الزهري المرصّع بالألماس. وكذلك بالنسبة للخواتم الأخرى التي تأخذ أشكال السلحفاة الذهبية والدعسوقة الملوّنة والنائمة فوق زهرة، وكذلك الحيّة السوداء ذات الأطراف المرصّعة وغيرها. ومن وحي الشرق، أطلقت مجموعة خواتم «الوشم الألماسي»، الذي تبدو فيه رسومات مستوحاة من الحنّة.
توضح المصممة: «لقد توجهت في رسوماتي إلى شرائح مختلفة من النساء، فكما هناك المرأة الهادئة والناعمة، هناك المرأة النشيطة المليئة بالحياة والعنفوان، أو العملية التي يهمّها التصميم غير المعقّد الذي يلائم جميع المناسبات، وكل واحدة من هؤلاء تجد بغيتها في واحدة من هذه التصاميم». وتشرح أن صور الحيوانات التي تظهر كثيرا مستوحاة من حلي تاريخية حين كانت المرأة تصنعها من الطبيعة لتتزين أو تغطي بها أجزاء من جسدها؛ لاعتقادها أنها تحميها من السوء، أو للدلالة على وضعها الاجتماعي.
أحدث تصاميمها تحمل عنوان «بانسيه» نسبة للزهور التي تحمل هذا الاسم، وكناية عن فراشات ملوّنة تنام أو تسترخي على زهور، تظهر في قلادات أو خواتم أو أساور استخدمت فيها 12 درجة ألوان تتراوح ما بين الأصفر والأحمر والأخضر والزهري والبرتقالي، وأغلبها مرصع بنوع من الأحجار الكريمة، التي تستهوي المرأة الشرقية خصوصا. فهي الآن موجودة ليس في بيروت وحدها بل أيضا في الإمارات العربية والبحرين والسعودية، كما توجد في لندن وسويسرا ولوس أنجليس، حيث يمكن للمرأة التي تستهويها ألوان وقصص الشرق أن تشتريها بأسعار مقبولة تتباين بين 400 دولار وألف دولار أميركي.



نهاية عام وصلت فيه الموضة إلى القمر وتوهجت فيه المنطقة العربية

لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)
لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)
TT

نهاية عام وصلت فيه الموضة إلى القمر وتوهجت فيه المنطقة العربية

لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)
لقطة أبدعت فيها «ديور» والمغنية لايدي غاغا في أولمبياد باريس (غيتي)

اليوم وعلى الساعة الثانية ليلاً، سيودع عالم الموضة عاماً كان حافلاً بالأحداث والتحديات. عام تراجعت فيه أرباح المجموعات الضخمة بشكل لم تشهده منذ عقود، واهتزت كراسي أدت إلى استقالات، بعضها طوعي كما هو الحال بالنسبة للبلجيكي دريس فان نوتن، وأخرى مفروضة كما هو الحال بالنسبة لبييرباولو بيكيولي، مصمم دار «فالنتينو» السابق وغيره. كل هذه التغييرات ترافقت بتعيينات جريئة من شأنها أن تُغيّر مشهد الموضة بشكل أو بآخر، وإن كانت الدراسات التي قام بها هذا القطاع تفيد بأن 2025 لن يكون أفضل حالاً.

إلى جانب الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي عانوا منها في السنوات الأخيرة، فإن عودة دونالد ترمب للبيت الأبيض لا تُطمئنهم بقدر ما تزيد من قلقهم وتسابقهم لاتخاذ قرارات جذرية وسريعة تحسُّباً للآتي. والمقصود هنا الضرائب الجمركية التي يهدد ترمب بفرضها على الصين تحديداً، التي تعتبر إلى حد الآن من أهم الأسواق التي يعتمدون عليها، صناعة وتجارة، إضافة إلى قوانين الهجرة التي ستؤثر على اليد العاملة في هذا المجال.

استراتيجيات مبتكرة... مطلوبة

حتى الآن لا تزال «هيرميس» تحتفظ بالصدارة فيما يتعلق بالحرفية و«صنع باليد» (هيرميس)

وكأن هذا لا يكفي، فإن أحد أهم التحديات التي يواجهونها حالياً سلوكيات المستهلك التي تغيّرت وزعزعت الكثير من المفاهيم التقليدية. فهذا المستهلك لم يعد يُقبل على الصرعات الموسمية، ويفضل عليها منتجات مصنوعة بحرفية تدوم أطول مدة من دون أن تفقد جاذبيتها وعمليتها، وهو ما يتناقض إلى حد كبير مع فلسفة الموضة القائمة أساساً على التغيير كل بضعة أشهر حتى تبقى حركة البيع منتعشة. المحك الآن أمام أغلب الرؤساء التنفيذيين هو كيف يمكنهم تحقيق المعادلة بين الحرفي والتجاري، والمستدام والاستهلاكي.

العمل على هذه المعادلة بدأ بعد جائحة كورونا بافتتاح محلات تتعدى عرض الأزياء والإكسسوارات إلى توفير مطاعم وفضاءات استراحة وتدليل، لاستقطاب الزبائن. لكن رغم ذلك وشعارات «صنع باليد»، يبقى الأكسجين الذي تتنفس منه الموضة كينونتها هو الإبداع الذي من شأنه أن يُحرك المشاعر ومن ثم الرغبة في الشراء. وهذا الإبداع يحتاج إلى مدير فني له القدرة على قراءة نبض الشارع، ثم استدراجه لهذه المحلات، أو الأصح إلى هذه الفضاءات المليئة بالمغريات.

ليس كل ما هو أسود يدعو للتشاؤم

من آخر تشكيلة قدمها بييرباولو بيكيولي لدار «فالنتينو» (فالنتينو)

لم يكن هذا العام سيئاً بالمطلق. فبينما تعاني دار «بيربري» من تراجع مبيعاتها بشكل مخيف وخفوت نجم دار «غوتشي» وطرح «فيرساتشي» للبيع، وصلت «برادا» إلى القمر. فقد ساهمت في التحضيرات لرحلة «أرتميس 3» التابعة لـ«ناسا» المرتقبة في شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2026. وتعتبر هذه أول مرة يتم فيها التعامل بين دار أزياء و«ناسا» بشكل مباشر. الهدف منها إلهام أكبر شريحة من الناس لاستكشاف الفضاء، وفي أن تتحول هذه الرحلات إلى مغامرات عادية لمن لهم القدرات المادية العالية والرغبة في اختراق الآفاق.

أولمبياد الرياضة

سيلين ديون في أولمبياد باريس تظهر بفستان من دار «ديور» (غيتي)

كان من البديهي أن يكون لدورة الألعاب الأوروبية الأخيرة، وبطولة ويمبلدون للتنس، وأخيراً وليس آخراً ألعاب الأولمبياد التي استضافتها باريس تأثيراتها على منصات عروض الأزياء، التي غلبت عليها تصاميم تجمع «السبور» بالأناقة. أما في حفل الأولمبياد، فاحتفظت الموضة بشخصيتها من خلال فساتين مفصلة على مقاس النجمات اللواتي ظهرن بها. كان لدار «ديور» نصيب الأسد، كونها تنضوي تحت راية مجموعة «إل في آم آش» الراعية للفعالية. ولم تُقصر في استعراض إمكانيات ورشاتها الخاصة ومهارات أناملها الناعمة.

لا بأس من التنويه هنا بأن العلاقة بين الموضة والأولمبياد بدأت فعلياً في عام 1992 في دورة برشلونة، عندما تبرّع الياباني إيسي مياكي، لتصميم أزياء فريق ليتوانيا. كان هذا الأخير يشارك كبلد مستقل بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، وبالتالي يحتاج إلى دعم. حازت التصاميم الكثير من الإعجاب، ليتحول ما أراده مياكي تبرعاً مجانياً إلى تقليد تجاري.

الموضة العربية تتوهج

في الوقت الذي تعاني منه صناعة الموضة والترف بتذبذبات وتحديات، تشهد الساحة العربية انتعاشاً يتمثل في تألق مصممين عرب وفعاليات مهمة، أهمها:

أول نسخة من عروض «الريزورت» في جدة

لقطة لأسبوع البحر الأحمر في نسخته الأولى (من الأرشيف)

في شهر مايو (أيار) تم إطلاق النسخة الأولى من معروض خط الـ«كروز» أو الـ«ريزورت» في مدينة جدة. كما يشير الاسم، فإن الأزياء التي شارك بها مصممون سعوديون من أمثال تيما عابد وتالة أبو خالد، فضلاً عن علامات مثل «أباديا» و«لومار» وغيرها، تتوجه إلى البحر وأجواء الصيف. لم يكن الهدف من هذه الفعالية منافسة أسبوع الرياض الرسمي، الذي شهد دورته الثانية هذا العام، بل تنويع المجالات الاقتصادية وتطوير القطاعات الثقافية. وطبعاً الاندماج في السوق العالمية والدخول في منافسة مبنية على الندّية، تماشياً مع «رؤية 2030».

ليلة إيلي صعب في موسم الرياض

من عرض إيلي صعب في الرياض صب فيها كل رومانسيته (رويترز)

في منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) وفي الرياض، كان العالم على موعد مع عرض ضخم التقى فيه الجمال والأناقة بالترفيه والموسيقى. ليلة أحياها نجوم من أمثال سيلين ديون، وجينفر لوبيز، وعمرو دياب ونانسي عجرم، اعترافاً بإيلي صعب كمصمم مبدع وكإنسان. الممثلة هالي بيري حضرت هي الأخرى، وهي تختال على منصة العرض بالفستان الأيقوني ذاته، الذي ارتدته في عام 2002 وهي تتسلم الأوسكار بوصفها أول ممثلة سمراء تحصل على هذه الجائزة. صدى هذه الفعالية وصل إلى العالم، ليؤكد أن المصمم الذي وضع الموضة العربية على الخريطة العالمية لا تزال له القدرة على أن يُرسّخها للمرة الألف.

في مراكش... تألقت النجوم

الأخوات سبنسر بنات أخ الأميرة ديانا في حفل «فاشن تراست أرابيا» بمراكش (فاشن تراست أرابيا)

لأول مرة منذ 6 سنوات، انتقلت فعالية «فاشن تراست أرابيا» من مسقط رأسها الدوحة بقطر إلى مدينة مراكش المغربية، تزامناً مع العام الثقافي «قطر - المغرب 2024». هذه الفعالية التي اختارت لها كل من الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس، الشهر العاشر من كل عام للاحتفال بالمصممين الناشئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أصبحت من المبادرات المهمة في عالم الموضة العربية. فإلى جانب مبالغ مالية مهمة تتراوح بين 100 ألف و200 ألف دولار، يتلقى الفائزون تدريبات في بيوت أزياء عالمية، وتُعرض إبداعاتهم في منصات ومحال عالمية مثل «هارودز». هذا العام كانت الجوائز من نصيب 7 مشاركين، هم نادين مسلم من مصر في جانب الأزياء الجاهزة، وياسمين منصور، أيضاً من مصر عن جانب أزياء السهرة، في حين كانت جائزة المجوهرات من نصيب سارة نايف آل سعود ونورا عبد العزيز آل سعود ومشاعل خالد آل سعود، مؤسسات علامة «APOA) «A Piece of Art) من المملكة العربية السعودية.