باراك وميشيل أوباما يدعمان هاريس في المؤتمر الوطني الديمقراطي

الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما خلال خطابه أمام مؤتمر الحزب الديموقراطي في شيكاغو (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما خلال خطابه أمام مؤتمر الحزب الديموقراطي في شيكاغو (أ.ف.ب)
TT

باراك وميشيل أوباما يدعمان هاريس في المؤتمر الوطني الديمقراطي

الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما خلال خطابه أمام مؤتمر الحزب الديموقراطي في شيكاغو (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما خلال خطابه أمام مؤتمر الحزب الديموقراطي في شيكاغو (أ.ف.ب)

أبدى الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما دعما قويا لحليفته الديمقراطية كاملا هاريس في مسعاها الرئاسي في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترمب.
وألقى أوباما، أول رئيس أميركي أسود، بثقله السياسي الكبير خلف هاريس وهي تسعى إلى صنع التاريخ في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) كأول امرأة وأول سوداء وأول منحدرة من جنوب آسيا تُنتخب رئيسة للولايات المتحدة.
وقال أوباما للمندوبين في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو "لدينا فرصة لانتخاب إنسانة أمضت حياتها كلها في محاولة منح الناس نفس الفرص التي منحتها إياها أميركا". وقدَمت أوباما زوجته ميشيل، التي تتصدر قائمة أمنيات الديمقراطيين كرئيسة مستقبلية. وقالت ميشيل أوباما وسط هتافات من الحشد "أميركا، الأمل يعود".
وحذرت السيدة الأولى السابقة من أن ترمب سيحاول تشويه هاريس، مثلما فعل "كل ما في وسعه لمحاولة جعل الناس يخافون منا"، في إشارة إليها وإلى زوجها الذي تولى الرئاسة من 2009 إلى 2017.
وأضافت وسط تصفيق حار "نظرته المحدودة والضيقة للعالم جعلته يشعر بالتهديد من وجود شخصين مجتهدين ومتعلمين تعليما عاليا وناجحين، وكانا أيضا من السود". وسألت متهكمة "من سيخبره أن الوظيفة التي يبحث عنها حاليا قد تكون مجرد واحدة من تلك الوظائف المخصصة للسود؟"، لينفجر الحشد في الضحك.
انضمت هاريس إلى المؤتمر عبر الإنترنت من تجمع انتخابي في ميلووكي. ورفع المندوبون في شيكاغو لافتات كتُب عليها "الحرية" مماثلة لتلك التي رفعها المؤيدون في تجمعها في ويسكونسن.
وخارج مقر انعقاد المؤتمر، تحولت مظاهرة بالقرب من القنصلية الإسرائيلية في شيكاغو إلى أعمال عنف لفترة وجيزة بعد أن انفصلت مجموعة من نحو 50 شخصا عن الاحتجاج الأكبر وحاولت اجتياز حاجز للشرطة. وقال شاهد من رويترز إن الشرطة اعتقلت العديد منهم. وطغت الاحتجاجات على الدعم الأميركي لحرب إسرائيل في غزة على المؤتمر، لكن معظم المتحدثين تجنبوا الموضوع.
وكان السناتور بيرني ساندرز استثناء، إذ قال للحضور "يجب أن ننهي هذه الحرب المروعة في غزة، ونعيد الرهائن إلى ديارهم ونطالب بوقف إطلاق النار الفوري". وينعقد المؤتمر الوطني الديمقراطي على مدى أربع أيام تنتهي الخميس حين تقبل هاريس رسميا ترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة.


مقالات ذات صلة

حملة هاريس الانتخابية تجمع نحو 500 مليون دولار في شهر

الولايات المتحدة​ مناصرون لهاريس خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو (أ.ف.ب)

حملة هاريس الانتخابية تجمع نحو 500 مليون دولار في شهر

قالت مصادر لرويترز إن حملة نائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس الانتخابية جمعت قرابة 500 مليون دولار منذ أن أصبحت المرشحة الرئاسية للحزب الديموقراطي.

«الشرق الأوسط» (شيكاغو)
الولايات المتحدة​  روبرت إف. كنيدي الابن المرشح المستقل في انتخابات الرئاسة الأميركية (أ.ب)

المرشح الأميركي روبرت كنيدي يفكر في إنهاء حملته والانضمام لترمب

قالت نيكول شاناهان المرشحة لمنصب نائب الرئيس في حملة روبرت إف. كنيدي الابن إن المرشح المستقل في انتخابات الرئاسة الأميركية يفكر في إنهاء حملته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يزور بلدة في ميشيغان ينشط بها العنصريون البيض

يزور الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بلدة بولاية ميشيغان، اليوم (الثلاثاء)، بعد شهر من تنظيم مجموعة من العنصريين البيض مسيرة هناك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس جو بايدن يقف بجانب ابنته آشلي في «المؤتمر الوطني الديمقراطي» في شيكاغو (رويترز) play-circle 00:27

بايدن يودّع بالدموع موقعه في الرئاسة ونصف قرن من السياسة... ويدعم هاريس

سلم الرئيس الأميركي جو بايدن الشعلة لنائبته كامالا هاريس في المؤتمر العام للديمقراطيين بشيكاغو، مودعاً الرئاسة التي استمرت 4 أعوام، ونصف قرن من حياته بالسياسة.

علي بردى (شيكاغو)
الولايات المتحدة​ ترمب في حدث انتخابي بولاية بنسلفانيا يوم 19 أغسطس 2024 (أ.ب)

الاستخبارات الأميركية تحذِّر من تدخل إيراني «عنيف» في الانتخابات

اتهمت وكالات الاستخبارات الأميركية إيران بعملية قرصنة، استهدفت حملة الرئيس السابق دونالد ترمب، وشملت الحملة الديمقراطية من دون التمكن من اختراقها.

رنا أبتر (واشنطن)

اعتقالات لمؤيدين للفلسطينيين إثر اشتباكات وحرق العلم الأميركي في شيكاغو (صور)

جانب من الاشتباكات بين مؤيدين للفلسطينيين والشرطة في شيكاغو (د.ب.أ)
جانب من الاشتباكات بين مؤيدين للفلسطينيين والشرطة في شيكاغو (د.ب.أ)
TT

اعتقالات لمؤيدين للفلسطينيين إثر اشتباكات وحرق العلم الأميركي في شيكاغو (صور)

جانب من الاشتباكات بين مؤيدين للفلسطينيين والشرطة في شيكاغو (د.ب.أ)
جانب من الاشتباكات بين مؤيدين للفلسطينيين والشرطة في شيكاغو (د.ب.أ)

اعتُقل عدد من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، أمس، بعد اشتباكهم مع الشرطة خلال احتجاج بدأ خارج القنصلية الإسرائيلية في شيكاغو، وامتد إلى الشوارع المحيطة، في الليلة الثانية من المؤتمر الوطني الديمقراطي.

بدأت المواجهات الشديدة مع الضباط بعد دقائق من المظاهرة، بعد أن هاجم بعض المتظاهرين -الذين كان بعضهم يرتدي ملابس سوداء ووجوههم مغطاة- صفاً من الشرطة التي منعت المجموعة من المسيرة. في النهاية، تجاوزوا الضباط، لكن جرى القبض على عدد منهم من قبل الشرطة بملابس مكافحة الشغب التي لم تسمح للمتظاهرين بالتفرق.

الشرطة تقيد أحد المحتجين في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في شيكاغو (أ.ف.ب)

وحدث جزء كبير من الاعتقالات في نهاية الليل، بعدما حاصرت الشرطة المتظاهرين المتبقين -الذين قال بعضهم إنهم كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم- في ساحة، ومنعتهم من المغادرة، وفق ما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

من جهته، نفى مشرف الشرطة، لاري سنيلينغ، أن تكون الشرطة قد «حاصرت» المتظاهرين، وهو تكتيك يتضمن حشد المتظاهرين في منطقة محصورة، وهو أمر محظور بموجب مرسوم موافقة فيدرالي.

وأشاد سنيلينغ، الذي حضر جميع المظاهرات الكبرى أثناء المؤتمر، بتعامل ضباطه مع الاحتجاجات، ووصف الاستجابة بأنها متناسبة.

وقال للصحافيين في وقت متأخر من أمس: «لدينا أشخاص حضروا إلى هنا لارتكاب أعمال عنف، أرادوا الفوضى». وعندما طُلب منه تفصيل الأعمال العنيفة، قال إن المتظاهرين ساروا مباشرة إلى ضباط الشرطة. ورفض إعطاء عدد الاعتقالات، قائلاً إنه ليس لديه إجمالي نهائي.

وفي وقت سابق، أشعل بعض المتظاهرين النار في العلم الأميركي قُرب مركز «يونايتد» على بُعد نحو ميلين (3.2 كيلومتر)، وفقاً لـ«أسوشييتد برس».

محتجون يحرقون العلم الأميركي بالقرب من المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو (أ.ف.ب)

«فلسطين الصغيرة»

ووفق وكالات أنباء، فقد تجمّع على مشارف مدينة شيكاغو -أثناء اجتماع المندوبين الديمقراطيين في إطار مؤتمرهم الوطني العام بزخم وحماسة لتثبيت مرشحتهم للانتخابات الرئاسية- بعض سكان «فلسطين الصغيرة» ووجَّهوا رسالة مختلفة إلى كامالا هاريس.

وتضم ضاحية شيكاغو هذه أكبر جالية فلسطينية في الولايات المتحدة.

وترفرف الأعلام الفلسطينية في المنطقة، بينما ترفع المتاجر لافتات بالإنجليزية والعربية، وتدعو ملصقات إلى التظاهر احتجاجاً على الدعم العسكري الأميركي المتواصل لإسرائيل، في حين تستمر حصيلة القتلى بقطاع غزة في الارتفاع، بعد أن تجاوزت 40 ألفاً.

وأمس، نُظمت احتجاجات أمام المركز الذي يستضيف المؤتمر الوطني العام للحزب الديمقراطي، واقتحمت مجموعة من المشاركين السياج الأمني من دون تشكيل أي تهديد على أمن المؤتمر.

متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين في شيكاغو في الليلة الثانية من المؤتمر الوطني الديمقراطي (أ.ف.ب)

أظهر انطلاق المؤتمر على بُعد 24 كيلومتراً تقريباً في وسط شيكاغو، الهوة القائمة بين الأميركيين من أصول فلسطينية والحزب الديمقراطي، وكذلك بينه وبين الجالية العربية الكبيرة في البلاد التي كانت تصوت بكثافة للديمقراطيين، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

يؤكد علي إبراهيم، الفلسطيني الذي يدير مخبزاً في بريدجفيو في ولاية إيلينوي: «لن يحصلوا على أصواتنا هذه السنة»، موضحاً، وقد لف عنقه بخريطة فلسطين التاريخية: «ولا نريدهم في الرئاسة».

وتؤكد سوزان ناصر، الأستاذة الجامعية البالغة 46 عاماً، لـ«وكالة الصحافة الفرنّسية»: «نشعر بالغضب والاستياء». وتضيف: «لا يمكنهم أن يتوقعوا أن نصوت لهم عندما لا تنسجم قيمهم وسياساتهم ومبادئهم مع قيمنا ومبادئنا».

«كان بإمكانهما وقف الحرب»

يأتي ذلك في وقت مواصلة الرئيس الأميركي جو بايدن دعمه لإسرائيل منذ اندلاع حرب غزة، إثر هجوم لحركة «حماس» داخل غلاف غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) قُتل فيه 1199 شخصاً، وفق أرقام رسمية إسرائيلية، وخطفت «حماس» 251 شخصاً اقتادتهم رهائن إلى قطاع غزة.

وردَّت إسرائيل بحملة قصف وهجمات عسكرية عنيفة في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط أكثر من 40 ألف قتيل، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بأن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

جانب من مظاهرات مؤيدي الفلسطينيين في شيكاغو (أ.ف.ب)

وقد ألحقت الحملة العسكرية الإسرائيلية دماراً هائلاً في قطاع غزة، وتسببت في كارثة إنسانية أدت إلى نزوح غالبية السكان، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة داخل القطاع المحاصر.

ويرى علي إبراهيم، أن جو بايدن وكامالا هاريس «كان بإمكانهما بسهولة الدعوة إلى وقف إطلاق النار ووقف هذه الحرب منذ فترة طويلة».

وُلدت سوزان ناصر، العضو في تجمع «شبكة المجتمع الفلسطيني الأميركي»، في الأراضي الفلسطينية ونشأت في بريدجفيو. وتقول إن القاطنين في ضاحية شيكاغو هذه عملوا جاهدين لضمان فوز بايدن في 2020 «إلا أنهم يشعرون بالخيانة الآن».

متظاهرة تحمل العلم الفلسطيني خارج القنصلية الإسرائيلية في شيكاغو (أ.ف.ب)

وتعدّ سوزان أن هذه الحرب بالنسبة لكثيرين ليست موضوعاً نظرياً يتعلق بالسياسة الخارجية. وتوضح بصوت يغلب عليه التأثر: «أحد طلابي خسر 35 من أفراد عائلته. وفقد الاتصال مع آخرين، ولا يعرف إن كانوا على قيد الحياة أم لا».

مرشحة جديدة... سياسات جديدة؟

واعتمدت كامالا هاريس أحياناً لهجة مختلفة نوعاً ما عن الرئيس الأميركي، داعية إلى وقف لإطلاق النار في مارس (آذار) قبل أن تترشح للانتخابات الرئاسية. لكن في الفترة الأخيرة، وخلال حملتها الانتخابية التي انطلقت بعد انسحاب بايدن المفاجئ من السباق الرئاسي، رفضت الدعوات إلى فرض حظر على إرسال أسلحة إلى إسرائيل.

ويقول محمد باسط، البالغ 38 عاماً، ويملك مطعماً: «هل قامت بما يكفي حتى الآن؟ كلا. هل ستفعل؟ نأمل ذلك»، مشدداً على ضرورة حصول تغير فعلي في سياسة الإدارة الأميركية، وألا يقتصر ذلك على التصريحات.

وقد لا يحصل الحزب الديمقراطي في انتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) على أصوات «فلسطين الصغيرة» والجاليات العربية الأخرى التي يقيم عدد كبير من أفرادها في ولاية ميشيغان المجاورة؛ إذ المنافسة فيها على أشدها بين المرشحين.

وتؤكد سوزان ناصر: «ندرك أن ولاية رئاسية أخرى لترمب ستشكل كارثة»، فيما تشدد على أن الجالية الفلسطينية منحت بايدن «متسعاً من الوقت ليغير الوجهة».

وامتنعت كامالا هاريس حتى الآن عن الكشف بشكل كبير عن سياستها الخارجية والداخلية، ولم يتضح بعد ما العلاقة التي ستقيمها مع الأميركيين من أصول فلسطينية، إلا أن البدايات كانت متعثرة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فعندما حاول محتجون على الحرب قطع خطاب لها في ميشيغان في وقت سابق من الشهر الحالي، قالت غاضبة: «إذا أردتم لدونالد ترمب أن يفوز فقولوا ذلك صراحةً. عدا ذلك، أنا أتولى الكلام».