هاجس «الأمن والخطر الأجنبي» يُخيم على الحملة الرئاسية الجزائرية

المرشحون يعطون الأولوية لكسر تحدي «العزوف الانتخابي»

مؤيدون للرئيس تبون (حملة المرشح)
مؤيدون للرئيس تبون (حملة المرشح)
TT

هاجس «الأمن والخطر الأجنبي» يُخيم على الحملة الرئاسية الجزائرية

مؤيدون للرئيس تبون (حملة المرشح)
مؤيدون للرئيس تبون (حملة المرشح)

يعطي المرشحون الثلاثة لانتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل، الأولوية في خطاب الدعاية الانتخابية، لـ«توجه الجزائريين بكثافة إلى صناديق الاقتراع»، لقناعة لديهم بأن «العزوف عن الصندوق» هو «التحدي الكبير» الذي يواجههم، وليس إقناع المواطنين ببرامجهم ووعودهم بتحسين أوضاعهم المعيشية.

وضبطت إدارة حملة الرئيس المرشح عبد المجيد تبون، أجندة التجمعات واللقاءات المباشرة مع الناخبين في المدن الكبيرة والقرى البعيدة، على موضوع «دفع الجزائريين إلى الاهتمام بالاستحقاقات»، المطروح بحدة منذ انتخابات الرئاسة 2019، ثم استفتاء تعديل الدستور في 2020، ولاحقاً الانتخابات التشريعية والبلدية المبكرة في 2021... في المواعيد السياسية الثلاثة، كانت نسبة التصويت ضعيفة، ولم تتعدَّ 23 بالمائة.

أمين عام «جبهة التحرير» أبرز مؤيدي المرشح تبون (حملة المترشح)

ويخشى المرشحون الثلاثة، خصوصاً تبون الذي يرغب في ولاية ثانية، أن يكون مآل التصويت الشهر المقبل شبيهاً بما كان عليه في المرات السابقة، فالرئيس المنتهية ولايته يبحث عن «شعبية لا غبار عليها»، وفق تعبير مؤيديه، في حال منحه الانتخاب دورة ثانية، وذلك طمعاً في محو أثر التصويت الذي أتى به إلى الرئاسة.

وقد عبَّر عن ذلك، أمين عام «جبهة التحرير الوطني» عبد الكريم بن مبارك، وهو أحد أكبر مؤيديه، إذ صرَّح في مهرجان في إطار الحملة، بشرق البلاد، بأن «هذه الانتخابات أهم من أي انتخابات أخرى سابقة، لأن المتربصين بالجزائر وأمنها يتوقعون سقوطها، وعلى الناخبين أن يصوتوا بكثافة يوم السابع سبتمبر، للرد على هؤلاء»، من دون توضيح مَن هم «المتربصون بالجزائر»، ولا كيف يكون «التصويت المكثف» بمثابة منقذ منهم.

مرشح القوى الاشتراكية يوسف أوشيش (الثاني على اليسار) في تجمع لإقناع الناخبين بالتصويت (حملة المترشح)

كما شدّد عضو حملة تبون، أمين عام «التجمع الوطني الديمقراطي»، مصطفى ياحي، في مهرجان انتخابي على أن «المشاركة القوية في الانتخابات الرئاسية ستكون صمام الأمان، وبمثابة رد على أعداء الجزائر في الداخل والخارج».

وأكد مدير حملة الرئيس، وهو وزير الداخلية إبراهيم مراد، في أول تجمع دعائي نظمه، السبت الماضي بشرق العاصمة، أن بلاده «مستهدفة»؛ متحدثاً عن «جهات لا تريد للجزائر الاستقرار، فهي تفتعل أزمات، وبعض الأطراف الداخلية تغذيها». مشدداً على أن السلطات «على علم بهذه المخاطر، ونعرف كيف نتصدى، فالجيش وقوات الأمن لها بالمرصاد».

وأضاف: «نحن ننجز عملاً جباراً من أجل التصدي للهجومات، وقضية استتباب الأمن من ضمن تعهدات الرئيس، الذي لن يرتاح له بال إلا إذا أصبحت الجزائر قوية ومهابة الجانب».

ويحيل كلام مراد عن «التآمر على الجزائر»، إلى حدث جرى الأربعاء الماضي، قبل 24 ساعة من انطلاق حملة الانتخابات، إذ أعلنت وزارة الدفاع عن اعتقال عضو في تنظيم انفصالي، ومصادرة أسلحة وذخيرة جلبها من فرنسا، واتهمته بـ«الانخراط في خطة بتواطؤ من مخابرات أجنبية، لتفجير الوضع في البلاد خلال الانتخابات».

وزير الداخلية مدير حملة الرئيس تبون (حملة المرشح)

ويشار إلى أن المرشحين الآخرين، هما عبد العالي حساني، الذي يرأس الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، ويوسف أوشيش، السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية»، وهي أقدم حزب معارض. وكل منهما يظهر حرصاً كبيراً على «أهمية التصويت بأعداد كبيرة».

وقال حساني بهذا الخصوص، في تجمع بعنابة، كبرى مدن الشرق: «نحن في مرحلة دقيقة وحساسة، وللأسف فإن جزءاً كبيراً من أبنائنا ومواطنينا وطبقتنا السياسية، لا يدركون فعلاً الخطورة التي تحيط بالانتخابات»، وكان يشير ضمناً، إلى عدم اكتراث المجتمع بالانتخابات. ووفق حساني: «يوجد من بيننا من يريد إفساد الانتخابات»، مشيراً إلى اعتقال المشتبه به بالتحضير لـ«عمل تخريبي» بمناسبة الاستحقاق.

المرشح الإسلامي عبد العالي حساني يهاجم داعين إلى مقاطعة الانتخاب (حملة المرشح)

وهاجم المرشح الإسلامي أحزاباً دعت إلى مقاطعة الانتخابات، أبرزها حزب «العمال» و«التجمع من أجل الديمقراطية»، قائلاً إنها «تثبط المعنويات، وترفض أن تتم الانتخابات بالشكل الديمقراطي الشفاف والنزيه، وتعمل على نشر اليأس والترويج بأن الانتخابات محسومة بـ90 بالمائة و95 بالمائة لصالح مرشح»، في إشارة إلى تبون.


مقالات ذات صلة

فنزويلا: النظام والمعارضة نحو مواجهة مفتوحة

أميركا اللاتينية أنصار المعارضة يطالبون بنشر نتائج الانتخابات كاملة في مظاهرة بميامي 17 أغسطس (أ.ف.ب)

فنزويلا: النظام والمعارضة نحو مواجهة مفتوحة

تسبّبت الفوضى السياسية التي طبعت فنزويلا في السنوات الماضية بأزمة معيشية خانقة دفعت بأكثر من ربع السكان إلى مغادرة البلاد الغنية بالنفط.

شوقي الريّس (مدريد)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (يسار) وخصمه في الانتخابات إدموندو غونزاليس أوروتيا (راديو فرنسا الدولي)

مادورو: مرشح المعارضة للانتخابات يسعى إلى «الفرار» من فنزويلا

اتهم الرئيس الفنزويلي الذي تطعن المعارضة في إعادة انتخابه لولاية ثالثة، السبت، خصمه في الانتخابات الرئاسية بأنه يسعى إلى «الفرار» من فنزويلا.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
الولايات المتحدة​ كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 16 أغسطس 2024 (إ.ب.أ)

كامالا هاريس وشهرٌ غيّر كل شيء في الولايات المتحدة

ستكون تسمية كامالا هاريس رسمياً مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية في شيكاغو تتويجاً لشهر حافل بالأحداث في التاريخ السياسي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أميركا اللاتينية الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

المعارضة الفنزويلية تدعو إلى احتجاجات حاشدة اليوم ضد مادورو

دعت المعارضة إلى مسيرات في أنحاء فنزويلا وخارجها، اليوم، لإعلان فوزها في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في نهاية يوليو، مناشدةً الفنزويليين «مواصلة المعركة».

«الشرق الأوسط» (كراكاس)
أميركا اللاتينية زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو في كاراكاس يوم 28 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

زعيمة المعارضة في فنزويلا: على الجميع مواصلة المعركة

دعت زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو الفنزويليين إلى «مواصلة المعركة»، عشية يوم التعبئة الذي تنظمه المعارضة للمطالبة بحقها في الفوز بالانتخابات.

«الشرق الأوسط» (كراكاس)

«الرئاسي» الليبي يقرر تعيين محافظ جديد لـ«المصرف المركزي»

لقاء سابق يجمع الكبير والمبعوث الأميركي (المصرف المركزي بطرابلس)
لقاء سابق يجمع الكبير والمبعوث الأميركي (المصرف المركزي بطرابلس)
TT

«الرئاسي» الليبي يقرر تعيين محافظ جديد لـ«المصرف المركزي»

لقاء سابق يجمع الكبير والمبعوث الأميركي (المصرف المركزي بطرابلس)
لقاء سابق يجمع الكبير والمبعوث الأميركي (المصرف المركزي بطرابلس)

قال «المجلس الرئاسي» الليبي، إنه قرر تعيين محافظ جديد لـ«مصرف ليبيا المركزي» وإعادة هيكلة مجلس إدارة المصرف، وذلك في تحد لمجلس النواب بشرق البلاد، ما سيفتح مواجهة سياسية واسعة بينهما في الأيام المقبلة.

الكبير والمبعوث الأميركي في مقر «المركزي» بطرابلس (المصرف)

وأوضح «المجلس الرئاسي» في بيان مساء الأحد، أنه اتخذ قراره «بالإجماع، بوضع قرار مجلس النواب الذي سبق واتخذه عام 2018 بشأن انتخاب محافظ جديد لمصرف ليبيا المركزي وتشكيل مجلس إدارة جديد»، مؤكداً أن هذا القرار «وافق عليه جميع أعضائه، في إطار تحمل مسؤوليته الوطنية للحفاظ على مقدرات البلاد، ومنع تعرضها لأي ضرر».

وطمأن «المجلس الرئاسي» الليبيين بأن هذه الخطوة «تهدف إلى ضمان استقرار الأوضاع المالية والاقتصادية في البلاد»، لافتاً إلى أن هذه التغييرات «تأتي لتعزيز قدرة المصرف المركزي على القيام بمهامه بكفاءة وفعالية، بما يضمن استمرارية تقديم الخدمات المالية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي».

كما طمأن «المجتمع الدولي، بأن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز الحوكمة والاستقرار المؤسسي في ليبيا»، وتأكيد الالتزام «بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لضمان تنفيذ هذه التغييرات، بما يخدم مصلحة الشعب الليبي وتعزيز مناخ الثقة داخلياً وخارجياً».

ونوه إلى أنه «ستنطلق مفاوضات تضمن الانتقال السلمي بين كفاءات وطنية راقية قدمت جهوداً مضنية لسنوات طويلة».

ويأتي قرار «المجلس الرئاسي» بعد يومين من صدور قرار رئاسة مجلس النواب بشأن إيقاف العمل بالقرار رقم (3) الصادر في عام 2018 بتكليف محمد عبد السلام الشكري محافظاً لـ«مصرف ليبيا المركزي».

وقال المجلس في بيان إنه يوقف العمل بالقرار «لمضي مدة تكليفه، وعدم مباشرة مهام عمله من تاريخ صدور قرار تكليفه».

مصعب مسلم مدير إدارة تقنية المعلومات بالمصرف المركزي الليبي (حسابات موثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي)

كان «مصرف ليبيا المركزي» هدد الأحد بتعليق أعماله بعد خطف أحد موظفيه، لكن بعد ساعات أعلن مقربون منه إطلاق سراحه. وأكدت وسائل إعلام محلية أنه تم إطلاق سراح مصعب مسلم، مدير إدارة تقنية المعلومات بالمصرف، بعد ساعات من إعلان خطفه من قِبل جهة مجهولة، من أمام بيته، صباح اليوم نفسه. لافتاً إلى أنه تم أيضاً «تهديد بعض المسؤولين الآخرين بالخطف».

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المصرف لمضايقات خلال أغسطس (آب) الجاري، إذ سبق وأفاد بتعرض المؤسسة وموظفيها وأنظمتها لتهديدات متزايدة، وناقش محافظ المصرف، الصديق الكبير، ذلك في لقاءين منفصلين مع القائم بأعمال رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، ستيفاني خوري، والمبعوث الأميركي لليبيا، ريتشارد نورلاند، اللذين أبديا دعمهما لعمل واستقرار «المصرف المركزي».

ومنذ أقل من أسبوع، وعلى خلفية تسريبات عن نية «المجلس الرئاسي» إقالة المحافظ، أعقبتها تحركات مسلحة وصفت بـ«المقلقة» داخل طرابلس، حذر نورلاند من مغبة «المخاطر المستمرة الناتجة عن الجمود السياسي في ليبيا والتهديدات التي تطال (المركزي)».

وكان المصرف، الذي أكّد رفضه لما وصفه بـ«الأساليب الغوغائية التي تُمارسها بعض الأطراف خارج إطار القانون، وتُهدّد سلامة موظفيه، واستمرار عمل القطاع المصرفي»، أعلن «إيقاف أعماله وإداراته ومنظوماته كافة حتى يتم الإفراج عن مسلم، وعودته للعمل، ووقف هذه الممارسات».