تراجع نمو اقتصاد إسرائيل خلال الربع الثاني بسبب الصراع في غزة

تكلفة الحرب تُكبدها أكثر من 67.3 مليار دولار

فلسطيني يتفقد منزله المدمَّر على أثر غارة جوية إسرائيلية في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطيني يتفقد منزله المدمَّر على أثر غارة جوية إسرائيلية في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

تراجع نمو اقتصاد إسرائيل خلال الربع الثاني بسبب الصراع في غزة

فلسطيني يتفقد منزله المدمَّر على أثر غارة جوية إسرائيلية في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة (إ.ب.أ)
فلسطيني يتفقد منزله المدمَّر على أثر غارة جوية إسرائيلية في مخيم المغازي للاجئين بقطاع غزة (إ.ب.أ)

نما الاقتصاد الإسرائيلي بأقل من المتوقع، خلال الربع الثاني من 2024، في استمرار لأداء متقلب بدأ منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، والتي قدَّر خبراء اقتصاد إسرائيليون أنها كلفت الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من 67.3 مليار دولار.

لكن هذا التراجع لن يكون كافياً، على الأرجح، لدفع بنك إسرائيل المركزي لخفض سعر الفائدة، الأسبوع المقبل؛ نظراً لارتفاع التضخم.

وقالت دائرة الإحصاء المركزية إن تقديراً مبدئياً أظهر أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 1.2 في المائة على أساس سنوي، بين أبريل (نيسان) ويونيو (حزيران) الماضيين، ويقل عن تقديرات استطلاع «رويترز» لنمو بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجع الناتج المحلي الإجمالي، خلال الربع الثاني، على أساس أن نصيب الفرد منه بمقدار 0.4 في المائة.

وقادت زيادة في إنفاق المستهلكين بنسبة 12 في المائة، وفي الاستثمار في الأصول الثابتة بنسبة 1.1 في المائة، وفي الإنفاق الحكومي بنسبة 8.2 في المائة، من النمو الإجمالي، مما عوّض تراجع الصادرات 8.3 في المائة.

وجرى تعديل نمو الناتج الإجمالي المحلي، في الربع الأول، بالرفع إلى 17.3 في المائة على أساس سنوي، عن تقدير سابق بلغ 14.4 في المائة، بعد تعافٍ من انكماش 20.6 في المائة، خلال الربع الأخير من 2023.

وقالت دائرة الإحصاء إنه خلال النصف الأول من 2024 نما الاقتصاد الإسرائيلي 2.5 في المائة على أساس سنوي، مقابل 4.5 في المائة خلال الفترة نفسها من عام 2023.

وقال جوناثان كاتس، كبير المحللين لدى «ليدر كابيتال ماركتس»: «يواجه الاقتصاد صعوبة في التعافي بسبب الحرب، ويرجع ذلك بالأساس إلى مشكلات العرض وليس الطلب». وأشار إلى أن النقص في العمالة الفلسطينية، منذ اندلاع الحرب في غزة، يحُول دون حدوث تعاف كامل للاستثمار في بناء المساكن.

وأظهرت الأرقام، الصادرة يوم الخميس، ارتفاع معدل التضخم إلى 3.2 في المائة خلال يوليو (تموز)، من 2.9 في المائة خلال يونيو، وهو ما تجاوز هدف التضخم السنوي الذي حددته الحكومة بين 1 و3 في المائة.

ومن المقرر أن يتخذ بنك إسرائيل المركزي قراره المقبل بشأن أسعار الفائدة، في 28 أغسطس (آب) الحالي.

وفي هذه الأثناء، قال خبراء اقتصاد إسرائيليون إن حرب غزة كلفت الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من 67.3 مليار دولار. وقالت الرئيسة التنفيذية السابقة لبنك «لئومي» الإسرائيلي، راكيفيت روساك عمينواح، لـ«القناة 12» الإسرائيلية: «لقد كلفت الحرب الاقتصاد الإسرائيلي بالفعل أكثر من 250 مليار شيقل (67.3 مليار دولار)، وتريد المؤسسة الدفاعية زيادة سنوية لا تقل عن 20 مليار شيقل (5.39 مليار دولار)».

وأضافت: «العجز أكبر بكثير، لدينا نازحون وجرحى، وعدد من الاحتياجات الاقتصادية التي لا يجري احتسابها حتى في تكلفة الحرب».

وقال محافظ البنك المركزي الإسرائيلي السابق، جاكوب فرنكل، إن عجز موازنة البلاد بلغ 8.1 في المائة خلال يوليو الماضي. وتابع: «المهمة الأكثر إلحاحاً وأهمية هي التعامل مع العجز. بدأت إسرائيل عام 2023 دون عجز، ومنذ ذلك الحين تدهور الوضع. وبحلول نهاية يوليو، وصل العجز إلى 8.1 في المائة، أو نحو 155 مليار شيقل (41.8 مليار دولار) يجب تغطيته».

وقال أوري ليفين، الرئيس التنفيذي السابق لبنك إسرائيل ديسكاونت، إن إسرائيل لن تكون قادرة على إعادة تأهيل اقتصادها دون استعادة ثقة المستثمرين الدوليين.


مقالات ذات صلة

توافق مالي لبناني يمهّد لاستئناف التمويل بالدولار «الفريش»

المشرق العربي حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري (أ.ب)

توافق مالي لبناني يمهّد لاستئناف التمويل بالدولار «الفريش»

يدور حراك في أوساط القطاع المالي، بين البنك المركزي والجهاز المصرفي، لصياغة مشروع قانون لتحصين استئناف التمويل بالدولار النقدي (الفريش) لصالح الأفراد والشركات.

علي زين الدين (بيروت)
الاقتصاد وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية متحدثاً خلال حفل إطلاق منصة «جدارات» (الشرق الأوسط)

إنفاق 986 مليون دولار لدعم التوظيف بالسعودية خلال النصف الأول

أنفق صندوق تنمية الموارد البشرية السعودي نحو 3.7 مليار ريال (986 مليون دولار) على برامج ومنتجات دعم التوظيف والتدريب والتأهيل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من حفل تدشين أول رحلة جوية دولية من القاهرة إلى عرعر (واس)

تدشين أول رحلة دولية من القاهرة إلى مطار عرعر شمال السعودية

أعلنت شركة «تجمع مطارات الثاني» السعودية، مساء السبت، عن تدشين أولى الرحلات الجوية الدولية من القاهرة إلى مطار عرعر (شمال المملكة).

«الشرق الأوسط» (عرعر)
المشرق العربي كهرباء لبنان عاجزة كلياً عن إنتاج الكهرباء (أ.ف.ب)

 لبنان يدخل العتمة الشاملة مع نفاد «الغاز أويل» 

دخل لبنان رسمياً، السبت، في العتمة الشاملة، مع إعلان «مؤسسة كهرباء لبنان» نفاد مادة «الغاز أويل» من معمل الزهراني وباتت المرافق العامة تعتمد على المولدات.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

«مخاوف الصين» تفسد أسبوع النفط

انخفضت أسعار النفط أكثر من دولارين، الجمعة، واتجهت لتسجيل خسارة أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

السعودية تضخ 70 ألف وظيفة عبر منصة وطنية موحدة

وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يدشن منصة «جدارات» (الشرق الأوسط)
وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يدشن منصة «جدارات» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تضخ 70 ألف وظيفة عبر منصة وطنية موحدة

وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يدشن منصة «جدارات» (الشرق الأوسط)
وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية يدشن منصة «جدارات» (الشرق الأوسط)

أعلنت الحكومة السعودية توفير 70 ألف وظيفة شاغرة عبر منصة وطنية موحدة للتوظيف تسمى «جدارات»، من شأنها تسهيل رحلة المواطنين الباحثين عن العمل، وتقريب الكفاءات الوطنية لأصحاب العمل، من خلال نظام رقمي موثوق يوفر الوقت والجهد.

ويأتي إطلاق المنصة بشكل رسمي تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء، الصادر في فبراير (شباط) 2021، بإنشاء المنصة. وكلف المجلس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي صندوق تنمية الموارد البشرية بإدارة هذه المنصة، لتكون الممكّن الرئيسي لتوظيف القوى العاملة الوطنية.

ودشن وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي، الأحد، في الرياض، المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف «جدارات»، بحضور وزير السياحة أحمد الخطيب، والمدير العام لصندوق تنمية الموارد البشرية «هدف» تركي الجعويني، وعدد من المسؤولين والمختصين والمهتمين بسوق العمل. وتربط المنصة الباحثين عن العمل بالفرص الوظيفية المتاحة، من خلال نظام رقمي يوائم بين مؤهلات المتقدم ومتطلب الوظيفة بخطوات سهلة وفترة زمنية قصيرة.

ونوّه الراجحي بدعم الحكومة في تنمية رأس المال البشري، وتمكين الكوادر الوطنية وزيادة تنافسيتها وكفاءتها في سوق العمل، مشيراً إلى أن المنصة تأتي بناءً على قرار مجلس الوزراء بإنشاء منصة وطنية موحدة للتوظيف، وإدارتها من قبل صندوق تنمية الموارد البشرية؛ بهدف توحيد وتوثيق بيانات طالبي العمل في القطاعين العام والخاص، ورفع جودة البيانات وتطوير إجراءات استقبال ومعالجة طلبات التوظيف، وسهولة وصول الباحثين عن العمل للفرص المتاحة.

وكشف عن تجاوز حجم إنفاق صندوق تنمية الموارد البشرية، خلال النصف الأول على برامج ومنتجات دعم التوظيف والتدريب والتأهيل، 3.79 مليار ريال (986 مليون دولار) واستفاد منها أكثر من 100 ألف منشأة، في حين تم توظيف ما يزيد على 153 ألف شاب وفتاة للعمل في منشآت القطاع الخاص خلال الفترة ذاتها.

وأكد الراجحي على مواصلة العمل مع الشركاء، دون استثناء، على توفير بيئة عمل مناسبة تحقق الاستدامة والاستقرار الوظيفي للكفاءات الوطنية، وتدعم جهود التنمية المستدامة.

وأضاف أن منصة «جدارات» تدعم جهود الصندوق في تمكين الكوادر الوطنية وتعزيز مشاركتها بسوق العمل، وفي تقديم رحلة مهنية متكاملة لجميع خدمات التوظيف في سوق العمل عبر منصة وطنية رقمية فريدة، وبما يعزز من تحقيق مستهدفات التحول الرقمي و«رؤية 2030». وقال إن التعاون والتكامل بين جميع الشركاء أسهما في انخفاض معدل البطالة إلى 7.6 في المائة، ووصول عدد العاملين السعوديين في القطاع الخاص إلى نحو 2.3 مليون مواطن ومواطنة.

التجارب النوعية

من جانبه، أوضح المدير العام للصندوق، تركي الجعويني، أن الهدف من «جدارات» توحيد وتوثيق بيانات طالبي العمل، وتسهيل رحلة البحث عن عمل، واستكشاف جميع الفرص الوظيفية، لتصبح المُمكّن الرئيس لتوظيف أبناء وبنات الوطن في القطاعين العام والخاص. وأفصح الجعويني عن وجود قرابة 70 ألف فرصة وظيفة شاغرة في «جدارات»، بمختلف تخصصات واحتياجات وقطاعات سوق العمل، مبيناً أن المنصة أُطلِقت بهدف تسهيل رحلة البحث عن العمل، واستكشاف جميع الفرص الوظيفية، لتصبح الممكّن الرئيسي لتوظيف المواطنين. وأشار إلى أن الصندوق حرص خلال مرحلة إنشاء المنصة على الاطلاع على عددٍ من التجارب النوعية، والاستماع لرؤى ومقترحات صُناع القرار والتشريعات في سوق العمل، وعقد عددٍ من ورش العمل مع الشركاء في القطاع الخاص والمختصين والمهتمين، لبحث سُبل التطوير وكيفية تطبيقها وانعكاسها على أداء وأعمال المنصة. وبيّن أن منصة «جدارات»، خلال فترة إطلاقها التجريبي، أسهمت في توظيف أكثر من 114 ألفاً من الباحثين والباحثات عن عمل، كما حظيت بتفاعل وتسجيل أكثر من 48 ألف جهة حكومية وخاصة في سجلات المنصة، موضحاً أنه خلال الفترة التجريبية وفّرت المنصة نحو 260 ألف فرصة وظيفية تم الإعلان عنها خلال السنوات الـ3 الماضية. وأفاد أن المنصة تُركز على تيسير وتوحيد جميع خدمات التوظيف والتمكين في الجهات العامة والخاصة، بما يُسهم في تقديم رحلة متكاملة وتجربة رقمية متطورة لجميع خدمات التوظيف، وبما يعزز من الجهود الوطنية في تحقيق استراتيجية سوق العمل ومستهدفات التحول الرقمي ورؤية المملكة 2030. وذكر أن المنصة تولي اهتماماً عالياً بتحقيق الكفاية والفاعلية والدقة والشفافية والعدالة في عمليات التوظيف، وتقدم اقتراحات مهنية مخصصة تساعد الأفراد في جميع أنحاء المملكة على الوصول إلى فرص العمل في مختلف المناطق، وفقاً لمساراتهم المهنية والمهارات المطلوبة، وتقدم مواءمة دقيقة بين مهارات الأفراد ومتطلبات الوظائف باستخدام تقنيات المواءمة الوظيفية والذكاء الاصطناعي.

تعليق المنصة

وشاهد الحضور أثناء حفل التدشين عرضاً مرئياً حول أهداف المنصة وخدماتها المقدمة للجهات العامة والخاصة وآلية عملها في المواءمة بين طالبي العمل وجهات التوظيف. من جهة أخرى، واجهت المنصة الوطنية الموحدة للتوظيف ضغطاً كبيراً من قبل الباحثين عن العمل، منذ الساعات الأولى من إطلاق المنصة، صباح الأحد، ما جعل الموقع الإلكتروني يتعرض إلى «التعليق» ويتسبب في وقت انتظار طويل أمام المستفيدين من الخدمة. وهو ما أثار استياء بعض من الذين سارعوا إلى الدخول للمنصة من أجل الاطلاع على الخدمات التي توفرها، في حين رأى آخرون أن ما تعرضت إليه «جدارات» طبيعي؛ نتيجةً للضغط الكبير الذي تعرّض له من قِبل الباحثين عن العمل في اليوم الأول من الانطلاق.