انخفاض مفاجئ في طلبات إعانات البطالة الأسبوعية الأميركية

مبيعات التجزئة ترتفع أكثر من المتوقع في يوليو

لافتة للتوظيف مُعلّقة على باب أحد المتاجر في مدينة نيويورك (رويترز)
لافتة للتوظيف مُعلّقة على باب أحد المتاجر في مدينة نيويورك (رويترز)
TT

انخفاض مفاجئ في طلبات إعانات البطالة الأسبوعية الأميركية

لافتة للتوظيف مُعلّقة على باب أحد المتاجر في مدينة نيويورك (رويترز)
لافتة للتوظيف مُعلّقة على باب أحد المتاجر في مدينة نيويورك (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدّموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بصورة غير متوقعة الأسبوع الماضي؛ ما يشير إلى استمرار تباطؤ سوق العمل بشكل منظم، رغم صعوبة العثور على وظائف جديدة بالنسبة إلى العاطلين عن العمل.

وقالت وزارة العمل يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية انخفضت 7 آلاف طلب إلى 227 ألف طلب معدل، حسب العوامل الموسمية للأسبوع المنتهي في 10 أغسطس (آب). وتوقع خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، 235 ألف طلب للأسبوع الأخير.

وقد أدت زيادة معدل البطالة إلى ما يقرب من أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات عند 4.3 في المائة في يوليو (تموز) إلى تأجيج المخاوف من تدهور سوق العمل؛ إذ راهنت الأسواق المالية على أن يخفّض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الشهر المقبل. ومع ذلك، لا تزال حالات التسريح منخفضة مقارنة بالمعايير التاريخية.

وكان الارتفاع الشهري الرابع على التوالي في معدل البطالة مدفوعاً بزيادة المعروض من القوى العاملة بسبب الهجرة، وهو ما لا يتماشى مع التوظيف. وخفّضت الشركات من وتيرة التوظيف مع رفع «المركزي» أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس في عامي 2022 و2023 للحد من الطلب.

وقد حافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة الأساسي في النطاق الحالي من 5.25 في المائة إلى 5.50 في المائة لمدة عام.

وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد أسبوع أولي من المساعدات، وهو مؤشر على التوظيف، انخفض 7 آلاف إلى 1.864 مليون شخص معدل، حسب العوامل الموسمية خلال الأسبوع المنتهي في 3 أغسطس. وتقترب المطالبات المستمرة من مستويات شُوهدت آخر مرة في أواخر عام 2021؛ مما يشير إلى أن مزيداً من الناس يواجهون فترات بطالة أطول.

على صعيد آخر، ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية أكثر من المتوقع في يوليو، وهو ما قد يساعد في تهدئة مخاوف الأسواق المالية من حدوث تباطؤ اقتصادي حاد غذّته زيادة معدل البطالة.

وارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 1 في المائة الشهر الماضي، بعد انخفاضها بنسبة 0.2 في المائة في يونيو (حزيران)، وفقاً لما ذكره مكتب الإحصاء التابع لوزارة التجارة يوم الخميس.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقعوا أن ترتفع مبيعات التجزئة، التي تعكس في الغالب السلع ولا تُعدّل وفقاً للتضخم، بنسبة 0.3 في المائة، بعد أن أُبلغ عنها سابقاً على أنها دون تغيير.

وقد تدفع علامات عدم انهيار الطلب الأسواق المالية إلى تخفيف توقعاتها لخفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الشهر المقبل. ولا تزال الاحتمالات تميل إلى خفض الفائدة ربع نقطة، مع ارتفاع التضخم بصورة طفيفة في يوليو.

ويواصل المستهلكون الإنفاق من خلال البحث عن الأرخص والتحول إلى بدائل أقل تكلفة.

وارتفعت مبيعات التجزئة، باستثناء السيارات والبنزين ومواد البناء وخدمات الأغذية، بنسبة 0.3 في المائة خلال الشهر الماضي، بعد ارتفاعها بنسبة 0.9 في المائة في يونيو.

وتتوافق مبيعات التجزئة الأساسية بشكل أكبر مع مكون الإنفاق الاستهلاكي للناتج المحلي الإجمالي. وتضع البيانات القوية مبيعات التجزئة على أساس متين في بداية الربع الثالث، رغم المكسب الهامشي الشهر الماضي.

وبعد هذه البيانات، ارتفع الدولار مقابل سلة من العملات؛ إذ تبحث الأسواق عن علامات على صحة الاقتصاد الأوسع التي ستؤثر في حجم تخفيضات أسعار الفائدة القادمة.

وارتفع مؤشر الدولار، الذي يتتبع العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، إلى 102.96، بزيادة 0.36 في المائة.


مقالات ذات صلة

التضخم في السعودية لا يزال عند أدنى مستوياته منذ ديسمبر 2023

الاقتصاد أحد المتاجر الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية لا يزال عند أدنى مستوياته منذ ديسمبر 2023

لا يزال التضخم في السعودية يحافظ على مستوياته المتدنية، إذ استقر عند 1.5 في المائة خلال يوليو الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد  تظهر الشاشة ارتفاع بورصة نيويورك بعد إصدار بيانات التضخم الأميركية (وكالة حماية البيئة)

الأسواق العالمية ترتفع مدعومة بتراجع التضخم الأميركي ونمو الاقتصاد الياباني

ارتفعت الأسهم العالمية بشكل عام، يوم الخميس، بعد أن جاء تقرير التضخم الأميركي الأخير مطابقاً تقريباً لتوقعات الاقتصاديين.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد كورنيش الدوحة في قطر (رويترز)

ارتفاع التضخم السنوي في قطر 0.22 % خلال يوليو

ارتفع مؤشر أسعار المستهلك في قطر، بنسبة 0.22 في المائة، خلال يوليو الماضي، مقارنةً مع الشهر ذاته من عام 2023، بينما انخفض على أساس شهري بنسبة 0.38.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد مبنى المصرف المركزي النرويجي في أوسلو (رويترز)

«المركزي» النرويجي يقرر تثبيت الفائدة لـ«بعض الوقت»

أبقى المصرف المركزي النرويجي سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى قياسي بلغ 4.50 في المائة، يوم الخميس، كما توقع محللون في استطلاع لـ«رويترز».

«الشرق الأوسط» (أريندال (النرويج))
الاقتصاد شخص يتسوق داخل متجر في بروكلين بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)

ماذا تعني بيانات التضخم الأميركي بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي؟

قدمت بيانات التضخم، التي صدرت يوم الأربعاء، أحدث إشارة للاقتصاديين والمستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي سيكون في وضع يسمح له ببدء خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ارتفاع أرباح «العال» الإسرائيلية مع إلغاء منافسيها للرحلات وسط استمرار الحرب

رغم النتائج هبطت أسهم «العال» المدرجة في تل أبيب 2 في المائة (رويترز)
رغم النتائج هبطت أسهم «العال» المدرجة في تل أبيب 2 في المائة (رويترز)
TT

ارتفاع أرباح «العال» الإسرائيلية مع إلغاء منافسيها للرحلات وسط استمرار الحرب

رغم النتائج هبطت أسهم «العال» المدرجة في تل أبيب 2 في المائة (رويترز)
رغم النتائج هبطت أسهم «العال» المدرجة في تل أبيب 2 في المائة (رويترز)

أعلنت شركة طيران «العال» الإسرائيلية عن ارتفاع أرباحها بنحو 150 في المائة يوم الخميس، مستفيدة من وضعها شبه الاحتكاري مع إلغاء كثير من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها وسط الحرب في غزة، وإثارة غضب العملاء بسبب الأسعار المرتفعة.

وبشكل منفصل، أعلنت شركة «العال» عن صفقة مع شركة «بوينغ» لشراء ما يصل إلى 31 طائرة من طراز «737 ماكس» بقيمة تصل إلى 2.5 مليار دولار، لتحل محل أسطولها القديم من طائرات «بوينغ 737-800» و«737-900» للرحلات القصيرة.

وحقّقت شركة الطيران الوطنية الإسرائيلية صافي ربح في الربع الثاني بلغ 147 مليون دولار، ارتفاعاً من 59 مليون دولار في العام السابق، قبل الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر (تشرين الأول). ومع المنافسة القوية، كانت تكافح غالباً من أجل الإبقاء على أرباحها قبل الحرب.

وقفزت الإيرادات بنسبة 33 في المائة إلى 839 مليون دولار، في حين ارتفع معدل تحميل الركاب إلى 92 في المائة من 87 في المائة ، مع توسيع القدرة بنسبة 8 في المائة. لكن أسهمها المدرجة في تل أبيب هبطت 2 في المائة على الرغم من النتائج.

وتعرضت شركة «العال» لانتقادات من جانب العملاء في إسرائيل والخارج بسبب رفع الأسعار، حيث ظهرت كاحتكار شبه كامل منذ حرب غزة. واستفادت «العال» من قيام منافسيها بإلغاء الخدمات بشكل متكرر بسبب الوضع الأمني.

وقد رفضت «العال» الانتقادات والاتهامات بأنها تستغل قاعدة ركاب لا تملك خيارات سفر كثيرة، قائلة إن نصف أولئك الذين اشتروا تذاكر هذا العام كانوا يدفعون أقل مما كانوا يدفعونه في عام 2023. وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة «العال» دينا بن تال جانانسيا لـ«رويترز»: «لقد وضعنا بعض القيود على قائمة أسعارنا».

بعد استئناف الرحلات الجوية في يونيو (حزيران)، ألغت شركات طيران كثيرة مرة أخرى رحلاتها من تل أبيب وإليها، وبعضها حتى عام 2025، وسط تهديدات بهجوم محتمل على إسرائيل من قبل إيران و«حزب الله» في لبنان.

وقالت بن تال جانانسيا: «الأيام القليلة الماضية تثبت لنا على وجه الخصوص مدى هشاشة مفهوم الأجواء المفتوحة فيما يتعلق بإسرائيل».