روسيا تكثّف جهود التصدي للتوغل الأوكراني... وتحذر من تهديد لمحطة كورسك النووية

موسكو أطلقت «عملية لمكافحة الإرهاب» وأجلت 76 ألف شخص

دبابات الجيش الروسي تتمركز في منطقة كورسك في 10 أغسطس (أ.ب)
دبابات الجيش الروسي تتمركز في منطقة كورسك في 10 أغسطس (أ.ب)
TT
20

روسيا تكثّف جهود التصدي للتوغل الأوكراني... وتحذر من تهديد لمحطة كورسك النووية

دبابات الجيش الروسي تتمركز في منطقة كورسك في 10 أغسطس (أ.ب)
دبابات الجيش الروسي تتمركز في منطقة كورسك في 10 أغسطس (أ.ب)

أعلن الجيش الروسي، اليوم (السبت)، أنه ما زال يقاتل القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الغربية، بعد خمسة أيام من توغلها المفاجئ، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت وزارة الدفاع الروسية: «تواصل القوات المسلحة صد محاولة القوات المسلحة الأوكرانية التوغل عبر الحدود»، مشيرة إلى أنها استخدمت نيران الطيران والمدفعية لضرب القوات الأوكرانية والمعدات العسكرية داخل الأراضي الروسية.

تهديد نووي

من جهتها، أعلنت الوكالة النووية الروسية، السبت، أنّ الهجوم عبر الحدود الذي شنّته أوكرانيا «شكّل تهديداً مباشراً» لمحطّة للطاقة النووية تقع على بعد أقل من 50 كيلومتراً من منطقة القتال. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن «روساتوم» قولها إنّ «تصرّفات الجيش الأوكراني تشكّل تهديداً مباشراً» لمحطّة كورسك للطاقة النووية في غرب روسيا بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مضيفة أنّه «في الوقت الحالي، هناك خطر حقيقي من وقوع ضربات واستفزازات من جانب الجيش الأوكراني».

وتمكنت، صباح الثلاثاء الماضي، وحدات تابعة للجيش الأوكراني من عبور الحدود والتوغّل في منطقة كورسك والتقدم فيها عدّة كيلومترات، وفق محلّلين مستقلّين.

وسارعت روسيا إلى نشر قوات ومعدّات إضافية، بما في ذلك دبابات وراجمات صواريخ ووحدات طيران لمحاولة وقف الهجوم الأوكراني. ولم يكشف أي من الجانبين بالتحديد عن حجم القوات التي نُشرت.

وأكّدت وزارة الطوارئ المحلية إجلاء أكثر من 76 ألف شخص من مناطق متاخمة لأوكرانيا في منطقة كورسك الروسية، ونُقل الآلاف منهم إلى مناطق آمنة لتلقي مساعدات عاجلة ومواد طبية، فيما خُصصت قطارات إضافية لنقل الأشخاص الراغبين في الفرار إلى موسكو. وقالت امرأة فرت من المنطقة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة: «وصلت الحرب إلينا».

وقال الجيش الروسي إن أوكرانيا نشرت في البداية قرابة 1000 جندي، وأكثر من 24 من الآليات المدرعة والدبابات، لكنه أعلن فيما بعد عن تدمير قرابة خمسة أضعاف هذا العدد من الآليات العسكرية.

ولم تتمكن «وكالة الصحافة الفرنسية» من التأكد من تلك الأعداد. وكثيراً ما اتُهم الجانبان بتضخيم حجم خسائر العدو.

وقالت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية في ساعة متأخرة، الجمعة، إنها بصدد بدء «عمليات لمكافحة الإرهاب في مناطق بيلغورود وبريانسك وكورسك... لضمان سلامة المواطنين ومنع خطر الأعمال الإرهابية التي تنفذها مجموعات العدو التخريبية».

ويمنح القانون الروسي قوات الأمن والجيش صلاحيات طوارئ واسعة خلال عمليات «مكافحة الإرهاب».

ومن الإجراءات التي يمكن فرضها، تقييد الحركة وإمكانية الاستحواذ على المركبات، ومراقبة المكالمات الهاتفية، وإعلان مناطق محظورة، وإقامة نقاط تفتيش، وتعزيز الأمن على مواقع البنية التحتية الاستراتيجية. وقالت لجنة مكافحة الإرهاب إن كييف قامت «بمحاولة غير مسبوقة لزعزعة الاستقرار في عدد من المناطق الروسية». ووصفت التوغّل بأنّه «هجوم إرهابي»، مؤكدة أنّ القوات الأوكرانية أصابت مدنيين ودمّرت مباني سكنية.

من جانبها، قالت وزارة الصحة، الجمعة، إن 55 مدنياً يتلقون العلاج في المستشفيات، 12 منهم حالتهم خطيرة.

صمت رسمي

ردّت روسيا على ما يبدو، الجمعة، على التوغل وشنت ضربة صاروخية على سوبرماركت في بلدة كوستيانتينيفكا أودت بحياة 14 شخصاً على الأقل.

وقال معهد دراسة الحرب ومقره في الولايات المتحدة الأميركية، السبت، إنه يعتقد أن القوات الأوكرانية توغلت مسافة 13 كلم تقريباً داخل الأراضي الروسية. فيما لزم المسؤولون الأوكرانيون الصمت بشأن العملية، واكتفوا بالحديث عن سعيهم لإجلاء 20 ألف شخص من منطقة سومي، في الجانب الآخر من الحدود مقابل كورسك.

من ناحيتها، أكّدت الولايات المتحدة الأميركية، الحليف الأقرب لكييف، أنّها لم تُبلغ بالخطة في وقت مبكر.

ورغم الصمت الأوكراني الرسمي، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالنجاحات الأولية التي حقّقتها قواته، معلناً في بداية الأسبوع أنّ روسيا يجب أن «تشعر» بعواقب الهجوم واسع النطاق الذي تشنّه ضدّ أوكرانيا منذ فبراير (شباط) 2022. كما شكر، الجمعة، القوات الأوكرانية على «سد النقص في صندوق التبادل»، وهي العبارة المستخدمة للإشارة إلى أسر جنود روس يمكن في وقت لاحق مبادلتهم بأسرى أوكرانيين. وقال إن «هذا مهم جداً، وكان فعالاً بشكل خاص خلال الأيام الثلاثة الماضية»، دون الإشارة هنا أيضاً إلى التوغل في كورسك.

وأفاد مدوّنون عسكريون روس ينشرون عادةً معلومات أكثر تفصيلاً مقارنة بتقارير وزارة الدفاع في موسكو، سابقاً بأن العديد من الجنود الروس أُسروا في أوكرانيا.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية، السبت، لقطات تظهر دبابات وهي تطلق النار على مواقع أوكرانية في منطقة كورسك، بالإضافة إلى غارة جوية. وأكّدت، الجمعة، نشر وحدات إضافية في المنطقة الحدودية.

وفي أماكن أخرى على خط الجبهة، أفاد مسؤولون أوكرانيون بمقتل شخصين في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد وشخص في مدينة كراماتورسك.

وأعلن الجيش الأوكراني، السبت، عن انخفاض عدد «الاشتباكات القتالية» داخل أوكرانيا، في إشارة محتملة إلى أن توغله في روسيا ينجح في تخفيف الضغط على أجزاء أخرى من خط المواجهة المترامي الأطراف، حيث تسجل القوات الروسية تقدماً.


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن السيطرة على حي شيفتشينكو بشرق أوكرانيا

أوروبا جندي من لواء العمليات الثالث عشر «خارتيا» التابع للحرس الوطني الأوكراني يطلق مدفع هاوتزر من طراز «دي - 30» باتجاه قوات روسية في موقع على خط المواجهة (رويترز)

روسيا تعلن السيطرة على حي شيفتشينكو بشرق أوكرانيا

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، إن الجيش سيطر على حي شيفتشينكو في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا طائرة «إيرباص» تابعة لشركة خطوط جوية روسية تقلع من أحد المطارات (رويترز - أرشيفية)

موسكو تندد بتوصية «سخيفة» للاتحاد الأوروبي يحذّر فيها من التحليق في الأجواء الروسية

نددت الوكالة الفيدرالية الروسية للطيران بتوصية «سخيفة» للاتحاد الأوروبي، أصدرها في وقت سابق الجمعة، حذّر فيها من أخطار كبيرة تواجهها الطائرات المحلقة فوق روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الخليج الأمير محمد بن سلمان والرئيس فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا طائرة عسكرية روسية تقترب من قاعدة حميميم الجوية على ساحل اللاذقية بسوريا في 14 ديسمبر 2024 (رويترز)

روسيا تركّز على ليبيا لتحقيق طموحاتها بعد سقوط حليفها الأسد

أدى سقوط بشار الأسد في سوريا إلى عرقلة مشاريع روسيا في أفريقيا، وأرغمها على البحث عن نقطة إسناد بديلة في حوض البحر المتوسط، متطلعة في هذا السياق إلى ليبيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا طائرة من طراز «بوينغ 737» تقلع في مطار بوينس آيرس بالأرجنتين في 26 ديسمبر 2024 (رويترز)

هبوط اضطراري لطائرة «بوينغ 737» تابعة لشركة «يوتير» في موسكو

ذكرت «وكالة الإعلام الروسية» أن طائرة «بوينغ» تابعة لشركة «يوتير» للطيران هبطت اضطرارياً في مطار فنوكوفو بموسكو، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

عشرات المصابين إثر اصطدام قطاري ترامواي في فرنسا

حادث تصادم بين قطاري ترامواي في مدينة ستراسبورغ (أ.ب)
حادث تصادم بين قطاري ترامواي في مدينة ستراسبورغ (أ.ب)
TT
20

عشرات المصابين إثر اصطدام قطاري ترامواي في فرنسا

حادث تصادم بين قطاري ترامواي في مدينة ستراسبورغ (أ.ب)
حادث تصادم بين قطاري ترامواي في مدينة ستراسبورغ (أ.ب)

أصيب عشرات الأشخاص، السبت، في حادث تصادم نادر بين قطاري ترامواي في مدينة ستراسبورغ شرق فرنسا، بحسب ما أعلنت السلطات.

وأفادت المحافظة بأن «الحصيلة غير النهائية هي ما بين 30 إلى 35 ضحية، وكلها حالات طوارئ نسبية»، مضيفة أن «النيابة العامة فتحت تحقيقاً كما هي العادة في مثل هذه الحالات».

من جهته، أعلن الإسعاف إصابة نحو خمسين شخصاً.

حادث تصادم بين قطاري ترامواي في مدينة ستراسبورغ (أ.ب)

وفرض طوق أمني مشدد أمام محطة الترامواي حيث تمركزت سيارات إسعاف عدة وتم إجلاء الجرحى على النقالات، وتلقى آخرون العلاج في المحطة.

ولحقت أضرار جسيمة بقطاري الترامواي في النفق قرب المحطة. ويبدو أن أحد القطارين خرج عن مساره نتيجة الاصطدام.

وقالت رئيسة بلدية المنطقة، جين بارسيجيان، في مكان الحادث: «ما وقع تصادم بعد سير ترام عكسياً، ولا أعرف سببه».

حادث تصادم بين قطاري ترامواي في مدينة ستراسبورغ (أ.ب)

وأضافت: «لا يوجد قتلى، ولا يوجد أشخاص في حالة طوارئ مطلقة، وفق المعلومات التي بحوزتي في هذه المرحلة، ولكن من الواضح أن الجرحى بعضهم في حالة صدمة لأن الاصطدام كان عنيفاً نسبياً».

حادث تصادم بين قطاري ترامواي في مدينة ستراسبورغ (أ.ب)

وقال رينيه سيلييه، مدير إدارة الإسعاف في منطقة بارين: «هناك نحو 50 حالة طوارئ نسبية مع إصابات لا تهدد الحياة... معظمها إصابات رضية».

وقال مدير شركة النقل في ستراسبورغ، إيمانويل أونو، إن السائقين «لم يصابا بأذى جسدي، لكنهما أصيبا بصدمة شديدة».

كانت ستراسبورغ أول مدينة فرنسية كبرى تعيد تشغيل شبكة الترام، بدءاً من عام 1994.

وسبق أن شهدت المدينة حادثاً بالمكان نفسه في نهاية عام 1998، حين اصطدم ترام بآخر في النفق تحت المحطة في حادث وقع بسبب السرعة المفرطة لأحد القطارين، ما أدى إلى إصابة 17 شخصاً.