مصر تؤكد مساندتها جهود مكافحة الإرهاب بدول الساحل الأفريقي

وزير الخارجية أجرى اتصالات مع نظرائه في بوركينا فاسو والنيجر ومالي

تعاني دول غرب أفريقيا من انتشار الجماعات الإرهابية (أ.ف.ب)
تعاني دول غرب أفريقيا من انتشار الجماعات الإرهابية (أ.ف.ب)
TT
20

مصر تؤكد مساندتها جهود مكافحة الإرهاب بدول الساحل الأفريقي

تعاني دول غرب أفريقيا من انتشار الجماعات الإرهابية (أ.ف.ب)
تعاني دول غرب أفريقيا من انتشار الجماعات الإرهابية (أ.ف.ب)

أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مُساندة بلاده جهود مكافحة الإرهاب والتطرف بدول الساحل الأفريقي الغربي، وذلك في اتصالات متتالية مع نظرائه في بوركينا فاسو والنيجر ومالي.

ووفق بيان للخارجية المصرية، الجمعة، فإن الوزير عبد العاطي أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية البوركينابي كاراموكو جان ماري تراوري، تناول الوزيران خلاله مُجمل مسارات التعاون القائمة وبحث سُبّل تطويرها.

وأبدى وزير الخارجية المصري حرص بلاده على «دعم بناء القدرات الوطنية والتطوير المؤسسي بالدول الأفريقية، من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، والمنح الدراسية التي تقدمها الجامعات المصرية».

وزير الخارجية المصري يجري اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية بوركينا فاسو (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يجري اتصالاً هاتفياً مع وزير خارجية بوركينا فاسو (الخارجية المصرية)

كما أكد مُساندة مصر جهود بوركينا فاسو في مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، مشيراً إلى الجهد المبذول من أعضاء البعثة الأزهرية في بوركينا فاسو لمجابهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة ونشر الفكر المعتدل ‏والصورة الصحيحة عن الإسلام.

وأعرب عبد العاطي عن حرص مصر على الانخراط في تعزيز بنية السلم والأمن في القارة الأفريقية، ومخاطبة القضايا التي تمثل أولوية للدول الأفريقية، مؤكداً أن مصر ستظل دائماً داعمة لأشقائها الأفارقة في المحافل الإقليمية والدولية كافة.

وبحسب البيان، تناول الاتصال أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذلك المستجدات في منطقة الساحل والصحراء، والتحديات الأمنية المتزايدة وتأثيرها في دول غرب أفريقيا، وكيفية التعامل مع هذه التهديدات.

في السياق ذاته، أجرى عبد العاطي اتصالاً مع بكاري ياو سانجاري وزير الخارجية بدولة النيجر، تناول بحث آفاق تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة خلال الفترة المقبلة، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتنموية.

وشدد البيان المصري على حرص مصر على تعزيز الأمن والاستقرار في دول غرب أفريقيا، ودعم جهود الحكومات الوطنية لاستعادة سيادتها وسيطرتها على أراضيها كافة، ومجابهة الجماعات الإرهابية، من خلال التأكيد على دعم مصر للجانب النيجري في مُكافحة الإرهاب وبناء قدرات الكوادر الوطنية، وتعزيز التعاون مع مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب، فضلاً عن الدورات التي تنظمها «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية»، و«مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام (CCCPA)».

وبموازاة ذلك، أجرى عبد العاطي اتصالاً مع عبد الله ديوب وزير الخارجية والتعاون الدولي بدولة مالي، نظراً لـ«الأهمية الكبيرة التي تحتلها مالي في منطقة الساحل الأفريقي»، على حد وصف البيان.

وأشار وزير الخارجية إلى دور «مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام» (CCCPA)، الذي ينظم دورات تدريبية في باماكو للقيادات الدينية المالية في الموضوعات المتصلة بالوقاية من التشدد والفكر المتطرف المؤدي للإرهاب. كما ألقى الضوء على دور البعثة الأزهرية في مالي في مجال نشر مفاهيم الإسلام الوسطي المعتدل؛ مما يسهم في جهود مكافحة التطرف.


مقالات ذات صلة

الجدعان: التعاون الدولي مهم لضمان الاستقرار المالي العالمي

الاقتصاد وزير المالية السعودي والأعضاء المشاركون في اجتماع اللجنة الدولية للشؤون النقدية التابعة لصندوق النقد الدولي (واس)

الجدعان: التعاون الدولي مهم لضمان الاستقرار المالي العالمي

أشاد وزير المالية السعودي بجهود صندوق النقد الدولي وأعضاء اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية، في الاجتماع الثالث لوكلاء اللجنة الدولية للشؤون النقدية.

شمال افريقيا جنود في قوة حفظ السلام الدولية بعاصمة أفريقيا الوسطى بانغي (أرشيفية - أ.ف.ب)

مصر تؤكد رفضها استهداف بعثات حفظ السلام الأممية

أدانت مصر الهجوم الذي استهدف بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا)؛ مما أسفر عن مقتل أحد أفراد البعثة من كينيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
أفريقيا نُشر مزيد من الجنود في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو عام 2022 لفرض الحالة الأمنية (أرشيفية - غيتي)

«عشرات القتلى» بين جنود ومدنيين في هجوم بشرق بوركينا فاسو

قتل «عشرات» الجنود والمدنيين من مجموعات مساندة لجيش بوركينا فاسو، الجمعة، في هجوم يشتبه بأن جهاديين نفذوه في شرق البلاد، وفق ما أفادت مصادر محلية وأمنية.

«الشرق الأوسط» (أبيدجان)
أفريقيا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود (رويترز)

الصومال يعرض على أميركا سيطرة حصرية على قواعد جوية وموانٍ

قال الرئيس الصومالي، في رسالة إلى نظيره الأميركي، إن الصومال مستعد لعرض السيطرة الحصرية للولايات المتحدة على قواعد جوية وموانٍ استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
أفريقيا رئيس جنوب السودان سلفا كير (يسار) يصافح نائب الرئيس رياك مشار (أرشيفية - أ.ب)

حكومة جنوب السودان تؤكد وضع نائب الرئيس «في الإقامة الجبرية»

أكدت حكومة جنوب السودان، الجمعة، أن النائب الأول للرئيس رياك مشار وضع «قيد الإقامة الجبرية» ودعت المواطنين إلى الهدوء.

«الشرق الأوسط» (جوبا)

​تقرير دولي: صعدة تتصدّر محافظات اليمن في العنف ضد المدنيين

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)
مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

​تقرير دولي: صعدة تتصدّر محافظات اليمن في العنف ضد المدنيين

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)
مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

إلى ما قبل الضربات الجوية الأميركية الجديدة على مواقع ومخابئ جماعة الحوثيين في شمال اليمن، سجلت محافظة صعدة أعلى عدد من الضحايا في أوساط المدنيين، رغم انخفاض الخسائر المدنية في جميع أنحاء البلاد في أول شهرين من هذه السنة بنسبة 49 في المائة.

جاء ذلك في تقرير حديث أصدرته مجموعة الحماية العالمية، وهي شبكة من المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة التي تعمل بمجال الحماية في الأزمات الإنسانية، بما في ذلك النزاعات المسلحة والكوارث.

وقال التقرير إنه على الرغم من عدم الإبلاغ عن أي وفيات بين المدنيين خلال شهر فبراير (شباط) الماضي في المنطقة الجبلية غرب محافظة صعدة، فقد أُبلغ عن إصابة 10 مدنيين، كما أصيب تسعة في مديرية منبّه، وهي بؤرة لأنشطة التهريب عبر الحدود.

وعلى الرغم من الانخفاض العام في أعداد الضحايا المدنيين، فإن ضحايا مخلفات الحرب التي أشعلها انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية في اليمن عام 2014 لم تتغير أعدادها عن أول شهر في هذا العام، إذ كانت مخلفات الحرب القابلة للانفجار، بما في ذلك الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، مسؤولة عن 14 إصابة بين المدنيين، وهو العدد نفسه الذي تم الإبلاغ عنه في الشهر الذي سبقه.

ألغام الحوثيين لا تزال تتصيد المدنيين (إعلام حكومي)
ألغام الحوثيين لا تزال تتصيد المدنيين (إعلام حكومي)

ووفق التقرير الدولي، شهد عدد الوفيات الناجمة عن حوادث مخلفات الحرب القابلة للانفجار زيادة طفيفة، حيث ارتفع من 4 إلى 5 أشخاص، بينما زادت أيضاً إصابات الأطفال من مخلفات الحرب القابلة للانفجار من 4 إلى 5.

ولأول مرة سجل مشروع رصد آثار الألغام أكبر عدد من الإصابات نتيجة مخلفات الحرب القابلة للانفجار في محافظة لحج (جنوب اليمن) مقارنة بأي محافظة أخرى، حيث تم الإبلاغ عن ست إصابات.

وفي حادثة أخرى، سُجلت إصابة 17 مدنياً من بينهم صبيان يبلغان من العمر 12 و17 عاماً، عندما انفجر لغم أرضي في منطقة القرين بمديرية المسيمير، وهي منطقة خط مواجهة بين الحوثيين والقوات الحكومية في شمال المحافظة.

وطبقاً لبيانات المجموعة الدولية، تم الإبلاغ عن جميع الحوادث المتبقية في مناطق المواجهة النشطة والسابقة، بما في ذلك مناطق جنوب الحديدة التي تسيطر عليها الحكومة بعد طرد الحوثيين منها، حيث قُتل طفلان في واحدة من حوادث الألغام الأرضية المنفصلة، وكذلك في مديرية خب والشعف في الجوف، وفي جبل يام في مديرية نهم شرق صنعاء، وفي مديرية كتاف شرق صعدة.

خسائر الأطفال

وأفاد تقرير مجموعة الحماية بأن الخسائر المدنية في جميع أنحاء اليمن انخفضت خلال أول شهرين من هذا العام، لكن الخسائر بين الأطفال زادت، إذ سجلت انخفاضاً ملحوظاً في الخسائر المدنية المبلغ عنها بنسبة 49 في المائة.

وفي الوقت نفسه، انخفضت الخسائر بين النساء إلى النصف، من تسع إلى أربع. وشهدت جميع أرقام الخسائر انخفاضاً مقارنة بالمتوسطات الشهرية للعام الماضي.

صعدة تعد أكبر مقبرة للمقاتلين الحوثيين في اليمن (إعلام حوثي)
صعدة تعد أكبر مقبرة للمقاتلين الحوثيين في اليمن (إعلام حوثي)

وعلى الرغم من أن عدد القتلى المدنيين المبلغ عنهم من بين هذه الخسائر انخفض، فإنه كان أقل وضوحاً، حيث انخفض بنسبة 24 في المائة، وكان هناك انخفاض طفيف بنسبة 22 في المائة بين الأطفال، على الرغم من أن وفيات الأطفال زادت من واحدة إلى ثلاث وفيات.

ونبّه التقرير إلى أن عمليات إطلاق النار في الأسواق أدت إلى ازدياد أعداد الضحايا المدنيين، حيث كانت نيران الأسلحة الصغيرة مسؤولة عن سقوط عدد أكبر من الضحايا المدنيين مقارنة بأي نوع آخر من العنف المسلح، حيث تم الإبلاغ عن 25 ضحية، وهو ما يمثل ما يقرب من نصف إجمالي الضحايا على مستوى اليمن.

وعلى الرغم من توزيع الحوادث على سبع محافظات يمنية، فإن غالبية الضحايا تم الإبلاغ عنها في محافظة إب الخاضعة لسيطرة الحوثيين وبعدد 9 ضحايا، وفي محافظة تعز التي تتقاسم الحكومة والحوثيون السيطرة عليها 7 ضحايا.

ضحايا من العسكريين والمدنيين

وتم الإبلاغ، بحسب التقرير الدولي، عما مجموعه 72 ضحية من العسكريين في جميع أنحاء اليمن، وكان ما يقرب من ثلثهم مرتبطاً بإطلاق النار في الأسواق التي تتحول بشكل زائد إلى بؤر اشتعال للعنف المسلح المرتبط بالمظالم الاقتصادية.

وذكر التقرير أن عدد الضحايا المدنيين جراء العنف في مناطق المواجهة انخفض، بما في ذلك القصف الجوي وغارات الطائرات من دون طيار، بشكل ملحوظ من 17 شخصاً في أول العام إلى 4 في شهر فبراير الماضي.

مسلحون حوثيون خلال تجمع دعا له زعيمهم في صنعاء حيث العاصمة اليمنية المختطفة (إ.ب.أ)
مسلحون حوثيون خلال تجمع دعا له زعيمهم في صنعاء حيث العاصمة اليمنية المختطفة (إ.ب.أ)

وكانت الحالة الوحيدة للعنف النائي التي أُبلغ عنها والتي أسفرت عن إصابات بين المدنيين في جنوب الحديدة، حين أصيب أربعة مدنيين، بينهم طفل يبلغ من العمر عامين وامرأة، نتيجة قذائف مدفعية أُطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين على منطقة بيت عكيش في مديرية حيس.

ووثق التقرير أيضاً بعض التأثير الإضافي على الممتلكات المدنية، حيث تعرضت منازل المدنيين في شمال لحج وجنوب الحديدة ومدينة تعز لنيران مدفعية الحوثيين، مما عرض السكان للخطر، وزاد من خطر النزوح، وقد اتهم الحوثيون بالوقوف وراء هذه الهجمات.