انخفاض أكبر من المتوقع في طلبات إعانة البطالة الأميركية

الأسهم والسندات والدولار تستجيب للبيانات الإيجابية

باحث عن عمل يكمل طلب وظيفة بمعرض الوظائف في فيلادلفيا (رويترز)
باحث عن عمل يكمل طلب وظيفة بمعرض الوظائف في فيلادلفيا (رويترز)
TT

انخفاض أكبر من المتوقع في طلبات إعانة البطالة الأميركية

باحث عن عمل يكمل طلب وظيفة بمعرض الوظائف في فيلادلفيا (رويترز)
باحث عن عمل يكمل طلب وظيفة بمعرض الوظائف في فيلادلفيا (رويترز)

انخفض عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، مما يشير إلى أن المخاوف من تفكك سوق العمل كانت مبالغاً فيها وأن التباطؤ التدريجي في سوق العمل لا يزال قائماً.

وقالت وزارة العمل الأميركية يوم الخميس، إن الطلبات الأولية لإعانات البطالة الحكومية انخفضت بمقدار 17 ألف طلب إلى 233 ألف طلب معدّل موسمياً للأسبوع المنتهي في 3 أغسطس (آب)، وهو أكبر انخفاض منذ نحو 11 شهراً. وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 240 ألف طلب للأسبوع الأخير.

كانت الطلبات في اتجاه تصاعدي تقريباً منذ يونيو (حزيران)، مع إلقاء اللوم في جزء من الارتفاع على التقلبات المرتبطة بإغلاق مؤقت لمصانع السيارات لإعادة التجهيز والاضطرابات الناجمة عن إعصار بيريل في تكساس.

كانت الطلبات على مدى الأسابيع القليلة الماضية تحوم بالقرب من الحد الأعلى للنطاق هذا العام، لكنَّ عمليات التسريح لا تزال منخفضة عموماً. وأظهرت بيانات حكومية الأسبوع الماضي أن معدل تسريح العمالة في يونيو كان الأدنى منذ أكثر من عامين.

ويعود التباطؤ في سوق العمل إلى تراجع وتيرة التوظيف، نتيجة لسياسة رفع أسعار الفائدة التي اتبعها «الاحتياطي الفيدرالي» في العامين الماضيين.

وقد أبقى «المركزي الأميركي» الأسبوع الماضي على سعر الفائدة الأساسي عند مستوى 5.25 في المائة إلى 5.50 في المائة، حيث ظل منذ يوليو (تموز) الماضي، لكنَّ صناع السياسة أشاروا إلى نيتهم خفض تكاليف الاقتراض في اجتماع السياسة التالي في سبتمبر (أيلول).

ومع ذلك، أظهر التقرير الشهري للوظائف غير الزراعية الصادر عن الحكومة يوم الجمعة الماضي تباطؤاً كبيراً في مكاسب الوظائف في يوليو وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3 في المائة، مما أثار مخاوف في الأسواق من أن سوق العمل قد يتدهور بوتيرة تستدعي اتخاذ إجراءات قوية من جانب «الفيدرالي».

وتعكس عقود أسعار الفائدة الحالية احتمالاً بنحو 70 في المائة أن يبدأ «الفيدرالي» في خفض تكاليف الاقتراض الشهر المقبل بخفض بنسبة 50 نقطة أساس أكبر من المعتاد.

وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات بعد أسبوع أوّلي من المساعدات، وهو مؤشر على التوظيف، زاد 6 آلاف إلى 1.875 مليون، معدّل موسمياً خلال الأسبوع المنتهي في 27 يوليو.

وعقب صدور البيانات، ارتفعت عقود مؤشرات الأسهم الأميركية الآجلة بشكل حاد بعد أن خفّضت قراءة أقل من المتوقع لطلبات إعانات البطالة الأسبوعية المخاوف من الركود في أكبر اقتصاد في العالم.

وارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي 135 نقطة أو 0.35 في المائة، وصعد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» 31.75 نقطة أو 0.61 في المائة، وارتفع مؤشر «ناسداك 100» 144 نقطة أو 0.8 في المائة.

كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات لتسجل 3.970 في المائة.

وفي سوق العملات، ارتفع مؤشر الدولار بعد طلبات إعانة البطالة إلى 103.14، كما ارتفع اليورو إلى 1.0925 مقابل الدولار.


مقالات ذات صلة

ما الدرس الأساسي الذي يجب تعلمه من مسيرة وارن بافيت؟ خبير يكشف

يوميات الشرق الملياردير الأميركي وارن بافيت (أ.ب)

ما الدرس الأساسي الذي يجب تعلمه من مسيرة وارن بافيت؟ خبير يكشف

يقول بيل جورج من كلية «هارفارد للأعمال» إن تحقيق هذا التوازن يجعل الاعتماد على نقاط قوتك والبقاء متحفزاً بمرور الوقت أسهل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عرض علامة توظيف في مركز للياقة البدنية في ريفر وودز بإلينوي (أ.ب)

ما مصير أسعار الفائدة بعد تقرير الوظائف الساخن في أميركا؟

جعل تقرير الوظائف الساخن في الولايات المتحدة لشهر ديسمبر، الخبراء الاستراتيجيين واثقين من أن «الفيدرالي» سيؤجل المزيد من تخفيضات الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد تباطؤ نمو الرواتب الخاصة في الولايات المتحدة خلال ديسمبر

تباطؤ نمو الرواتب الخاصة في الولايات المتحدة خلال ديسمبر

تباطأ نمو الرواتب الخاصة في الولايات المتحدة بشكل حاد خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وفق تقرير التوظيف الوطني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)

تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

كشف تقرير «مستقبل الوظائف 2025» الذي نشره «المنتدى الاقتصادي العالمي» أن الاضطراب سيصيب 22 % من الوظائف بحلول عام 2030 و170 مليون وظيفة جديدة ستخلق

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد مظاهرة لأصحاب الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين في أنقرة الجمعة رافعين لافتة «لا للجوع والبؤس» (إعلام تركي)

تركيا لإعادة تقييم الأجور حسب تطورات التضخم ودعم التوظيف

أعلنت الحكومة التركية أنها قد تعيد تقييم الحد الأدنى للأجور حال حدوث انحراف كبير للتضخم وتعهدت بمراجعة سريعة لأدنى راتب للمتقاعدين وسط غضب من أصحابها

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تايوان: استثناؤنا من القيود الأميركية على الرقائق يعزّز الثقة بضوابطنا القانونية

رقائق «ميديا تك» على لوحة تطوير خلال معرض «كومبيوتكس» في تايبيه (رويترز)
رقائق «ميديا تك» على لوحة تطوير خلال معرض «كومبيوتكس» في تايبيه (رويترز)
TT

تايوان: استثناؤنا من القيود الأميركية على الرقائق يعزّز الثقة بضوابطنا القانونية

رقائق «ميديا تك» على لوحة تطوير خلال معرض «كومبيوتكس» في تايبيه (رويترز)
رقائق «ميديا تك» على لوحة تطوير خلال معرض «كومبيوتكس» في تايبيه (رويترز)

قالت حكومة تايوان، يوم الأربعاء، إن استثناءها من القيود الأميركية الجديدة على صادرات رقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي سيُسهم في «تعزيز الثقة» بضوابط تايبيه واحترامها للقانون.

وأعلنت الولايات المتحدة، يوم الاثنين، فرض قيود إضافية على صادرات الذكاء الاصطناعي، في إطار سعيها للحفاظ على تفوّقها في مجال الحوسبة المتقدمة على الصعيدَيْن الداخلي والدولي، وفق «رويترز».

وتحد هذه القواعد الجديدة من عدد رقائق الذكاء الاصطناعي التي يمكن تصديرها إلى معظم البلدان، في حين تحافظ على حظر الصادرات إلى الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية.

ومع ذلك، تسمح الإجراءات لأقرب حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك تايوان، بالوصول غير المحدود إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية.

وفي بيان لها، أكدت وزارة الاقتصاد التايوانية أن إدراج تايوان شريكاً «من الدرجة الأولى»، مما يسمح لها بالوصول الكامل إلى التكنولوجيا؛ «سيسهم في تعزيز الثقة بإدارة حكومتنا وضوابطها، وكذلك في احترام الشركات للقانون».

وأضافت الوزارة أنها تواصل دعوة المسؤولين الأميركيين وغيرهم من المتخصصين في الصناعة إلى تايوان، لمساعدة الشركات على «فهم القوانين والاتجاهات التنظيمية ذات الصلة» في ظل القيود الأميركية المستمرة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التي فُرضت منذ عام 2022.

وتُعد تايوان موطناً لشركة «تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة» (تي إس إم سي)، أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم، التي تُعد مزوداً رئيسياً للرقائق لشركة «إنفيديا» التي تتمتع بشعبية كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي.

من جانبها، تخشى الحكومة التايوانية التي تواجه ضغوطاً مستمرة من بكين، من أي تأثير في صادراتها إلى الصين. وقد أكدت تايوان، مراراً وتكراراً، التزامها بتطبيق القيود الأميركية.

وفي العام الماضي، علّقت شركة «تي إس إم سي» شحناتها إلى شركة صينية تُدعى «صوفجو»، بعد اكتشاف دمج إحدى شرائحها بصفة غير قانونية في معالج للذكاء الاصطناعي تابع لشركة «هواوي».

تجدر الإشارة إلى أن شركة «هواوي» الصينية، المتخصصة في تصنيع معدات الاتصالات والتكنولوجيا، قد تمت إضافتها إلى قائمة الولايات المتحدة للأنشطة التي تُهدد الأمن القومي الأميركي ومصالح السياسة الخارجية في عام 2019.

وبناء على ذلك، يُحظر على المصدرين شحن البضائع والتكنولوجيا إلى هذه الشركات دون الحصول على ترخيص، وهو ما يُحتمل أن يُرفض.