لهذه الأسباب... البنوك السعودية تحقّق أعلى أرباح ربعية في تاريخها

وصلت إلى 5.2 مليار دولار في الربع الثاني من 2024 بزيادة 13 %

استمر البنك الأهلي السعودي في استحواذه على النصيب الأكبر من صافي الأرباح المجمعة للبنوك المدرجة في «تداول» (أ.ف.ب)
استمر البنك الأهلي السعودي في استحواذه على النصيب الأكبر من صافي الأرباح المجمعة للبنوك المدرجة في «تداول» (أ.ف.ب)
TT

لهذه الأسباب... البنوك السعودية تحقّق أعلى أرباح ربعية في تاريخها

استمر البنك الأهلي السعودي في استحواذه على النصيب الأكبر من صافي الأرباح المجمعة للبنوك المدرجة في «تداول» (أ.ف.ب)
استمر البنك الأهلي السعودي في استحواذه على النصيب الأكبر من صافي الأرباح المجمعة للبنوك المدرجة في «تداول» (أ.ف.ب)

ثلاثة عوامل رئيسية أسهمت في تحقيق البنوك السعودية أعلى أرباح ربعية في تاريخها، خلال الربع الثاني من 2024، ونمو صافي أرباحها بنسبة تجاوزت 13 في المائة عن الربع المماثل من العام السابق؛ وهي، وفق محللين ماليين، عودة النمو والحركة في نشاط الإقراض والتمويل، وتعظيم حجم الودائع، وانخفاض قيمة مخصصات الائتمان. وتوقع هؤلاء أن تستمر البنوك في تحقيق صافي أرباح جيدة خلال الأرباع المقبلة.

وكانت البنوك السعودية الـ10، المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول)، حقّقت نمواً في صافي أرباحها مع نهاية الربع الثاني من 2024، بنسبة 13 في المائة، لتصل إلى نحو 19.54 مليار ريال (5.2 مليار دولار)، مقارنة بـ17.27 مليار ريال (4.6 مليار دولار) خلال الربع المماثل من عام 2023، وبزيادة وصلت إلى أكثر من 2.26 مليار ريال (602 مليون دولار).

وحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في السوق المالية السعودية، استمر البنك الأهلي السعودي في استحواذه على النصيب الأكبر من صافي الأرباح المجمعة للبنوك، وارتفعت أرباحه عن الربع المماثل بنحو 4.3 في المائة، لتسجل 5.23 مليار ريال، مقارنة بنحو 5.16 مليار ريال في الربع ذاته من العام السابق.

وحلّ مصرف الراجحي في المرتبة الثانية بوصفه الأعلى ربحية؛ إذ بلغت أرباحه 4.69 مليار ريال، وبارتفاع بنحو 13.2 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بـ4.15 مليار ريال للربع الثاني من العام السابق.

وجاء بنك الرياض ثالثاً بأرباح بلغت 2.33 مليار ريال بالربع الثاني من 2024، وبزيادة وصلت لنسبة 17.93 في المائة عن الربع نفسه من 2023. بينما سجّل بنك الأول أعلى معدل نمو في الربع بأكثر من 30 في المائة، وبأرباح وصلت إلى 2.02 مليار ريال، مقارنة بأرباح الربع المماثل من العام الماضي، التي سجلت 1.55 مليار ريال.

وأرجع رئيس إدارة الأصول في «رصانة المالية»، ثامر السعيد، خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط»، نمو صافي أرباح البنوك السعودية وتحقيقها أرباحاً قياسية خلال الربع الثاني، إلى 3 عوامل رئيسية، تتلخّص في عودة حركة ونشاط الإقراض في القطاع المصرفي ونموها خلال الربع نفسه، خصوصاً القروض العقارية وتمويل الشركات، لافتاً إلى أن المتابع للقطاع يلاحظ النمو الجيد في محافظ الإقراض عند البنوك.

وأضاف السعيد أن البنوك تمكّنت من تعظيم حجم الودائع، بما أسهم في تعزيز هامش أرباحها المتحصلة وتسجيل ارتفاع في الهوامش الربحية بين 3 و7 نقاط أساس، وهو رقم مؤثر في أرباح القطاع البنكي، وهو ما أمكن تلمّس نتائجه في إجمالي أرباح القطاع.

أما العامل الثالث، حسب السعيد، فيتمثل في إعلان البنوك تراجع قيمة مخصصات الائتمان، مقابل احترازها بنسب أقل، تراوحت بين 30 و50 في المائة، وعكس هذه المخصصات إلى أرباح للبنوك، لافتاً إلى أن هذه العوامل الثلاثة الرئيسية أسهمت في استمرار صافي أرباح البنوك ونموها.

وتوقع أن تستمر البنوك في تحقيق صافي أرباح خلال الأرباع المقبلة، خصوصاً إذا استطاعت أن تحافظ على معدلات ربحية جيدة في الإقراض والتمويل، وتحقق معدلات عمولات خاصة وعمليات بنكية أفضل من المتوقع ومن الأرقام المعلنة، بالإضافة إلى نمو النشاط التجاري والقطاع الخاص.

من جهته، قال المحلل الاقتصادي الرئيس التنفيذي لشركة «جي وورلد»، محمد حمدي عمر، خلال حديثه إلى «الشرق الأوسط»، إن قطاع البنوك ما زال يسير نحو تحقيق مزيد من الأرباح الفصلية، بسبب عدة عوامل، من أهمها زيادة إجمالي دخل العمولات من التمويل وإجمالي دخل العمولات من الاستثمارات مع تنوع مصادر الدخل للبنوك التي تستفيد من المشاريع الضخمة في المملكة.

وأضاف أن بنك الرياض حقّق زيادة في إجمالي دخل العمولات من التمويل، لتبلغ الزيادة 15 في المائة عن الربع المماثل من العام السابق، وكذلك نسبة زيادة تصل إلى أكثر من 8 في المائة في دخل العمولات الخاصة من الاستثمارات عن العام السابق، كما ارتفعت محفظة القروض والسلف بنسبة 10.6 في المائة إلى 291.1 مليار ريال سعودي، كذلك نتائج البنك الأهلي التي ارتفع دخل العمولات الخاصة بنسبة 20.6 في المائة، لتصل إلى 14.4 مليار ريال، وارتفع دخل العمولات الخاصة بنسبة 6.1 في المائة، لتصل إلى 14.4 مليار ريال.

ويرى المحلل الاقتصادي أن المؤشرات في السوق السعودية إيجابية في ظل المشاريع المخطط لها خلال السنوات المقبلة والأحداث التي سوف تستضيفها المملكة، والحراك الدائم لتحسين جودة البنية التحتية والمبادرة الحكومية الخاصة بدعم جودة الحياة والمبادرات الخاصة لدعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة التي تعدّ البنوك شريكاً أساسياً في تلك المبادرة، متوقعاً أن يظلّ قطاع البنوك أحد القطاعات الاستراتيجية ذات النمو المستمر في المملكة.


مقالات ذات صلة

أرباح «البنك السعودي الأول» تقفز 30 % خلال الربع الثاني

الاقتصاد منظر عام لمقر «البنك السعودي الأول» في العاصمة الرياض (رويترز)

أرباح «البنك السعودي الأول» تقفز 30 % خلال الربع الثاني

قفز صافي أرباح «البنك السعودي الأول» بنسبة 30 في المائة إلى ملياري ريال (532.7 مليون دولار) خلال الربع الثاني من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مقر البنك العربي الوطني (الشرق الأوسط)

البنك العربي الوطني يحقق نتائج قياسية بنمو 20.1% خلال النصف الأول

أعلن البنك العربي الوطني «anb» عن تحقيق أرباح نصف سنوية بلغت 2.466 مليار ريال (657.6 مليون دولار) للنصف الأول من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى «بنك الرياض» بالمركز المالي في العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)

أرباح «بنك الرياض» ترتفع 18 % إلى 612 مليون دولار

ارتفع صافي ربح «بنك الرياض»، الذي هو ثالث أكبر المصارف السعودية من حيث الموجودات، بنسبة 18 في المائة خلال الربع الثاني من العام الجاري، إلى 2.3 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد مقر بنك «الأهلي» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

ارتفاع أرباح بنك «الأهلي» السعودي 4 % خلال الربع الثاني

نما صافي أرباح «البنك الأهلي السعودي» بمقدار 4 في المائة إلى 5.2 مليار ريال (1.38 مليار دولار) خلال الربع الثاني من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد فروع مصرف «الراجحي» في السعودية (موقع الشركة الإلكتروني)

أرباح مصرف «الراجحي» السعودي تنمو 13% خلال الربع الثاني من 2024

ارتفع صافي أرباح مصرف «الراجحي» السعودي بنسبة 13 في المائة، إلى 4.6 مليار ريال (1.2 مليار دولار)، خلال الربع الثاني من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

سوق العمل السعودية تواصل صدارة المؤشرات العالمية

أحد ملتقيات التوظيف في منطقة جازان الواقعة جنوب السعودية (الشرق الأوسط)
أحد ملتقيات التوظيف في منطقة جازان الواقعة جنوب السعودية (الشرق الأوسط)
TT

سوق العمل السعودية تواصل صدارة المؤشرات العالمية

أحد ملتقيات التوظيف في منطقة جازان الواقعة جنوب السعودية (الشرق الأوسط)
أحد ملتقيات التوظيف في منطقة جازان الواقعة جنوب السعودية (الشرق الأوسط)

تواصل سوق العمل السعودية تحقيق نتائج قياسية والاستمرار في صدارة المؤشرات العالمية، وذلك بعدما كانت تصدرت مجموعة العشرين في معدل مشاركة القوى العاملة خلال 2016-2021، نظراً لتسارع معدل أداء السوق، لتحقق منجزاً جديداً، وتحتل الصدارة في مؤشر نمو التوظيف، وكذلك في مؤشر نمو سوق العمل من بين 67 دولة مشاركة في الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2024.

وتمضي الحكومة في إجراء عدة تعديلات وإصلاحات في سوق العمل، من حيث الأنظمة والتشريعات لكي تتوافق مع استراتيجية البلاد في هذا الإطار، وتتناسب مع الاتفاقيات الدولية التي صادقت المملكة عليها، كانت آخرها موافقة مجلس الوزراء على تعديل عدد من مواد نظام العمل، الذي يدعم السوق والقطاعات الإنتاجية والخدمية، بهدف خلق بيئة عمل أكثر جاذبية.

وكشف المرصد الوطني للعمل، الخميس، عن النتائج المحققة للسعودية في الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2024، لتصل في المرتبة الثالثة ضمن مؤشر تشريعات فعالية سوق العمل، والرابعة في مؤشر العمالة الأجنبية الماهرة.

وحققت المملكة المرتبة الخامسة في مجال سوق العمل، والسادسة في مؤشر ساعات العمل، في حين وصل ترتيب السعودية في مؤشر تدريب الموظفين للمرتبة «العاشرة»، بحسب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية.

فرص العمل

ويظهر التقرير الأخير الصادر عن المرصد الوطني للعمل، أن المملكة شهدت مراحل صعود متتالية في مؤشرات سوق العمل ضمن الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، حيث كانت في المرتبة 24 خلال العام 2022، لتصل إلى 17 في 2023، ثم 16 خلال العام الحالي من أصل 67 دولة.

وكان مجلس الوزراء السعودي، أقر الثلاثاء الماضي، تعديل عدد من مواد نظام العمل، في خطوة تحسَن السوق المحلية، وتعزز الاستقرار الوظيفي، وحفظ حقوق أطراف العلاقة التعاقدية، إضافة إلى تطوير الكوادر البشرية وتعزيز فرص تدريب العاملين وزيادة فرص العمل للمواطنين.

وأوضح وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، المهندس أحمد الراجحي، أن الموافقة جاءت امتداداً لما تحظى به المنظومة من دعم غير محدود من الحكومة، مؤكداً أن التعديلات تأتي ضمن مساعي الوزارة المستمرة في مراجعة أنظمة ولوائح سوق العمل وفق أفضل الممارسات العالمية بما يتواكب مع المتغيرات والتطورات المتلاحقة التي تشهدها الأسواق حول العالم.

التعديلات جاءت بعد جهود مثمرة وتكامل مع الجهات ذات العلاقة واللجان العمالية، واتحاد الغرف السعودية، وخبراء الموارد البشرية في عدد من شركات القطاع الخاص الكبرى والقيادية.

الكوادر الوطنية

وستتمكن التعديلات من رفع كفاءة وفاعلية السوق لمواكبة احتياجات وتطلعات أصحاب العمل والعاملين في القطاع الخاص، وتمكين الكوادر الوطنية بما يدعم تحقيق مستهدفات استراتيجية سوق العمل وتنمية الاقتصاد الوطني.

وبينت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، أن التعديلات الجديدة تمت بعد دراسة موسعة استندت إلى مقارنات معيارية مع أنظمة العمل في دول متعددة، ودراسة أفضل الممارسات العالمية، وبمشاركة أكثر من 1.300 مشارك أسهموا في إضافة آرائهم ومقترحاتهم على التعديلات المقترحة لمواد نظام العمل عبر منصة استطلاع، بالإضافة إلى مشاركة الرأي والمشورة مع منشآت القطاع الخاص والجهات الحكومية المختصة واللجان العمالية وعدد من المختصين والخبراء من خلال ورشات العمل واللقاءات التشاورية، حيث تضمنت التعديلات الجديدة 38 مادة، وحذف 7 مواد، وإضافة مادتين جديدتين إلى نظام العمل.

يذكر أن عدد المواطنين المنضمين لأول مرة في مزاولة العمل لدى القطاع الخاص السعودي خلال يوليو (تموز) الفائت، شهد ارتفاعاً ليتجاوز عددهم 34.6 ألف مواطن، مقابل 16.5 ألف في يونيو (حزيران) المنصرم، أي أكثر من الضعف خلال شهر واحد فقط.

وبلغ إجمالي العاملين في القطاع الخاص 11.473 مليون خلال يوليو الماضي، قياساً بـ11.409 مليون عامل في يونيو السابق، في حين تجاوز عدد المواطنين 2.342 مليون، مقابل 2.340 مليون في الشهر المنصرم.