تنسيق سعودي - مصري لمواجهة التصعيد الإقليمي وتحقيق استقرار المنطقة

فيصل بن فرحان وعبد العاطي ناقشا «حرب غزة» والأزمة السودانية

القمة العربية - الإسلامية بالرياض في نوفمبر 2023 (واس)
القمة العربية - الإسلامية بالرياض في نوفمبر 2023 (واس)
TT

تنسيق سعودي - مصري لمواجهة التصعيد الإقليمي وتحقيق استقرار المنطقة

القمة العربية - الإسلامية بالرياض في نوفمبر 2023 (واس)
القمة العربية - الإسلامية بالرياض في نوفمبر 2023 (واس)

في إطار تنسيق سعودي - مصري لمواجهة التصعيد الإقليمي والحفاظ على استقرار منطقة الشرق الأوسط، أجرى وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في إفادة رسمية، إن المباحثات الهاتفية بين الوزيرين «تناولت التصعيد الإقليمي الخطير خلال الأيام الماضية نتيجة للسياسات الإسرائيلية المتطرفة، ونهج الاغتيالات الذي تتبناه تل أبيب».

وشدد وزير الخارجية والهجرة المصري على «أهمية وقف التصعيد الجاري، وضرورة اضطلاع القوى الدولية الكبرى، على رأسها الولايات المتحدة، بدورها ومسؤوليتها في وقف وتيرة التصعيد»، حسب «الخارجية المصرية».

بدوره، أعرب وزير الخارجية السعودي عن «تطلعه لمواصلة مسيرة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، واستمرار التعاون المشترك لتعزيز وتيرة التنسيق والتشاور اتصالاً بالقضايا والتحديات الإقليمية، وبما يحقق مصالح الشعبين، ويعمل على ضمان أمن واستقرار المنطقة».

وتطرقت المباحثات بين وزيري خارجية البلدين إلى «الجهود الجادة والحثيثة التي تبذلها القاهرة والرياض لحلحلة الأزمة السودانية، وإيقاف الصراع الدائر هناك بهدف الحفاظ على وحدة السودان الشقيق وسيادته، وذلك من خلال العمل المشترك على وقف إطلاق النار ونفاذ المساعدات الإنسانية»، وفق المتحدث الرسمي لـ«الخارجية المصرية».

وقال أبو زيد إن «وزير الخارجية المصري شدد خلال الاتصال على عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين البلدين، وسبل دفع أوجه التعاون بين مصر والسعودية على مختلف الأصعدة». كما أكد «حرصه على استمرار التنسيق المتبادل والتشاور لمواجهة التحديات على الصعيدين الإقليمي والدولي».

ممثلون لطرفَي النزاع السوداني خلال توقيع «اتفاق جدة» في مايو 2023 (رويترز)

كانت الرياض استضافت في 11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي فعاليات «القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية»، التي عُقدت بدعوة من السعودية وفلسطين بمشاركة الدول العربية والإسلامية كافة، وأصدرت قراراً يتضمن الدعوة إلى «كسر الحصار على غزة»، و«مطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان والتهجير القسري».

وكلفت القمة العربية - الإسلامية لجنةً وزاريةً ببلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة. وأجرت اللجنة الوزارية مباحثات في عدة دول، والتقت عدداً من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية وعدداً من المسؤولين في الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن وعدداً من البلدان الفاعلة على الصعيد الدولي.

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، أشار إلى أن «الاتصال بين وزيري خارجية مصر والسعودية يأتي في سياق المشاورات المستمرة بشأن التحديات الإقليمية، لا سيما في ضوء التصعيد الأخير عقب اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس)، إسماعيل هنية».

وقال حسن إن «التصعيد الإسرائيلي خلق حالة من عدم اليقين»، لافتاً إلى أنه «رغم الجهود المبذولة لعدم توسع نطاق الصراع، فإن الجميع يتعامل الآن بحذر في ترقب للخطوة المقبلة بين تل أبيب وطهران». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «التنسيق السعودي - المصري يأتي في سياق التشاور بشأن مستقبل المنطقة، في ظل هذا التصعيد، وكيفية عودة المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب في غزة، بشرط أن تكون فاعلة، وتدفع لإنهاء المأساة داخل قطاع غزة».

وعلى مدار الأشهر الماضية سعى الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية لإتمام هدنة في غزة، لكن الجهود لم تكلل بالنجاح حتى الآن. وتعثرت الجولة الأخيرة من المفاوضات عقب اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في العاصمة الإيرانية طهران.

جانب من مؤتمر «القوى السياسية والمدنية السودانية» بالقاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

وعلى صعيد الأزمة في السودان، أشار مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إلى أن «السعودية كان لها دور كبير في محاولة حلحلة الأزمة السودانية حتى قبل اندلاع الصراع بين الجيش و(قوات الدعم السريع)، كما أطلقت (منصة جدة)، التي أسفرت عن اتفاق لم تنفذه (قوات الدعم السريع)». وأكد حسن «أهمية التنسيق المصري - السعودي في الملفات الإقليمية، لا سيما الصراع في غزة والسودان، لما للبلدين من علاقات قوية مع جميع الأطراف الفاعلة دولياً في هذه الملفات».

ويشهد السودان منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً داخليةً بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، راح ضحيتها آلاف المدنيين، ودفعت «نحو 10 ملايين سوداني للفرار داخلياً وخارجياً لدول الجوار»، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

كانت السعودية قد استضافت مفاوضات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع»، في مايو (أيار) 2023، وخلصت إلى اتفاق أطلق عليه «إعلان جدة - الالتزام بحماية المدنيين في السودان». وفي يونيو (حزيران) الماضي، استضافت جامعة الدول العربية اجتماعاً إقليمياً - عربياً لمناقشة سبل تنسيق الجهود الرامية لاستعادة السلم والاستقرار في السودان. ودعا الاجتماع إلى تنفيذ «إعلان جدة» الإنساني.

كما استضافت مصر عدة اجتماعات بشأن الأزمة السودانية، كان آخرها الشهر الماضي، حيث عقد في القاهرة مؤتمر «القوى السياسية والمدنية السودانية»، تحت شعار «معاً لوقف الحرب».


مقالات ذات صلة

وفد إسرائيلي سيتوجه إلى القاهرة للتفاوض على صفقة الرهائن

المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

وفد إسرائيلي سيتوجه إلى القاهرة للتفاوض على صفقة الرهائن

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجمعة، إن وفداً إسرائيلياً سيتوجه إلى القاهرة في اليومين المقبلين لإجراء مفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بغزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا فلسطينيون يسيرون بين المباني المدمرة بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي بني سهيلا وعبسان (د.ب.أ)

رئيس أساقفة كانتربري يطالب باحترام رأي «العدل الدولية» بشأن الاحتلال الإسرائيلي

حث رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي الحكومات على احترام ما خلصت إليه محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي السابق (أ.ف.ب)

بولتون لـ«الشرق الأوسط»: إيران ستُقدم على رد انتقامي يسبب خسائر كبيرة لإسرائيل

توقع مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، أن يكون الانتقام الإيراني لمقتل هنية مؤثراً وقوياً، والسؤال ما هو شكل الرد الذي ستقدم عليه طهران ضد تل أبيب؟

هبة القدسي (واشنطن)
المشرق العربي فلسطينيون يفتشون وسط ركام منزل دمره القصف الإسرائيلي في مدينة غزة (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: نحو ثلثي المباني في قطاع غزة تضررت أو دمّرت

قالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن نحو ثلثي المباني بقطاع غزة تضرّرت أو دُمرت منذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس»، وذلك استناداً إلى صور بواسطة الأقمار الاصطناعية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا فلسطينيون أثناء عودتهم إلى الجانب الشرقي من خان يونس بعد انسحاب القوات الإسرائيلية (رويترز)

«هدنة غزة»: ما آليات الوسطاء لتفادي «انهيار المفاوضات»؟

بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن الوسطاء «يواجهون مأزقاً كبيراً»، وعليهم «استخدام كافة الآليات التي يملكونها لاستمرار المفاوضات وإنهاء الأزمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

العطا يبشر بنصر قريب... وسيطرة «الدعم السريع» تتسع

الفريق ياسر العطا يتوقع أن تحقق قواته انتصارات قريباً (وكالة السودان للأنباء)
الفريق ياسر العطا يتوقع أن تحقق قواته انتصارات قريباً (وكالة السودان للأنباء)
TT

العطا يبشر بنصر قريب... وسيطرة «الدعم السريع» تتسع

الفريق ياسر العطا يتوقع أن تحقق قواته انتصارات قريباً (وكالة السودان للأنباء)
الفريق ياسر العطا يتوقع أن تحقق قواته انتصارات قريباً (وكالة السودان للأنباء)

كشف مساعد القائد العام للجيش السوداني، الفريق الركن ياسر العطا، حصول قواته على إمدادات أسلحة كبيرة و«نوعية»، ينتظر أن ترجح ميزان القوى العسكرية لصالحها، وتوعد بتحقيق انتصارات كبيرة وحاسمة قريبة في مواقع القتال كافة.

وأعلن العطا عن بدء تشكيل «تحالف دولي» من قوى عظمى وكبرى من خارج الإقليم وداخله، داعم لمواقف الجيش، في وقت باتت فيه «قوات الدعم السريع» المناوئة له تسيطر على مناطق عسكرية ومدنية شاسعة في مختلف ولايات البلاد، مع اقتراب موعد مفاوضات جنيف منتصف الشهر، برعاية سعودية سويسرية ومشاركة أميركية، التي ما زال الجيش لم يحدد موقفاً واضحاً منها.

العد العكسي لمفاوضات جنيف

تأتي تصريحات مساعد قائد الجيش، مع بدء العد العكسي لانطلاق مفاوضات جنيف التي أعلنت عنها الإدارة الأميركية لوقف الحرب في السودان، في وقت ينظر كثير من المراقبين لتصريحات العطا بأنها ليست خارج التعبئة العسكرية، حيث يحفظ أرشيف وسائل الإعلام المحلية والدولية تصريحات مماثلة كثيرة للرجل، لم تتبدل بعدها الأوضاع الميدانية لصالح الجيش.

البرهان يحيي مستقبليه خلال حفل تخرج للضباط بقاعدة جبيت العسكرية - شرق (رويترز)

وقال العطا، في «ترويج» لمقابلة مع التلفزيون الرسمي، ينتظر أن تبث كاملة مساء السبت، إن قواته من الناحية العسكرية حصلت على إمدادات كبيرة، بينها أسلحة «نوعية» سترجح كفة القتال لصالح الجيش. وأضاف: «خلال الفترة المقبلة ستشهد كل محاور القتال انتصارات كبيرة وحاسمة، وهي بداية لنهاية هؤلاء الجنجويد (يقصد الدعم السريع)» .

وأكد العطا على أن الموقف العام الميداني في البلاد ما زال لصالح القوات المسلحة السودانية، وأن حلفاً «استراتيجياً» مع دول عظمى وكبرى، من داخل الإقليم وخارجه، بدأ يتشكل بموازاة العزلة التي تعيشها حكومة بورتسودان.

وقال: «نطمئن الشعب السوداني بأن هناك حلفاً استراتيجياً يتشكل مع دول عظمى ودول كبرى، خارج الإقليم وداخل الإقليم لصالح السودان».

وأعلن عما أسماه بداية نهوض وبناء «الدولة السودانية» على قاعدة «راسخة نظيفة، ليس فيها الجنجويد ولا أعداء الوطن، ولا المرتزقة أو العملاء»، وتابع مقللاً من خسائر قواته: «لا يهم أن يستشهد في سبيل الوطن البرهان أو ياسر العطا أو شمس الدين كباشي أو عثمان الحسين، وأي من القادة، فالجيش السوداني مليء بملايين منهم».

اتساع سيطرة «الدعم السريع»

وعادةً يتجاهل العطا الأوضاع العسكرية الميدانية، واتساع دائرة سيطرة «قوات الدعم السريع» على مواقع عسكرية مهمة، وتزايد مساحات انتشارها وسيطرتها على ولايات ومدن وحصار أخرى، وقطع الطرق البرية بين وسط البلاد وغربها وجنوبها وشمالها، ويطلق تصريحات ويتوعد بالقضاء على «قوات الدعم السريع» التي تتسع دوائر سيطرتها دون جدوى، فما هو حصاد الحقل العسكري والمدني الذي وصلت إليه البلاد بعد أكثر من عام وأشهر من بدء الحرب؟

عناصر من قوات «الدعم السريع» خلال دورية في إحدى مواقع القتال (أ.ف.ب)

على الأرض، تسيطر «الدعم السريع» على كامل ولايات دارفور الخمس، باستثناء حاضرة ولاية شمال دارفور «الفاشر» الواقعة تحت حصار مشدد، وتدور معارك منذ عدة أشهر حولها وفيها، بينما تسيطر على كامل ولاية غرب كردفان، ما عدا رئاسة العاصمة بابنوسة، التي يفرض عليها حصاراً مشدداً، وتدور معارك عنيفة منذ أشهر للاستيلاء عليها، بينما ظلت مدينة «النهود» بيد القوات المسلحة.

كما تسيطر «الدعم السريع» على ولاية شمال كردفان، باستثناء حاضرتها «الأبيض»، وهي الأخرى واقعة تحت حصار محكم، وشهدت المنطقة معارك شرسة، وما زالت المناوشات بين قوات الجيش في المدينة و«قوات الدعم السريع» خارجها متواصلة، وبين «قوات الدعم السريع» وقوات «هجانة» المتمترسة في قلب المدينة.

من الجزيرة إلى سنار

ما زالت «الدعم السريع» تسيطر على ولاية الجزيرة الاستراتيجية في وسط البلاد، وعاصمتها «ود مدني»، ولا توجد قوات تابعة للجيش إلا في محلية «المناقل» إلى الشمال الغربي من الولاية، وتشهد المنطقة معارك متقطعة منذ عدة أشهر، وأحكمت «الدعم السريع» في المعارك الأخيرة الحصار حول «جبل موية» و«المناقل».

سودانيون فارّون من بلدة سنجة بولاية سنار يستريحون في مخيم بمدينة القضارف شرق البلاد مطلع يوليو (أ.ف.ب)

وفي معاركها الأخيرة، سيطرت «الدعم السريع» على كامل ولاية سنار، بما في ذلك حاضرة الولاية «سنجة»، ما عدا حاضرتها ولاية سنار، المحاصرة من الجهات الأربع، وأصبحت تهدد ولاية «النيل الأزرق» قرب الحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان، التي توجد بها قوات تابعة لحركة تحرير السودان، بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار، إلى جانب القوات المسلحة، وتواجه تحدي قوات الحركة الشعبية لتحرير، بقيادة جوزيف توكا، التي يتردد أنها تنسق مع «الدعم السريع».

وأحكمت «الدعم السريع» سيطرتها على الأجزاء الشمالية من ولاية جنوب كردفان، بيد أن عاصمتها «كادوقلي» ظلّت بيد الجيش، في الوقت الذي تسيطر فيه قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، فصيل عبد العزيز الحلو، على الأجزاء الجنوبية منها في منطقة «كاودا»، وتشهد المنطقة معارك مزدوجة بين الجيش و«الدعم السريع» من جهة الشمال، والجيش وقوات الحركة الشعبية من جهة الجنوب.

ومنذ الأيام الأولى للحرب، سيطرت «الدعم السريع» على مناطق واسعة من عاصمة البلاد الخرطوم، بمدنها الثلاث، ففي أم درمان استولت على أجزائها الجنوبية والغربية بشكل كامل، بينما بقيت أجزاؤها الشمالية بيد القوات الحكومية التي استعادت أخيراً منطقة أم درمان القديمة وبعض الأحياء، بينما احتفظت «الدعم السريع» بالمناطق الأخرى، أما الخرطوم بحري، فتسيطر «الدعم السريع» على معظم مناطقها، باستثناء «جيوب» ما زالت بيد الجيش. وفي الخرطوم، نحو 80 بالمائة منها على الأرجح ما زال تحت قبضة «الدعم السريع»، بما في ذلك وسط المدينة وشرقها وجنوبها وغربها.

توزيع المناطق العسكرية

منذ عدة أشهر استولت «الدعم السريع» على الفرقة 15 بالجنينة، حاضرة ولاية غرب دارفور، ثم الفرقة 16 بمدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور، والفرقة 21 بزالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، والفرقة 20 بالضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور، ولم يتبقَّ بيد القوات الحكومية سوى الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر، حاضرة ولاية شمال دارفور.

أسفر النزاع في السودان عن مقتل وإصابة أكثر من 100 ألف شخص ونزوح الآلاف (أ.ف.ب)

ومنذ أكثر من نصف عام، استولت «الدعم السريع» على قيادة الفرقة الأولى بمدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، والشهر الماضي استولت على قيادة الفرقة 17 بمدينة سنجة، حاضرة ولاية سنار.

وتوجد «قوات الدعم السريع» في بعض الولايات التي تسيطر عليها القوات المسلحة، فهي تسيطر على المناطق الشمالية من ولاية النيل الأبيض، وتهدد العاصمة الدويم، كما تهدد من جهتي الشرق والغرب مدن كوستى وربك بالولاية المحادّة لجنوب السودان، كما تسيطر على منطقة «حجر العسل» في نهر النيل.

وتحكم «الدعم السريع» سيطرتها على معظم المناطق العسكرية الاستراتيجية في العاصمة الخرطوم، وهي: جنوب القيادة العامة للجيش، والمنطقة العسكرية الوسطى، والكتيبة الاستراتيجية، وفرع الرياضة العسكرية، وقيادة قوات الدفاع الجوي، ورئاسة قوات الاستخبارات العسكرية، ورئاسة جهاز المخابرات العامة، وأكاديمية الأمن العام، وقيادات هيئة العمليات في الخرطوم والخرطوم بحري، ومنطقة جياد للتصنيع الحربي، ولواء الباقير، والجزء الشرقي من قيادة المدرعات، ومصنع اليرموك العسكري، وقيادة قوات الاحتياط المركزي، ومركز تدريب الاحتياطي المركزي، ومعسكر طيبة، ومنطقة جبل أولياء العسكرية، التي تضم مطاراً حربياً، وقوات الدفاع الجوي، إلى جانب قيادة المظلات في بحري، التابعة لـ«الدعم السريع»، ومقرات هيئة العمليات، ومعسكر السواقة شمال الخرطوم بحري، ومخازن أسلحة شمال بحري، ومنطقة تدريب المرخيات بأم درمان، ومعسكر خالد بن الوليد بأم درمان، ومعسكر الصالحة بأم درمان.

مناطق سيطرة الجيش

في الخرطوم، ما زال الجيش يحتفظ بالجزء الشمالي من القيادة العامة فقط، والأجزاء الغربية من قيادة قوات المدرعات بالشجرة، ومنطقة مصنع الذخيرة العسكري، بينما يحتفظ بسلاح الإشارة وسلاح الأسلحة ومعسكر الجيلي ومعسكر العيلفون، ومعسكر حطاب، وهي جيوب متفرقة تتوسطها «قوات الدعم السريع» المنتشرة بكثافة، أما في أم درمان فقد احتفظ الجيش بسيطرته على سلاح المهندسين، والسلاح الطبي، ومنطقة كرري العسكرية، بما في ذلك مطار وادي سيدنا، وهي المنطقة الرئيسية التي تنطلق منها عملياته العسكرية ضد «الدعم السريع».

عنصر من الجيش السوداني يمرّ بين منازل متضررة جراء الحرب بمدينة أم درمان في أبريل الماضي (رويترز)

وظلت «قوات الدعم السريع» تحاصر منطقة سلاح المهندسين والسلاح الطبي ومباني هيئة الإذاعة والتلفزيون، وتعزلها هي الأخرى عن منطقة كرري العسكرية، بيد أن الجيش استطاع استعادتها في مارس (آذار) الماضي، واستطاع وصلها بقيادة الجيش في منطقة كرري العسكرية.

جسور تحت قبضة الطرفين

مدنياً، تسيطر «الدعم السريع» على وسط الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي والوزارات ومركز المدينة ومطار الخرطوم الدولي، وتحكم السيطرة الكاملة على جسر سوبا جنوب الخرطوم، وجسر المنشية الذي يربط الخرطوم بالخرطوم بحري، وجسر خزان جبل أولياء، وجسر توتي، وجسر المك نمر، بينما يسيطر الجيش على جسر النيل الأزرق، وجسر الحامداب، بينما يتقاسم الطرفان السيطرة، كل من ناحيته، على جسور النيل الأبيض، والفتيحاب، والحلفايا، فيما تم تحييد جسر شمبات بضربة جوية. ولا يزال كل طرف يسيطر على الناحية التي تليه من الجسر.

وهكذا، فإن حسابات «الميدان» تقول إن «الدعم السريع» تتقدم، والجيش يتأخر، فهل يا ترى يذهب إلى جنيف، أم يتمترس حول موقف استمرار الحرب بانتظار نصر «عزيز» قد لا يأتي، أو قد يستغرق سنين عدداً، كما تقول معظم التحليلات العسكرية؟!