قال ثلاثة من كبار القيادات العسكرية الإيرانية إن الانتقام من إسرائيل «حتمي» بعد اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في طهران، مشددين على «التنسيق» مع جماعات مسلحة تربطها صلات وثيقة مع طهران.
وصرح رئيس الأركان محمد باقري في بيان، بأن إيران و«جبهة المقاومة» ستحددان كيفية الانتقام لدماء هنية، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات مختلفة، وصرح بأن «الصهاينة سيندمون بالتأكيد».
ونقل البيان الذي نشرته وكالات إيرانية، عن قائد الجيش، اللواء عبد الرحيم موسوي، أن «النظام الصهيوني يجب أن يتلقى صفعة تعويضاً عمّا فعله».
كما أورد عن قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، أن «النظام الصهيوني لم يقم حتى الآن بأي عمل دون أن يتلقى الرد الملائم».
وفي وقت سابق، قال الجنرال علي أكبر أحمديان، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، لوكالة «مهر» الحكومية: «ستثأر كل جبهات المقاومة لدماء هنية».
وقال القيادي في «الحرس الثوري»، وعضو البرلمان، إسماعيل كوثري، للتلفزيون الرسمي: «رد إيران على اغتيال الشهيد هنية سيكون أقوى من ذي قبل».
في الأثناء، نقلت «رويترز» عن خمسة مصادر أن «مسؤولين إيرانيين كباراً سيلتقون ممثلي حلفاء طهران في المنطقة من لبنان والعراق واليمن، الخميس، لمناقشة الرد المحتمل على إسرائيل».
وتواجه المنطقة خطر اتساع دائرة الصراع بين إسرائيل وإيران وحلفائها بعد اغتيال هنية في طهران، الأربعاء، ومقتل قائد عسكري كبير من جماعة «حزب الله» اللبنانية، الثلاثاء، في ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقال مصدران إن ممثلين عن حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، وكذلك جماعة «الحوثي» اليمنية، وجماعة «حزب الله» اللبنانية وفصائل مسلحة عراقية سيحضرون الاجتماع في طهران. وأوضح مسؤول إيراني كبير مطلع بشكل مباشر على الاجتماع «ستجري إيران وأعضاء محور المقاومة تقييماً شاملاً بعد الاجتماع في طهران لإيجاد أفضل وأكثر الطرق فاعلية للرد على النظام الصهيوني (إسرائيل)».
وذكر مسؤول إيراني آخر أن المرشد علي خامنئي، وأعضاء كباراً في «الحرس الثوري» الإيراني سيحضرون الاجتماع. وقال الجنرال محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، للتلفزيون الرسمي، الخميس: «يتم النظر حالياً في كيفية رد إيران ومحور المقاومة... سيحدث هذا بالتأكيد وسوف يندم النظام الصهيوني (إسرائيل) بلا شك».
واتهمت إيران وحماس إسرائيل بتنفيذ الضربة التي قتلت هنية، الأربعاء، بعد ساعات من حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، لكن مسؤولي إسرائيل لم يتبنوا الهجوم الذي فجر تهديدات بالثأر من إسرائيل، وفاقم المخاوف من أن تتحول الحرب في غزة إلى صراع شامل في الشرق الأوسط.
وحذر قائد القوات الجوية الإسرائيلية، تومر بار، في حفل تخرج عسكري في وقت متأخر، الأربعاء، من أن إسرائيل ستتحرك ضد أي طرف يخطط لإيذاء مواطنيها. وقال بار: «نحن مستعدون بقوة فيما يتعلق بالدفاع. يتمركز مئات من جنود الدفاع الجوي إلى جانب طواقم المراقبة الجوية في جميع أنحاء البلد بأفضل الأنظمة، على استعداد للقيام بمهامهم».
وحضر هنية وزعيم حركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، بالإضافة إلى ممثلين كبار من جماعة «الحوثي» اليمنية المتحالفة مع طهران، و«حزب الله»، حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد في طهران، الثلاثاء.
وقالت مصادر مطلعة على تفكير «حزب الله» إن نائب أمين عام الجماعة، نعيم قاسم، وعضو البرلمان اللبناني، حسن فضل الله، كانا في إيران لحضور التنصيب، وبقيا هناك لحضور الجنازة والاجتماع.
تداعيات كبيرة
قالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان، الأربعاء: «مقتل هنية ينقل المعركة إلى أبعاد جديدة، وسيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها».
فيما توعدت إيران بالرد وقالت إن الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية بسبب دعمها لإسرائيل. وقال قيادي في أحد الفصائل المسلحة العراقية: «إيران طلبت من قادة رئيسيين في جماعات المقاومة العراقية السفر إلى طهران يوم الأربعاء لحضور اجتماع عاجل لمناقشة الرد على الضربات الإسرائيلية الأخيرة، بما في ذلك في لبنان وإيران، والضربة الأمريكية في العراق».
وذكر مصدر آخر في أحد الفصائل أن القادة سافروا للمشاركة في تشييع جنازة هنية، وكذلك لحضور «اجتماع عاجل على أعلى مستوى» لتحديد الخطوات التالية للرد على إسرائيل والولايات المتحدة. ويضم محور المقاومة حركة حماس، الحركة الفلسطينية التي أشعلت الحرب في قطاع بعد شنها هجوماً مباغتاً على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وجماعة «حزب الله» في لبنان، وجماعة «الحوثي» في اليمن، وجماعات شيعية مسلحة في العراق وسوريا.
وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل في 13 أبريل (نيسان)، فيما قالت إنه رد على الضربة التي يعتقد أن إسرائيل نفذتها على مجمع سفارتها في دمشق في الأول من أبريل، لكن جرى إسقاط كل الصواريخ والطائرات المسيرة تقريباً قبل أن تصل لأهدافها.