«أولمبياد باريس»: السبّاحة ترزي حفيدة من غادر غزة ولم يستطع العودة

فاليري ترزي (أ.ف.ب)
فاليري ترزي (أ.ف.ب)
TT

«أولمبياد باريس»: السبّاحة ترزي حفيدة من غادر غزة ولم يستطع العودة

فاليري ترزي (أ.ف.ب)
فاليري ترزي (أ.ف.ب)

رغم أنها وُلدت في الولايات المتحدة، تكافح السباحة فاليري ترزي «كل يوم في حياتي من أجل تمثيل فلسطين»، الأرض التي تدافع عن ألوانها خلال أولمبياد باريس 2024 والغارقة في نزاع منذ عقود تفاقم أضعافاً منذ هجوم غير مسبوق شنته «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

بالنسبة لترزي المولودة في شيكاغو بولاية إلينوي «أن نكون هناك في باريس باسم فلسطين شيء مهم جداً، مشاركتنا في محفل عالمي في السباحة في الوقت الذي لا يوجد فيه أماكن للتدريب هو شيء من ضرب الخيال»، وفق ما قالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» خلال حفل نظّمته القنصلية الفرنسية العامة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.

وقالت ابنة الـ24 عاماً المتخرّجة في جامعة أوبرن في ألاباما في اختصاص إدارة سلسلة الإمداد الإنساني، ما يعرف بـ«سابلاي تشاين مانجمنت»، إن «قلبي يعتصر كل يوم عليهم، ولذلك قدمت إلى فلسطين ولا أكترث للمخاطر».

ولدى استقبالها الوفد الأولمبي الفلسطيني في مطار شارل ديغول في رواسّي، قالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «وُلد جدّي ونشأ في غزة. غادر وعندما أراد العودة لم يستطع. لا يزال لدي الكثير من أفراد العائلة هناك. ولسوء الحظ، توفي الكثير منهم. إنه أمر صعب للغاية، ولكنه السبب الأهم وراء رفعنا العلم».

لفتت ترزي الأنظار حين مثلت بلدها الأم عام 2023 بأفضل طريقة من خلال فوزها بذهبيتي 50 م (صدر) و100 م (ظهر) وثلاث فضيات وبرونزية في دورة الألعاب العربية.

وبعد ضمانها الوجود في ألعاب باريس 2024 حيث ستشارك في سباق 200 م (متنوّعة) الجمعة «الذي يشبهني» بحسب ما تقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، كتبت في الثاني من يوليو (تموز) على «إنستغرام»: «الله لديه خطة (لكل إنسان)، عليك فقط أن تؤمن به»، مضيفة: «أنا ممتنة إلى الأبد على هذه الفرصة، العودة إلى جذوري وتمثيل فلسطين في باريس!».

تفتخر ترزي بجذورها وتستغل كل مناسبة لإظهار العلم الفلسطيني ودعمها لبلدها الأم، لكن هذه المرة الوضع بات كارثياً جداً وأكثر دموية منذ الهجوم الذي شنته «حماس» في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1197 شخصاً، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تستند إلى أرقام إسرائيلية.

وفي مقابلها نشرتها مؤخراً القناة الآيرلندية قالت ترزي: «أكافح كل يوم في حياتي من أجل تمثيل فلسطين. أتمرن في جامعتي وأنا أرتدي العلم الفلسطيني على غطاء رأسي كل يوم».

وتابعت بوتيرة فيها شيء من الغضب: «أنا لم أختر المغادرة، جدي (كامل ترزي الذي ولد وترعرع في غزة قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة) لم يختر مغادرة غزة، لقد طردنا من هناك بكل بساطة ولا يمكننا العودة. منزلنا ما زال في غزة بالقرب من رفح وليس لدينا أدنى فكرة عما حصل له».

ولدى سؤالها من قبل «وكالة الصحافة الفرنسية» عما إذا سبق لها زيارة غزة، أجابت ترزي في اليوم التالي لحفل الافتتاح على نهر السين: «حسناً، لم أذهب إلى غزة أبداً لأننا لا نستطيع الدخول حتى كأميركيين. كما يقولون، يمكنك الدخول لكن... لا توجد طريقة للخروج منها، حتى قبل الحرب. كنت للتو في الضفة الغربية، الأسبوع الماضي، عقدت المؤتمر الصحافي، لذلك كان من الرائع حقاً أن أتمكن من الذهاب إلى هناك قبل مجيئي إلى هنا».

وتابعت: «أعتقد أن العودة إلى الديار أمر مميز للغاية. أقول دائماً إن الذهاب إلى فلسطين يمنحك شعور العودة إلى الوطن. لا توجد طريقة لوصف الشعور الذي يخالجك».

وفي مقابلات سابقة، أفادت ترزي بأن العلم الفلسطيني معها دائماً، «لنمثل ملايين الفلسطينيين من حول العالم الذين تم إسكاتهم... الذين لا صوت لهم. هذا هو هدفنا: الدفاع عن هؤلاء الناس الذين لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم».

على الصعيد الرياضي، ما تريده ترزي هو «الاستمتاع بوقتي وحسب. خوض تجربة رائعة»، وفق ما أفادت لمجلة «نورثرن هيرالد» الصادرة في إلينوي، مضيفة: «لا أتوقع أي شيء جنوني، لكني أتدرب منذ ستة أشهر من أجل هذا السباق وبالتالي أتوقع أن أسجل أسرع زمن (شخصي)».

وأفادت «وكالة الصحافة الفرنسية» بأنها «متحمسة جداً. ما زال أمامي أسبوع (تبدأ التصفيات الجمعة المقبل). يخبرني مدربي دائماً ألا أدع أي عاطفة تسيطر عليّ، إن كنت سعيدة أو حزينة أو غاضبة. يجب ألا تبالغي في المشاعر بأي شكل من الأشكال».


مقالات ذات صلة

رئيس الاتحاد الدولي: المنافسة على مقاعد وراء تغيير جدول التجذيف

رياضة عالمية التجذيف للوزن الخفيف سيستبعد بعد أولمبياد باريس (رويترز)

رئيس الاتحاد الدولي: المنافسة على مقاعد وراء تغيير جدول التجذيف

قال جان كريستوف رولان رئيس الاتحاد الدولي للتجذيف إن مسابقات القوارب للوزن الخفيف ستشارك في الأولمبياد للمرة الأخيرة في باريس 2024.

رياضة عالمية بيكر وستيتش يحتفلان بذهبية زوجي الرجال في أولمبياد برشلونة 1992 (رويترز)

بوريس بيكر يدعو ستيتش للاحتفال بذهبية أولمبياد 1992

دعا نجم التنس الألماني بوريس بيكر، زميله السابق مايكل ستيتش، إلى الاحتفال معاً بفوزهما بالميدالية الذهبية في منافسات الزوجي للرجال في أولمبياد برشلونة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية مايكل يونغ يحصد ذهبية الأيام الثلاثة في الفروسية (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس - الفروسية»: الألماني مايكل يونغ يفوز بذهبية الأيام الثلاثة

تُوج الألماني مايكل يونغ بمسابقة الأيام الثلاثة (فردي) ضمن منافسات الفروسية بدورة ألعاب باريس.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية نواه لايلز خلال المؤتمر الصحافي (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس»: شعبية مسلسل «سبرينت» تقلق العداء الأميركي لايلز

أبدى العداء الأميركي نواه لايلز شعوره بمعاناة في قضاء وقت هادئ خلال منافسات أولمبياد باريس 2024، وذلك بسبب شعبية سلسلة «سبرينت» التي أطلقتها منصة «نتفليكس».

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية خلال جولته في القرية الأولمبية (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس» تلبي مطالب الرياضيين بعد شكاوى بشأن الطعام والنقل

قال منظمو أولمبياد باريس 2024 الاثنين إنهم تمكنوا من حل مشكلات لوجيستية مبكرة بعد أن اشتكت عدة وفود مشاركة في الدورة بشأن الطعام ووسائل النقل.

«الشرق الأوسط» (باريس )

رئيس الاتحاد الدولي: المنافسة على مقاعد وراء تغيير جدول التجذيف

التجذيف للوزن الخفيف سيستبعد بعد أولمبياد باريس (رويترز)
التجذيف للوزن الخفيف سيستبعد بعد أولمبياد باريس (رويترز)
TT

رئيس الاتحاد الدولي: المنافسة على مقاعد وراء تغيير جدول التجذيف

التجذيف للوزن الخفيف سيستبعد بعد أولمبياد باريس (رويترز)
التجذيف للوزن الخفيف سيستبعد بعد أولمبياد باريس (رويترز)

قال جان كريستوف رولان، رئيس الاتحاد الدولي للتجذيف، إن مسابقات القوارب للوزن الخفيف ستشارك في الأولمبياد للمرة الأخيرة في باريس 2024، في إطار جهود تغيير المسار والحفاظ على المقاعد الموجودة للرياضيين.

وأضاف في تصريحات للصحافيين في مركز فاير سور مارن البحري، أن التغيير على جدول منافسات التجذيف نتيجة حتمية للمنافسة مع رياضات أخرى على مقاعد أولمبية. وقال: «عندما تنظر إلى هذه الحصة والرياضة، تجد أننا تحت الضغط، ومن الواضح أنه من الصعب بالنسبة لنا الدفاع عن» تجذيف الوزن الخفيف. وتهدف اللجنة الأولمبية الدولية لمشاركة نحو 10500 رياضي في كل دورة أولمبية، ويتنافس كثير من الاتحادات الرياضية الدولية على مقاعد في الأولمبياد.

وتقرر إدراج التجذيف للوزن الخفيف في البرنامج الأولمبي عام 1996، لكنه سيستبعد من الجدول الأولمبي بعد باريس لصالح التجذيف الساحلي، الذي سيظهر لأول مرة بألعاب 2028 في لوس أنجليس.