تفاؤل ديمقراطي بتدفق التبرعات الشعبية لحملة هاريس

سلاح المال يشكّل عاملاً مهماً في تقييم قدرة المرشح الرئاسي على حشد الدعم والتأييد

قد تصبح كامالا هاريس قريباً أول امرأة سوداء ترأس التذكرة الرئاسية لحزب أميركي كبير (أ.ب)
قد تصبح كامالا هاريس قريباً أول امرأة سوداء ترأس التذكرة الرئاسية لحزب أميركي كبير (أ.ب)
TT

تفاؤل ديمقراطي بتدفق التبرعات الشعبية لحملة هاريس

قد تصبح كامالا هاريس قريباً أول امرأة سوداء ترأس التذكرة الرئاسية لحزب أميركي كبير (أ.ب)
قد تصبح كامالا هاريس قريباً أول امرأة سوداء ترأس التذكرة الرئاسية لحزب أميركي كبير (أ.ب)

في أقل من 12 ساعة عقب إعلان الرئيس جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لإعادة انتخابه وتأييده نائبته كامالا هاريس لخوض السباق، شهدت حملة هاريس تدفقاً كبيراً للتبرعات الشعبية لحملتها الانتخابية التي استطاعت جمع ما يقرب من 50 مليون دولار من التبرعات خلال ساعات.

وقالت لورين هيت، المتحدثة باسم حملة هاريس، في بيان: «منذ أن أيَّد الرئيس (بايدن) نائبة الرئيس هاريس بعد ظهر الأحد، قدّم الأميركيون العاديون 49.6 مليون دولار من التبرعات الشعبية لحملتها».

وأثار هذا المبلغ الكبير إعجاب الاستراتيجيين داخل أروقة الحزب الديمقراطي؛ إذ اعتبروه علامة على الحماسة الشعبية بين الناخبين الديمقراطيين لتأييد هاريس في أعقاب قرار بايدن عدم الترشح لإعادة انتخابه. ووصف بعض الخبراء قدرة حملة هاريس على جمع هذا المبلغ بأنه يعكس قوة هاريس باعتبارها الخيار الأكثر ترجيحاً لتحل محل الرئيس على رأس القائمة. ويشكّل سلاح المال عاملاً مهماً في تقييم قدرة المرشح الرئاسي على حشد الدعم والتأييد.

«النساء السوداوات»

لافتات لمناصرين خارج مقرّ إقامة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في العاصمة واشنطن العاصمة يوم الأحد (أ.ف.ب)

وفي علامة على قدرتها على حشد أصوات الناخبين من الأميركيين السود وأصوات النساء، أعلنت حركة «فز مع النساء السوداوات» win with Black women حشد أكثر من 45 ألف شخص مساء الأحد في مكالمة عبر تطبيق «زووم» لدعم حملة هاريس التي استطاعت جمع 1.5 مليون دولار خلال ساعة ونصف الساعة. وقالت رئيسة الحركة جوتاكا ايدي، والنائبة جويس بيتي، وارلين برادلي، المديرة التنفيذية للمجلس الوطني للنساء السوداوات، إن الحركة ستستمر في حشد الدعم وجمع التبرعات لكامالا هاريس.

ومنذ إعلان بايدن الانسحاب من السباق، خرجت هاريس لتؤكد أنها تخطط للفوز بترشيح الحزب وأنها ستعمل على توحيد الصف الديمقراطي. وهي قالت، في بيان بعد نحو ساعتين من إعلان بايدن تأييده لها، إنها «تتشرف بالحصول على تأييد الرئيس ونيتي كسب هذا الترشيح والفوز به». وأضافت: «سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي - وتوحيد أمتنا - لهزيمة دونالد ترمب وأجندته المتطرفة لمشروع 2025». وقال مصدر مطلع لشبكة «فوكس نيوز» إن بايدن وهاريس تحدثا مرات عدة يوم الأحد قبل إعلان الرئيس الانسحاب.

رجل يحمل لافتة تدعم كامالا هاريس أمام البيت الأبيض في واشنطن يوم الأحد (أ.ف.ب)

ويقول خبراء إنه يتعين على هاريس حشد كبار المانحين وكبار قيادات الحزب الديمقراطي لتأييدها، لكن الخطوة الأهم ستكون حصد أصوات المندوبين خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي سيبدأ أعماله في 19 أغسطس (آب) المقبل في شيكاغو، وسيكون عليها التغلب على أي منافسين قد يترشحون أمامها. وليس من الواضح ما إذا كانت ستواجه أي منافسين جدد خلال الأسابيع الأربعة المقبلة قبل بدء أعمال المؤتمر.

الرئيس جو بايدن ينظر بينما نائبته كامالا هاريس تلقي كلمة في حديقة الورد بالبيت الأبيض في 1 مايو 2023 (أ.ف.ب)

ويؤكد خبراء أن تأييد الرئيس بايدن يمكن أن يحبط أي تفكير من جانب ديمقراطيين طامحين في محاولة الترشح للرئاسة، كما أن منصب هاريس نائبة رئيس كانت على ورقة حملة «بايدن - هاريس» يمنحها الأولوية ويمنحها أيضاً النفاذ إلى الأموال التي جمعتها حملتهما خلال الأشهر الماضية والتي تزيد على 120 مليون دولار. لكن يتعين عليها أن تعمل لهيكلة جديدة لحملتها وإثبات قدرتها على القيادة وكسب التأييد داخل الحزب الديمقراطي وجذب الناخبين لحملتها وبرنامجها الانتخابي.

100 مكالمة

وقال شخص مطلع على الأمر إن هاريس قضت يوم الأحد في العمل على الهاتف، وأمضت ما يقرب من عشر ساعات في إجراء مكالمات لأكثر من 100 من قادة الحزب وأعضاء الكونغرس والمحافظين والقادة العماليين وجماعات الحقوق المدنية. وأوضحت هاريس في تلك المكالمات أنها تقدّر تأييد بايدن، لكنها تخطط للعمل من أجل الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي بنفسها.

وقد حصلت هاريس بالفعل على تأييد من أكثر من ستة حكام ديمقراطيين، بما في ذلك حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم وحاكمة نيويورك كاثي هوشول؛ إلى جانب أكثر من 178 مشرعاً ديمقراطياً في مجلسي النواب والشيوخ. وكان أقوى إعلانات التأييد التي حصلت عليها بعد تأييد بايدن لها هو إعلان الرئيس السابق بيل كلينتون ووزيرة الخارجية السابقة والسيناتور السابقة هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية للرئاسة لعام 2016، تأييدها. كما سارع ريد هوفمان، أحد مؤسسي موقع LinkedIn، وهو أحد أكبر المانحين لحملة بايدن، إلى تأييد هاريس.

أوباما وبيلوسي

ورغم التأييد من عدد كبير من قادة وصقور الحزب الديمقراطي والمشرّعين الديمقراطيين في الكونغرس، فإن التحالف الذي قاده الرئيس السابق باراك أوباما، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر لإقناع بايدن بالانسحاب من السباق، لم يعلن تأييده هاريس. وقد أحجم أوباما عن إعلان تأييد هاريس، وأعلن أنه يدعم عملية يمكن أن يظهر فيها مرشح «متميز». وكتب الرئيس السابق في رسالة: «سنبحر في مياه مجهولة في الأيام المقبلة. لكن لدي ثقة غير عادية في أن قادة حزبنا سيكونون قادرين على خلق عملية يخرج منها مرشح بارز». وكان أوباما والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما من بين العشرات من كبار الديمقراطيين الذين أشادوا ببايدن لوضعه الأمة والحزب فوق الطموحات الشخصية.

وسيكون موقف نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب السابقة، وزعيم الديمقراطيين في مجلس النواب حكيم جيفريز، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، بالغ الأهمية في طريقة نيل هاريس تأييد حزبها لخوض الانتخابات.

الرئيس السابق باراك أوباما أحجم عن إعلان تأييده ترشح كامالا هاريس لخوض الانتخابات الرئاسية (د.ب.أ)

وفي حين قال جمهوريون إن إحجام أوباما عن تأييد هاريس هو دليل على الازدراء وعدم اقتناعه بقدراتها، قال قريبون منه إنه أراد وضع نفسه كرجل دولة محايد يرتقي فوق المكائد والانقسامات التي يمكن أن تحدث داخل الحزب الديمقراطي، ونفوا أن هناك مرشحاً بديلاً لديه.

من جانب آخر، أرسل رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، جيمي هاريسون، مذكرة لأعضاء الحزب أشار فيها إلى التزام اللجنة الوطنية الديمقراطية بالمضي في عملية شفافة ومنظمة قدماً كحزب موحد لاختيار مرشح للحزب يستطيع هزيمة المرشح الجمهوري دونالد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني). وأضافت المذكرة: «في الأيام المقبلة ستسمعون المزيد حول الخطوات التالية لاختيار مرشحنا رسمياً، وبينما نمضي قدماً ستبقى قيمنا كديمقراطيين هي حماية الحرية والنضال من أجل الأسر الأميركية العاملة وإنقاذ ديمقراطيتنا من تهديد الديكتاتورية».


مقالات ذات صلة

ترمب يراجع استراتيجيته الانتخابية بعد اتّساع القلق من صعود هاريس

الولايات المتحدة​ ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (د.ب.أ)

ترمب يراجع استراتيجيته الانتخابية بعد اتّساع القلق من صعود هاريس

عزّزت استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة مخاوف الجمهوريين من خسارة دونالد ترمب الانتخابات الرئاسية أمام المرشّحة الديمقراطية كامالا هاريس.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز يشاركان في المؤتمر الوطني الديمقراطي (إ.ب.أ)

لاستمالة الناخبين... هاريس ووالز يزوران جورجيا هذا الأسبوع

تجري مرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس ومرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم والز جولة بالحافلة في أنحاء ولاية جورجيا، هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ حظيت هاريس بدعم واسع خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي (أ.ف.ب)

هاريس نجحت في الحفاظ على «وحدة الحزب» رغم الخلاف حول دعم إسرائيل

على الرغم من الاعتراضات التي أثارها التيار التقدمي على سياسات إدارة بايدن تجاه الحرب في غزة، بدا أن نائبته كامالا هاريس نجحت في منع حدوث تداعيات على وحدة الحزب.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ المرشحة الرئاسية الديمقراطية كامالا هاريس خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي يوم 22 أغسطس 2024 في شيكاغو (أ.ب)

خطاب هاريس لقبول الترشيح «واحد من الأقصر في التاريخ»... وترمب «الأطول»

حظي خطاب كامالا هاريس لقبول ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الانتخابات الرئاسية، اهتماماً واسعاً، ألهبت خلاله حماس المشاركين في ختام المؤتمر الوطني بشيكاغو.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو (أ.ب)

هاريس تطلق مسيرتها الرئاسية بالتحذير من «خطورة» انتخاب ترمب

رسمت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس بخطاب قبول ترشيحها الرئاسي في المؤتمر الوطني الديمقراطي ملامح سياسة قوية حيال إيران ومنح الفلسطينيين حق تقرير المصير.

علي بردى (شيكاغو)

ترمب يراجع استراتيجيته الانتخابية بعد اتّساع القلق من صعود هاريس

ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (د.ب.أ)
ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (د.ب.أ)
TT

ترمب يراجع استراتيجيته الانتخابية بعد اتّساع القلق من صعود هاريس

ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (د.ب.أ)
ترمب يتفاعل مع أنصاره خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (د.ب.أ)

تصاعدت في الأيام الأخيرة مخاوف كثير من مؤيدي المرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، من احتمال خسارته والحزب الجمهوري، ليس الانتخابات الرئاسية فحسب، بل انتخابات مجلسي الشيوخ والنواب كذلك. وتعززت هذه المخاوف بعد ما عُدّ نجاحاً حقّقه الديمقراطيون في توحيد حزبهم، وموجة الحماس التي أعادوا إطلاقها لدى ناخبيهم، ما يُحتّم على ترمب القيام بتغيير استراتيجية حملته وترميم علاقاته مع معارضيه داخل حزبه الجمهوري، وأسلوبه في مهاجمة المرشحة الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس.

إقرار بحجم التحدي

نقلت وسائل إعلام عدة عن مقربين من الرئيس السابق أن ترمب أشار في مجالسه الخاصة إلى أنه يدرك أنه قد يخسر في نوفمبر (تشرين الثاني) إذا لم يُغيّر نهجه بشكل كبير في التعامل مع السباق. ويقول هؤلاء إن احتمالات عودته إلى البيت الأبيض لم تعد مشرقة كما كانت قبل ما يزيد قليلاً على شهر، عندما كان يحتفل مع الجمهوريين في مؤتمرهم بميلووكي، وتصاعد تأييده بعد محاولة اغتياله، وتمسك بايدن بالترشح، قبل تخليه عن ذلك لمصلحة هاريس.

لكن اليوم، ومع صعود أرقامها في استطلاعات الرأي والتغطية الإخبارية الإيجابية لترشيحها، يشعر ترمب وفريقه بالقلق. ويطالبه مؤيدوه بالتوقف عن «هوسه» بأحجام الحشود والهجمات الشخصية على هاريس، والتركيز بدلاً من ذلك على السياسة وسجلها نائبة لبايدن. وفي الوقت نفسه، كان مستشاروه يضعون بشكل خاص استراتيجيات حول كيفية توسيع نطاق جاذبيته لدى الناخبين وتعزيز الدعم بين كبار الحلفاء.

ويبدو أن ترمب قد بدأ فعلاً في تغيير بعض سياسات حملته، حيث أعلن هذا الأسبوع أنه لن يطبق قانون «كومستوك» الذي يحظر تسليم حبوب الإجهاض عبر البريد، وهو ما كان يرفض الالتزام به سابقاً. ويوم الجمعة، كتب على منصّته «تروث سوشيال» أن إدارته «ستكون عظيمة للنساء وحقوقهن الإنجابية»، مستخدماً مصطلحاً شائعاً بين الناشطين في مجال حقوق الإجهاض، في محاولة واضحة لجذب الناخبين المعتدلين، على الرغم من أنه تعرض على الفور لانتقادات المناهضين للإجهاض.

ترميم العلاقات مع معارضيه

أعلن كينيدي دعمه لحملة ترمب خلال فعالية انتخابية بأريزونا في 23 أغسطس (إ.ب.أ)

بعد أن طلب منه المستشارون والحلفاء التركيز بشكل أكبر على السياسة، شرع في جولة استمرت أسبوعاً في الولايات المتأرجحة التي قد تحسم السباق. وعمل على كسب تأييد المرشح المستقل روبرت كيندي جونيور، الذي أعلن يوم الجمعة أنه سيعلق حملته الرئاسية ليدعم ترمب.

وبدا أن جهود كثير من الجمهوريين نجحت خصوصاً في إعادة ترميم علاقة ترمب بحاكم ولاية جورجيا، الجمهوري بريان كيمب، الذي يحظى بشعبية كبيرة في هذه الولاية الحاسمة. وأثارت انتقادات ترمب العلنية لكيمب، على خلفية رفض الأخير إعادة عد الأصوات في ولايته عام 2020، مخاوف جدية بين الجمهوريين من أن الرئيس السابق كان يخاطر بخسارة 16 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي. وساهم في ترميم هذه العلاقة شون هانيتي، مقدّم البرامج الشهير على محطة «فوكس نيوز»، الذي استضاف كيمب، يوم الخميس، وقيام الأخير بالتشديد على أهمية فوز الجمهوريين وعلى «الحاجة إلى إعادة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض». ودعا هانيتي مع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام وآخرين، ترمب، إلى ضرورة إعادة تركيز حملته. وقال هانيتي حول خلافه مع كيمب: «نحن على بُعد 40 يوماً من التصويت المبكر، وليس لدينا وقت لذلك». وأوضحت كيليان كونواي، مستشارة ترمب السابقة في المقابلة مع هانيتي، أن «الصيغة الفائزة» هي «إهانات أقل، والمزيد من الأفكار». فيما نصح المرشح الرئاسي الجمهوري السابق، فيفيك راماسوامي، ترمب، أيضاً، بـ«تحويل التركيز إلى السياسة»، حسب تصريحاته لصحيفة «بوليتيكو».

ترمب متمسك بطريقته

أنصار ترمب يحملون لافتات «كامالا الكاذبة أنت مطرودة» خلال فعالية انتخابية بأريزونا 23 أغسطس (رويترز)

رغم ذلك، لا يزال ترمب يرفض الكثير من نصائح مساعديه، ويُقوّض الكثير من رسائله بسلسلة من التصريحات غير الرسمية، والأحاديث الصاخبة والأخطاء الفادحة التي هدّدت بإذكاء هذا النوع من القلق الجمهوري. ويوم الاثنين في ولاية بنسلفانيا، حاول توضيح تعليق سابق قال فيه إنه يعتقد أن وسام الحرية الرئاسي، الذي يكرم المدنيين، «أفضل بكثير» من وسام الشرف الممنوح للعسكريين. ويوم الثلاثاء في ولاية ميشيغان، ادعى أن كامالا هاريس فازت بترشيح الحزب الديمقراطي بعد «الإطاحة الشريرة والعنيفة بالرئيس» بايدن، واصفاً مدينة شيكاغو، التي استضافت المؤتمر الديمقراطي، بأنها «منطقة حرب أسوأ من أفغانستان». كما رفض علناً نصيحة الحلفاء بالحدّ من هجماته الشخصية على هاريس وغيرها من الديمقراطيين، خلال خطاب ألقاه يوم الأربعاء في ولاية كارولينا الشمالية. ووصفها في ولاية أريزونا بأنها شخص «كسول».

ولم يمنع ذلك بعض المقربين من ترمب من التعبير عن رضاهم عن أدائه الأسبوع الماضي. وركّزت أجزاء من خطاباته على السياسة، أوضح فيها نقاطه حول الدعوة إلى خفض الضرائب، وإلغاء القيود التنظيمية، وإنتاج الوقود الأحفوري المحلي، وهو ما يعدّه حلفاؤه حاسماً لتحقيق النصر.

ولا يزال السباق متقارباً على المستوى الوطني، وفي الولايات التي تشهد منافسة، وفقاً لمتوسط استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة «نيويورك تايمز». ونقلت الصحيفة عن ديفيد أوربان، المستشار السياسي لترمب، قوله إن الرئيس السابق أظهر تحسّناً كبيراً هذا الأسبوع، في دليل على أنه يركز على الديناميكيات الجديدة في السباق. وأضاف: «سيكون سباقاً صعباً بلا شك، ولكن إذا تحدث فقط عن القضايا الكبرى؛ الاقتصاد والتضخم والهجرة والجريمة، فإننا سنفوز».

لكن ترمب أوضح في تصريحات صحافية أنه على الرغم من الدعوات للتركيز على القضايا، فإنه «يعتقد أنه بالنسبة إلى ما يفعله الديمقراطيون، ومدى تطرفهم، ومدى مرضهم، فهو يقوم بحملة هادئة للغاية».