بدء الفصل في ملفات المرشحين لاستحقاق الرئاسة الجزائرية

غربال «سلطة الانتخابات» انطلق لتحديد مصير ملفات المتنافسين

الرئيس عبد المجيد تبون يلقي كلمة بعد تقديم ملف ترشحه (حملة الرئيس)
الرئيس عبد المجيد تبون يلقي كلمة بعد تقديم ملف ترشحه (حملة الرئيس)
TT

بدء الفصل في ملفات المرشحين لاستحقاق الرئاسة الجزائرية

الرئيس عبد المجيد تبون يلقي كلمة بعد تقديم ملف ترشحه (حملة الرئيس)
الرئيس عبد المجيد تبون يلقي كلمة بعد تقديم ملف ترشحه (حملة الرئيس)

سيشهد الخميس المقبل 15 «راغباً بالترشح»، وفق تعبير هيئة مراقبة الانتخابات، لاستحقاق الرئاسة الجزائرية، المقرر في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل، على مصير ملفات ترشحهم، ومدى مطابقة أوراقهم مع شروط الوصول إلى كرسي «قصر المرادية».

وأحصت «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات»، أمس الخميس، ترشح 15 شخصاً للانتخابات، أودعوا ملفاتهم لديها في اليوم ذاته كآخر أجل لاستكمال اكتتاب التوقيعات، الخاصة بالترشح (50 ألف توقيع فردي أو 600 توقيع منتخب).

المحامية زبيدة عسول مرشحة الرئاسة برفقة رئيس سلطة الانتخابات (حساب حزبها)

وكان من بين أبرز المترشحين الرئيس عبد المجيد تبون، الذي طلب ولاية ثانية، وقادة أحزاب بارزون، أهمهم يوسف أوشيش السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» المعارضة، وعبد العالي حساني رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية المعارضة، والمحامية المعارضة زبيدة عسول رئيسة «الاتحاد من أجل الرقي»، وبلقاسم ساحلي الوزير سابقاً، ورئيس «التحالف الوطني الجمهوري»، وسيدة الأعمال سعيدة نغزة التي ترأس تنظيماً لأرباب العمل.

أما باقي المترشحين، فلاحظ غالبية الصحافيين أنهم غير معروفين في المجتمع، ولا يملكون أي سند سياسي.

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية برفقة الطاقم القيادي لحزبه (حساب الحزب)

ورجح متتبعون إقصاءهم مع بداية دراسة ملفاتهم، كما رجحوا أن يبقي غربال «سلطة الانتخابات» على الشخصيات الخمس المذكورة، أو 4 منها، على أساس أن حظوظ سعيدة نغزة تبدو أضعف من حظوظهم في النجاة من «المقصلة».

ويوجد إجماع كبير لدى الأوساط السياسية وفي الصحافة، ولدى غالبية الناخبين، على أن تبون سيفوز في هذه الانتخابات، قياساً بعدة اعتبارات، أبرزها أنه يملك تأييد القيادة العليا للجيش، التي أثنت في مجلتها الدورية على «إنجازات» الولاية الأولى، وطلبت التمديد له. وبما أن تبون يحوز دعم الجيش، فكل الأحزاب والتنظيمات التي تدور في فلك السلطة، تنخرط بشكل آلي في حملة الدعاية لترشحه.

عبد العلي حساني (يسار) مرشح الإسلاميين للانتخابات برفقة رئيس سلطة الانتخابات (إعلام حزبي)

وأكد أكثر من 20 حزباً، وعشرات الجمعيات والنقابات، دعمهم ترشح تبون في اليوم نفسه الذي أعلن فيه رغبته في دورة رئاسية ثانية (11 يوليو «تموز» الحالي). ولم يسبق لأي رئيس أن طلب عهدة ثانية ولم ينلها، وقد قضى الراحل عبد العزيز بوتفليقة أطول مدة في الحكم، وهي 20 سنة (1999- 2019) لكن غادره تحت ضغط مظاهرات شعبية رفضت ترشحه لولاية ثانية عام 2019.

وبخصوص الخطوات القانونية المتبعة بعد إيداع أوراق الترشح، يذكر قانون الانتخابات أن «سلطة الانتخابات» تبلغ المترشحين بموافقتها أو رفضها ملفاتهم، في غضون سبعة أيام، تلي تاريخ التصريح بالترشح. ويلزمها القانون ذاته بتقديم «قرار معلل قانوناً» في حال رفض الملف. ويحق للمترشح المعني الطعن في قرار الرفض لدى «المحكمة الدستورية» في أجل أقصاه 48 ساعة من ساعة تبليغه.

سيدة الأعمال سعيدة نغزة مرشحة الرئاسة (حسابها بالإعلام الاجتماعي)

وجاء في قانون الانتخابات، الذي صدر عام 2021، أن الهيئة المكلفة تسيير العملية الانتخابية، تتكفل بإرسال قراراتها المتعلقة بالترشيحات، مرفقة بملفات الترشح إلى «المـحكمة الدستورية» في أجل أقصاه 24 ساعة من تاريخ صدورها، مشيراً إلى أن «المحكمة الدستورية تعتمد بقرار اللائحة النهائية للمترشحين لانتخاب رئيـس الجمهورية، بما في ذلك الفـصل في الطعون».

ووفق القانون ذاته: «لا يقبل ولا يعتد بانسحاب المترشح بعد اعتماد المحكمة الدستورية الترشيحات، إلا في حالة حصول مانع خطير تثبته المحكمة الدستورية قانوناً، أو في حالة وفـاة المترشـح المعني». وفي هذه الحالة، يمنح أجل آخر لتقديم ترشيح جديد، مدته شهر.

وإذا توفي المترشح أو حدث له مانع خطير، يتم بعد موافقة المحكمة الدستورية على لائحة المترشحين ونشرها في «الجريدة الرسمية»، تأجيل تاريخ الاقتراع لمدة أقصاها 15 يوماً، حسب ما ينص عليه قانون الانتخابات.


مقالات ذات صلة

الجزائر: تعديل حكومي واسع يبقي الوزراء السياديين

شمال افريقيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)

الجزائر: تعديل حكومي واسع يبقي الوزراء السياديين

أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الاثنين، تعديلاً حكومياً احتفظ فيه وزراء الحقائب السيادية بمناصبهم، بعد أن كان الوزير الأول نذير عرباوي قدم استقالة…

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (رويترز)

الجزائر: تعديل حكومي يُبقي على وزراء الحقائب السيادية والمقربين من تبون

ذكرت «وكالة الأنباء الجزائرية» أن رئيس الوزراء محمد النذير العرباوي قدّم، اليوم الاثنين، استقالة الحكومة إلى الرئيس عبد المجيد تبون.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا قائدا الجيشين الجزائري والموريتاني يوقعان على اتفاق استخباري بنواكشوط (وزارة الدفاع الجزائرية)

اتفاق استخباري بين الجزائر وموريتانيا لتعزيز أمن الحدود

الجزائر وموريتانيا توقعان على اتفاق تعاون وتنسيق في مجال الاستخبارات، توج مساراً طويلاً من التعاون وتبادل الخبرات.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري هاجم اليمين الفرنسي بسبب ضغوط لإلغاء اتفاق الهجرة (الرئاسة)

الجزائر تتهم «متطرفين» في فرنسا بـ«محاولة تزييف الذاكرة»

هاجم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، «أوساطاً متطرفة (في فرنسا) تحاول تزييف ملف الذاكرة أو إحالته إلى رفوف النسيان»،

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من زيارة سابقة لرئيس أركان الجيش الموريتاني السابق إلى الجزائر مطلع 2021 (وزارة الدفاع الجزائرية)

الجزائر وموريتانيا تبحثان أمن الحدود والتغيرات السياسية بالمنطقة

يبحث رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أول سعيد شنقريحة، اليوم الثلاثاء، في نواكشوط مع المسؤولين العسكريين الموريتانيين قضايا أمن الحدود والدفاع.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
TT

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، السبت، طرفي النزاع في السودان إلى «إلقاء السلاح» بعد عام ونصف العام من الحرب التي تعصف بالبلاد، عادّاً أن المسار الوحيد الممكن هو «وقف إطلاق النار والتفاوض».

وقال ماكرون خلال جولة في القرن الأفريقي، عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد: «ندعو طرفي النزاع إلى إلقاء السلاح، وكل الجهات الفاعلة الإقليمية التي يمكنها أن تلعب دوراً إلى القيام بذلك بطريقة إيجابية، لصالح الشعب الذي عانى كثيراً».

وأضاف وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «العملية الوحيدة الممكنة في السودان هي وقف إطلاق النار والتفاوض، وأن يستعيد المجتمع المدني الذي كان مثيراً للإعجاب خلال الثورة، مكانته» في إشارة إلى التحرك الشعبي الذي أطاح بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، وأثار تفاؤلاً كبيراً.

ومنذ أبريل (نيسان) 2023 اندلعت حرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و«قوات الدعم السريع» بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو؛ وأدى القتال إلى مقتل عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من 11 مليون شخص.

ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وفقاً للأمم المتحدة التي دقت ناقوس الخطر مجدداً، الخميس، بشأن الوضع في البلاد التي قد تواجه أخطر أزمة غذائية في التاريخ المعاصر.

وهناك حاجة إلى مساعدات بقيمة 4.2 مليار دولار لتلبية حاجات السودانيين عام 2025، بحسب إيديم ووسورنو، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.