تبنّى الحوثيون في اليمن هجوماً استهدف سفينة شحن ترفع علم سنغافورة، لم يسفر عن ضحايا أو أضرار، في استمرار لهجماتهم ضد سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.
وأفاد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، بأنه جرى تنفيذ «عملية عسكرية في خليج عدن، استهدفت سفينة لوبيفيا (Lobivia) بعدد من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة».
وأوضح، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه جرى استهداف السفينة «لاختراق الشركة المالكة لها قرارَ حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة». وأكد أن «استمرار العدو الإسرائيلي في ارتكاب المجازر في غزة لن يدفعنا إلا لمزيد من عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني المظلوم».
وكانت وكالة «أمبري» للأمن البحري قد أعلنت في وقت سابق استهداف السفينة. وذكرت الوكالة «أصيبت سفينة ترفع علم سنغافورة بمقذوفات» على بُعد 80 ميلاً بحرياً (148 كيلومتراً) جنوب شرقي مدينة عدن اليمنية الساحلية، مشيرة إلى عدم الإبلاغ عن إصابات في الهجوم الذي يُشبه عمليات ينفذها عادة الحوثيون في المنطقة.
وقالت هيئة الملاحة البحرية والموانئ في سنغافورة إن سفينة الحاويات تحمل اسم لوبيفيا (Lobivia)، مشيرة إلى أنّ الهجوم تسبب في حريق جرى إخماده.
وذكرت في بيان أنّ «جميع أفراد الطاقم بخير»، مضيفة أن السفينة أبحرت «بمحركها الخاص» إلى ميناء بربرة في الصومال لتقييم الأضرار وتحديد الإصلاحات اللازمة.
ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني)، يشنّ الحوثيون المدعومون من إيران هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يعتبرون أنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس» منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ومذاك، هاجم الحوثيون ما لا يقل عن 88 سفينة تجارية منذ بدء حملتهم ضد السفن، وفقاً لإحصاء معهد «واشنطن لسياسة الشرق الأدنى».
ودفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن إلى الالتفاف حول أفريقيا لتجنب البحر الأحمر، وهو طريق حيوي تمر عبره عادة حوالي 12 بالمائة من التجارة العالمية، وفقًا للغرفة الدولية للشحن.
وتقود واشنطن تحالفاً بحرياً دولياً بهدف «حماية» الملاحة البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية للتجارة العالمية.
ولمحاولة ردعهم، تشنّ القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير (كانون الثاني). وينفذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ ومسيّرات يقول إنها معدّة للإطلاق.
ورغم ذلك، توعد المتحدث العسكري، الجمعة، بمواصلة الهجمات.
وقال: «عملياتنا بعون الله لن تتوقف إلا بوقف العدوان، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة»، إذ أسفرت الحرب الدائرة منذ أكثر من 9 أشهر عن مقتل ما لا يقل عن 38 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، ولا سيما من النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة.
وأعلنت هيئة قناة السويس المصرية، الخميس، انخفاض الإيرادات بنسبة 23.4 في المائة، بسبب اضطرابات الشحن في البحر الأحمر خلال العام الماضي.