أجلت محكمة جنايات القاهرة، اليوم الخميس، ثالث جلسات محاكمة المتهم كريم محمد سليم، المعروف إعلامياً باسم «سفاح التجمع»، المتهم بقتل 3 سيدات والتخلص من جثثهن في الطريق الصحراوي بين محافظات القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية، لجلسة 13 أغسطس (آب) المقبل، لتمكين دفاع المتهم من الاطلاع على أوراق القضية والمرافعة.
وشغلت واقعة «سفاح التجمع»، على مدار الأسابيع الماضية، اهتمامات المصريين، عقب الإعلان عن تفاصيل جرائمه.
واستمعت المحكمة، في حضور المتهم إلى مرافعة النيابة العامة، التي استعرض ممثلها الأدلة التي تفيد بارتكاب المتهم لما هو منسوب إليه من جرائم موضوع القضية، مطالباً بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم لارتكابه جرائم القتل والتمثيل بالجثث، مؤكداً أنه «نفذ جرائمه بدم بارد».
وقال ممثل النيابة إن المتهم «أتى إثماً أكبر ومنكراً أعظم»، مؤكداً أنه «عاشر القاصرات تحت تأثير المخدرات»، وأنه «خرق كل القوانين واستباح كل الحرمات وقتل إناثاً دون ذنب فحق عليه العقاب»، وأوضح أن المتهم اعترف بارتكاب جرائمه بشكل تفصيلي، وأنه استلهم أفكارها في أثناء بحثه عن مقاطع فيديو إباحية عبر «الدارك ويب»؛ حيث أعجب بفكرة العلاقات بأشباه الموتى.
وتابع ممثل النيابة أن المتهم اختار يوم عيد ميلاده لبدء أولى جرائمه، بعد أن استقطب إحدى الفتيات مقابل ألف جنيه، مضيفاً: «الشريعة جاءت لحفظ الدين والنفس، والمجتمع يناشد المحكمة أن تضرب بيد من حديد، على رقاب الضالين الفاسدين».
وشهدت الجلسة الظهور الأول للمحامي الجديد لـ«سفاح التجمع»، بعد انسحاب 5 من وكلائه خلال الجلستين الماضيتين، عقب عرض هيئة المحكمة 50مقطع فيديو و20 تسجيل صوت، من أحراز القضية، كان سجلها المتهم لضحاياه، والتي توثق ارتكابه أفعالاً غير مألوفة معهن.
إلى ذلك، قال المحامي الجديد عن المتهم، مروان سالم، إنه سيتقدم لهيئة المحكمة بطلب للاطلاع على أوراق القضية، لأنه ليس جاهزاً للمرافعة، موضحاً أن والدة المتهم وكلته للدفاع عن ابنها عقب تنحي محاميه بالجلسة الماضية.
وكان المحامي محمد قنديل، أحد الوكلاء المنسحبين من الدفاع عن المتهم، أوضح في مداخلة تلفزيونية، أنه مع بدء تشغيل أول الفيديوهات (خلال ثاني جلسات محاكمة المتهم التي عقدت الثلاثاء الماضي)، صُدم جميع المحامين من المشهد، حتى إنهم اتخذوا قرارهم بالتنحي قبل مشاهدة كامل الفيديوهات، حيث أكد أن ما شاهدوه في المقاطع ليس متطابقاً مع الوصف المكتوب في تفريغ النيابة العامة، في إشارة إلى صعوبة المشهد الحقيقي أكثر من المكتوب.
وتحدث المحامي عن صدمته وصدمة هيئة الدفاع مجتمعة لدى رؤية الفيديوهات داخل المحكمة، إذ كانت مثيرة للاستغراب ومقززة، ما دفعهم إلى اتخاذ قرار بالتنحي عن القضية جماعياً.
ومن جانبه، قال خالد عبد الرحمن، المحامي بالنقض في مصر، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن أمام قضية قتل غير عادية، فالمتهم فقط لا يهوى القتل، إنما يتعامل مع الضحايا بعد قتلهن، ويلجأ إلى التمثيل بالجثث، ومن ثم فهي جريمة بشعة». ويلفت إلى أن «تكرار التنحي من جانب الدفاع عن المتهم يأتي بسبب ذلك، فهو تنح بدافع أخلاقي في المقام الأول».
ويرجّح المحامي المصري أن ما هو منسوب للمتهم من جرائمه يجعل الحكم المتوقع ضده هو عقوبة الإعدام.
ويذكر أن النيابة العامة أمرت بإحالة «سفاح التجمع»، المتهم بقتل ثلاث سيدات، إلى محكمة الجنايات المختصة، لمعاقبته فيما نسب إليه من وقائع القتل المقترن بإحراز الجواهر المخدرة وتقديمها للتعاطي، والاتجار بالبشر، وذلك في القضية رقم 3963 لسنة 2024 جنايات قسم القطامية، والسابق قيدها برقم 296 لسنة 2024 إداري الجنوب ثانٍ بورسعيد.