الشفا والهدا... أنشودة الطبيعة وحديث الذكريات في الطائف

تنوّع الخيارات وضعَها على قائمة الوجهات المستهدَفة

تشتهر الطائف بإنتاج الورود بكميات تصل إلى 550 مليون وردة سنوياً (واس)
تشتهر الطائف بإنتاج الورود بكميات تصل إلى 550 مليون وردة سنوياً (واس)
TT
20

الشفا والهدا... أنشودة الطبيعة وحديث الذكريات في الطائف

تشتهر الطائف بإنتاج الورود بكميات تصل إلى 550 مليون وردة سنوياً (واس)
تشتهر الطائف بإنتاج الورود بكميات تصل إلى 550 مليون وردة سنوياً (واس)

عندما تتنوّع الخيارات السياحية والتاريخية في محيط وجهتك، فاعلم أنك في الطائف ومركزَيها «الشفا، والهدا»، واعلم أن ارتفاعك عن سطح البحر وأنت تعانق الطبيعة في الشفا يتجاوز 2500 متر، واعلم أيضاً أن عمر تلك الأماكن يتجاوز 2000 عام، تخلّلتها حكايات وقصص وبقايا نقوش منثورة في كل الزوايا.

الطبيعة تستقطب الزوّار من الداخل والخارج (واس)
الطبيعة تستقطب الزوّار من الداخل والخارج (واس)

تقع الطائف في غرب السعودية، وهي جارة «الهدا والشفا»، وهذا ما يجعل السياح يتطلّعون للبحث عن الحكايات، والاستمتاع بما تقدّمه الطبيعة في تلك الأماكن الرائعة والقريبة من بعضها بعضاً، وزاد من أهمية الهدا والشفا إطلاق العديد من البرامج لاستقطاب أكبر عدد من السياح، الذي يُتوقّع، وفقاً لأمانة محافظة الطائف، أن يصل مع نهاية الموسم إلى قرابة 1.2 مليون مصطاف.

وتشهد الشفا والهدا نقلة نوعية في تطوير وتنمية البنى التحتية، وتهيئة المواقع السياحية كافة، إضافة إلى إنشاء الحدائق والمتنزّهات؛ لتكون عاملاً مساعداً في انخفاض درجات الحرارة في المركزين إلى مستويات تصل إلى 25 درجة، في حين شرعت أمانة الطائف في دعم عدد من المواقع في الهدا؛ لتعزيز الإقبال السياحي، وتأهيل أجزاء حيوية من هذا الطريق.

عملت السعودية على تسهيل الوصول للمناطق السياحية (واس)
عملت السعودية على تسهيل الوصول للمناطق السياحية (واس)

الشفا

يُعدّ مركز الشفا، الذي يبعد قرابة 25 كيلومتراً عن الطائف؛ أحد أهم الوجهات السياحية؛ لما يتفرد به من طبيعة خلابة، ومواقع أثرية وسياحية، ويزداد الإقبال على المركز خلال هذه الفترة، التي تتوافق مع إجازة العام الدراسي وانتهاء موسم الحج؛ حيث يُقبل العديد من الخليجيين والعرب لقضاء عدة أيام في الشفا، وكذلك الهدا؛ لقربهما من مكة المكرمة.

ويبرز جبل دكا في الشفا كأحد الوجهات الرئيسية للسياح الباحثين عن الارتفاعات الشاهقة؛ إذ يتجاوز ارتفاعه 2500 متر عن سطح البحر، كما تنخفض فيه درجات الحرارة في موسم الشتاء، إضافة إلى بُعده التاريخي، وموقعه الاستراتيجي على امتداد جبال السراة، وكان يَفِد إليه سكان المناطق المجاورة قبل الإسلام للاستمتاع بأجوائه الجميلة في الصيف.

ويمارس أهالي الشفا النشاط الزراعي بالدرجة الأولى، مستفيدين من خصوبة التربة والمناخ المعتدل؛ حيث ينتج المركز العديد من الفواكه الصيفية المحلية ذات المذاق الرائع، التي يزداد الطلب عليها داخل المركز وخارجه، خصوصاً ما يُعرف بـ«البرشومي» (التين الشوكي)، والعنب، والبخارة، وغيرها من الأصناف.

درب الجمّالة الذي اختصر المسافات قديماً (واس)
درب الجمّالة الذي اختصر المسافات قديماً (واس)

الهدا

يتميّز مركز الهدا، الذي يرتفع عن سطح البحر قرابة 2000 متر، بالطريق المؤدي إليه، والذي يُعدّ أحد أهم الطرق الملتوية في العالم، كما يقصده المصوّرون لإبراز قدراتهم الفنية، من خلال التقاط مئات الصور لطريق «الكرا».

وعند وصولك إلى نهاية الطريق، وبلوغ القمة، تختلف عليك الأجواء؛ من ارتفاع لدرجات الحرارة في أسفل الجبل، إلى أجواء معتدلة مع زخّات من المطر، وتدريجاً تجد الحالة النفسية وأنت تتجوّل بين الطبيعة وتشتمّ روائح الأزهار قد تحسّنت.

تشتهر الطائف بإنتاج الورود بكميات تصل إلى 550 مليون وردة سنوياً (واس)
تشتهر الطائف بإنتاج الورود بكميات تصل إلى 550 مليون وردة سنوياً (واس)

وعلى امتداد 4 كيلومترات ينقلك تلفريك الهدا من قمة الجبل إلى أسفل وادي نعمان، في تجربة فريدة، يرصد من خلالها الزائر مشاهد لأجمل الإطلالات الطبيعية والتاريخية للطرق الجبلية القديمة، كدرب كرا الأثري، أو ما يسمى بدرب الجمّالة، انتهاءً بالقرية السياحية في أسفل الجبل، والاستمتاع بالألعاب المائية المتنوعة، كما يستمتع الزوّار بمشاهدة مبانٍ تُحاكي موروث الطائف التاريخي والمعماري والهندسي في البناء، بملامح العمارة الحجازية.

المنطقة المائية أسفل الوادي ويبدو تلفريك الهدا وهو ينقل السياح (واس)
المنطقة المائية أسفل الوادي ويبدو تلفريك الهدا وهو ينقل السياح (واس)

التطوير

تقوم أمانة الطائف بدور هام ومحوري في تطوير مركزي «الشفا، والهدا»، ومن ذلك مشروع تعبيد ورصف وتشجير وإنارة الأجزاء الرئيسية بالطريق الدائري بالشفا، الذي يحتضن سلسلة من المواقع البيئية المميزة، وذلك بهدف تسهيل وصول الزوّار للمواقع السياحية، والتماشي مع التطور العمراني المستمر.

في الجانب الآخر، وقّع أمين الطائف المهندس عبد الله الزايدي، اتفاقية مع إحدى الشركات الاستثمارية، لتطوير جزء من طريق الهدا بطول 5 كيلومترات، لدعم الإقبال السياحي على هذا المركز، وتأهيل أجزاء حيوية منه، ضمن مشاريع أنسنة المدينة، التي تعزّز رفع مستوى جودة الحياة في المحافظة.

تنوّع الخيارات والطبيعة من أهم الصفات في مركزَي الشفا والهدا (واس)
تنوّع الخيارات والطبيعة من أهم الصفات في مركزَي الشفا والهدا (واس)

ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من إدارة الإعلام في أمانة الطائف، فإن المشروع سينطلق في الأيام القادمة بتصميم يتناسق مع أهمية الموقع، ويحقّق إيجاد وتأكيد البعد الإنساني في التطور والتنمية العمرانية، مع تحسين الهوية البصرية، ودعم وتشجيع البرامج الثقافية والترويجية والسياحية، كما يعمل المشروع على تسهيل حركة المشاة، دون الحاجة إلى وسائل المواصلات الحديثة، مع الاكتفاء بالمشي والتنقل بالوسائل الصديقة للبيئة، ومن خلال المسارات المرتبطة بتلك المواقع ضمن مشاريع أنسنة المدن، والاستمتاع بالخدمات المساندة للمشروع.

550 مليون وردة

يشتهر مركزا «الشفا، والهدا» ووادي محرم والوهط والوهيط في محافظة الطائف، بكثافة إنتاج الورد، الذي يصل لنحو 550 مليون وردة سنوياً، تُزرع في أكثر من 910 مزارع، بإجمالي عدد شجيرات بلغ نحو 1.144.000، وبمساحة مزروعة تقدّر بنحو 270 هكتاراً من الأراضي الزراعية.

هذا الكم من إنتاج الورد الطائفي، وتحديداً في منطقتَي الشفا والهدا، أوجد صناعة فريدة، وطلباً متزايداً على العطور الطائفية؛ إذ يقدّر عدد مصانع ومعامل إنتاج وتقطير الورد أكثر من 70 مصنعاً ومعملاً مهتماً بصناعات الورد الطائفي، التي تعمل على استخراج نحو 80 منتجاً من الورد، في حين تربّعت نحو 84.450 وردة على قائمة موسوعة غينيس كأكبر سلة ورد في العالم، الأمر الذي أسهم في الإقبال على ورد الطائف من قِبل المستهلك المحلي، كما أسهم ذلك بانتشار الورد الطائفي في الأسواق الخارجية، وأصبح ماركة مسجّلة.

الآثار والتاريخ

تحتضن الطائف الكثير من الحكايات المُوغلة في التاريخ في العديد من مراكزها، ويأتي في مقدمة ذلك «سوق عكاظ»، الذي يرجع تاريخه إلى عام 501 الميلادي، وهو أشهر ملتقى للتجارة والفكر والأدب والثقافة المتنوعة للقبائل العربية، يحضره الشعراء، والخطباء، والأدباء، ويمارس فيه رُوّاد السوق الألعاب الرياضية، ومنها الفروسية والعَدْو والرمي.

ومن الشواهد التاريخية قصر مشرفة الأثري، الذي يعود لفترة العصر الإسلامي المبكر، كما توجد «آثار العرفاء»، التي تُعدّ من أكبر مواقع النقوش الصخرية التي تضم بعض الرسوم الحيوانية، مثل الماعز والغزلان، ورصد المختصّون رسومات لمعارك بالقوس والسهم، وأخرى لصيد الوعول.

في الجانب الآخر يبرز «درب كرا الأثري»، المعروف بـ«درب الجمّالة»، الذي يحكي فصلاً من تاريخ المنطقة، خصوصاً فيما يتعلق بالتنقل البشري، وحمل البضائع من أسفل الوادي إلى أعلى قمة في الطائف، وكيف كان هذا الطريق الرابط الأساسي بين جهتين قبل العصر الإسلامي، حتى إنشاء طريق الكرا المزدوج في مطلع الستينات الماضية.


مقالات ذات صلة

رحلات الصيد البحري تجذب الهواة من جميع أصقاع العالم

سفر وسياحة تجتذب رحلات الصيد مختلف الأعمار  (الشرق الأوسط)

رحلات الصيد البحري تجذب الهواة من جميع أصقاع العالم

يجذب البحر الأحمر في مصر هواة الصيد من جميع أنحاء العالم، بالنظر إلى طول سواحله الممتدة لمئات الكيلومترات

أحمد عدلي (القاهرة)
سفر وسياحة يجب على المسافر معرفة حقوقه لتكون رحلته جيدة (غيتي)

حقوق المسافر على متن الطائرة... ما يحق له وما لا يحق

تعدُّ حقوق المسافر وواجباته على متن الطائرة من المواضيع المهمة التي يجب أن يكون كل مسافر على دراية بها، لضمان رحلة مريحة وآمنة

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط) play-circle 01:45

خاص وزير السياحة المصري: الاستقرار وثقة السائح مفتاحا نمو القطاع

أكد وزير السياحة والآثار في مصر، شريف فتحي أن الاستقرار السياسي في البلاد، وثقة السائح المتراكمة عبر عقود طويلة، ركيزتان أساسيتان في استمرار نمو القطاع السياحي

مساعد الزياني (دبي)
عالم الاعمال تخصيص المحتوى الذكي يعيد تشكيل تجربة التخطيط للسفر

تخصيص المحتوى الذكي يعيد تشكيل تجربة التخطيط للسفر

يشهد قطاع السياحة والسفر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحولات لافتة مدفوعة بالتقنيات الحديثة، وسط توقعات بأن يتجاوز حجم السوق 400 مليار دولار بحلول عام 2032.

الاقتصاد جانب من المشاركة السعودية في «سوق السفر العربي» (الشرق الأوسط)

دول الخليج تتوسع سياحياً والأسواق الناشئة تصعد مع انطلاقة «سوق السفر العربي» بدبي

برزت الأسواق السياحية الناشئة كمقاصد جديدة في خريطة السياحة العالمية، مع النشاط الواسع الذي أظهرته خلال مشاركتها في معرض سوق السفر العربي مع بروز دول الخليج.

«الشرق الأوسط» (دبي)

رحلات الصيد البحري تجذب الهواة من جميع أصقاع العالم

تجتذب رحلات الصيد مختلف الأعمار  (الشرق الأوسط)
تجتذب رحلات الصيد مختلف الأعمار (الشرق الأوسط)
TT
20

رحلات الصيد البحري تجذب الهواة من جميع أصقاع العالم

تجتذب رحلات الصيد مختلف الأعمار  (الشرق الأوسط)
تجتذب رحلات الصيد مختلف الأعمار (الشرق الأوسط)

يجذب البحر الأحمر في مصر هواة الصيد من جميع أنحاء العالم، بالنظر إلى طول سواحله الممتدة لمئات الكيلومترات، وطبيعته المتنوعة التي تميز كل منطقة عن غيرها في الصيد، فضلاً عن أنواع أسماكه المتعددة والنادرة.

ولا تخلو رحلات الصيد من أجواء ترفيهية مميزة، بالنظر إلى طبيعة المنتجعات السياحية المنتشرة هناك، الأمر الذي يجذب الهواة والمحترفين معاً، وراغبي الاستمتاع بتجربة جديدة وسط مياه البحر الفيروزية.

تجتذب رحلات الصيد مصريين وأجانب من مختلف الأعمار (الشرق الأوسط)
تجتذب رحلات الصيد مصريين وأجانب من مختلف الأعمار (الشرق الأوسط)

ولكل موقع بالبحر الأحمر مواسمه الخاصة، فهناك مناطق للأسماك يُغلَق بعضها أمام الصيد الترفيهي لأسابيع، من أجل تقليل تأثير عمليات الصيد على النظام البيئي، بينما تنتظم الرحلات الترفيهية بشكل مستمر، ما لم تكن هناك عوامل جوية تعيق الصيد.

ويتم تنظيم رحلات الصيد الترفيهي عادة عبر وسطاء، يكونون مسؤولين عن استئجار المركب وتجهيزه مع القائمين عليه، مع تحديد مدة الرحلة التي تبدأ من 10 ساعات، تنطلق عادة في الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً، لهواة صيد الأسماك الصغيرة، أو تستمر لمدة 24 ساعة مع قضاء الليلة على المركب.

بينما تُعد رحلات الـ36 والـ48 ساعة هي الأكثر إقبالاً وتنظيماً في غالبية المواقع؛ لأنها تمنح الوقت للراغبين في الصيد لتجميع حصيلة جيدة من الأسماك برحلتهم، مع التحرك في أكثر من موقع بالمركب التي تتسع في المتوسط لنحو 8 أفراد، غير قائدها ومساعديه من البحارة الذين يقدمون الخدمات خلال الرحلة، ويقومون بأعمال صيد أيضاً في أوقات فراغهم.

عملية نقل المستلزمات على المراكب قبل بدء الرحلة (الشرق الأوسط)
عملية نقل المستلزمات على المراكب قبل بدء الرحلة (الشرق الأوسط)

وتنطلق رحلات الصيد من مواقع عدة، تبدأ من خليج السويس شمال البحر الأحمر، وتمتد حتى حلايب جنوباً، وتصل بعضها إلى 5 أيام في عرض البحر، وهي رحلات تستهدف الصيد الغزير من أعماق كبيرة، وعادة ما تكون الأسماك الأكبر حجماً هي المستهدفة من هذه الرحلات.

ورغم أن منطقة الزعفرانة التي تبعد عن القاهرة نحو 220 كيلومتراً، تعدُّ من المناطق التي توجد بها الأسماك متوسطة الوزن نسبياً، فإنها تعد الأكثر إقبالاً من هواة الصيد لقربها من العاصمة، ولكثرة الرحلات التي تُنظَّم فيها بشكل شبه يومي تقريباً، ولكن هذه الرحلات تكون عرضة للتغيير حال تغير مؤشرات رحلات الصيد عبر تطبيق «ويند فندر» وتحديثاته المستمرة التي تشير إلى توقعات ارتفاع الموج ومدى ملاءمة الطقس لأعمال الصيد في المنطقة.

ينقسم تنظيم الرحلات بين منظمين يقومون بحجز المركب وتجميع الراغبين في الصيد، سواء عبر مجموعات خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، أو بين أصدقاء يفضلون استئجار المركب وترتيب الرحلة بمفردهم، مع ترتيب التواصل مع قائد المركب وإبلاغه بالمواعيد المقترحة للصيد. وفي هذه الحالة، يكون المستأجرون مسؤولين عن كافة التفاصيل الخاصة بالإعاشة في أثناء مدة الرحلة.

تستخدم المراكب الصغيرة لنقل هواة الصيد في حالات المد (الشرق الأوسط)
تستخدم المراكب الصغيرة لنقل هواة الصيد في حالات المد (الشرق الأوسط)

ولا يوجد موعد محدد لانطلاق الرحلات، فالرحلات الاعتيادية تنطلق في حدود الثامنة صباحاً، أما الرحلات «المقلوبة» فتنطلق في حدود الرابعة أو الخامسة مساءً، وهي الرحلات التي تستهدف قضاء وقت أطول ليلاً في البحر، وتكون مفضلة لدى كثيرين، مع وجود فرصة يراها البعض مضاعفة؛ خصوصاً في رحلات الـ36 ساعة لتجميع حصيلة أكبر من الأسماك.

الاستعداد للقيام بهذه الرحلة مع الأصدقاء يتطلب ترتيبات مسبقة وتجهيزات مرتبطة بشراء كميات من المياه العذبة لاصطحابها، بجانب مأكولات لتجهيزها على المركب، مثل علب الجبن والمخبوزات والبيض، مروراً بالمشروبات والألبان، مع الحرص على اصطحاب «آيس بوكس» لكل فرد ليجمع فيه حصيلة الرحلة.

من ضمن مراحل الاستعدادات الضرورية للرحلة، مرحلة تجهيز «العدة» التي تختلف حسب الهدف من الصيد وطريقته، بين صيد «التسقيط» على أعماق قصيرة أو متوسطة، والذي يتطلب أثقالاً وسنوناً متنوعة، حسب العمق وطبيعة المكان، مروراً بصيد الجر خلال حركة المركب الذي يستخدم ماكينات أكثر قوة وصلابة مزودة بـ«رابيلات» صناعية، لاستهداف أسماك الدراج، وتُستخدم أيضاً لصيد أنواع الكاليماري.

تصطف المراكب في توقيتات التحرك بالصباح الباكر (الشرق الأوسط)
تصطف المراكب في توقيتات التحرك بالصباح الباكر (الشرق الأوسط)

تبدأ رحلة الصيد منذ تحرك المركب، عبر إلقاء السنارات لصيد الجر خلال تحرك المركب إلى وجهتها الأولى، بينما يبلِّغ قائد المركب أصحاب الصنارات قبل التوقف بوقت قصير لجمع الخيط، تمهيداً لرسو المركب في وجهتها الأولى.

تتسم ماكينات صيد الجر عادة بصوت صفارة عندما تنجح «الرابيلا» في الإيقاع بالسمك كبير الحجم المستهدف، وبمجرد سماع قائد المركب صوت الصفارة، يبدأ في التهدئة والتوقف بشكل تدريجي، بما يسمح ببدء مناورة لاستخراج السمكة بشكل تدريجي، وهو الأمر الذي يستغرق بعض الوقت، ويحمل احتمالات الإخفاق وهروب السمكة، حال عدم التعامل معها بشكل صحيح.

من خلال الأجهزة المستخدمة في الاستشعار ومتابعة الأعماق، يختار قائد المركب الوجهة الأولى للرسو، ليبدأ الصيد بالتسقيط، مع البدء في محاولة تشجيع السمك على الاقتراب من المركب عبر الوقوف بشكل كامل، والبدء فيما تُسمَّى «الزفارة» عبر إلقاء طعوم متعددة في محيط المركب، في محاولة لتجميع الأسماك.

ويعدُّ الجمبري الطازج والطُّعوم الطبيعية -مثل الباغة والسبيط- من أفضل الخيارات لجذب الأسماك، بينما تُعد المناطق القريبة من براميل استخراج الغاز والنفط من الأماكن التي يستهدفها عدد ليس بالقليل من الهواة في رحلاتهم.

وتتنوع الأسماك التي يتم اصطيادها حسب مواسمها، ما بين: الحفار، والدريني، والحريد، والشخرم، والباغة، بجانب الشعور والتونة، بينما تتم إعادة بعض الأسماك السامة التي تعيش في المنطقة إلى البحر بشكل سريع فور اصطيادها، ومن أبرزها سمكة الأرنب.