الفقر يزيد معدلات تسوس الأسنان لدى الأطفال

TT

الفقر يزيد معدلات تسوس الأسنان لدى الأطفال

أثبتت دراسة بريطانية أن الأطفال الذين يعيشون في المناطق الفقيرة والمحرومة يواجهون خطر الإصابة بتسوس الأسنان الشديد الذي يتطلب خلع الأسنان في المستشفى بمقدار 3 أضعاف مقارنة بأقرانهم في المناطق الأكثر رخاءً.

وأوضح الباحثون بجامعة كوين ماري البريطانية أن هذه الدراسة التي نشرت نتائجها، الاثنين، في دورية «BMJ Public Health» تشير إلى حاجة ملحة لتحسين الوصول العادل إلى خدمات طب الأسنان الوقائية للأطفال في المناطق المحرومة.

وتسوس الأسنان، مشكلة شائعة عند الأطفال، تحدث عندما تنتج البكتيريا في الفم أحماضاً تتلف مينا الأسنان، أو الطبقة الخارجية الصلبة للأسنان، وبمرور الوقت، يمكن أن تتسبب هذه الأحماض في تكوين ثقوب في الأسنان تُعرف بالتجاويف.

ويعتمد علاج تسوس الأسنان عند الأطفال على شدة التسوس، ويشمل الحشوات لملء الثقوب في الأسنان، والتيجان لتغطية الأسنان المتضررة بشدة، وعلاج الجذر لعلاج الأسنان التي أصيب عصبها، وأخيراً خلع الأسنان الذي قد يكون ضرورياً في بعض الحالات.

وللوقاية من تسوس الأسنان عند الأطفال، يمكن اتباع نصائح منها النظافة الفموية الجيدة بالفرشاة بانتظام بعد الأكل، والتقليل من تناول الحلويات والمشروبات الغازية السكرية، وزيارات طبيب الأسنان بانتظام؛ للكشف عن أي مشكلات مبكرة وتنظيف الأسنان بشكل دوري.

وخلال الدراسة، قام الباحثون بتحليل سجلات الأطباء والمستشفيات لـ600 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و16 عاماً في شمال شرقي لندن.

وخلال فترة المتابعة التي استمرت 5 سنوات، خضع طفل من بين كل 200 طفل على الأقل لعملية خلع أسنان تحت التخدير العام في المستشفى.

وكشفت النتائج عن تفاوتات اجتماعية واقتصادية وعرقية كبيرة في الإصابة بتسوس الأسنان الشديد بين الأطفال، والذي يمكن الوقاية منه من خلال الوصول إلى خدمات طب الأسنان الوقائية وتطبيق سياسات مثل تنظيف الأسنان في المدارس والسيطرة على السكر في الأطعمة والمشروبات.

وكان الأطفال الذين يعيشون في المناطق ذات النسبة الأعلى من الأسر منخفضة الدخل أكثر عرضة بـ3 أضعاف للحاجة إلى خلع الأسنان مقارنة بأقرانهم في المناطق ذات النسبة الأقل من الأسر منخفضة الدخل.

وقال الباحثون إن خلع الأسنان هو الملاذ الأخير عندما تواجه الأسر صعوبة في الوصول إلى الخدمات الوقائية والعلاجية في الوقت المناسب، حيث يمكن أن تتطور مشكلات الأسنان، ويحتاج الأطفال إلى تدخلات أكثر صعوبة وتكلفة مثل خلع الأسنان المتعددة تحت التخدير العام.

وتشير الدراسة إلى الحاجة العاجلة لتحسين الوصول إلى خدمات طب الأسنان الوقائية للأطفال، وتطبيق سياسات مثل تنظيف الأسنان في المدارس، والتحكم في استهلاك السكر في الأطعمة والمشروبات للحد من هذه الفجوات الصحية الخطيرة.


مقالات ذات صلة

أداة ذكية ترد على أسئلة المرضى بتعاطف «أكثر من الأطباء»

يوميات الشرق الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في الرد على استفسارات المرضى (رويترز)

أداة ذكية ترد على أسئلة المرضى بتعاطف «أكثر من الأطباء»

توصلت دراسة أميركية إلى أن أداة ذكاء اصطناعي يمكنها صياغة ردود على استفسارات المرضى بدقة وكفاءة تضاهي ردود الأطباء، وبأسلوب أكثر تعاطفاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق شخصيات الناس لها تأثير كبير على مستوى رضاهم عن الحياة (رويترز)

شخصيتك أم ظروفك... أيهما يؤثر بشكل أكبر على شعورك بالرضا؟

أشارت دراسة جديدة إلى أن شخصيات الناس لها تأثير أكبر على مستوى رضاهم عن الحياة مقارنة بظروفهم الشخصية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام «النمذجة الرياضية» في تطبيقات الأبحاث الطبية الحيوية

«الرياضيات» ترتقي بعلم الأورام الدقيق إلى آفاق جديدة

لـ«النمذجة الرياضية» (mathematical modeling) كثير من التطبيقات في الأبحاث الطبية الحيوية، بما في ذلك الفهم الأفضل للفيزيولوجيا المرضية.

صحتك المشي لدقائق قليلة يحسن مستويات السكر في الدم (أ.ف.ب)

ما الفوائد الصحية للمشي يومياً؟

أكد أطباء على أهمية المشي بشكل يومي لأنه يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض مثل السكري والسرطان، وكذلك تخفيض ضغط الدم والكوليسترول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك التعرض المبكر للمضادات الحيوية قد يؤدي للإصابة بالربو في الكبر (الجمعية الأميركية لأمراض الصدر)

علاج بسيط يقي الأطفال الإصابة بالربو في الكبر

نجح فريق بحثي من جامعة موناش الأسترالية في عزل جزيء مركب تنتجه بكتيريا الأمعاء، ويمكن تجربته في المستقبل بوصفه علاجاً بسيطاً على شكل مكمل غذائي للأطفال.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

ناديا تلحوق عساف تتبرع بوثيقة تاريخيّة لأرشيف الجامعة الأميركيّة في بيروت

ناديا تلحوق عساف وسط عائلتها وعلماء من الجامعة الأميركية في بيروت
ناديا تلحوق عساف وسط عائلتها وعلماء من الجامعة الأميركية في بيروت
TT

ناديا تلحوق عساف تتبرع بوثيقة تاريخيّة لأرشيف الجامعة الأميركيّة في بيروت

ناديا تلحوق عساف وسط عائلتها وعلماء من الجامعة الأميركية في بيروت
ناديا تلحوق عساف وسط عائلتها وعلماء من الجامعة الأميركية في بيروت

في عام 1965، عندما تزوّجت ناديا ملحم تلحوق من أنيس عساف، في سنّ الثّانية والعشرين، لم تكن تتوقّع أن تتلقّى أغلى هدية من عمّها فؤاد. كانت هذه الهديّة وصيّة قديمة جداً، مكتوبة بخطّ اليد على ورق طوله ثلاثة أمتار مصنوع من ألياف الكتّان. كانت هذه الوصية للأمير السّيد جمال الدّين عبد الله التّنوخي (1417 – 1479)، الّذي وُصف بأنّه واحد من أكثر الشّخصيّات الموقرة في تاريخ المُوحّدين الدّروز. مدفنُه في قرية عبيه، في قضاء عاليه، هو موقع مقام للمجتمع الدّرزيّ. بالنّسبة لناديا، كانت هذه الهديّة هديّة مسؤوليّة، إذ كانت تشعر دائماً أنّها وصيّة على هذه الوثيقة وليست مالكتها. بالنّسبة لها، تُعدّ هذه الوصيّة القديمة رابطاً حيوياً لماضي المجتمع الدّرزي، وتوفّر رؤية لا تقدّر بثمن حول تراثه.

لمدّة تقارب السّتة عقود، حافظت ناديا على هذه الوثيقة بأمان، وحملتها من بلد إلى آخر أينما انتقلت. حفظتها واعتنت بها خلال الأوقات الصّعبة للحرب الأهلية اللبنانية. بالنسبة لها، كانت وستظل دائماً جزءاً من تراثها، بل أيضاً جزءاً من تراث لبنان للأجيال القادمة.

ناديا تلحوق عساف

يعود تاريخ هذه التحفة الثمينة إلى نحو عام 1470، وتشهد على التراث الغني للمجتمع الدرزي في لبنان. الوصية، المكتوبة بعناية بخط اليد على ورق مصنوع من ألياف الكتّان من قبل كاتب الأمير عبد الله التّنوخي، توضّح الممتلكات التي كان يمتلكها المجتمع الدّرزي في ذلك الوقت. جرى توثيق هذه الوثيقة من قبل السّلطات القانونيّة للإمبراطورية العثمانية في القرن السابع عشر، ممّا يضمن أصالتها وأهميتها التاريخية. لقد حوفظ عليها دائماً لأنها توضّح جميع الممتلكات التي كان يمتلكها المجتمع الدرزي في جبل لبنان.

لأسبابٍ غير معروفة، انتقلت الوصية إلى أميركا اللاتينية نحو نهاية القرن التاسع عشر، حيث بقيت لمدة نحو 50 عاماً. ومن ثَمّ سُلّمت إلى عمّ ناديا، فؤاد، الذي أعادها إلى لبنان بعد الحرب العالمية الثانية.

واليوم، بحضور عائلتها وعلماء من الجامعة الأميركية في بيروت، وبعدما يقرب من 60 عاماً من تلقيها هديتها من عمها فؤاد، تسلّم ناديا البالغة من العمر 81 عاماً هذا الكنز التاريخي إلى أرشيف ومجموعات الجامعة الأميركية في مكتبة جافيت، حيث سيُحتفظ به بعناية وسيكون متاحاً للعلماء والمؤرخين وأي شخص مهتم بالتاريخ الغني للطائفة الدرزية والتراث اللبناني الأوسع. تقول: «أنا سعيدة وفخورة بأن هذه الوثيقة التي أعتز بها ستكون متاحة للجميع ليتأملوها ويدرسوها».