بزشكيان يلتقي قادة «الحرس الثوري»... وظريف يحدد آليات تسمية الوزراء

«جبهة الإصلاحات» نأت بنفسها عن «التدخل» في قرارات الرئيس المنتخب

بزشكيان يتوسط قادة «الحرس الثوري» على هامش لقاء الأحد (إكس)
بزشكيان يتوسط قادة «الحرس الثوري» على هامش لقاء الأحد (إكس)
TT

بزشكيان يلتقي قادة «الحرس الثوري»... وظريف يحدد آليات تسمية الوزراء

بزشكيان يتوسط قادة «الحرس الثوري» على هامش لقاء الأحد (إكس)
بزشكيان يتوسط قادة «الحرس الثوري» على هامش لقاء الأحد (إكس)

ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان، التقى 10 من كبار قادة «الحرس الثوري» والأجهزة التابعة له، في سياق مشاورات تسبق تشكيل حكومته، في وقت أطلق فيه لجنة استراتيجية للحكم الانتقالي برئاسة وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف لتحديد هوية المرشحين لتولي الحقائب الوزراية.

وفاز بزشكيان في الانتخابات الرئاسية المبكرة إثر وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في تحطم طائرة مروحية. وسيتولى مهامه رسمياً في نهاية الشهر الحالي، أو بداية الشهر المقبل، قبل أن يكشف تشكيلته الحكومية.

وجاء لقاء قادة «الحرس» وبزشكيان غداة رسالة نشرها في صحف إيرانية شرحت سياسته العامة، خصوصاً الخطوط العريضة في السياسة الخارجية، متعهداً بمواصلة سياسة تحسين العلاقات مع دول الجوار، وتوسيع التعاون مع الصين وروسيا، وانتقد «عدم التزامات» الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في الاتفاق النووي، لكنه قال: «أتطلّع إلى الدخول في حوار بنّاء مع دول أوروبا، بهدف وضع العلاقات على المسار الصحيح، استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة».

وأفادت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» بأن بزشكيان استقبل قائد «الحرس» حسين سلامي وعبد الله حاجي صادقي، ممثل المرشد الإيراني في «الحرس»، بالإضافة إلى قادة الوحدة الصاروخية والجوية، أمير علي حاجي زاده، وقائد القوات البرية محمد باكبور، والوحدة البحرية، علي رضا تنغسيري، وشارك في اللقاء مجيد خادمي، قائد وحدة الحماية، وكذلك محمد كاظمي قائد جهاز استخبارات «الحرس الثوري»، والجنرال غلام رضا سليماني، قائد «قوات الباسيج»، وعبد الرضا عابد، قائد قوات «خاتم الأنبياء».

وكان قائد الذراع الخارجية، «فيلق القدس»، إسماعيل قاآني حاضراً في الاجتماع الذي يأتي بعد يومين من تقارير نشرتها وكالات إيرانية، ذكرت أنه سافر إلى «مناطق في جبهة المقاومة»، للقاء قادة ومسؤولين كبار، بهدف التأكيد على «دعم الجمهورية الإسلامية للمقاومة ضد الكيان الصهيوني»، وفق ما أوردت وكالة «مهر» الحكومية.

وكان بزشكيان قد التقى، السبت، قادة قوات الجيش والشرطة، بحضور رئيس هيئة الأركان، ولم تنشر وسائل الإعلام الإيرانية تفاصيل عن اللقاءين. ورجحت بعض المواقع الإيرانية أن يحمل اللقاء «تأييداً ضمنياً للسياسة العامة التي أعلنها بزشكيان لحكومته».

ويجري الرئيس المنتخب مشاورات مع مختلف الأطراف، قبل أدائه القسم الدستوري، وتقديم حكومته إلى البرلمان. وأصدر، الجمعة، أول مرسوم بعد نحو أسبوع من فوزه بالانتخابات، باسم وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، مكلفاً إياه برئاسة اللجنة الانتقالية للحكومة.

وقال ظريف في رسالة عبر مقطع فيديو نُشر على حسابه في «إنستغرام»، إنه «حتى اليوم لم يجرِ تحديد أي مسؤولية. لم يجرِ نهائياً ترشيح أي شخص لأي مسؤولية»، وحض وسائل الإعلام على «تجنب التكهنات التي من شأنها إنتاج الأخبار»، وقال: «لم يُتخذ أي قرار بعد. سيجري إبلاغ الناس بشكل شفاف بأي قرار يُتخذ».

وقال: «سواء الذين صوتوا لبزشكيان أو أولئك الذين صوتوا لغيره، أو الذين لم يصوتوا، أوجدوا أجواءً من الأمل والنشاط في المجتمع السياسي الإيراني، وستسعى الحكومة المقبلة لاستثمار هذه الأجواء للمضي قدماً بشفافية، وبذل الجهود الممكنة».

ووعد ظريف بأن تكون جميع شرائح المجتمع الإيراني، «جزءاً من عملية انتخاب الحكومة». وقال: «نعتقد أن المؤسسات المختلفة للمجتمع المدني، والجمعيات العلمية، والجامعات، والنقابات يجب أن تكون جزءاً من هذه العملية».

وأوضح ظريف أن «اللجنة الاستراتيجية للمرحلة الانتقالية، هي ذراع استشاري جرى تشكيله بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية»، لافتاً إلى أن كل لجنة مختصة تتآلف من 12 مختصاً، وتضم 450 شخصاً.

ونوه أن اللجنة عقدت اجتماعات منتظمة لتحديد معايير انتخاب الوزراء، وقال: «ما يهمنا هو تنفيذ هذه العملية بشفافية تامة، حيث سيجري إطلاع الشعب الإيراني على هذه الخطوات بانتظام، وبعد تسلُّم المقترحات ستجري مراجعتها في لجان مختصة»، لافتاً إلى أن معايير اختيار الوزراء «أرسلت إلى الهيئات العلمية، والنقابات، والأحزاب، والشخصيات»، مضيفاً أنها «تشمل مختلف الأحزاب والشخصيات بما يشمل المنافسين الانتخابيين لبزشكيان».

وقال ظريف إن «هذه الحكومة تؤمن بالتوافق والحكومة الوطنية والوحدة والتضامن للمضي قدماً نحو المستقبل». وقال: «العملية بدأت، ووصلنا الآن إلى (مراحل جيدة)».

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت أن الرئيس المنتخب كلف ظريف، الجمعة الماضي، بتشكيل لجنة لانتخاب الوزراء.

وأشار ظريف في رسالة إلى تشكيل لجان عدة، تضم نخباً أكاديمية وسياسية وممثلاً من جبهة الإصلاحات والأحزاب الأخرى، والنقابات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والقوميات والأقليات الدينية.

وقال ظريف إن 60 في المائة من الأشخاص الذين سيجري تقديمهم للرئيس، تتراوح أعمارهم بين 50 و55 عاماً، مضيفاً في الوقت نفسه أن 60 في المائة منهم يدخلون الحكومة لأول مرة.

وأضاف أن «الالتزام بالدستور والمراجع العليا، والنزاهة، والصدق والشجاعة هي الأسس التي يقوم عليها عمل بزشكيان في اختيار تشكيلته الحكومية».

وزاد: «المعيار التالي لدينا هو القدرة على معرفة المهمة وحل المشكلات، والمؤهل الأكاديمي - شهادة معترف بها مثل الماجستير أو أعلى - والخبرة الإدارية - ليس بالضرورة على مستوى الوزير أو عضو الحكومة - وسجل وظيفي قابل للدفاع، والأهم من ذلك أن يكونوا قادرين على الابتكار والتفكير المستقبلي».

وقالت أمينة عام «جبهة الإصلاحات»، الهيئة التنسيقية للتيار الإصلاحي، آذر منصوري إن الجبهة «لا تنوي التدخل في قرارات بزشكيان، ولن تفعل ذلك في المستقبل»، وأكدت: «موقفنا إزاء الحكومة هو الدعم والمراقبة والمساءلة، وسنصدر الأحكام على أساس تحقق مطلب الشعب الإيراني».

وسارعت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» للتعليق على موقف منصوري، وقالت إن الردود على عدم مشاركة (جبهة الإصلاحات) في تشكيل الحكومة تكشف وجهات نظر مختلفة، لكن جوهر مزاعم منصوري جرى تكذيبه من مقربي الرئيس».

وأبدت صحف إصلاحية استغرابها من الإشادة التي نشرتها صحيفة «كيهان» المتشددة، التي تخضع لمكتب المرشد الإيراني. وقال الصحيفة إن «الناس اختاروا فرداً يعيش ببساطة، وملتزماً بزعامة المرشد... وغير مرتبط أو مدين لأي حزب أو جهة سياسية، وهو مؤمن وملتزم بالتشاور مع الخبراء في مجالات متعددة».

من جانبه، حذر العضو السابق في لجنة الأمن القومي البرلمانية، محمد رضا أصفري، الرئيس المنتخب من تبعات تشكيل الحكومة من قِبل ظريف، وقال في تصريح لموقع «ديدبان إيران»: «ظريف يهدف إلى تصفية الحسابات مع القوى الثورية بدلاً من السعي لتحقيق الكفاءة».

وقال: «أعتقد أنه إذا اختار بزشكیان بنفسه، فبالتأكيد هو شخص ذو شخصية وبصيرة واسعة، ولذلك سيقوم باختيارات جيدة. ولكن إذا ترك هذه الاختيارات لظریف وأمثاله، فلا يمكن أن نكون متفائلين كثيراً؛ لأن ظريف وأمثاله في نهاية المطاف مفلسون سياسياً، وبالتأكيد سيكون معيار انتخاب الوزراء هو تصفية الحسابات مع القوى الثورية».

وقال أصفري: «ظريف غير مستعد لقبول النقد، ولا يؤمن بالنقد، وقد أظهر هذا في الاتفاق النووي». وتابع: «عندما كنا في لجنة الأمن القومي، كانت لدينا انتقادات جدية، لم يكن ظريف مستعداً حتى للتفكير والنظر في هذه الانتقادات؛ ولذلك أشعر بالقلق من هذا المنظور الضيق؛ لأن ظريف قد يسبب مشكلات للرئيس المنتخب، مثلما أن النظرة الضيقة لـ(جبهة بايدري) تسببت في مشكلات للقوى الثورية».

وألقى أصفري باللوم على «جبهة بايداري» المتشددة في هزيمة مرشح التيار المحافظ أمام بزشكيان، وقال في تصريح لموقع «ديدبان إيران» إن «سبب انتصار بزشكيان، إحساس الخطر الذي شعر به بعض المسؤولين وتيار الثورة من جبهة (بايداري)». وأضاف: «بعض قوى الثورة والمسؤولين شعروا بالخطر من أن تسقط جميع الحكومة، بيد (جبهة بايداري)... لقد تسبب بعد أعضاء الجبهة الحاضرين في حكومة رئيسي في توجه الناس نحو بزشكيان».

ودعا عضو مجلس «خبراء القيادة» محمد مهدي ميرباقري إلى المواجهة؛ ما وصفه بـ«تحريف وتشويه حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي» حسبما نقلت وكالة «رسا» الناطقة باسم الحوزة العلمية في قم.

وقال ميرباقري: «يجب علينا أن نستمر في حركة سرد أحداث هذه الحكومة في المستقبل، ومتابعتها بشكل مستمر دون مواجهة الحكومة الجديدة». وأضاف: «يجب أن نكون سباقين في تقديم روايات عن حكومة رئيسي، وألا نسمح بطرح روايات أخرى».


مقالات ذات صلة

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

تعتزم إيران إجراء محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في جنيف.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

احتجت إيران، الحليف الوثيق لموسكو، لدى السلطات الروسية بعد عملية توقيف «عنيفة» لطالبَين إيرانيين في مدينة قازان الروسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

توقع مسؤول إيراني بارز تغيّر المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

إيران ستستخدم أجهزة طرد مركزي متقدمة رداً على قرار «الطاقة الذرية» ضدها

قالت إيران إنها ستتخذ إجراءات عدة من بينها استخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة، رداً على القرار الذي اتخذته «الوكالة الدولية للطاقة» الذرية مساء الخميس ضدها.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قراراً ضد إيران

اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الخميس قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

نتنياهو «ينتقم» من ماكرون في لبنان

صورة لنتنياهو وماكرون خلال اجتماعهما بالقدس في أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
صورة لنتنياهو وماكرون خلال اجتماعهما بالقدس في أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو «ينتقم» من ماكرون في لبنان

صورة لنتنياهو وماكرون خلال اجتماعهما بالقدس في أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)
صورة لنتنياهو وماكرون خلال اجتماعهما بالقدس في أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن الموقف الإسرائيلي الرافض لمشاركة فرنسا في لجنة المراقبة على تنفيذ اتفاق الهدنة المتبلور مع لبنان، يعود إلى سلسلة ممارسات فرنسية أزعجت إسرائيل في الآونة الأخيرة، وفي مقدمتها انضمام القاضي الفرنسي في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي إلى بقية القضاة ليصدروا بالإجماع قرارهم إصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

وقالت هذه المصادر إن الحكومة الإسرائيلية تتابع بقلق الدور الفرنسي في محكمة لاهاي. وتشير إلى قيام المحامي الفرنسي المخضرم جيل ديفرز بقيادة فريق من 300 محامٍ دولي من مختلف الجنسيات تطوعوا لتقديم التماس إلى المحكمة الجنائية الدولية يتهم إسرائيل بـ«ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية»، ثم جاء قرار المحكمة قبول طلب المدعي العام بإصدار مذكرة الاعتقال.

وبحسب صحيفة «معاريف»، فإنهم «في إسرائيل يقدرون أن القاضي الفرنسي في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي الذي وقّع على أمر الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت، ما كان ليتجرأ على فعل ذلك دون أن يكون تلقى ضوءاً أخضر وإسناداً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنفسه».

وتضيف المصادر الإسرائيلية أسباباً أخرى للغضب على فرنسا، مثل قرار الحكومة الفرنسية إقصاء الصناعات الأمنية الإسرائيلية عن المشاركة في معارض السلاح الفرنسية، في مطلع الشهر الجاري.

نتنياهو وماكرون (رويترز)

ومع أن فرنسا كانت قد وقفت إلى جانب إسرائيل في مواجهة هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وساندتها بقوة في الحرب الانتقامية على قطاع غزة، واستجابت لطلب إسرائيل وامتنعت حتى الآن عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ فإن الحكومة الإسرائيلية لا تكتفي. وتريد لفرنسا أن تسلك طريق الولايات المتحدة وتقدم دعماً أعمى لها في حربها. وهي تشعر بثقة غير عادية بالنفس، أن «تعاقب» فرنسا، فتقرر ألا تسمح لها بالمشاركة في التسوية في لبنان، مع العلم أن الحكومة الإسرائيلية نفسها كانت قد توجهت عدة مرات إلى باريس تتوسل تدخلها، خصوصاً خلال الحرب على لبنان.

حوار هامس بين ماكرون وميقاتي اللذين تجمعهما علاقة قوية (إ.ب.أ)

يُذكر أن الإسرائيليين ما زالوا ينظرون بتفاؤل إلى جهود المبعوث الأميركي عاموس هوكستين، لوقف النار في لبنان. وينتظرون قراراً من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يحسم فيه موقفه النهائي. فهو ما زال يدير محادثات مع رفاقه وحلفائه في اليمين المتطرف الرافضين للاتفاق والذين يطالبون بألا يسمح بعودة المواطنين اللبنانيين إلى قراهم على الحدود مع إسرائيل، وتحويل الحزام الأمني إلى منطقة خالية من السكان إلى الأبد وزرعها بالألغام.

محادثات هوكستين

ومع ذلك، فإن مصادر سياسية ادعت أن ما يعوق الاتفاق حتى الآن هو لبنان. ووفقاً لما نقلته «القناة 12» الإسرائيلية، فإن هوكستين أبدى «موقفاً حازماً وغير متهاون» خلال محادثاته مع الجانب اللبناني؛ إذ قدّم شروطاً واضحة نُقلت إلى «حزب الله»، وهو ما قالت القناة إنه «أدى إلى إحراز تقدم ملحوظ» في المحادثات.

وتوقعت جهات إسرائيلية أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام. وأفادت القناة بأن هوكستين قال في محادثات مغلقة مع مسؤولين إسرائيليين، خلال زيارته الأخيرة إلى تل أبيب التي وصل إليها قادماً من بيروت بعد محادثات مع رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي: «وضعت أمامهم (في إشارة إلى المسؤولين اللبنانيين) إنذاراً نهائياً، ويبدو أنه كان فعّالاً».

عقبة إيران

لكن القناة أكدت أنه على الرغم من «الأجواء الإيجابية»، فإن مصادر دبلوماسية وصفتها بـ«المطلعة»، تشير إلى «عقبة رئيسة ما زالت قائمة»، وهي أن «لبنان لم يحصل بعدُ على الموافقة النهائية المطلوبة من إيران التي تملك نفوذاً كبيراً على (حزب الله)».

وضمن التطورات الأخيرة، زار قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) الجنرال مايكل كوريلا، إسرائيل، الجمعة، وعقد اجتماعاً مع رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي. وناقش الطرفان تفاصيل آلية رقابة أميركية على أنشطة الجيش اللبناني.

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي من لقاء كوريلا وهليفي في تل أبيب

ووفقاً لمسودة الاتفاق الجاري إعدادها، سيتعين على الجيش اللبناني تنفيذ عملية شاملة لإزالة الأسلحة من قرى جنوب لبنان، على أن تتولى قوات تابعة للقيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم)، مهمة «الإشراف على تنفيذ العملية ومراقبتها». وفي الوقت الذي تسير فيه المحادثات الدبلوماسية، يستمر الجيش الإسرائيلي في ممارسة ضغوط عسكرية عبر تكثيف الغارات الجوية ومحاولة توسيع عملياته البرية في إطار توغل قواته جنوب لبنان، كما أصدر هليفي تعليماته بمواصلة إعداد خطط عملياتية شاملة.

سيناريوهات

وقالت «القناة 12» إن ذلك يأتي في ظل الاستعدادات الإسرائيلية لإمكانية «انهيار المفاوضات أو خرق الاتفاق من جانب (حزب الله)». وأفادت بأن الجانب الإسرائيلي يرى أن «هذه السيناريوهات قد تستدعي تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي اللبنانية». وذكرت القناة أن «إحدى القضايا التي لا تزال بحاجة إلى حلّ، هي تشكيل اللجنة التي تشرف على تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل ولبنان»، مشيرة إلى أن تل أبيب «تصرّ على ألّا تكون فرنسا جزءاً من الاتفاق، ولا جزءاً من اللجنة التي ستشرف على تنفيذه».