«سدايا» أول جهة تنال اعتماد «آيزو 42001» عالمياً

تميّزت في أنظمة إدارة الذكاء الاصطناعي

الاعتماد العالمي يؤكد نجاح مساعي «سدايا» في جوانب عدة تتعلق بأنظمة الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
الاعتماد العالمي يؤكد نجاح مساعي «سدايا» في جوانب عدة تتعلق بأنظمة الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
TT

«سدايا» أول جهة تنال اعتماد «آيزو 42001» عالمياً

الاعتماد العالمي يؤكد نجاح مساعي «سدايا» في جوانب عدة تتعلق بأنظمة الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)
الاعتماد العالمي يؤكد نجاح مساعي «سدايا» في جوانب عدة تتعلق بأنظمة الذكاء الاصطناعي (الشرق الأوسط)

حصلت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» على اعتماد منظمة الآيزو العالمية «ISO 42001:2023» لعام 2024، بصفتها أول جهة عالمية نظير تطبيقها مجموعة معايير وممارسات متعلقة بإدارة الذكاء الاصطناعي، في خطوة تؤكد تميز البلاد وريادتها بالمجال.

وأوضح الدكتور عبد الله الغامدي، رئيس الهيئة، أن التميز الذي حققته «سدايا» وتسعى إليه دائماً جاء بفضل الدعم المتواصل والمستمر من ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، لتضطلع بدورها بوصفها المرجع الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي في كل ما يتعلق بهما من تنظيم وتطوير وتعامل بالمملكة، وبما يضمن الحوكمة والارتقاء بالبلاد إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على تلك التقنيات. وبيّن أن الحصول على هذا الاعتماد العالمي يؤكد نجاح المساعي الحثيثة التي بذلتها «سدايا» في جوانب عدة تتعلق بأنظمة الذكاء الاصطناعي؛ وفي مقدمتها: التخطيط وإدارة الموارد، وحوكمة العمليات، وإدارة المخاطر والفرص، وتحليل التأثيرات المرتبطة به، وتحقيق التوازن بين الابتكار والحوكمة والتكامل مع التشريعات المتعلقة بإدارة البيانات وتقنية المعلومات، والتقييم والتحسين المستمر لأنظمتها. وأضاف الغامدي أن «سدايا» طبَّقت معايير عدة استحقت من خلالها هذا الاعتماد، ومنها تطبيق السياسات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والتنظيم الداخلي المتمثل في تنفيذ وتشغيل وتنظيم أنظمته، ومواردها، وتقييم تأثيرها، وحوكمة دورة حياتها، والإرشادات الإدارية لتطوير نظامه واستخدام أنظمته، وإدارة العلاقات مع الأطراف ذات المصلحة والعملاء. وأشار إلى أن مواصفة منظمة «الآيزو 42001» تُعدّ الأولى عالمياً لنظام إدارة الذكاء الاصطناعي، موضحاً أن حصول «سدايا» عليها يأتي مُكمّلاً لمسيرة الاعتمادات الدولية التي نالتها في مجالات عدة ذات صلة، مما يؤكد التزامها بتحقيق أعلى معايير الجودة والتميز المؤسسي في مختلف جوانب عملها؛ تعزيزاً للثقة والاعتراف بها شريكاً موثوقاً ومهنياً ملتزماً بأعلى معايير الجودة في كفاءة العمليات التي تديرها عبر منتجاتها الرقمية المتنوعة. وأكد رئيس «سدايا» حرصها على التميز في أدائها العلمي والمهني، وتطبيق أفضل الممارسات في استخدام تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي من أجل اللحاق بركب ثورتها التي تسير في تطور متسارع، وأصبحت جزءاً متأصلاً بنواحي الحياة كافة، ومؤثراً في حراك الدول وتنميتها، ونماء المجتمعات البشرية. ونوّه باهتمام الهيئة بتحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030» الرامية إلى التحول الرقمي، وصناعة مجتمع المعرفة، من خلال بناء القدرات الوطنية بمجال البيانات والذكاء الاصطناعي، والمساهمة في دعم الجهات الحكومية والخاصة بالبنى الرقمية المتقدمة، والعمل على تحويل الأفكار الإبداعية فيه إلى حلول متطورة تصنع فارقاً إيجابياً بحياة المجتمع؛ لجعل البلاد مركزاً تقنياً عالمياً لأحدث التقنيات المتقدمة والمرتبطة بالمجال. وتوفر مواصفة «آيزو 42001» إرشادات قيّمة لهذا المجال التقني سريع التغير، وتتناول التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي في وقتنا الحاضر، مثل: القيم الأخلاقية، والشفافية، والتعلم المستمر، إلى جانب تحديد طريقة منظمة لإدارة المخاطر والفرص المرتبطة به، وتحقيق التوازن بين الابتكار والحوكمة في الجهات التي تتبنى تقنياته في مهام عملها.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
خاص الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

خاص نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

كشف مسؤول نيجيري رفيع المستوى عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».