ما هي أفضل وأسوأ الأطعمة لمرضى السكري؟... خبراء يجيبون

ما هي أفضل وأسوأ الأطعمة لمرضى السكري؟... خبراء يجيبون
TT

ما هي أفضل وأسوأ الأطعمة لمرضى السكري؟... خبراء يجيبون

ما هي أفضل وأسوأ الأطعمة لمرضى السكري؟... خبراء يجيبون

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون مرض السكري، فإن مقولة «الغذاء دواء» صحيحة. ويُعدّ ضبط مستوى سكر الدم أمرًا بالغ الأهمية لمرضى السكري. 

إنّ اختيار أفضل الأطعمة لمرضى السكري ليس أمراً صعباً، وينبغي دائماً أن يكون هدفك الرئيسي هو ضبط مستوى سكر الدم. من المهم أيضًا تناول أطعمة تساعد على الوقاية من مضاعفات السكري، مثل أمراض القلب.

ووفق تقرير لشبكة «فوكس نيوز»، يتفق الخبراء على أن تناول الأطعمة المناسبة في الأوقات المناسبة يمكن أن يساعد مرضى السكري على تنظيم مستويات السكر في الدم، واستخدام الإنسولين بشكل أكثر فاعلية، والحفاظ على وزن صحي والبقاء أكثر صحة بشكل عام.

وقالت ميشيل روثنشتاين، اختصاصية التغذية الوقائية لأمراض القلب ومعلمة مرض السكري المعتمدة في «EntirelyNourished.com»، لـ«فوكس نيوز»: «تعد الخيارات الغذائية جانباً مهماً لإدارة مرض السكري؛ لأنها تؤثر بشكل مباشر على مستويات السكر في الدم والصحة العامة».

والنظام الغذائي هو أحد أفضل الطرق لإدارة مرض السكري وخفض نسبة السكر في الدم، وفقاً لتانيا فرايريش، اختصاصية التغذية.

وأوضحت لـ«فوكس نيوز» أنه «بشكل عام، تشمل الخيارات الأفضل الدهون الصحية، وأطعمة الشواء أو الخبز، واللحوم الخالية من الدهون والبروتينات النباتية، والكثير من الخضراوات (الهدف هو 50 في المائة من الطبق)، والفواكه منخفضة السكر، والكربوهيدرات المعقدة الغنية بالألياف (الحبوب الكاملة)».

12 صنفاً من أفضل الأطعمة لمرضى السكري

1. التوفو

وقالت روثنشتاين إن هذا البروتين النباتي منخفض الدهون المشبعة، ويحتوي أيضاً على الإيسوفلافون، الذي قد يعزز حساسية الإنسولين ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

2. الزبادي اليوناني

وأوصت روثنشتاين بالزبادي اليوناني كوجبة خفيفة رائعة لمرضى السكري، وشرحت أن «الزبادي اليوناني يقدم البروتين لتنظيم نسبة السكر في الدم، والبروبيوتيك الذي قد يعزز حساسية الإنسولين ويقلل الالتهاب؛ مما يساعد في إدارة نسبة السكر في الدم»، كما أن العديد من الأبحاث أشارت إلى أن تناول الزبادي ومنتجات الألبان الأخرى قد يؤدي إلى فقدان الوزن وتحسين تكوين الجسم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.

3. اللوز

ولفتت إلى أن اللوز من المكسرات المفيدة لمرضى السكري بسبب محتواه الغذائي. ويمكن للوز أن يعزز الصحة بشكل كبير لأنه غني بالمغنيسيوم والألياف والدهون الأحادية غير المشبعة والزنك؛ مما قد يعزز تحسين التحكم في نسبة السكر في الدم وتقليل الجوع. هذا وأظهرت دراسة نشرت عام 2019  شملت أكثر من 16 ألف مشارك من المصابين بداء السكري من النوع الثاني أن تناول المكسرات - مثل الجوز واللوز والبندق والفستق - يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والوفاة.

4. البرقوق

في حال عدم إضافة السكر إليه يعدّ البرقوق من الأقل احتواءً على السكر في الدم بين جميع الفواكه المجففة، يمكن أن يقدم البرقوق مجموعة متنوعة من الفوائد لخطة وجبات مرضى السكري، وفقاً لاختصاصية التغذية إيرين بالينسكي - وايد.

وقالت لـ«فوكس نيوز»: «ثبت أن تناول خمس إلى ست حبات من البرقوق يومياً يقلل من خطر هشاشة العظام، وهو خبر رائع للأشخاص الذين يعانون مرض السكري، والذين لديهم خطر أكبر بكثير للإصابة بهذا المرض».

5. الشعير

الشعير غني بالألياف القابلة ويساعد على خفض مستويات الكوليسترول وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم؛ مما يمنع الارتفاع السريع في مستويات الغلوكوز، وفقاً لروثنشتاين.

6. الفاصوليا

يمكن أن يساعد تناول الفاصوليا في التحكم في نسبة السكر في الدم بينما يساعد أيضاً الأشخاص على فقدان الوزن أو الحفاظ عليه؛ وهو ما يلعب دوراً في إدارة مرض السكري، وفقاً لما تقوله لورين هاريس بينكوس، اختصاصية التغذية.

وقالت لـ«فوكس نيوز»: «إن البروتين النباتي والألياف الموجودة في الفاصوليا تساعد على إبطاء ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول الوجبة؛ مما يساعد في السيطرة الشاملة على الغلوكوز».

وتعد الفاصوليا نوعاً من الخضروات الغنية بفيتامينات ب والمعادن المفيدة مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والألياف. كما أن مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) فيها منخفض جدًا، وهو أمر مهم لإدارة مرض السكري.

7. الفراولة

وأشارت بالينسكي - وايد إلى أن الفراولة منخفضة السعرات الحرارية والكربوهيدرات وغنية بمضادات الأكسدة.

ووفقاً لها، وجدت إحدى الدراسات أن إضافة الفراولة إلى وجبة عالية الكربوهيدرات ومتوسطة الدهون أدى إلى انخفاض استجابة الإنسولين لدى البالغين الذين يعانون زيادة الوزن.

وأظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن الحصول على البوليفينول (مجموعة واسعة من المواد الكيميائية التي تمتلك خصائص مضادة للأكسدة) من الفراولة والتوت البري لمدة 6 أسابيع أدى إلى تحسين حساسية الأنسولين لدى البالغين الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة والذين لم يصابوا بمرض السكري.

8. التوتيات

وأشارت هاريس بينكوس إلى أن التوت يحتوي على سكر طبيعي، لكنه يحتوي أيضاً على مؤشر منخفض لنسبة السكر في الدم؛ مما يعني أنه لا يرفع نسبة السكر في الدم بشكل ملحوظ. كما أنها تحتوي على مضادات الأكسدة تسمى البوليفينول، والتي قد تساعد في مقاومة الإنسولين.

أضافت أن التوت على أنواعه يحتوي على أعلى نسبة من الألياف بمعدل 8 غرامات لكل كوب، أي ما يقرب من ثلث كمية الألياف الموصى بها يومياً للنساء.

9. البرتقال

غني بفيتامين C والألياف ومضادات الأكسدة مثل الفلافونويد، وقد يساعد البرتقال على إبطاء امتصاص السكر.

وأشارت روثنشتاين إلى أنها قد تساعد أيضاً في منع ارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم ودعم صحة القلب عن طريق تقليل الالتهاب وتعزيز وظيفة الأوعية الدموية.

10. الفستق

وقالت بالينسكي - وايد: «إن العناصر الغذائية الثلاثية الموجودة في الفستق من البروتين النباتي والدهون الجيدة والألياف يمكن أن تساعد في توازن نسبة السكر في الدم مع الحفاظ على الشهية ثابتة

11. البروكولي

وشرحت بالينسكي - وايد أن البروكولي غني بمضادات الأكسدة والمركبات ذات الخصائص المضادة للالتهابات، والتي يمكن أن تساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي والالتهابات المرتبطة بمرض السكري.

وأضافت أن الخضراوات تعد أيضاً مصدراً جيداً للكروم، وهو معدن أساسي يساعد الجسم على معالجة الإنسولين بكفاءة أكبر، كما السلفورافان الموجود في البروكلي قد يقدم أيضاً فوائد لإدارة مقاومة الإنسولين ومرض السكري.

هذا ويحتوي نصف كوب من البروكولي المطبوخ على 27 سعرة حرارية فقط و3 غرامات من الكربوهيدرات القابلة للهضم، بالإضافة إلى عناصر غذائية مهمة مثل فيتامين سي والمغنيسيوم.

وأظهرت دراسة أجريت عام 2024 على الفئران أن تناول البروكولي أدى إلى انخفاض مستوى السكر في الدم.

12. أطعمة الصويا

وبحسب هاريس بينكوس، تحتوي أطعمة الصويا على الكربوهيدرات المعقدة والبروتين النباتي والألياف والدهون غير المشبعة، وقد يساعد هذا في التحكم في نسبة السكر في الدم وتقليل مستويات الكوليسترول، وهو أمر مهم لدى مرضى السكري.

أسوأ 7 أطعمة لمرضى السكري

1. المشروبات المحلاة بالسكر

تعدّ المشروبات الغازية وغيرها من المشروبات الحلوة مصدراً مركزاً للسكر من دون أي فوائد غذائية كبيرة، وفقاً لهاريس بينكوس. ويتم هضمها بسرعة كبيرة؛ مما يسبب ارتفاعاً سريعاً في نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى الكثير من السعرات الحرارية الإضافية.

2. المخبوزات والمعجنات

غالباً ما تحتوي الحلويات المصنعة على كميات زائدة من السكر المضاف والكربوهيدرات المكررة والدهون مع عدد قليل جداً من الفيتامينات والمعادن والمواد المغذية المفيدة، مثل مضادات الأكسدة، وفقاً لهاريس بينكوس.

وحذرت من أنها «يمكن أن تسبب ارتفاعاً في نسبة السكر في الدم وتزيد من خطر الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي الأخرى، مثل أمراض القلب».

3. الأطعمة المقلية

ويتفق خبراء التغذية على أن مرضى السكري يجب عليهم الابتعاد عن الأطعمة المقلية.

وقالت روثنشتاين: «الأطعمة المقلية، مثل البطاطس المقلية أو الدجاج المقلي، يمكن أن تشكل مخاطر صحية على مرضى السكري بسبب محتواها العالي من الدهون غير الصحية والكربوهيدرات المكررة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، ومقاومة الإنسولين ومستويات السكر في الدم غير مستقرة».

حاول قدر المستطاع أن تمنع او تقلل من تناول الأطعمة المقلية عند الإصابة بداء السكري وذلك لتجنب زيادة الوزن ومشاكل سكر الدم، وبحسب الخبراء فأن هذه الأطعمة لا تؤدي إلى ارتفاع سكر الدم في البداية فحسب، بل قد تُبقيه مرتفعًا لفترة طويلة.

4. الكحول

وحذرت بالينسكي - وايد من أن شرب الكحول قد يكون خطيراً بالنسبة لمرضى السكري، موضحة أن الكحول يتعارض مع قدرة الكبد على إطلاق الغلوكوز؛ مما يزيد من خطر انخفاض نسبة السكر في الدم، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين يتناولون الإنسولين أو بعض أدوية مرض السكري.

5. مشروبات الطاقة

وحذرت روثنشتاين أيضاً من أن مشروبات الطاقة، بسبب محتواها العالي من السكر والمكونات المنشطة مثل الكافيين، يمكن أن تسبب ارتفاعات سريعة في مستويات الغلوكوز في الدم وتزيد مقاومة الإنسولين؛ مما قد يؤدي إلى تفاقم سوء معالجة الجسم للسكر في الدم. إذا كنت تحاول استقرار مستوى السكر في الدم، فتجنب مشروبات الطاقة والمشروبات الرياضية

6. الأكاي

وحذر روثنشتاين من أن أطباق الأكاي، المعروفة بمحتواها العالي من الكربوهيدرات، يمكن أن تطغى على قدرة الجسم على إدارة مستويات السكر في الدم بشكل فعال في وقت واحد؛ مما يسبب ارتفاعات في نسبة الغلوكوز.

7. الحلوى

ونبّهت بالينسكي - وايد من أن الحلوى غنية بالسكر المضاف مع القليل من القيمة الغذائية؛ مما يعني أنها يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، كما أن الطعم الحلو وحجمها الصغيرة يمكن أن يجعلا من السهل الإفراط في استهلاك هذه الحلويات؛ مما يفضي إلى تفاقم التأثير على مستويات السكر في الدم.


مقالات ذات صلة

«الضحك من القلب» مرتين أسبوعياً... مفتاحك لصحة أفضل

صحتك الضحك له فوائد صحية كثيرة (رويترز)

«الضحك من القلب» مرتين أسبوعياً... مفتاحك لصحة أفضل

بالإضافة إلى تعزيزه المناعة وتقليله مستويات التوتر، يعدّ الضحك أيضاً مفيداً للقلب، وله فوائد صحية أخرى كثيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك مثل الشوكولاته الداكنة (رويترز)

ما علاقة صحة الأمعاء بالنوم؟

ترتبط صحة الأمعاء والنوم بعلاقة ثنائية القطب؛ فالنوم الجيد يعزز ميكروبيوم الأمعاء المتوازن، بينما تؤدي قلة النوم إلى اضطراب البكتيريا المفيدة وزيادة الالتهاب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك رجل يعاني من السمنة (رويترز)

كيف تؤثر السمنة على ارتفاع ضغط الدم؟

يتناول التقرير كيف تزيد السمنة من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والخطوات التي يمكنك اتخاذها للوقاية منه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك عبوات من الأوزمبيك وويغفوي (رويترز)

هل حقن إنقاص الوزن مناسبة لجسمك؟

يحذر بعض الخبراء من أن قرار تناول حقن إنقاص الوزن يجب أن يستند إلى التاريخ الصحي والمخاطر المحتملة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يحتوي الجزر على فيتامين «سي» والحديد والمغنسيوم وهي عناصر ضرورية للنمو (بيكساباي)

هل يُحسّن الجزر الصغير النوم؟ خبراء يعلقون على «ترند» بمواقع التواصل

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم بأن تناول الجزر الصغير قبل النوم يُحسّن جودة النوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الضحك من القلب» مرتين أسبوعياً... مفتاحك لصحة أفضل

الضحك له فوائد صحية كثيرة (رويترز)
الضحك له فوائد صحية كثيرة (رويترز)
TT

«الضحك من القلب» مرتين أسبوعياً... مفتاحك لصحة أفضل

الضحك له فوائد صحية كثيرة (رويترز)
الضحك له فوائد صحية كثيرة (رويترز)

في ستينات القرن الماضي، بدأ العلماء الاهتمام بالتأثيرات الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية للضحك، عادّين إياه آلية معقدة مفيدة للصحة؛ تخفف التوتر، وتعزز المناعة، وتحسن المزاج، في مجال أطلقوا عليه منذ ذلك الحين «علم الضحك».

كانت البداية حين أخذ عالم النفس بجامعة ستانفورد، ويليام. إف. فراي، أحد مؤسسي «علم الضحك»، عينات دم من نفسه خلال مشاهدة أفلام كوميدية. واكتشف أن الضحك يزيد من عدد خلايا الدم المعززة للمناعة.

وفي عام 1995، أسس الدكتور مادان كاتاريا، وهو طبيب في مومباي، كان يعاني من التوتر وبحث كثيراً في «علم الضحك» لإدارة توتره، أول نادٍ يومي للضحك في إحدى الحدائق.

واعتمد النادي على استراتيجيات عدة للتشجيع على الضحك، من بينها النكات، ومطالبة المشاركين بأداء حركات طريفة، أو بتقليد أصوات مضحكة.

وقال كاتاريا: «في غضون ثوانٍ، كان الجميع ينفجر ضحكاً».

ما تأثير الضحك على الصحة؟

بالإضافة إلى تعزيزه المناعة وتقليله مستويات التوتر، يقول الدكتور مايكل ميلر، طبيب القلب وأستاذ الطب في جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة، إن الضحك مفيد أيضاً للقلب، وإن له فوائد صحية أخرى كثيرة، وفق ما نقلته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

ويضيف ميلر: «أقول دائماً للمرضى الذين أعالجهم: مارسوا الرياضة من 3 إلى 5 مرات أسبوعياً على الأقل، واضحكوا من قلوبكم من مرتين إلى 5 مرات أسبوعياً على الأقل».

وبدأ ميلر دراسة الضحك في التسعينات. ومن خلال عرض أفلام كوميدية على عدد من الأشخاص، وجد أن الضحك يُنتج هرمون الإندورفين في الدماغ، الذي يُعزز إفراز مواد كيميائية مفيدة في الأوعية الدموية.

من ضمن هذه المواد، أكسيد النيتريك الذي يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، مما يُخفض ضغط الدم والالتهابات ومستويات الكولسترول. وأوضح أن هذا يُقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية، مضيفاً أن الإندورفين مُسكن طبيعي للألم.

وقال ميلر، وهو أيضاً رئيس «قسم الطب» في «إدارة شؤون المحاربين القدامى» في فيلادلفيا بالولايات المتحدة، حيث يُطبِّق برنامجاً للعلاج بالضحك: «عندما تضحك من قلبك، تشعر باسترخاء وخفة كبيرين... كأنك تناولت مُسكناً للألم».

من جهتها، أجرت جيني روزندال، الباحثة الرئيسية في علم النفس بجامعة يينا في ألمانيا، تحليلاً تجميعياً لـ45 دراسة عن الضحك، إلى جانب أبحاث أخرى، ووجدت أن العلاجات المحفزة للضحك تُخفّض مستويات الغلوكوز، وهرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، والألم المزمن، كما أنها تُحسّن الحركة والمزاج العام، خصوصاً لدى كبار السن.

ولفتت إلى أن الضحك المُفتعل (أو «الضحك المُصطنع» كما يُطلق عليه في الأوساط الأكاديمية) قد يكون أكبر فائدة من الضحك التلقائي، خصوصاً للأشخاص الذين قد لا يشعرون برغبة في الضحك، مثل المصابين بالاكتئاب أو مرضى السرطان.


ما علاقة صحة الأمعاء بالنوم؟

ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك مثل الشوكولاته الداكنة (رويترز)
ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك مثل الشوكولاته الداكنة (رويترز)
TT

ما علاقة صحة الأمعاء بالنوم؟

ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك مثل الشوكولاته الداكنة (رويترز)
ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك مثل الشوكولاته الداكنة (رويترز)

ترتبط صحة الأمعاء والنوم بعلاقة ثنائية القطب؛ فالنوم الجيد يعزز ميكروبيوم الأمعاء المتوازن، بينما تؤدي قلة النوم إلى اضطراب البكتيريا المفيدة وزيادة الالتهاب؛ ما يؤثر سلباً على المزاج والهضم.

وتسهِم الأمعاء في إنتاج ناقلات عصبية كالسيروتونين لتحسين النوم، ويُمكن تحسين العلاقة عبر نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة.

والأمعاء موطن لمجتمع بكتيري يؤثر على المناعة والصحة العقلية، والنظام الغذائي قد يضرّ به. وتلعب صحة الأمعاء دوراً أساسياً في جودة النوم؛ إذ يؤثر توازن ميكروبيوم الأمعاء على إنتاج هرمونات وناقلات عصبية مثل السيروتونين والميلاتونين وGABA المرتبطة بالنوم والهدوء. وعند اختلال هذا التوازن، يزيد الالتهاب والتوتر وهرمون الكورتيزول؛ ما يؤدي إلى الأرق واضطرابات النوم، ويدخِل الجسم في حلقة مفرغة بين سوء النوم وضعف صحة الأمعاء.

كيف تؤثر صحة الأمعاء على النوم؟

إنتاج النواقل العصبية: تنتج الأمعاء جزءاً كبيراً من السيروتونين (هرمون السعادة والمزاج) والميلاتونين (هرمون النوم) وGABA، والبكتيريا النافعة ضرورية لإنتاج هذه المواد؛ ما يسهِم في تنظيم الساعة البيولوجية وجودة النوم.

تنظيم الإيقاع اليومي: تلعب بكتيريا الأمعاء دوراً في تنظيم إيقاعات الجسم البيولوجية؛ ما يحسّن من جودة النوم وكفاءته.

كيف يؤثر النوم على صحة الأمعاء؟

اضطراب الميكروبيوم: قلة النوم لليلتين فقط يمكن أن تقلل من البكتيريا المفيدة وتزيد من البكتيريا الضارة، وتزيد من الالتهابات.

زيادة نفاذية الأمعاء: يؤدي نقص النوم والتوتر المصاحب له إلى زيادة نفاذية الأمعاء (متلازمة الأمعاء المتسربة).

تأثير على الشهية: ترتبط قلة النوم بتغيرات في التحكم بسكر الدم؛ ما قد يؤدي إلى الرغبة في تناول أطعمة مصنعة تضر بصحة الأمعاء.

زيادة خطر اضطرابات الجهاز الهضمي: قلة النوم مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالارتجاع المريئي وعسر الهضم.

كيف تحسّن العلاقة بين الأمعاء والنوم؟

النظام الغذائي: تناول الأطعمة الغنية بالبريبايوتيك (الألياف) مثل الكيمتشي وخبز العجين المخمر، بعض أنواع الجبن (مثل الشيدر والموزاريلا)، الشوكولاته الداكنة، والمخللات المصنوعة بالملح والماء، والتي تدعم البكتيريا النافعة وتزيد من تنوعها؛ ما يحسّن النوم.

ممارسة الرياضة: النشاط البدني المنتظم يحسّن جودة النوم ويعدل ميكروبات الأمعاء نحو الأفضل.

تقنيات العلاج السلوكي: العلاج السلوكي المعرفي للأرق (CBT-I) مفيد لتحسين النوم، خاصة لمن يعانون أمراضاً مزمنة مثل التهاب الأمعاء.

البروبيوتيك والبوستبيوتيك: قد تساعد مكملات البروبيوتيك (البكتيريا النافعة) في تحسين النوم، لكن الأبحاث لا تزال مستمرة.


كيف تؤثر السمنة على ارتفاع ضغط الدم؟

رجل يعاني من السمنة (رويترز)
رجل يعاني من السمنة (رويترز)
TT

كيف تؤثر السمنة على ارتفاع ضغط الدم؟

رجل يعاني من السمنة (رويترز)
رجل يعاني من السمنة (رويترز)

تعدّ السمنة وزيادة الوزن من الحالات الشائعة حول العالم، حيث تعاني منهما نسبة كبيرة من سكان العالم على مختلف البلدان، والثقافات.

وتُعرّف السمنة عموماً بأنها زيادة في عدد الخلايا الدهنية في الجسم، أو زيادة في حجمها. ويمكن أن تحدث نتيجةً لما يلي:

كمية ونوعية الطعام المتناول، ومقدار النشاط البدني، والعوامل الوراثية، والتاريخ العائلي، وكذلك كمية ونوعية النوم.

تُعدّ السمنة مدعاةً للقلق، لأنها تزيد من خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك أمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم. ومن الجدير بالذكر أن التمييز على أساس الوزن قد يُسهم أيضاً في حدوث آثار صحية سلبية.

ارتفاع ضغط الدم، أو فرط ضغط الدم، هو حالة شائعة يتدفق فيها الدم عبر الشرايين بضغط أعلى من المعتاد. بحسب مراكز السيطرة على الأمراض الأميركية والوقاية منها (CDC)، يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى: أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، ومشكلات في الدماغ، والإدراك، وزيادة خطر الإصابة بالخرف. يعاني نحو 47 في المائة من البالغين و70 في المائة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر من ارتفاع ضغط الدم. ولا يعلم ثلث الأشخاص تقريباً أنهم مصابون به، بينما يسيطر ربعهم فقط على ضغط دمهم، وفقاً لما ذكره موقع «وان هيلث» الأميركي المعني بالصحة.

وفيما يلى سنتناول بالتفصيل كيف تزيد السمنة من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والخطوات التي يمكنك اتخاذها للوقاية منه:

هل تُسبب السمنة ارتفاع ضغط الدم؟

قد تُسبب السمنة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أو تُفاقمه في حال وجوده مُسبقاً.

تشير دراسة نُشرت عام ٢٠٢٠ إلى أن السمنة تُمثل ما بين 65 و78 في المائة من حالات ارتفاع ضغط الدم الأولي. يُمكن أن يُؤدي تراكم المزيد من الأنسجة الدهنية إلى تغيرات مُعقدة في الجسم، تتضافر لتُسبب ارتفاع ضغط الدم، أو تُفاقمه. تشمل هذه التغيرات ما يلي: فرط نشاط الجهاز العصبي الودي، وتحفيز نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون (RAAS)، وتغيرات في السيتوكينات (الهرمونات) المُشتقة من الأنسجة الدهنية، ومقاومة الإنسولين، وتغيرات في الكلى، ووظائفها.

السمنة مقابل زيادة الوزن

يكمن الفرق بين السمنة وزيادة الوزن في عدد الخلايا الدهنية الموجودة. يقيس الأطباء ذلك باستخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI). مؤشر كتلة الجسم هو النسبة بين وزنك وطولك.

تُصنف مراكز السيطرة على الأمراض الأميركية والوقاية منها (CDC) الشخص على أنه زائد الوزن إذا كان مؤشر كتلة جسمه يتراوح بين 25 و29.9. يشير مؤشر كتلة الجسم (BMI) البالغ 30 أو أعلى إلى السمنة.

ومع ذلك، لا يُعد مؤشر كتلة الجسم دائماً أفضل مؤشر للسمنة، لأنه لا يأخذ في الاعتبار كيفية توزيع الوزن في الجسم. قد تكون كمية الدهون الحشوية، أو الدهون المتراكمة حول البطن هي العامل الأكثر خطورة للإصابة بمضاعفات. يرى بعض العلماء أن محيط الخصر مؤشر أفضل.

أظهرت الدراسات أن السمنة أو زيادة الوزن تُسهمان في زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم. ويزداد هذا الخطر مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم.

في دراسة أوروبية أُجريت عام 2018 وشملت أكثر من 7000 شخص، ازداد انتشار ارتفاع ضغط الدم مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم. وُجد ارتفاع ضغط الدم لدى: 45 في المائة من المشاركين ذوي مؤشر كتلة الجسم «الطبيعي». و67 في المائة من المشاركين الذين يعانون من زيادة الوزن و79 إلى 87 في المائة من المشاركين المصابين بالسمنة.

ارتفاع ضغط الدم الناتج عن السمنة

يمكن أن تُسبب السمنة ارتفاع ضغط الدم، أو تُفاقمه بطرقٍ مُتعددة. كما تُصعّب السمنة علاج ارتفاع ضغط الدم بسبب حالات صحية أخرى مُرتبطة به.

تشمل الآليات التي تُسبب من خلالها السمنة ارتفاع ضغط الدم، أو تُفاقمه ما يلي: تغيرات في الإشارات الهرمونية، وتغيرات في وظيفة الجهاز العصبي الودي، وهو جزء من الجهاز العصبي اللاإرادي المسؤول عن استجابة الكر، والفر، تغيرات في بنية ووظيفة الكليتين. يحمل العديد من الأشخاص الذين يُعانون من السمنة نسبة أعلى من الدهون الحشوية، أي الدهون المُتراكمة حول منطقة البطن. تُحيط الدهون الحشوية بأعضاء البطن، وتضغط عليها، مما يُزيد من الضغط على الجهاز القلبي الوعائي.

غالباً ما يُؤدي هذا الضغط الزائد إلى ارتفاع ضغط الدم المُقاوم للعلاج -وهو ارتفاع ضغط الدم غير المُسيطر عليه، وفقاً لدراسة موثوقة نُشرت عام 2015، رغم استخدام ثلاثة أدوية أو أكثر لخفض ضغط الدم.

نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون

تشير مُراجعة نُشرت عام 2017 إلى أن نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون (RAAS) يُعد أحد العوامل المُساهمة في ارتفاع ضغط الدم. يساعد نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون (RAAS) على تنظيم حجم الدم وضغطه في جميع أنحاء الجسم. وعندما لا يعمل هذا النظام بشكل صحيح، فقد يبقى ضغط الدم مرتفعاً لفترة طويلة.

وتشير مراجعة أخرى من عام 2017 إلى أن السمنة تسبب ارتفاع مستويات جميع الهرمونات في نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون. ويؤدي هذا الخلل إلى ارتفاع ضغط الدم.

الجهاز العصبي الودي

يُعد الجهاز العصبي الودي جزءاً من الجهاز العصبي اللاإرادي في الجسم، ويُعرف أيضاً بنظام الاستجابة للقتال، أو الهروب. ويلعب دوراً رئيساً في عملية التمثيل الغذائي، وصحة القلب.

ووفقاً لبحث أُجري عام 2015، فإن تخزين كميات كبيرة من الدهون، وخاصة الدهون الحشوية، يؤدي إلى زيادة إفراز بعض الهرمونات. وتتسبب هذه الهرمونات في فرط نشاط هذا الجهاز، مما يؤدي إلى مقاومة الإنسولين، وحتى تلف الأعضاء.

مقاومة اللبتين

اللبتين هرمون يُقلل من الشعور بالجوع عن طريق إرسال إشارات الشبع إلى الجسم، مما يُساعد على الحفاظ على وزن معتدل.

يُعاني بعض الأشخاص، وخاصة المصابين بالسمنة، من مقاومة اللبتين. فرغم وجود كميات كافية منه في أجسامهم، فإنه لا يُشعرهم بالشبع، لأن أجسامهم لا تستطيع استخدامه بالشكل الأمثل.

يميل المصابون بمقاومة اللبتين إلى تناول كميات كبيرة من الطعام مع الشعور بالجوع، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. ويرجع جزء من المشكلة إلى أن زيادة عدد الخلايا الدهنية تُنتج المزيد من اللبتين، مما يجعل الجسم أقل استجابة له.

تشير دراسة موثوقة أجريت عام 2016 إلى أن اللبتين قد يؤثر أيضاً على ضغط الدم. إذا لم يعمل هرمون اللبتين بشكل صحيح في جسمك، فقد يُسبب ذلك ارتفاع ضغط الدم.

مقاومة الإنسولين

قد تُؤدي السمنة أحياناً إلى الإصابة بأمراض أخرى، بما في ذلك داء السكري من النوع الثاني، ومرحلة ما قبل السكري.

يُنتج البنكرياس الإنسولين، وهو هرمون يُساعد خلايا الجسم على امتصاص السكر، واستخدامه مصدراً للطاقة. في حالة مقاومة الإنسولين، لا تستجيب خلايا الجسم للإنسولين بالطريقة المعتادة، مما يستدعي زيادة كمية الإنسولين لتحقيق التأثير نفسه.

مع مرور الوقت، يُصبح البنكرياس مُرهقاً، ولا يستطيع إنتاج كمية كافية من الإنسولين للحفاظ على مستوى السكر في الدم منخفضاً، كما هو الحال في داء السكري من النوع الثاني. ووفقاً لدراسة أُجريت عام ٢٠١٤، فإن ارتفاع مستوى السكر في الدم لفترة طويلة قد يُؤدي إلى تلف الشرايين، أو تصلّبها، مما يُؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، أو تفاقمه.

كيف يُعالج ارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة؟

من الممكن جداً عكس هذه التغيرات الجسدية، أو التخفيف منها، والتحكم في الوزن، وضغط الدم.

يُعدّ فقدان الوزن الطريقة الأساسية التي يستخدمها الأطباء لعلاج كلتا الحالتين. وغالباً ما يوصون بتغييرات في النظام الغذائي، ونمط الحياة، وأحياناً يُدمج ذلك مع جراحة السمنة، أو جراحة إنقاص الوزن.

عادةً ما يجمع الأطباء بين فقدان الوزن (مع أو من دون جراحة) وتدخلات أخرى، بما في ذلك الأدوية. ولأن الأدوية قد تُسبب آثاراً جانبية، يوصي الأطباء بإجراء تغييرات جذرية في نمط الحياة للتحكم في الوزن. كما أن الفحوصات الطبية الدورية ضرورية.

تغييرات نمط الحياة

تُعدّ التغييرات الجذرية في نمط الحياة أساسيةً للوصول إلى وزن معتدل، والحفاظ عليه. والهدف هو تقليل كتلة الدهون مع الحفاظ على كتلة العضلات. تشمل هذه التغييرات ما يلي: اتباع نظام غذائي صحي منخفض السعرات الحرارية، والحد من تناول الكافيين، وممارسة النشاط البدني بانتظام من خلال إيجاد نشاط تستمتع به، والحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً، والإقلاع عن التدخين (إن كنت مدخناً)، وتجنب التدخين السلبي، وإدارة التوتر، ومراقبة ضغط الدم في المنزل، وكذلك طلب الدعم من العائلة، والأصدقاء.

تغييرات النظام الغذائي

قد ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من السمنة وارتفاع ضغط الدم باتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية. ووفقاً لدراسة موثوقة أجريت عام 2016، يتراوح هذا المعدل بين 500 و1500 سعرة حرارية يومياً للرجال، وبين 500 و1200 سعرة حرارية يومياً للنساء. ينبغي عليهم أيضاً: التقليل من تناول الملح، سواءً الملح المضاف أو الملح الموجود في العديد من الأطعمة المصنعة، وخفض استهلاكهم للدهون المشبعة والكولسترول. وزيادة استهلاكهم للماء والفواكه والخضراوات الطازجة والنيئة، والأسماك، واللحوم الخالية من الدهون، والحبوب الكاملة.