ظافر العابدين: مستمر في الإخراج بعد فيلمي السعودي «إلى ابني»

الممثل التونسي في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط» خلال حضوره مهرجان «عمّان السينمائي»

الممثل التونسي ظافر العابدين يتوسّط مجموعة من المعجبات خلال مشاركته في فعاليات مهرجان «عمّان السينمائي» (إدارة المهرجان)
الممثل التونسي ظافر العابدين يتوسّط مجموعة من المعجبات خلال مشاركته في فعاليات مهرجان «عمّان السينمائي» (إدارة المهرجان)
TT

ظافر العابدين: مستمر في الإخراج بعد فيلمي السعودي «إلى ابني»

الممثل التونسي ظافر العابدين يتوسّط مجموعة من المعجبات خلال مشاركته في فعاليات مهرجان «عمّان السينمائي» (إدارة المهرجان)
الممثل التونسي ظافر العابدين يتوسّط مجموعة من المعجبات خلال مشاركته في فعاليات مهرجان «عمّان السينمائي» (إدارة المهرجان)

ظافر العابدين كثير التنقّل؛ من أمام الكاميرا إلى خلفها، من حفظ الورق إلى كتابته، من بطولة فيلم إلى إنتاجه. يتنقّل الممثل التونسي كذلك بين اللهجات العربيّة بخِفّة ريشة. يهوى الترحال في عالم السينما والدراما الشاسع، أما أكثر ما يتجنّب فهو البقاء في منطقة الأمان.

منذ تخلّى عن حلم احتراف كرة القدم لأسباب قاهرة، تعلّمَ العابدين إعادة اختراع نفسه. ومنذ غادر قريته التونسية إلى لندن في سنّ الـ27 لدراسة التمثيل هناك، أدركَ أن الوقت لا يأتي متأخّراً، وأنّ الغد يبتسم للمغامرين والمثابرين. يقرّ في لقاء خاص مع «الشرق الأوسط»، على هامش حضوره مهرجان «عمّان السينمائي الدولي»، بأنّ المغامرة والمثابرة تتكاملان، وهما من أهمّ المفاتيح في مسيرته الفنية الممتدة لأكثر من عقدَين.

العابدين في افتتاح مهرجان «عمّان السينمائي الدولي» ضيفاً وعضواً في لجان التحكيم (إدارة المهرجان)

مغامرة «إلى ابني»

ينهمك العابدين حالياً في التحضير للفيلم الثالث من إخراجه، وبه يخوض مغامرة من نوع جديد، بما أن العمل يصبّ في خانة الإثارة والتشويق. تشغله السينما مؤخراً، يمنحها الجزء الأكبر من وقته وطاقته. يؤكّد هذا الأمر قائلاً: «بعد أن انتهيت من تصوير مسلسل (عروس بيروت)، شعرت برغبة في العمل أكثر على الأفلام. كان خياري واضحاً». لم يتأخّر العابدين في التنفيذ، فأخرج فيلمه التونسي الأول «غدوة» (2021) لتَليه تجربة فريدة في مسيرته، وهي عبارة عن فيلم سعودي من إخراجه وكتابته وبطولته.

في فيلم «إلى ابني»، خاض العابدين التجربة السعوديّة بأبعادها كافةً. قدّم شخصية رجل سعوديّ عائد من غربته البريطانية إلى مدينته أبها للتصالح مع ماضيه وأبيه. يقول إنه فخور بهذه التجربة السعودية الأولى بالنسبة إليه، ويسترجع يوميات التصوير في منطقة عسير: «هي خبرتي الإخراجية الثانية، وجاءت بمثابة تثبيت للتجربة الأولى. كل ما في هذا العمل كان مختلفاً وجديداً بالنسبة لي، بدءاً بالدور، مروراً باللهجة وليس انتهاءً بالخبرة الإنتاجيّة المتكاملة».

توّج «إلى ابني» رحلته بالحصول على جائزتَي أفضل فيلم وأفضل سيناريو في مهرجان «هوليوود للفيلم العربي» قبل 3 أشهر. العابدين مسرور بالفوز، لكنّ التكريم الحقيقيّ الذي ناله الفيلم وفق ما يؤكّد، هو «ردود الفعل الإيجابية من قبَل المشاهدين، الذين شعروا برغبة في السفر إلى أبها، واكتشاف طبيعتها وتقاليدها بسبب ما تابعوا في الفيلم».

أما اللهجة السعوديّة فقد تعلّمها العابدين خصيصاً من أجل الفيلم. هو المعتاد على لعبة اللهجات العربية، يقول: «إن أي لهجة صعبة في البداية، ولا بدّ من التدرّب عليها، خصوصاً في التمثيل؛ إذ يجب إتقان الأمر، والحفاظ على الانسجام بين الأداء الدرامي وسلامة النطق، من دون أن يسلب الواحد من أهمية الثاني».

فاز فيلم «إلى ابني» بجائزتَين في مهرجان «هوليوود للفيلم العربي» (إنستغرام)

قريباً باللهجة الفلسطينية

على أجنحة اللهجات العربيّة يتابع العابدين رحلته السينمائية، التي تحطّ رحالها في فلسطين بعد السعودية. فقريباً سيشاهد الجمهور فيلمه الجديد «كل ما قبلك» من إخراج آن ماري جاسر. جرى تصوير الفيلم في الأردن تحت إدارة المخرجة الفلسطينية، وبمشاركة الممثل البريطاني العالمي جيريمي أيرونز. أما القصة فتعود إلى عام 1936، تلك الحقبة التي قاد خلالها المزارعون الفلسطينيون ثورة ضد الاستعمار البريطاني.

يرى العابدين أنّ أعمق ما في هذه التجربة هو «تقديم وجهة النظر الفلسطينية والعربية إلى الرأي العام الأجنبي، من خلال إنتاج سينمائي ذي مستوى عالمي، ومن المرجّح أن يُعرض في الصالات العالمية».

يطل العابدين قريباً في فيلم فلسطيني من إخراج آن ماري جاسر (إدارة مهرجان عمّان السينمائي)

«أنف وثلاث عيون»

ما بين «إلى ابني» و«كل ما قبلك»، كانت المحطة مصريّة مع فيلم «أنف وثلاث عيون». هي رؤية جديدة للفيلم الذي عُرض عام 1972، لقصة الكاتب إحسان عبد القدّوس. من إخراج أمير رمسيس، وسيناريو وائل حمدي، يعالج الفيلم الحكاية من زاوية مختلفة وفق ما يؤكد العابدين: «هذه النسخة الجديدة من الفيلم مختلفة جداً عن النسخة الأولى، لأنها تتطرّق إلى عالمنا المعاصر فيما يخصّ العلاقات العاطفية بين النساء والرجال، كما أنها تركّز على وجهة نظر شخصية الرجل (هاشم)، في وقت تَعاملَ الفيلم الأول أكثر مع الشخصيات النسائية».

هذه التجربة المصرية، يصفها العابدين بالمهمة جداً، «أولاً لأن الفيلم من كلاسيكيات السينما المصرية، إضافةً إلى أن المعالجة عصرية وتتلاقى مع الواقع الذي نعيشه في مجتمعاتنا».

ملصق الفيلم المصري «أنف وثلاث عيون» من بطولة العابدين (إنستغرام)

مسلسل رمضاني قيد الإعداد

الموسم سينمائيّ بامتياز إذن على روزنامة ظافر العابدين، إلّا أنه لم يبتعد كلياً عن الدراما. يؤكّد أن مسلسلاً رمضانياً قيد التجهيز، وهو لا يقفل الباب في وجه أي تجربة دراميّة مقبلة. يعود بالذاكرة إلى تجربة ثلاثيّة «عروس بيروت»، ذلك المسلسل التركيّ المعرّب الذي أدخله إلى كل بيتٍ عربيّ من خلال شخصية «فارس» المحبّبة إلى قلوب المشاهدين.

«تلك كانت تجربة إيجابية جداً، وأضافت إلى مسيرتي»، يقول العابدين. في المقابل يؤكد أنه لا يلوح في الأفق مشروع مسلسل تركيّ معرّب جديد: «لكني لا أستبعد شيئاً».

ملصق الموسم الثالث من مسلسل «عروس بيروت» من بطولة ظافر العابدين (إنستغرام)

لا سقف لطموح ظافر العابدين، ولا أقفالَ لأبوابه. هو الذي خاض مسلسلاتٍ وأفلاماً فرنسية وبريطانية وأميركية، يتعامل بواقعيّةٍ مع السعي إلى العالميّة: «طبعاً لديّ طموح المشاركة في أعمال عالمية كبيرة، لكن ذلك ليس الهدف، بل هدفي هو تطوير نفسي في الكتابة والإخراج والإنتاج وخوض أدوار مختلفة». وفق ما يقول، إذا صار حلم العالمية هوَساً أو غاية وحيدة في مسيرة الفنان، فلا بدّ أن يتحوّل إلى جدار يتكسّر عنده الطموح.

كلّما تقدّمت به الخبرة الفنية، صار العابدين أكثر انتقائية في المحتوى الذي يقدّم. يسير الممثل التونسي وفي يده بوصلة تُدعى الـ«شغف». يميل سهمُها حالياً إلى اتّجاه الكتابة والإخراج، وهو يلبّي نداء الشغف، متمسّكاً بقناعته التي تقول: «ليس هدفي إثبات شيء لأحد. كل ما أفعل هو القيام بما أحب والسير في اتّجاه تحقيق حلمي».


مقالات ذات صلة

يواجه السجن لـ10 سنوات... طبيب أميركي يقر بضلوعه في وفاة ماثيو بيري

يوميات الشرق نجم مسلسل «فريندز» ماثيو بيري (أ.ب)

يواجه السجن لـ10 سنوات... طبيب أميركي يقر بضلوعه في وفاة ماثيو بيري

أقر طبيب من لوس أنجليس يُشتبه في ضلوعه بوفاة نجم مسلسل «فريندز» ماثيو بيري بجرعة زائدة من الكيتامين بالذنب، الأربعاء، أمام محكمة في كاليفورنيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أنجلينا جولي: شخصية كالاس كانت الذروة

أنجلينا جولي: شخصية كالاس كانت الذروة

في لقاء مع «الشرق الأوسط»، تحدثت النجمة الأميركية أنجلينا جولي عن تجربتها في «ماريا»، أحدث فيلم كانت البطولة فيه لها، حيث تقمصت شخصية مغنية الأوبرا اليونانية

محمد رُضا (تورونتو (كندا))
يوميات الشرق النجمة الأميركية جينيفر أنيستون (رويترز)

اتصال يرسل الشرطة الأميركية إلى منزل جينيفر أنيستون... ما القصة؟

زارت الشرطة الأميركية منزل الممثلة الشهيرة جينيفر أنيستون في لوس أنجليس، مساء الجمعة، بعد اتصال مخادع و«مزعج».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الوداع الأيقوني (شاترستوك)

كيت ونسليت تكشف للمرة الأولى كواليس أحد أقسى مَشاهد «تايتانيك»

تحدّثت كيت ونسليت عن مشهد شهير من فيلم «تايتانيك»... فماذا كشفت؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات (إنستغرام)

ندى أبو فرحات من قلب بيروت... مسرح تحت القصف

النيران تسيّج المدينة، ونارٌ من نوعٍ آخر تتّقد على خشبات مسارحها. «في انتظار بوجانغلز» جزء من هذه الفورة المسرحية البيروتية، وبطلتها الممثلة ندى أبو فرحات.

كريستين حبيب (بيروت)

وفاة الممثلة المغربية نعيمة المشرقي... سفيرة يونيسيف للنوايا الحسنة

الممثلة المغربية نعيمة المشرقي (الخدمة الإعلامية لمهرجان مالمو)
الممثلة المغربية نعيمة المشرقي (الخدمة الإعلامية لمهرجان مالمو)
TT

وفاة الممثلة المغربية نعيمة المشرقي... سفيرة يونيسيف للنوايا الحسنة

الممثلة المغربية نعيمة المشرقي (الخدمة الإعلامية لمهرجان مالمو)
الممثلة المغربية نعيمة المشرقي (الخدمة الإعلامية لمهرجان مالمو)

توفيت الممثلة المغربية نعيمة المشرقي، اليوم السبت، عن عمر يناهز 81 عاماً بعد مشوار حافل بالعطاء في المسرح والسينما والتلفزيون امتد لأكثر من خمسة عقود.

وقالت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية في بيان: «كانت الراحلة رمزاً للفن المغربي، وأثرت الساحة الفنية بأعمالها الخالدة التي ستظل شاهدة على إبداعها وتفانيها».

كما نعاها عدد من الفنانين المغاربة، من بينهم المخرج أمين ناسور الذي كتب على حسابه بـ«فيسبوك»: «رحلت الكبيرة... رحلت الفنانة العظيمة... رحلت الحنونة المتواضعة... رحلت لالة نعيمة المشرقي الفنانة المتعددة... حزين لفراقك أيتها الإنسانة الاستثنائية».

ولدت نعيمة في 1943 وأظهرت موهبة مبكرة من خلال العمل المسرحي مع عدد من الفرق، منها المعمورة، وبساتين، وفرقة الإذاعة والتلفزة المغربية، كما سطع نجمها في التلفزيون عبر تأديتها أدواراً رئيسية في مجموعة مسلسلات من أبرزها (أولاد الناس) و(سوق الدلالة) و(الغالية).

قدمت للسينما سلسلة أفلام منها (عرس الدم) و(آخر طلقة) و(التكريم) و(البركة فراسك) و(خريف التفاح).

اختارتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) سفيرة للنوايا الحسنة، كما شغلت منصب مستشارة للمرصد الوطني لحقوق الطفل.