سفير بريطانيا الأسبق لدى اليمن يصف الحوثيين بالطغاة واللصوص

 قال إن قادة في الجماعة أبلغوه أنهم لا يكترثون لعدد القتلى من اليمنيين

أدت الحرب التي أشعلها الحوثيون قبل نحو 10 سنوات لأكبر أزمة إنسانية في العالم (أ.ف.ب)
أدت الحرب التي أشعلها الحوثيون قبل نحو 10 سنوات لأكبر أزمة إنسانية في العالم (أ.ف.ب)
TT

سفير بريطانيا الأسبق لدى اليمن يصف الحوثيين بالطغاة واللصوص

أدت الحرب التي أشعلها الحوثيون قبل نحو 10 سنوات لأكبر أزمة إنسانية في العالم (أ.ف.ب)
أدت الحرب التي أشعلها الحوثيون قبل نحو 10 سنوات لأكبر أزمة إنسانية في العالم (أ.ف.ب)

وصف دبلوماسي بريطاني سابق جماعة الحوثي بأنها «مجموعة خبيثة وشوفينية وعنيفة»، تتألّف من «الطغاة واللصوص»، مبيناً أن قادة الحوثيين لا يكترثون لعدد القتلى من الشعب اليمني ويستخدمون ذلك لتحقيق أهدافهم الخاصة.

وكشف إدموند براون، السفير البريطاني الأسبق لدى اليمن، عن أن قادة حوثيين أبلغوه نيتهم قتل الرئيس الراحل علي عبد الله صالح قبل وقت طويل من قيامهم بذلك، وذلك بمجرد أن يتوقف عن أن يكون مفيداً لهم.

السفير البريطاني الأسبق لدى اليمن إدموند براون (الشرق الأوسط)

وتأتي تصريحات الدبلوماسي البريطاني في وقت تمر فيه عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة بمرحلة جمود، جراء استمرار الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

بينما تحدّث مراقبون عن تغيير واضح في الموقف البريطاني والغربي بشكل عام تجاه جماعة الحوثي على جميع المستويات السياسية والدبلوماسية وحتى الإعلامية، مشيرين إلى أن الغرب «أساء تقدير جماعة الحوثي».

وقال السفير براون، خلال حلقة نقاشية مرئية أقامتها منظمة CEP الدولية المتخصصة في مواجهة الأفكار المتطرفة، إن «الحوثيين ليسوا حركة تحرر بل مجموعة خبيثة وشوفينية وعنيفة للغاية من الطغاة واللصوص».

وأضاف بقوله: «أؤيد بشدة زيادة فرض العقوبات ضد منتهكي المساعدات الإنسانية، لم يتم استخدام العقوبات أو تطبيقها بالشكل الكافي في حالة اليمن».

واستذكر إدموند براون، الذي خدم بلاده سفيراً لدى اليمن خلال الفترة من 2015 – 2017، ما وصفهما بـ«لحظتين من الوضوح الشديد مع كبار القادة الحوثيين». وتابع: «الأولى عندما أخبروني قبل وقت طويل من قيامهم بذلك فعلياً، أنهم كانوا فقط في تحالف مبني على المصلحة مع الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، ولكن بمجرد أن يتوقف عن أن يكون مفيداً لهم سيقتلونه».

اللحظة الثانية التي يتذكرها السفير البريطاني مع القادة الحوثيين عندما «أخبروني أنهم سينتصرون حتماً في اليمن، وفي النهاية قالوا لأنك تهتم ونحن لا، أنتم تحملون هموم الوفيات في اليمن، ونحن لا يهمنا عدد الأشخاص الذين يموتون، وعندما يموت عدد كافٍ سوف تأتون وتتوسلون إلينا لصنع السلام».

بلغت معدلات الفقر في اليمن 80 % جراء الصراع المستمر في البلاد منذ سنوات بحسب الحكومة اليمنية (أ.ف.ب)

من جانبه، يقول صادق الوصابي، وهو صحافي يمني، إن «السفير البريطاني الأسبق لدى اليمن معروف بتصريحاته القوية والصريحة تجاه الحوثي حتى قبل الأحداث الأخيرة والهجمات في البحر الأحمر، على خلاف كثير من السفراء والدبلوماسيين الذين عملوا في اليمن وآثروا الصمت بل وأحياناً خدموا الحوثي وبرروا لأفعاله أمام المجتمع الدولي».

وأشار الوصابي، في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «التصريحات الأخيرة وبهذه القوة دليل على تململ المجتمع الدولي تجاه جماعة الحوثي وفقدانهم الورقة التي كانوا يستخدمونها لاستعطاف المجتمع الدولي وإنقاذهم من الكثير من المآزق».

وكثيراً ما انتقد محللون يمنيون التهاون الدولي تجاه جماعة الحوثي خلال السنوات الماضية، معتبرين أن اتفاق ستوكهولم بالسويد وفشل محادثات الكويت أكبر دليل على ذلك.

الصحافي اليمني صادق الوصابي (الشرق الأوسط)

يضيف الوصابي المقيم بمدينة بلفاست الآيرلندية، بقوله: «أيقن المجتمع الدولي، ولكن للأسف متأخراً، خطورة هذه الجماعة الإرهابية، وكان يظن أنه بالإمكان ترويضها ودفعها لعملية سلام، غير مكترثين بتحذيرات الكثير من الناشطين والحقوقيين اليمنيين الذين حذروا مبكراً من طبيعة هذه الجماعة العنصرية والإرهابية التي لا تؤمن بالسلام مطلقاً».

وبحسب صادق الوصابي «هناك تغيير في الموقف البريطاني والغربي بشكل عام تجاه الحوثي على المستويات كافة، سياسياً ودبلوماسياً وحتى إعلامياً، الغرب أساء تقدير جماعة الحوثي، واستخدم الجماعة أيضاً ورقة ضغط وابتزاز في المنطقة ليمرر سياساته ضد بعض دول الإقليم، ولكن تفاجأوا مؤخراً بأن بقاء هذه الجماعة يهدد فعلياً مصالح الدول الكبرى ويهدد الأمن الإقليمي والعالمي».

السفينة البريطانية «روبيمار» التي غرقت في البحر الأحمر إثر استهدافها من قبل الحوثيين (أ.ف.ب)

وفي رده على سؤال حول مبررات التأخر الغربي في كشف حقيقة الجماعة الحوثية، أجاب الوصابي قائلاً: «تتأخر الدبلوماسية الغربية لأنها اعتمدت في السابق على مصادر وتقارير مضللة حول الوضع في اليمن وإمكانية صنع سلام مع الحوثي، كما تجاهلت الدبلوماسية الغربية الأصوات الحقيقية في اليمن التي حذرت مراراً من خطورة جماعة الحوثي واتُّهمت للأسف بأنها تسعى إلى استمرار أمد الحرب، ومؤخراً اتضح أنها كانت على حق».

الحوثيون ليسوا حركة تحرر بل مجموعة خبيثة وشوفينية وعنيفة للغاية من الطغاة واللصوص

إدموند براون سفير بريطانيا الأسبق لدى اليمن


مقالات ذات صلة

الحوثيون يخضعون 1000 طالب وأكاديمي وموظف لتدريبات عسكرية

العالم العربي جانب من سلسلة مبانٍ تتبع جامعة البيضاء الخاضعة لسيطرة للجماعة الحوثية (إكس)

الحوثيون يخضعون 1000 طالب وأكاديمي وموظف لتدريبات عسكرية

الجماعة الحوثية تجبر طلاباً وأكاديميين وموظفين في جامعة البيضاء على التعبئة القتالية

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي النيران تشتعل في الناقلة «سونيون» بالبحر الأحمر بعد هجوم سابق من قبل الجماعة الحوثية (رويترز)

هجمات حوثية على إسرائيل واستهداف سفينتين في البحر الأحمر

الحوثيون يعلنون عن هجمات على إسرائيل واستهداف سفينتين في البحر الأحمر بالتزامن مع تولي قوات أسترالية قيادة قوات البحرية المشتركة لحماية الأمن البحري في المنطقة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي تعرُّض سفينتين لأضرار في هجمات قبالة ميناء الحديدة اليمني

تعرُّض سفينتين لأضرار في هجمات قبالة ميناء الحديدة اليمني

أفادت وكالة أمن بحري بريطانية، الثلاثاء، بأن طائرة مسيَّرة أصابت سفينة قبالة سواحل اليمن، حيث يشنّ المتمردون الحوثيون منذ أشهر هجمات على سفن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي احتمالات ضعيفة جداً أن تتولى الجماعة الحوثية سد الفراغ الناتج عن تحجيم قوة «حزب الله» (رويترز)

ماذا ينتظر الجماعة الحوثية بعد اغتيال نصر الله؟

يناقش خبراء وباحثون سياسيون تأثير اغتيال حسن نصر الله على الجماعة الحوثية، وردود فعلها بعد الضربات الكبيرة التي يتلقاها «حزب الله» خلال الأيام الأخيرة.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال كلمته (سبأ)

اليمن يسترد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية

في لحظة وصفت بـ«التاريخية»، أعلنت الحكومة اليمنية استرداد 14 قطعة أثرية ثمينة تعود للحقبة القتبانية، ووضعها بمتحف المتروبوليتان للفنون بمدينة نيويورك بشكل مؤقت…

عبد الهادي حبتور (الرياض)

وزير خارجية فرنسا يتوجه إلى الشرق الأوسط ويبدأ زيارته بالسعودية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
TT

وزير خارجية فرنسا يتوجه إلى الشرق الأوسط ويبدأ زيارته بالسعودية

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

يتوجه وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى السعودية، مساء الجمعة، في مستهل جولة تستمر أربعة أيام تنتهي في إسرائيل والضفة الغربية، في إطار سعي باريس لإنعاش الجهود الدبلوماسية في المنطقة.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن بارو سيزور السعودية وقطر والأردن، قبل أن يصل إلى إسرائيل قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) حين تحيي إسرائيل ذكرى مرور عام على الهجوم الذي شنته حركة «حماس» على جنوب البلاد. ومن المقرر أن يزور بارو الضفة الغربية أيضاً، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

وأجرى جان نويل بارو، زيارة رسمية إلى بيروت، الاثنين، التقى خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.