سجال بين «الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» على خلفية الحوار حول ملف النازحين

اتهامات بـ«النفاق» ودعوات لـ«الصمت»

صورة أرشيفية للقاء بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع (غيتي)
صورة أرشيفية للقاء بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع (غيتي)
TT

سجال بين «الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» على خلفية الحوار حول ملف النازحين

صورة أرشيفية للقاء بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع (غيتي)
صورة أرشيفية للقاء بين رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع (غيتي)

أشعلت اتهامات رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل لحزب «القوات اللبنانية» برفض منطق الحوار ودعم تدفق النازحين السوريين إلى لبنان قبل 12 عاماً، سجالاً بين الفريقين، اتهم خلاله «القوات» باسيل بـ«النفاق والتزوير»، فيما طالب «التيار» خصمه السياسي بـ«الصمت».

وكان باسيل هاجم «القوات»، الاثنين، من دون تسميته، وقال: «لا نفهم كيف أنّ هناك في لبنان مَن يرفض الكلام مع الآخر... هناك مَن لا يريد الكلام مع المسيحي ولا المسلم، ولا يريد حواراً وطنيّاً ولا حواراً مسيحيّاً – إسلاميّاً، ولا حواراً مسيحيّاً - مسيحيّاً... فهل سيعيش وحيداً؟».

رد «القوات»

هذا التصريح دفع «القوات» للرد، واعتبار أن باسيل «يعيش حالة من التخبُّط السياسي والمأزوميّة الناتجة عن سلوكه الذي انكشف أمام الرأي العام». وقال «القوات» في بيان: «القوات موجودة في صميم تحالف معارض يضمّ مسيحيّين ومسلمين، وتتحاور مع معظم الكتل النيابيّة، وأيّدت مبادرة كتلة الاعتدال الرئاسيّة، وساهمت في إنضاج التمديد العسكري، وتجري مشاورات على أوسع نطاق إلى درجة التقاطع مع باسيل نفسه رئاسيّاً، ولكنّها رفضت وترفض تعميق التشاور معه بسبب التجربة المرّة التي أظهرت أنّ هذا الفريق لا يتغيّر، وأنّه من العقم مواصلة المحاولات التي لا تؤدّي إلا إلى نتائج سلبيّة».

وتابع حزب «القوات»: «ظنّ النائب باسيل أنّ بإمكانه الاستقواء بالعهد لقطع أوصال البلد وشرايينه من خلال جولاته الفتنويّة على المناطق والتي دخل فيها في تناقض مع الأطراف كلّها أدّت إلى عزله نفسه بنفسه، وهو ساهم في إيصال البلد إلى الانهيار»، وتابع: «ظنّ أنّ بإمكانه إعادة إنتاج نفسه ودوره، ولكن مَن مشروعه قائم على المصلحة الخاصّة على حساب مصلحة الوطن يستحيل أن يعيد ترميم صورته لدى الرأي العام الذي اكتشفه، ولو بعد وقت، على حقيقته»، وأضافت «القوات»: «ظنّ النائب باسيل أنّه بالكذب تحيا السياسة، ولكن الكذب (حبله قصير)، والسياسة لا تحيا سوى على قاعدة المشاريع التي تختزن المبادئ والثوابت والمسلَّمات».

وتطرق «القوات» إلى الاتهامات حول ملف النازحين. وقال الحزب في بيانه: «أكثر ما يضحك ويبكي قول النائب باسيل إنه لم يكن السوريّون ليدخلوا إلى لبنان بهذا الشكل منذ عام 2011 لولا مشاركة لبنانيين في السلطة بالموضوع من أعلى الهرم إلى بعض الأجهزة الصامتة؛ إمّا بالتواطؤ السياسي وإما بتقاضي بعضهم العملة مقابلة إدخالهم».

وسأل «القوات»: «هل مقتنع حقّاً باسيل بما يقوله؟ وإذا كان مقتنعاً ولا يكذب على نفسه وعلى الناس، فهل يظنّ أنّ أقاويله تنطلي على الرأي العام الذي لم ينسَ بعد هذه المرحلة التي دخل فيها النازحون إلى لبنان في ظلّ حكومة اللون الواحد التي كان لباسيل فيها 11 وزيراً وفي الحكومة التي تلتها قبل أن يتسلّم رئاسة الجمهوريّة مع أكثريّة وزاريّة ونيابيّة ويضع يده على بعض الأجهزة؟».

وختم «القوات» بيانه بالقول: «إذا أراد النائب باسيل أن يفيد الوضع العام، فما عليه سوى أن يصمت طويلاً أو أن يقلّ في كلامه قليلاً، خاصّة أنّ أوضاع البلد مأساويّة، وأوضاع الناس كارثيّة، ولبنان بحاجة لمن يحمل مشاريع سياديّة وإصلاحيّة واضحة، وليس كلاماً يتراوح بين النفاق والتزوير، وبين كلام يتناقض جذريّاً بين قبل الظهر وبعده».

رد «الوطني الحر»

وسرعان ما جاء الرد من «التيار الوطني الحر» على «القوات». وقال في بيان: «من الواضح لجميع اللبنانيين أن (التيار الوطني الحر) ورئيسه النائب جبران باسيل، يشكلان الهاجس اليومي لرئيس القوات سمير جعجع، الذي يبدو قلِقاً ومهجوساً مما لا يمتلكه ولا يستطيع القيام به لجهة السياسة والديناميكية التي يقوم بها التيار ورئيسه».

وتابع «التيار»: «من استفاق متأخراً، كالعادة، بعد ثلاثة عشر عاماً على مخاطر النزوح السوري، وأراد استلحاق نفسه أمام الرأي العام، ومن هاجم الأجهزة الأمنية لمحاولة تطبيقها القانون على النازحين، ومن استهدف (التيار الوطني الحر) لأنه رأس حربة في مواجهة معضلة النزوح، هو من يجب أن يصمت، وطويلاً جداً، رأفة بناسه ومجتمعه».


مقالات ذات صلة

«حزب الله» يجدد التمسك بمعادلة غزة - لبنان

المشرق العربي عناصر في قوات «يونيفيل» خلال مشاركتهم في حماية فعاليات اليوم الطبي لمساعدة العائلات النازحة إلى مدينة صور (إ.ب.أ)

«حزب الله» يجدد التمسك بمعادلة غزة - لبنان

جدّد «حزب الله» التأكيد على المعادلة التي يتمسك بها في حربه مع إسرائيل بربط «توقف العدوان على غزة بتوقف جبهة المساندة في جنوب لبنان».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق صوتٌ يتيح التحليق والإبحار والتدفُّق (الشرق الأوسط)

كاظم الساهر في بيروت: تكامُل التألُّق

يتحوّل كاظم إلى «كظّومة» في صرخات الأحبّة، وتنفلش على الملامح محبّة الجمهور اللبناني لفنان من الصنف المُقدَّر. وهي محبّةٌ كبرى تُكثّفها المهابة والاحترام.

فاطمة عبد الله (بيروت)
المشرق العربي المبنى الرئيسي لمؤسسة «كهرباء لبنان» في بيروت (أ.ف.ب)

أزمة كهرباء لبنان تتجدد والعتمة تتهدد موسم الاصطياف

عادت أزمة الكهرباء في لبنان لتطلّ مجدداً على أبواب موسم الاصطياف، جرّاء الفساد المستحكم في هذا القطاع وامتناع مصرف لبنان المركزي.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي دخان يتصاعد من موقع استهدفه القصف الإسرائيلي في قرية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

إسرائيل تقصف أهدافاً لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

ذكر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن طائرات ومقاتلات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي هاجمت خلال الليلة الماضية عدة أهداف تابعة لـ«حزب الله».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي خلال تشييع القيادي في «حزب الله» نعمة ناصر الذي اغتالته إسرائيل باستهداف سيارته يوم الأربعاء (د.ب.أ)

استراتيجية «حزب الله» الانتقامية: تصعيد مدروس بخسائر محدودة

تراجعت المواجهات على جبهة الجنوب بشكل ملحوظ، الجمعة، بعد يوم تصعيدي غير مسبوق، إثر اغتيال القيادي في «حزب الله» نعمة ناصر.

كارولين عاكوم (بيروت )

«حزب الله» يعلن قصف قاعدة رئيسية إسرائيلية بعشرات الصواريخ

نيران مشتعلة على الجانب الإسرائيلي من الحدود بعد استهدافه بعشرات الصواريخ من جانب «حزب الله» اللبناني الأسبوع الماضي (رويترز)
نيران مشتعلة على الجانب الإسرائيلي من الحدود بعد استهدافه بعشرات الصواريخ من جانب «حزب الله» اللبناني الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

«حزب الله» يعلن قصف قاعدة رئيسية إسرائيلية بعشرات الصواريخ

نيران مشتعلة على الجانب الإسرائيلي من الحدود بعد استهدافه بعشرات الصواريخ من جانب «حزب الله» اللبناني الأسبوع الماضي (رويترز)
نيران مشتعلة على الجانب الإسرائيلي من الحدود بعد استهدافه بعشرات الصواريخ من جانب «حزب الله» اللبناني الأسبوع الماضي (رويترز)

أعلن «حزب الله» اللبناني، اليوم الأحد، قصف قاعدة «نيمرا» غرب طبريا بعشرات صواريخ الـ«كاتيوشا»، وفق ما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».

وقال «الحزب»، في بيان صحافي أوردته قناة «المنار» اللبنانية، إنه «رداً على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو (الإسرائيلي) في منطقة البقاع، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية اليوم قاعدة (نيمرا) غرب طبريا بعشرات صواريخ الـ(كاتيوشا)».

وأشار «الحزب» إلى أن «نميرا» إحدى القواعد الرئيسية في المنطقة الشمالية الإسرائيلية.

وتشهد المناطق الحدودية في جنوب لبنان تبادلاً لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، منذ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعد إعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة، وتهدد إسرائيل بشن حرب واسعة على لبنان.