دعوات من مسؤولين جزائريين لـ«مشاركة قوية» في الاستحقاق الرئاسي

الرجل الثاني في الدولة يستنكر «العدو الظاهر والخفي»

من العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)
من العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)
TT

دعوات من مسؤولين جزائريين لـ«مشاركة قوية» في الاستحقاق الرئاسي

من العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)
من العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)

شدد رئيس «مجلس الأمة» الجزائري، صالح قوجيل على «أهمية المشاركة بفاعلية في الانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، داخل الوطن وخارجه»، مؤكداً أن لبلاده «كثيراً من الأعداء، منهم ما هو ظاهر، ومنهم ما هو خفي».

وكان قوجيل يتحدث لأعضاء الغرفة الثانية للبرلمان، الأحد، بالعاصمة، بمناسبة اختتام الدورة التشريعية، مؤكداً أن الجزائر «مقبلة على استحقاقات رئاسية تحمل معاني الممارسة الديمقراطية؛ لذلك يجب أن يقف فيها الشعب رجلاً واحداً عن طريق المشاركة فيها بقوة».

رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل (المجلس)

ويحمل خطاب قوجيل بخصوص الانتخابات، وفق مراقبين، خوفاً من تدني نسبة التصويت، علماً أنها كانت في حدود 23 في المائة في آخر دورة 2019.

ولفت إلى أن «المشاركة القوية والفعالة في الانتخابات الرئاسية ستكون رسالة يبعثها الشعب الجزائري إلى الخارج، وستقوي كلمة البلاد في العالم». كما قال إن الجزائر «تمر حالياً بمرحلة دقيقة ومصيرية»، لكن من دون أن يفسر العلاقة بين الانتخابات الرئاسية و«مواقف الجزائر في العالم»، التي يقصد بها الحركة الدبلوماسية التي تثيرها، بوصفها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، من أجل وقف إطلاق النار في غزة، ووضع حد للعدوان الإسرائيلي على القطاع.

كما لم يذكر قوجيل، وهو الرجل الثاني في الدولة وفق الدستور، من هم «أعداء الجزائر الظاهرون والمخفيون». وعلى الأرجح يربط هذا الكلام بمواقفها من القضية الفلسطينية ومن نزاع الصحراء الغربية. ووفق ما جاء في خطابه أمام البرلمانيين: «ما يعانيه الشعب الفلسطيني اليوم يشبه لدرجة كبيرة معاناة الشعب الجزائري خلال الاستعمار الفرنسي»، عادّاً الأوضاع في قطاع غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، «بمثابة إبادة حقيقية».

وتضمنت كلمة قوجيل دعوة غير مباشرة إلى تأييد الترشح المحتمل للرئيس عبد المجيد تبون لولاية ثانية؛ فقد ذكر أن البلاد «قطعت أشواطاً مهمة خلال عهده»، وأنه «وضع أسساً جزائر جديدة»، كما قال إنه «مدَّ يده للجميع»، يقصد، ضمناً، «لقاءات الحوار» التي جرت في وقت سابق، بينه وبين قادة الأحزاب.

رئيس المجلس الوطني الجزائري إبراهيم بوغالي (البرلمان)

من جهته، دعا رئيس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة البرلمانية الأولى) إبراهيم بوغالي، في خطاب نهاية الدورة التشريعية، الجزائريين إلى «ممارسة حقهم المشروع في أهم استحقاق وطني، لتعزيز استقلال المسار الديمقراطي عبر اختيار حر وسيد ونزيه، لمرحلة مهمة من حياة الأمة».

ووفق بوغالي، ستجري انتخابات السابع من سبتمبر «في ظل استقرار تنعم به بلادنا نتيجة التلاحم المجتمعي، والتماهي الحاصل بين مختلف المؤسسات، وتفطُّن الجيش الوطني الشعبي لكل ما يحاك ضد بلادنا، وسط الاضطرابات وعدم الاستقرار الذي تعرفه حدودنا»، في إشارة ضمناً، إلى الأوضاع غير المستقرة في مالي والنيجر، وفي ليبيا أيضاً. كما الإشارة غير المباشرة إلى العلاقة بالغة السوء مع المغرب.

قائد الجيش سعيد شنقريحة خلال زيارته إحدى المدارس العسكرية (الجيش الجزائري)

وأشاد بوغالي بالجيش الذي كان، حسبه، «في مستوى كل التحديات، ما جعله يكسب الرهان، ويحافظ على وحدة الوطن، وينشر السكينة والطمأنينة في النفوس، في ظرف استجمعت فيه الجزائر شروط الإقلاع المنشود، وفتح أبواب الاستثمار خارج المحروقات».

وتسود حالة من الترقب في الجزائر، مع اقتراب موعد الاستحقاق، لعدم إعلان تبون موقفه من «مسألة التمديد»، علماً أن مؤشرات سياسية لاحت منذ أسابيع، تؤكد أنه سيتقدم لدورة رئاسية ثانية، أبرزها أن أكبر الأحزاب في البلاد أعلنت تأييدها إياه، في حال طلب التمديد.

سعيدة نغزة لحظة الإعلان عن ترشحها لانتخابات الرئاسة الجزائرية (من حسابها بالإعلام الاجتماعي)

وترشح للاستحقاق مجموعة من السياسيين، أهمهم لويزة حنون زعيمة «حزب العمال»، وزبيدة عسول المحامية ورئيسة «الاتحاد من أجل الرقي». وعبد العالي حساني رئيس الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، وسيدة الأعمال سعيدة نغزة.


مقالات ذات صلة

المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية تتعرّض لهجوم خلال حملتها الانتخابية

أوروبا المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية بريسكا ثيفينو تلقي كلمة خلال مؤتمر صحافي بعد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في قصر الإليزيه الرئاسي في باريس 3 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية تتعرّض لهجوم خلال حملتها الانتخابية

في المرحلة الأخيرة قبل الانتخابات التشريعية الفرنسية المحتدمة في 7 يوليو، أبلغ العديد من المرشحين عن تعرضهم للهجوم أثناء حملتهم، ومنهم الناطقة الحكومية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا يتوقع أن يفوز حزب «العمال» بقيادة كير ستارمر بغالبية مطلقة (أ.ب) play-circle 00:31

انتخابات بريطانيا: «العمّال» على أبواب «داونينغ ستريت»

دُعي 46 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع لتجديد مقاعد مجلس العموم المؤلف من 650 مقعداً، وسط توقعات بأن يفوز «العمال» بأغلبية ساحقة.

شؤون إقليمية إيران تختار بين الإصلاحي بزشكيان والمتشدد جليلي (رويترز)

إيران تختار رئيسها غداً... و«الاستخبارات» ترجح «المتشدد» جليلي

تجرى غداً الجمعة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران بين مرشحين اثنين؛ «الإصلاحي» مسعود بزشكيان، و«المتشدد» سعيد جليلي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يغادر مركز الاقتراع أثناء زيارته له للتصويت في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية المبكرة في لو توكيه باري بلاج 30 يونيو 2024 (رويترز)

فرنسا: غموض وتوتر قبل 3 أيام من الجولة الثانية للانتخابات التشريعية

قبل ثلاثة أيام من الدورة الثانية للانتخابات التشريعية الفرنسية التي شهدت جولتها الأولى اختراقاً غير مسبوق لليمين المتطرف، يبقى عدم اليقين سيد الموقف.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد تظهر أوراق نقدية من الجنيه الإسترليني في هذا الرسم التوضيحي (رويترز)

تفاؤل الأسواق يدعم الجنيه الإسترليني في يوم الانتخابات

دخل الجنيه الإسترليني يوم انتخابات مجلس العموم البريطاني باعتباره العملة الأفضل أداءً في مجموعة العشرة منذ بداية العام حتى الآن بعد الدولار.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مدير الموانئ السودانية: لم نستقبل بوارج أميركية في بورتسودان

مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)
مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)
TT

مدير الموانئ السودانية: لم نستقبل بوارج أميركية في بورتسودان

مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)
مرفأ بورتسودان على البحر الأحمر (سونا)

أكد مسؤول سوداني حكومي رفيع أن ميناء بورتسودان الرئيسي في البلاد لم يستقبل أي بوارج أميركية حربية، وعدّ ما تم تداوله من معلومات خلال الأيام الماضية بخصوص هذا الأمر غير صحيح.

وقال المدير العام لهيئة الموانئ البحرية السودانية، محمد حسن مختار، لـ«الشرق الأوسط»: «لم نشاهد وصول بوارج أميركية حربية أو تجارية إلى الميناء، وكان سيتم إخطارنا كما هو سائد».

ونفى مختار علمه إذا ما كانت البواخر المذكورة قد رست في قاعدة «فلامنغو» العسكرية، التي أشار إلى أنها تتبع الجيش السوداني، وليست للموانئ علاقة بها.

لكن مختار أعلن ترحيب بلاده بوجود قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر، إذا جاؤوا لتقديم المساعدة لنا، لكنهم لم يحضروا بعد، وقال: «ستكون لها فوائد كثيرة».

وكان مساعد القائد العام للجيش السوداني، الجنرال ياسر عبد الرحمن العطا، كشف في وقت سابق أن روسيا طلبت نقطة لإنشاء مركز لوجستي لجيشها على البحر الأحمر، مقابل مدّ الجيش السوداني بالأسلحة والذخائر، ووافقنا على ذلك.

وعاد ملف القاعدة الروسية إلى السطح عقب زيارات متبادلة جرت خلال الأشهر الماضية بين المسؤولين الروسيين والسودانيين، وبعد نحو عامين من تجميد الخرطوم اتفاقية مع موسكو بذات الخصوص.

وكانت مصادر إقليمية تحدثت عن رصد رسو 3 قطع حربية بحرية أميركية في ميناء بورتسودان، ولم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على معلومات مؤكدة بشكل قاطع من المسؤولين العسكريين.

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان مستقبلاً المبعوث الروسي ميخائيل بوغدانوف في بورتسودان (أرشيفية - سونا)

ويبدو أن التفاهمات بين السودان وروسيا بشأن القاعدة تجمدت أو توقفت بعدما اصطدمت بتقاطعات المصالح الدولية والإقليمية في البحر الأحمر، إذ إن الخطوة تجد معارضة من أميركا ودول في المحيط العربي والأفريقي.

ومن جهة ثانية، قال مختار إن الموانئ البحرية السودانية لم تتأثر بالحرب، كما حدث لقطاعات كثيرة في البلاد، مشيراً إلى ازدياد حركة الاستيراد والتصدير، بفضل التدابير التي وضعتها الهيئة لتتجاوز أزمة الحرب، مضيفاً أن الميناء يعد الركيزة الأساسية للدولة في ظل الحرب.

وأشار إلى تصدير 5 ملايين رأس من الماشية عبر ميناء بورتسودان، بدلاً من مليونين قبل الحرب، عازياً ذلك إلى أن بورتسودان أصبحت البوابة الوحيدة للتصدير.

ونوّه مدير الموانئ السودانية إلى تدنٍ ملحوظ في حركة الصادر من ولايات البلاد وإليها داخل نطاق القتال الدائر بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) العام الماضي.

وقال إن التجار يقومون بمجهودات كبيرة لاستيراد المواد الغذائية، خاصة عبر الميناء الشمالي والأخضر، لإيصالها إلى مناطق الاشتباكات، وفي بعض الأحيان تتعرض للنهب والسلب لعدم توفر الحماية في الطرق.

وأكد مختار أن دور العاملين في الموانئ البحرية دعم القوات المسلحة السودانية في حربها ضد «قوات الدعم السريع»، وتبرعوا بمبلغ 140 مليار جنيه سوداني لها، ووزّعوا خلايا شمسية في الارتكازات والمركبات بالخطوط الأمامية للقتال لشحن الهواتف والراديو.

وذكر أن هذا الأمر أحد أسباب الانتصارات التي حقّقها الجيش في المعارك، لأنه سهّل التواصل بين القوات، مشيراً إلى أن رئيس مجلس السيادة، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، طلب 200 خلية طاقة شمسية إضافية.

وقال مختار إنه لا يوجد صراع بين هيئة الموانئ ووزارة المالية، وإن هناك تعاوناً كاملاً بين الجانبين في كيفية تسيير الاحتياجات وتطوير الموانئ.

وعدّ مدير الموانئ الإضرابات التي نفّذها العمال في مارس (آذار) الماضي أفكار شباب واعتقادات خاصة تستند على معلومات خاطئة.

وقال إن «عمال الموانئ لهم دور في تطوير القطاع، لكن بعضهم يعطلون العمل ويتحدثون عن إغلاق الميناء، وهؤلاء لا نعيرهم اهتماماً، لكن نتحدث معهم، ونقول لهم هذا خطأ وهذا صحيح».