انتخابات فرنسا تثير قلق الأوساط الاقتصادية الألمانية

فوز اليمين أو اليسار المتطرفَين يهدد أكبر مستثمر أوروبي

أعلام ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي أمام مبنى المستشارية (رويترز)
أعلام ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي أمام مبنى المستشارية (رويترز)
TT

انتخابات فرنسا تثير قلق الأوساط الاقتصادية الألمانية

أعلام ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي أمام مبنى المستشارية (رويترز)
أعلام ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي أمام مبنى المستشارية (رويترز)

تخشى الأوساط الاقتصادية الألمانية من عواقب الانتخابات البرلمانية في فرنسا، إذا وصل اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف إلى السلطة هناك.

وقال المدير التنفيذي لغرفة التجارة والصناعة الألمانية الفرنسية في باريس، باتريك براندماير: «عند تحليل بيانات السياسة الاقتصادية من اليمين واليسار، تتوصل الشركات الألمانية والفرنسية إلى نفس النتيجة: جاذبية فرنسا ستتأثر نتيجة لذلك».

ورداً على هزيمة القوى الليبرالية الفرنسية في انتخابات البرلمان الأوروبي والفوز الساحق للقوميين اليمينيين، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحل الجمعية الوطنية، وأعلن إجراء انتخابات مبكرة لمجلس النواب الفرنسي على جولتين يوم الأحد، وفي 7 يوليو (تموز) المقبل.

وقال براندماير إن الزيادات الحادة في الإنفاق الحكومي، والتراجع عن الإصلاحات التي تم تنفيذها على مدى السنوات السبع الماضية، والزيادة المحتملة للغاية في الضرائب، لن تجعل الشركات متفائلة.

وأضاف: «الأمر نفسه ينطبق على بعض التصريحات بشأن الابتعاد عن أوروبا أو التشكيك في اتفاقيات التجارة الحرة»، مضيفاً أن الدين الوطني الفرنسي المرتفع بالفعل من المرجح أن يستمر في الارتفاع، موضحاً أن ارتفاع أسعار الفائدة على سندات الحكومة الفرنسية من شأنه أن يفرض ضغوطاً أكبر على موازنة الحكومة الفرنسية المنهكة بالفعل.

وقال براندماير إن معنويات المستهلكين ستتأثر أيضاً، حيث سينكمش الإنفاق الخاص أو سيتم تأجيل العديد من خطط الإنفاق، الأمر الذي من شأنه أن يفسد التوقعات الاقتصادية الضعيفة بالفعل.

من ناحية أخرى، لا يستبعد براندماير حدوث دفعة اقتصادية قصيرة المدى نتيجة لتدابير القوة الشرائية، مثل زيادة الحد الأدنى للأجور أو خفض ضريبة القيمة المضافة.

وأشار إلى أن أصحاب العمل سينتظرون أيضاً ليروا كيف يتطور الوضع الاقتصادي قبل توظيف موظفين جدد، موضحاً أن ذلك من شأنه أن يزيد من تفاقم الوضع المتوتر بالفعل في سوق العمل بالنسبة للشركات والعمال المؤهلين.

وإذا فاز اليمين المتطرف، ستكون هناك أيضاً مسألة مصير العمال المهاجرين الذين يشكلون أهمية أساسية في عمل قطاعات معينة مثل البناء أو الضيافة، بحسب براندماير.

وقال براندماير إن الاستثمارات والنمو والوظائف على المحك، مضيفاً: «على المدى القصير، لا نتوقع أي تغييرات كبيرة أو قرارات هيكلية من الشركات الألمانية، حيث يسود موقف الانتظار والترقب... إذا تدهورت الظروف التنافسية والتوقعات الاقتصادية في فرنسا، فسيكون لذلك تأثير على الاستثمار والنمو والتوظيف على المدى المتوسط إلى الطويل».

وتعد ألمانيا أكبر مستثمر أوروبي في فرنسا، كما تعد فرنسا ثاني أهم سوق تصدير للشركات الألمانية.

وقال براندماير: «إن تراجع الظروف العامة المواتية والتباطؤ الاقتصادي في فرنسا من شأنه أن يضغط على الشركات الألمانية»، مؤكداً أن ألمانيا وأوروبا بحاجة إلى فرنسا قوية ومستقرة اقتصادياً وسياسياً ومالياً.


مقالات ذات صلة

مناقشات سعودية لتعزيز الحراك الابتكاري مع كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية

الاقتصاد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي يلتقي الرئيس التنفيذي لشركة «ميتا» (حساب الوزارة على «إكس»)

مناقشات سعودية لتعزيز الحراك الابتكاري مع كبرى شركات التكنولوجيا الأميركية

يكثف وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي المهندس عبد الله السواحة جولاته ويلتقي كبرى الشركات الأميركية سعياً لتعزيز الحراك الابتكاري وتوسيع الشراكات.

«الشرق الأوسط» (سياتل)
الاقتصاد شعار شركة «شي إن" الصينية للتجارة الإلكترونية على هاتف ذكي (رويترز)

ألمانيا تعرقل عملية بيع توربينات غاز للصين

ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن المفوضية الأوروبية سوف تقترح إلغاء الحد الأدنى الذي يمكن بموجبه شراء سلع معفاة من الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
المشرق العربي مشهد لواجهة بيروت البحرية - كورنيش المنارة (رويترز)

بيروت تستقر في قائمة المدن «الأسوأ» عالمياً بنوعية الحياة

احتفظت بيروت بتصنيفها المتدني في قائمة المدن العربية والعالمية في مؤشر «نوعية الحياة»، رغم تسجيل تقدم طفيف في كلفة المعيشة والقدرات الشرائية وبدلات الإيجارات.

علي زين الدين (بيروت)
الاقتصاد زائرون للمعرض الدولي للذكاء الاصطناعي في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ب)

الصين تتصدر العالم في سباق براءات اختراع الذكاء الاصطناعي

أظهرت بيانات الأمم المتحدة الأربعاء أن الصين تتقدم بفارق كبير على دول أخرى في اختراعات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد أطفال يرتدون ملابس تقليدية في أحد المعابد القديمة بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

نمو نشاط الخدمات في الصين بأدنى مستوى في 8 أشهر

أظهر مسح للقطاع الخاص يوم الأربعاء أن نشاط الخدمات في الصين توسع في يونيو بأبطأ وتيرة في ثمانية أشهر.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مؤشر «مديري المشتريات» بالسعودية يبقى في منطقة التوسع الاقتصادي

مركز الملك عبد الله المالي في السعودية (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

مؤشر «مديري المشتريات» بالسعودية يبقى في منطقة التوسع الاقتصادي

مركز الملك عبد الله المالي في السعودية (الشرق الأوسط)
مركز الملك عبد الله المالي في السعودية (الشرق الأوسط)

سجل مؤشر مديري المشتريات الصادر من بنك الرياض في السعودية 55 نقطة في يونيو (حزيران) الماضي، نتيجة لتحسن قوي آخر في النشاط التجاري على القطاع الخاص غير المنتج للنفط؛ حيث تشير القراءات التحليلية الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتخطيط إلى بقاء المؤشر فوق حد الخمسين نقطة ليبقى في منطقة التوسع الاقتصادي.

وقال بنك الرياض، الأربعاء، إن الشركات قامت بزيادة مستويات إنتاجها لدعم المبيعات والمشاريع، وجاء الارتفاع في النشاط على الرغم من وجود أدلة إضافية على تراجع توقعات الطلب؛ حيث انخفض نمو الطلبات الجديدة إلى أضعف مستوى له منذ ما يقرب من عامين ونصف العام.

وسجلت الشركات غير المنتجة للنفط أبطأ ارتفاع في مشتريات مستلزمات الإنتاج منذ ما يقرب من 3 سنوات؛ حيث تتطلع إلى تخفيف الزيادات الأخيرة في المخزون، في حين تراجع نمو فرص العمل أيضاً مقارنة بشهر مايو (أيار).

وفي الوقت نفسه، كانت هناك تقارير أخرى تفيد بأن تقديم تخفيضات للعملاء قد أثر على أسعار البيع الإجمالية وجاء معاكساً للجهود المبذولة لتمرير الزيادة القوية في أسعار مستلزمات الإنتاج إلى العملاء.

ظروف العمل

وانخفض مؤشر مديري المشتريات الرئيسي للشهر الثاني على التوالي في يونيو؛ حيث انخفض من 56.4 في مايو إلى 55 نقطة في يوليو (تموز)، على الرغم من أن القراءة كانت أعلى بكثير من المستوى المحايد البالغ 50 نقطة، بما يتوافق مع التحسن القوي في ظروف العمل، إلا أنها كانت أدنى قراءة مسجلة منذ يناير (كانون الثاني) 2022.

ويعزى الانخفاض في المؤشر الرئيسي إلى حد كبير لضعف الزيادة في حجم الطلبات الجديدة، مع تباطؤ معدل النمو للشهر الثالث على التوالي إلى أقل مستوى له منذ ما يقرب من عامين ونصف العام.

وأفادت بعض الشركات غير المنتجة للنفط بزيادة الطلب وجذب عملاء جدد والإنفاق على تطوير الأعمال، في حين أشارت شركات أخرى إلى تراجع ظروف السوق.

واستفادت معدلات الطلبات الجديدة الإجمالية بشكل جزئي من الزيادة القوية في مبيعات التصدير التي كانت أيضاً الأسرع في عام 2024 حتى الآن.

مستويات الإنتاج

من ناحيته، ذكر الخبير الاقتصادي الأول في بنك الرياض الدكتور نايف الغيث أن تسجيل مؤشر مديري المشتريات للاقتصاد غير المنتج للنفط 55 نقطة يمثل أبطأ وتيرة توسع منذ يناير 2022. وشهدت الطلبات الجديدة في المؤشر انخفاضاً مقارنة بالشهر السابق، ما يشير إلى تراجع طفيف في نمو الطلب داخل القطاعات غير المنتجة للنفط.

وواصل الدكتور الغيث: «على الرغم من هذا التباطؤ، فقد كان النمو في القطاعات غير المنتجة للنفط مدعوماً بزيادة قوية في مستويات الإنتاج، كما ارتفعت أعداد الموظفين، واستمرت مواعيد تسليم الموردين في التحسن».

وفي نشرة تحليلية لوزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية، أوضحت أن مؤشر الإنتاج سجل 61.1 نقطة مدعوماً بالتحسن في النشاط التجاري في القطاع الخاص غير النفطي، وأن مؤشرات التوظيف استمرت بالارتفاع مدفوعة بزيادة أعداد الموظفين واستقرار سلاسل التوريد.

وبيّنت الوزارة أن النظرة التفاؤلية لأصحاب الأعمال والمستثمرين استمرت في ظل تحسن ظروف السوق وارتفاع الطلب على السلع والخدمات، التي بدورها تنعكس إيجاباً على النظرة المستقبلية للعام الحالي.