الثروات لا تأتي بالصرف العشوائي... 4 أشياء لا ينفق المليونير العصامي أمواله عليها

عندما تكون لديك أموال فمن المهم أن تكون واعياً بشأن إنفاقك (رويترز)
عندما تكون لديك أموال فمن المهم أن تكون واعياً بشأن إنفاقك (رويترز)
TT

الثروات لا تأتي بالصرف العشوائي... 4 أشياء لا ينفق المليونير العصامي أمواله عليها

عندما تكون لديك أموال فمن المهم أن تكون واعياً بشأن إنفاقك (رويترز)
عندما تكون لديك أموال فمن المهم أن تكون واعياً بشأن إنفاقك (رويترز)

من السهل أن تتخيل ما يمكن أن تشتريه لنفسك لو كنت مليونيراً، ومع ذلك، عندما تتحدث إلى أصحاب الملايين الفعليين، تدرك أنه لا أحد يحتكم على مليون دولار عن طريق الإنفاق بشكل عشوائي.

وتحدثت شبكة «سي إن بي سي» مع عديد من أصحاب الملايين على مرّ السنين، وكثيراً ما سألتهم: «ما الذي ترفضون إنفاق المال عليه؟». وأوضحت الإجابات أنه حتى عندما تكون لديك أموال، فمن المهم أن تكون واعياً بشأن إنفاقك إذا كنت تأمل في تنمية ثروتك والحفاظ عليها.

بالنسبة للبعض، مثل المليونير تود بالدوين، يعدّ التوفير أمراً يشبه اللعبة تقريباً. وقال للشبكة، إنه «أمر ممتع حقاً أن تكون قادراً على شراء شيء ما ثم تختار عدم القيام بذلك».

وفيما يلي أمور لا ينفق أصحاب الملايين العصاميون المال عليها أبداً:

الموضة السريعة

يحافظ جوناثان سانشيز، المليونير العصامي ومؤسس شركة «Parent Portfolio»، على ميزانية منخفضة للملابس من خلال إبقاء الأمور واضحة.

وقال: «أنا لا أفكر في ملابسي». وأوضح أنه يحتفظ بخزانة صغيرة من الملابس البسيطة والخالدة.

وأضاف: «إذا كنت أرتدي ملابس غير رسمية، سأرتدي الجينز الأزرق مع (تي شيرت) أو (بولو). إذا كنت سأحضر حدثاً رسمياً، فسوف أرتدي بدلة وربطة عنق».

يسمح له ذلك بتجنب إغراء الإنفاق على الملابس الجديدة البراقة أو الأزياء الرخيصة التي يمكن التخلص منها.

فهو لا يشتري ملابس جديدة إلا عندما يحتاج إلى استبدالها بالملابس «التي بها ثقوب واضحة بسبب التآكل الطبيعي»، على حد تعبيره.

الضمانات الممتدة (Extended warranties)

ينشر ستيف أدكوك رسالته الإخبارية حول عادات المليونير بصفتها جزءاً من جهده لقيادة الناس إلى الاستقلال المالي والتقاعد المبكر بالطريقة التي وصل هو بها إلى هذا المستوى، من خلال النجاح المهني، والاستثمار بحكمة، والعيش بشكل مقتصد.

وبحسبه، فهناك شيء واحد لن ينفق عليه، وهو الضمانات الممتدة على الأجهزة المنزلية والإلكترونيات من المتاجر الكبيرة. وقال: «ربما لن تستخدمه. إنه مجرد ربح إضافي للمتجر».

وبدلاً من المطالبة بالضمانة، يقوم أدكوك بوضع قليل من المال في صندوق الطوارئ الخاص به كل شهر لتغطية الإصلاحات. عندما يحتاج إلى إصلاح إحدى الأدوات، تكون لديه الأموال اللازمة لتغطيته. وإذا لم يحتج إلى ذلك فيمكنه وضع المال في نفقات أخرى.

الملابس الرياضية

«لماذا تنفق على شيء باهظ الثمن عندما يكون الشيء المجاني مفيداً أيضاً؟»، هذا هو تفكير برناديت جوي، مؤسِّسة «Crush Your Money goals»، عندما يتعلق الأمر بملابس التمرين.

وقالت: «بفضل ظهور صناعة الألعاب الرياضية، يبدو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية في بعض الأحيان أشبه بعرض أزياء أكثر من كونه روتيناً للياقة البدنية».

الخروج ليلاً مع الأصدقاء

«لماذا تنفق على نشاط يمكن أن يدر دخلاً لك؟»، سأل بالدوين.

وقال إنه نادراً ما ينفق على رحلات إلى المطاعم أو إلى السينما، «ولكن فقط لأنه يعرف كيف يحصل على المال مقابل ذلك».

وبالدوين هو «متسوق سري» ويتقاضى أجراً مقابل تناول الطعام بالخارج والذهاب للتسوق، من البقالة، ومشاهدة الأفلام، وحتى زيارة الفنادق والكازينوهات، مقابل تقديم تعليقات حول المنتجات والخدمات التي يستخدمها.


مقالات ذات صلة

غوتيريش يحذر في «كوب 29»: ادفعوا... أو واجهوا كارثة تهدد البشرية

الاقتصاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث في مؤتمر «كوب 29» في باكو (د.ب.أ)

غوتيريش يحذر في «كوب 29»: ادفعوا... أو واجهوا كارثة تهدد البشرية

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لقادة العالم في قمة «كوب 29» في باكو يوم الثلاثاء، إنهم بحاجة إلى «دفع المال»؛ لمنع الكوارث الإنسانية

«الشرق الأوسط»
الاقتصاد أحد مقرّات «المراعي» في السعودية (موقع الشركة)

«المراعي» السعودية تستحوذ على «حموده» الأردنية مقابل 70 مليون دولار

استحوذت «المراعي» على «حموده للصناعات الغذائية» لتوسيع أعمالها وتعزيز وجودها في الأردن مقابل 263 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد يأتي ارتفاع مؤشر مديري المشتريات في إطار توسع أكبر في الإنتاج والطلبات الجديدة، حسب مؤشر «بنك الرياض» (الشرق الأوسط)

أعلى مستوى لنشاط القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية منذ 4 أشهر

تسارعت أنشطة الأعمال في غير القطاع النفطي في السعودية إلى أعلى مستوى خلال 4 أشهر في سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
TT

«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود

شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)

في النسيج الواسع لتاريخ الفن التشكيلي، تبرز بعض الأعمال الفنية وتكتسب شهرة عالمية، ليس بسبب مفرداتها وصياغاتها الجمالية، ولكن لقدرتها العميقة على استحضار المشاعر الإنسانية، وفي هذا السياق تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود»، وهي كذلك شهادة على «قوة الفن في استكشاف أعماق النفس، وصراعاتها الداخلية».

هذه المعالجة التشكيلية لهموم البشر وضغوط الحياة استشعرها الجمهور المصري في أول معرض خاص لماهر البارودي في مصر؛ حيث تعمّقت 32 لوحة له في الجوانب الأكثر قتامة من النفس البشرية، وعبّرت عن مشاعر الحزن والوحدة والوجع، لكنها في الوقت ذاته أتاحت الفرصة لقيمة التأمل واستكشاف الذات، وذلك عبر مواجهة هذه العواطف المعقدة من خلال الفن.

ومن خلال لوحات معرض «المرايا» بغاليري «مصر» بالزمالك، يمكن للمشاهدين اكتساب فهم أفضل لحالتهم النفسية الخاصة، وتحقيق شعور أكبر بالوعي الذاتي والنمو الشخصي، وهكذا يمكن القول إن أعمال البارودي إنما تعمل بمثابة تذكير قوي بالإمكانات العلاجية للفن، وقدرته على تعزيز الصحة النفسية، والسلام، والهدوء الداخلي للمتلقي.

لماذا يتشابه بعض البشر مع الخرفان (الشرق الأوسط)

إذا كان الفن وسيلة للفنان والمتلقي للتعامل مع المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإن البارودي اختار أن يعبِّر عن المشاعر الموجعة.

يقول البارودي لـ«الشرق الأوسط»: «يجد المتلقي نفسه داخل اللوحات، كل وفق ثقافته وبيئته وخبراته السابقة، لكنها في النهاية تعكس أحوال الجميع، المعاناة نفسها؛ فالصراعات والأحزان باتت تسود العالم كله». الفن موجود إذن بحسب رؤية البارودي حتى يتمكّن البشر من التواصل مع بعضهم بعضاً. يوضح: «لا توجد تجربة أكثر عالمية من تجربة الألم. إنها تجعلهم يتجاوزون السن واللغة والثقافة والجنس لتعتصرهم المشاعر ذاتها».

الفنان السوري ماهر البارودي يحتفي بمفردة الخروف في لوحاته (الشرق الأوسط)

لكن ماذا عن السعادة، ألا تؤدي بالبشر إلى الإحساس نفسه؟، يجيب البارودي قائلاً: «لا شك أن السعادة إحساس عظيم، إلا أننا نكون في أقصى حالاتنا الإنسانية عندما نتعامل مع الألم والمعاناة». ويتابع: «أستطيع التأكيد على أن المعاناة هي المعادل الحقيقي الوحيد لحقيقة الإنسان، ومن هنا فإن هدف المعرض أن يفهم المتلقي نفسه، ويفهم الآخرين أيضاً عبر عرض لحظات مشتركة من المعاناة».

وصل الوجع بشخوص لوحاته إلى درجة لم يعد في استطاعتهم أمامه سوى الاستسلام والاستلقاء على الأرض في الشوارع، أو الاستناد إلى الجدران، أو السماح لعلامات ومضاعفات الحزن والأسى أن تتغلغل في كل خلايا أجسادهم، بينما جاءت الخلفية في معظم اللوحات مظلمةً؛ ليجذب الفنان عين المشاهد إلى الوجوه الشاحبة، والأجساد المهملة الضعيفة في المقدمة، بينما يساعد استخدامه الفحم في كثير من الأعمال، وسيطرة الأبيض والأسود عليها، على تعزيز الشعور بالمعاناة، والحداد على العُمر الذي ضاع هباءً.

أحياناً يسخر الإنسان من معاناته (الشرق الأوسط)

وربما يبذل زائر معرض البارودي جهداً كبيراً عند تأمل اللوحات؛ محاولاً أن يصل إلى أي لمسات أو دلالات للجمال، ولكنه لن يعثر إلا على القبح «الشكلي» والشخوص الدميمة «ظاهرياً»؛ وكأنه تعمّد أن يأتي بوجوه ذات ملامح ضخمة، صادمة، وأحياناً مشوهة؛ ليعمِّق من التأثير النفسي في المشاهد، ويبرز المخاوف والمشاعر المكبوتة، ولعلها مستقرة داخله هو نفسه قبل أن تكون داخل شخوص أعماله، ولمَ لا وهو الفنان المهاجر إلى فرنسا منذ نحو 40 عاماً، وصاحب تجربة الغربة والخوف على وطنه الأم، سوريا.

أجواء قاتمة في خلفية اللوحة تجذب العين إلى الألم البشري في المقدمة (الشرق الأوسط)

وهنا تأخذك أعمال البارودي إلى لوحات فرنسيس بيكون المزعجة، التي تفعل كثيراً داخل المشاهد؛ فنحن أمام لوحة مثل «ثلاث دراسات لشخصيات عند قاعدة صلب المسيح»، نكتشف أن الـ3 شخصيات المشوهة الوحشية بها إنما تدفعنا إلى لمس أوجاعنا وآلامنا الدفينة، وتفسير مخاوفنا وترقُّبنا تجاه ما هو آتٍ في طريقنا، وهو نفسه ما تفعله لوحات الفنان السوري داخلنا.

لوحة العائلة للفنان ماهر البارودي (الشرق الأوسط)

ولا يعبأ البارودي بهذا القبح في لوحاته، فيوضح: «لا أحتفي بالجمال في أعمالي، ولا أهدف إلى بيع فني. لا أهتم بتقديم امرأة جميلة، ولا مشهد من الطبيعة الخلابة، فقط ما يعنيني التعبير عن أفكاري ومشاعري، وإظهار المعاناة الحقيقية التي يمر بها البشر في العالم كله».

الخروف يكاد يكون مفردة أساسية في أعمال البارودي؛ فتأتي رؤوس الخرفان بخطوط إنسانية تُكسب المشهد التصويري دراما تراجيدية مكثفة، إنه يعتمدها رمزيةً يرى فيها تعبيراً خاصاً عن الضعف.

لبعض البشر وجه آخر هو الاستسلام والهزيمة (الشرق الأوسط)

يقول الفنان السوري: «الخروف هو الحيوان الذي يذهب بسهولة لمكان ذبحه، من دون مقاومة، من دون تخطيط للمواجهة أو التحدي أو حتى الهرب، ولكم يتماهى ذلك مع بعض البشر»، لكن الفنان لا يكتفي بتجسيد الخروف في هذه الحالة فقط، فيفاجئك به ثائراً أحياناً، فمن فرط الألم ومعاناة البشر قد يولد التغيير.