اتّهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، زعيم المعارضة رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، بجرّ البلاد إلى التوتر على الرغم من لقاءات «التطبيع السياسي».
واستقبل إردوغان بالقصر الرئيسي في أنقرة رئيس حزب الحركة القومية شريك حزب العدالة والتنمية في «تحالف الشعب»، دولت بهشلي؛ في محاولة لنفي وجود أزمة غير معلنة في التحالف.
سجال «التطبيع»
وخلال كلمته أمام اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية بمقر البرلمان، الأربعاء، أبدى إردوغان غضبه مجدداً من تصريحات أوزيل التي أدلى بها في مؤتمر صحافي في إسطنبول، بعد يومين من لقائهما بمقر حزب الشعب الجمهوري في أنقرة في 11 يونيو (حزيران) الحالي، والتي تحدث فيها عن احتمال وجود مشاكل في «تحالف الشعب».
وجاءت تصريحات أوزيل رداً على بيان لبهشلي في 12 يونيو، وعد فيه أن عملية التطبيع واللقاءات بين الحكومة والمعارضة تستهدف حزب الحركة القومية، مُلوّحاً بالخروج من «تحالف الشعب»، وأن حزب العدالة والتنمية بإمكانه التحالف مع «الشعب الجمهوري».
ورد أوزيل واصفاً بهشلي بـ«المتواطئ»، وطالبه بعدم دفع «شريكه في الجريمة» نحو الشعب الجمهوري، في إشارة إلى مسؤولية «تحالف الشعب» عن تردي الأوضاع الاقتصادية والحريات واستقلال القضاء والسياسة الخارجية للبلاد.
ووجّه إردوغان انتقادات حادة إلى أوزيل، دون ذكره بالاسم، قائلاً: «المصالحة المتحضرة أو التطبيع أو الانفراجة السياسية لا تعني التشهير بنا. لن نتسامح مع العبارات غير اللائقة». وتابع: «نتوقع أن تقترب المعارضة من التسامح، على الرغم من كل صدقنا، فإنكم ترون كيف تستجيب المعارضة لجهودنا البناءة، وتراقب أمتنا كيف يحاول زعيم حزب الشعب الجمهوري جرّ السياسة إلى التوتر».
اتهامات لأوزيل
وفي إشارة إلى استخدام أوزيل عبارة «لا تدفع شريكك في الجريمة نحونا»، قال إردوغان: «أولئك الذين يبحثون عن شريك يجب ألا يتعبوا أنفسهم كثيراً، نتوقع التطبيع من المعارضة ومنفتحون على انتقاداتها، لكننا لن نتسامح مع التصريحات غير اللائقة ولن نجعل أحداً شريكاً في قصة نجاحنا التي حققناها على مدى 22 عاماً».
وأضاف: «لقد شهد حزبنا (العدالة والتنمية) العديد من الخيانات والانقلابات ومحاولات الوصاية خلال الـ22 عاماً الماضية، لكنه حظي باهتمام الأمة لأنه لم يكن أبداً طرفاً في صنع التوتر والاستقطاب، بل كان دائماً ضحية للاستقطاب والانقسام».
وشدد إردوغان على أن حزب العدالة والتنمية سيواصل السير جنباً إلى جنب مع حزب الحركة القومية في «تحالف الشعب»، وأكد أن الاعتداء على أي عضو فيه يشكل استهدافاً مباشراً لتماسك التحالف.
في السياق ذاته، وبعدما تردد عن خلافات غير معلنة داخل «تحالف الشعب»، قال إردوغان: «إنني والسيد دولت بهشلي نعي جيداً محاولات بث الفتنة والفرقة في التحالف، ولن ندعها تنال منه». وعقب اجتماع المجموعة البرلمانية للعدالة والتنمية، استقبل إردوغان بهشلي بالقصر الرئاسي في أنقرة، مستهدفاً تبديد التكهنات والشائعات حول وجود أزمة غير معلنة في «تحالف الشعب».