«حزب الله» يستهدف موقعين إسرائيليين رداً على مقتل قيادي من «الجماعة الإسلامية»

عناصر من «حزب الله» يتدربون في قرية عرمتى جنوب لبنان في مايو من العام الماضي (أ.ب)
عناصر من «حزب الله» يتدربون في قرية عرمتى جنوب لبنان في مايو من العام الماضي (أ.ب)
TT

«حزب الله» يستهدف موقعين إسرائيليين رداً على مقتل قيادي من «الجماعة الإسلامية»

عناصر من «حزب الله» يتدربون في قرية عرمتى جنوب لبنان في مايو من العام الماضي (أ.ب)
عناصر من «حزب الله» يتدربون في قرية عرمتى جنوب لبنان في مايو من العام الماضي (أ.ب)

أعلن «حزب الله» اليوم (الأحد) أنه استهدف موقعاً عسكرياً في شمال إسرائيل «رداً على اغتيال» قيادي من «الجماعة الإسلامية» في شرق لبنان، بعد ساعات من نشره مقطعاً مصوراً يحدد مواقع في إسرائيل مع إحداثياتها، وسط خشية من اتساع نطاق التصعيد بين الطرفين على وقع التهديدات المتبادلة.

وكانت «الجماعة الإسلامية»، الفصيل المقرب من حركة «حماس»، قد نعَت الثلاثاء «أيمن غطمة الذي ارتقى شهيداً ظهر السبت بغارة صهيونية غادرة» في بلدة الخيارة بالبقاع الغربي. وأكدت إسرائيل تنفيذها الضربة، وقالت إن المستهدف كان مسؤولاً عن إمداد فصيله و«حماس» بالأسلحة في المنطقة.

وقال «حزب الله» إن مقاتليه شنّوا «هجوماً جوياً بمُسيَّرة انقضاضية على مقر قيادة» عسكري في ثكنة بيت هلل، مستهدفين «أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها».

وأعلن في بيان ثانٍ شنّه «هجوماً جوياً بسرب من المُسيَّرات الانقضاضية على مقر قيادة» مستحدث شمال شرقي صفد. وقال إن الهجومين اللذين استهدفا «أماكن تموضع واستقرار» ضباط وجنود إسرائيليين في الموقعين، جاءا «رداً على الاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة الخيارة».

وأفاد الجيش الإسرائيلي من جهته، في بيان، بأنّ «مُسيَّرة معادية من لبنان» اخترقت شمال إسرائيل و«سقطت في منطقة بيت هلل من دون وقوع إصابات». وأوضح أنه أطلق خلال الحادث «صاروخ اعتراض نحو المُسيَّرة، وتم تفعيل الإنذارات خشية سقوط شظايا».

ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، يتبادل «حزب الله» وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. وتشارك مجموعات أخرى، لبنانية وفلسطينية، بين حين وآخر، في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل.

وشهد الأسبوع الماضي ارتفاعاً في منسوب التوتر بين «حزب الله» وإسرائيل، على خلفية مقتل قيادي بارز من الحزب بضربة إسرائيلية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء «المصادقة على الخطط العملانية لهجوم على لبنان»، في وقت حذّر فيه الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، في اليوم التالي، من أن أي مكان في إسرائيل «لن يكون بمنأى» عن صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب.

وبعد نشر الحزب المدعوم من طهران، الثلاثاء، مقطعاً مصوراً يظهر مسحاً شاملاً لمدينة حيفا ومحيطها، ويحدّد مواقع منشآت حيوية عسكرية ومدنية، فيما بدا أشبه بقائمة أهداف محتملة في حال اندلاع حرب مع إسرائيل، بثَّ الحزب مجدداً في وقت متأخر أمس (السبت) مقطعاً جديداً.

ويتضمّن شريط الفيديو المعنون «إلى من يهمه الأمر» تحديد مواقع عدة في إسرائيل مورداً إحداثياتها، من دون تسميتها. ويظهر فيه مقتطف من خطاب نصر الله الأخير، وهو يقول: «إذا فُرضت الحرب على لبنان، فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط ولا قواعد».

وندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بـ«خطاب عدائي» لإسرائيل و«حزب الله» يثير مخاوف من كارثة «تفوق التصور»، منبّهاً بأن لبنان لا يمكن أن يصبح «غزة أخرى».

ومنذ بدء التصعيد، قُتل 480 شخصاً في لبنان، بينهم 93 مدنياً على الأقل، و313 مقاتلاً من «حزب الله»، وفق تعداد يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسميّة لبنانيّة.

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.


مقالات ذات صلة

​إسرائيل: لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع «حزب الله»

المشرق العربي امرأة تحمل دمية خلال عبورها أمام منزل دمره قصف إسرائيلي في بلدة عيتا الشعب بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

​إسرائيل: لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع «حزب الله»

رفع «حزب الله» مستوى القصف لأهداف عسكرية إسرائيلية الأحد باستخدام صواريخ ثقيلة وذلك بعد استهداف إسرائيلي لمنزل في بلدة بالجنوب أدى إلى مقتل 3 من عناصره.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي امرأة تحمل صورة أمين عام «حزب الله» وتعبر بين ركام خلفته الغارات الإسرائيلية في بلدة عيتا الشعب بجنوب لبنان (أ.ب)

«حزب الله» يطالب الراعي بتوضيح موقفه حيال وصف العمليات العسكرية بـ«الإرهاب»

طالب «حزب الله» البطريرك الماروني بشارة الراعي بـ«إيضاح» موقفه حول وصف العمل العسكري الذي يقوم به الحزب بـ«الإرهابي»، قائلاً إن ما قيل «كبير جداً».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله مستقبلاً الأمين العام لـ«الجماعة الإسلامية» محمد طقوش (الوكالة الوطنية للإعلام)

حرب جنوب لبنان تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة

خلطت الحرب الدائرة في جنوب لبنان الأوراق، وبدّلت صورة التحالفات بين «حزب الله» وأطرافٍ سياسية، إذ نجح الحزب باستمالة بعض القوى الفاعلة على الساحة السنية.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي أسرة لبنانية تقف بجوار منزل دمر في غارة إسرائيلية على بلدة عيتا الشعب الحدودية (أ.ب)

غارات إسرائيلية على عدة مواقع لـ«حزب الله» في لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، أن طائرات مقاتلة إسرائيلية قصفت العديد من مواقع «حزب الله»، في جنوب لبنان، الليلة الماضية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس (إ.ب.أ)

وزير خارجية إسرائيل يتوعد إيران بالتدمير بعد التهديد بشن «حرب إبادة»

قال وزير خارجية إسرائيل إن الرسالة التي بعثت بها إيران فيما يتعلق بشن «حرب إبادة» في حالة تنفيذ إسرائيل عملاً عسكرياً واسع النطاق في لبنان، تجعلها تستحق التدمير

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

مشاورات يمنية في مسقط حول تبادل الأسرى

وفد الحكومة اليمنية وفريق التفاوض المشترك لدول التحالف الخاص بملف المحتجزين والمخفيين قسرياً قبيل انطلاق المشاورات مع جماعة الحوثي الأحد في مسقط (الشرق الأوسط)
وفد الحكومة اليمنية وفريق التفاوض المشترك لدول التحالف الخاص بملف المحتجزين والمخفيين قسرياً قبيل انطلاق المشاورات مع جماعة الحوثي الأحد في مسقط (الشرق الأوسط)
TT

مشاورات يمنية في مسقط حول تبادل الأسرى

وفد الحكومة اليمنية وفريق التفاوض المشترك لدول التحالف الخاص بملف المحتجزين والمخفيين قسرياً قبيل انطلاق المشاورات مع جماعة الحوثي الأحد في مسقط (الشرق الأوسط)
وفد الحكومة اليمنية وفريق التفاوض المشترك لدول التحالف الخاص بملف المحتجزين والمخفيين قسرياً قبيل انطلاق المشاورات مع جماعة الحوثي الأحد في مسقط (الشرق الأوسط)

انطلقت في العاصمة العُمانية مسقط، أمس، مشاورات بين الحكومة اليمنية (المعترف بها دولياً)، وجماعة الحوثي، بشأن تبادل الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسرياً، تحت رعاية مكتب المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندبرغ، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وتوقّع ماجد فضائل وكيل وزارة حقوق الإنسان، المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي، أن تستمر المشاورات نحو 10 أيام. وأكد في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «مطلبنا الأساسي هو الإفراج الكلي عن الأسرى والمختطفين من دون تمييز على قاعدة (الكل مقابل الكل)». وتابع: «لدينا توجيهات واضحة وصريحة من قيادتنا السياسية حول ذلك، وأن يتعامل الوفد الحكومي بمسؤولية والتزام كاملَين بهذا الملف الإنساني، وألا يتم تجاوز المخفي السياسي محمد قحطان بأي شكل، ويكون على رأس أي صفقة تبادل».

من جهته، عبّر عبد القادر المرتضى رئيس وفد الحوثيين في حسابه على منصة «إكس»، عن أمله في أن تكون جولة المشاورات «ناجحة، وأن يتم الاتفاق على صفقة تبادل جديدة».