السعودية: بدء «الصيف» فلكياً الخميس... ويستمر 93 يوماً

يوم الانقلاب الشمسي الصيفي هو الأطول في السنة (واس)
يوم الانقلاب الشمسي الصيفي هو الأطول في السنة (واس)
TT

السعودية: بدء «الصيف» فلكياً الخميس... ويستمر 93 يوماً

يوم الانقلاب الشمسي الصيفي هو الأطول في السنة (واس)
يوم الانقلاب الشمسي الصيفي هو الأطول في السنة (واس)

أوضحت الجمعية الفلكية بمحافظة جدة (غرب السعودية)، أن الانقلاب الصيفي سيحدث يوم الخميس 20 يونيو (حزيران) الحالي عند الساعة 11:50 مساءً بتوقيت مكة المكرمة، مشيرة إلى أن الشمس ستكون مباشرة فوق مدار السرطان إيذاناً بأول أيام الصيف فلكياً، الذي سيستمر 92 يوماً و17 ساعة و44 دقيقة في نصف الأرض الشمالي.

وأفاد المهندس ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية، بأن الشمس ستشرق في ذلك اليوم من أقصى الشمال الشرقي، وستكون ظلال الأشياء عند الظهر الأقصر خلال السنة، لافتاً إلى أنها في الانقلاب الصيفي تأخذ أقصى قوس مسار ظاهري نحو الشمال، وهي أعلى شمس ارتفاعاً، وتشاهد من مدار السرطان وكل المناطق الشمالية، وستكون ساعات النهار أطول من «الليل»، وستغرب في أقصى الشمال الغربي.

وبيّن أن هذا الانقلاب يحدث عندما تصل الشمس ظاهرياً إلى أقصى نقطة شمال السماء بالتزامن مع وصول الكرة الأرضية إلى نقطة في مدارها؛ حيث يكون القطب الشمالي عند أقصى ميل له (نحو 23.5 درجة) نحو الشمس، مما ينتج عنه أطول فترة لساعات ضوئها، وأقصر ليل في السنة التقويمية.

وأضاف أن النصف الشمالي من كوكبنا يتلقى الضوء في أقصى زاوية مباشرة في العام؛ حيث يكون طول النهار أكثر من 12 ساعة شمال خط الاستواء، في حين يحدث العكس في النصف الجنوبي من الأرض جنوب خط الاستواء، إذ يكون أقصر من 12 ساعة.

ونوّه أبو زاهرة إلى أن وقت الانقلاب الصيفي لا يحدث في التاريخ نفسه كل عام، إذ يعتمد على وقت وصول الشمس إلى أقصى نقطة نحو الشمال من خط الاستواء السماوي، الذي يتراوح في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بين 20 و22 يونيو، كذلك بسبب الاختلاف بين نظام التقويم الذي عادة ما يكون 365 يوماً والسنة المدارية (المدة التي تستغرقها الأرض للدوران حول الشمس مرة واحدة) والتي تبلغ نحو 365.242199 يوماً.

وزاد: «للتعويض عن جزء الأيام المفقود، يضيف التقويم يوماً كبيساً كل 4 سنوات، مما يجعل تاريخ الصيف يقفز للخلف، ومع ذلك يتغيّر التاريخ أيضاً بسبب تأثيرات أخرى، مثل سحب الجاذبية من القمر والكواكب، وكذلك التذبذب الطفيف في دوران الأرض».

وأوضح رئيس الجمعية أن «بداية فصل الصيف تعتمد على ما إذا كنا نتحدث عن بداية الموسم في مجال الأرصاد الجوية أو الفلكية؛ حيث يقسم معظم علماء الأرصاد السنة إلى أربعة فصول بناءً على الأشهر ودورة درجة الحرارة»، متابعاً: «في هذا النظام، يبدأ الصيف 1 يونيو وينتهي 31 أغسطس (آب)، لذلك لا يعد الانقلاب الصيفي هو اليوم الأول من الصيف من منظور الأرصاد».

وواصل: «أما من الناحية الفلكية، فيُقال إن اليوم الأول من الصيف هو عندما تصل الشمس إلى أعلى نقطة في السماء»، مبيناً أن «هذا يحدث في الانقلاب الصيفي لذلك يعد هو أول أيام الصيف من الناحية الفلكية».

ولفت أبو زاهرة إلى أن «يوم الانقلاب الشمسي الصيفي هو الأطول في السنة، ولكن ليس أكثر أيامها حرارة على مستوى كوكبنا؛ لأن الغلاف الجوي واليابسة والمحيطات تمتص جزءاً من الطاقة القادمة من الشمس وتخزنها، وتعيد إطلاقها حرارة بمعدلات مختلفة، الماء أبطأ في التسخين (أو التبريد) من الهواء أو اليابسة».

وأوضح أنه عند هذا الانقلاب «يستقبل النصف الشمالي من الكرة الأرضية أكبر قدر من الطاقة (أعلى كثافة) من الشمس بسبب زاوية ضوئها وطول النهار»، مضيفاً: «مع ذلك، لا تزال الأرض والمحيطات باردة نسبياً، لذلك لا يتم الشعور بأقصى تأثير للتدفئة على درجة حرارة الهواء».

يشار إلى أنه بعد يوم الانقلاب الصيفي ستبدأ الشمس ظاهرياً بالانتقال نحو الجنوب من جديد في السماء، وتبدأ ساعات النهار تتقلص تدريجياً نتيجة لتقدم الأرض في مدارها حول الشمس حتى موعد الاعتدال الخريفي في 22 سبتمبر (أيلول) المقبل.


مقالات ذات صلة

السعودية تدين توسيع الاستيطان في الضفة... وتحذّر من «عواقب وخيمة»

الخليج السعودية شدّدت على رفضها القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للقانون الدولي (الشرق الأوسط)

السعودية تدين توسيع الاستيطان في الضفة... وتحذّر من «عواقب وخيمة»

أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها إقرار المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي توسيع عمليات الاستيطان في الضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الوزير عبد الله السواحه لدى لقائه أموس هوكشتاين وبريت ماكغورك (وزارة الاتصالات السعودية)

الرياض وواشنطن لتعزيز الشراكة الاستراتيجية في الاقتصاد الرقمي

بحث وزير الاتصالات السعودي مع مسؤولين في البيت الأبيض توسيع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ودعم نمو الاقتصاد الرقمي وتحفيز الابتكار وتطوير صناعة الفضاء

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق دُشِّن «موسم جدة 2024» تحت شعار «من جديد» (الشرق الأوسط)

جدة... وجهة سياحية متجدّدة تمنح زوّارها تجربة صيفية استثنائية

يستثمر «موسم جدة» مقوّمات المدينة السياحية والتاريخية والثقافية والبحرية؛ بهدف تنويع الخيارات أمام الزوّار، متيحاً فعاليات تشمل العروض الفنية والثقافية الحيّة.

إبراهيم القرشي (جدة)
يوميات الشرق الألعاب النارية تُشكّل شعار «موسم جدة» بعد عودته «من جديد» (الشرق الأوسط)

الألعاب النارية تضيء سماء جدة احتفاء بانطلاقة موسمها الترفيهي

أُضيئت سماء جدة (غرب السعودية)، مساء الخميس، بجمال وسحر الألوان والأشكال التي رسمتها الألعاب النارية إيذاناً بافتتاح الموسم الترفيهي الفريد للمدينة الساحلية.

إبراهيم القرشي (جدة)
تكنولوجيا تكبد مشاكل انقطاع الشبكة الشركات متعددة المواقع مخاطر كبيرة يمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية وسمعة سيئة (شاترستوك)

70 % من الشركات السعودية تواجه انقطاعاً في الشبكة وفقدان الاتصالات مرة واحدة شهرياً

يوفر تقرير «كاسبرسكي» الأحدث نظرة أعمق حول تحديات أمن الشبكات التي تواجهها الشركات الموزعة جغرافياً أثناء بناء وصيانة بنيتها التحتية متعددة المواقع.

نسيم رمضان (لندن)

الساحل الشمالي في مصر... مقاربات هزلية بين «الطيب» و«الشرير»

الساحل الشرير يبدأ من مارينا وحتى مطروح (الشرق الأوسط)
الساحل الشرير يبدأ من مارينا وحتى مطروح (الشرق الأوسط)
TT

الساحل الشمالي في مصر... مقاربات هزلية بين «الطيب» و«الشرير»

الساحل الشرير يبدأ من مارينا وحتى مطروح (الشرق الأوسط)
الساحل الشرير يبدأ من مارينا وحتى مطروح (الشرق الأوسط)

على باب مطعم بأحد منتجعات الساحل الشمالي بمصر، وقفت سارة محمود، ربة منزل ثلاثينية، بصحبة زوجها وعدد من الأصدقاء، مندهشة من رفض المطعم دخولهم بداعي أنه «كامل العدد».

رفضت سارة إرسال رسالة عبر حسابات مواقع التواصل لمسؤول الحجز، وآثرت الحضور بنفسها بدلاً من ذلك بناء على اتفاق مع مسؤول الحجز، لتفاجأ بما قيل لها إنها «قواعد الساحل الشمالي»؛ حيث يملك صاحب المكان الحق في رفض دخول الزبائن، حتى وإن كان لديهم حجز.

الساحل الشمالي يثير الجدل كل صيف (الشرق الأوسط)

هذه القواعد التي فاجأت سارة وأصدقاءها منشورة على صفحات بعض الأماكن الترفيهية في منطقة الساحل الشمالي، فيما بات يعرف لرواده بـ«Door selection»، وهو واحد من بين أمور عدة تثير جدلاً سنوياً، وتجذب اهتمام المصريين الذين يدون بعضهم يومياته في الساحل الشمالي على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تقسيمه إلى قسمين «طيب» و«شرير».

ويمتد نطاق الساحل الشمالي من غرب مدينة الإسكندرية مروراً بالعلمين ومرسى مطروح حتى السلوم، وبدأ يكتسب الساحل شهرته في الثمانينات من القرن الماضي، عندما بحث المصريون عن مصايف بديلة للإسكندرية، فانتقلوا من المنتزه والمعمورة إلى مناطق العجمي وبيانكي في حدود الكيلو 21 طريق الإسكندرية - مطروح الصحراوي، قبل أن تشرع الدولة في إنشاء منتجعات صيفية، بدأت بـ«مراقيا» في الكيلو 51، و«ماربيلا»، مروراً بـ«مارينا» بتوسعاتها من 1 إلى 7. ثم منتجعات أعلى سعراً، أسسها مستثمرون، مثل «هاسيندا» و«مراسي». وكان كل منتجع جديد يجتذب المصطافين، لا سيما الأغنياء منهم، حتى يزدحم، فيفر المالكون إلى منتجع جديد أعلى سعراً وهكذا.

بعض الأثرياء المصريين يفضلون الخصوصية والإقامة في منتجعات فاخرة (الشرق الأوسط)

ووفق ما رصدته «الشرق الأوسط» فإن أسعار بعض السلع الرخيصة الثمن على غرار زجاجات المياه والفريسكا وبعض أنواع الحلوى الأخرى تباع بنحو 10 أضعاف ثمنها الأصلي بشواطئ منتجعات «الساحل الشرير»، وهو ما يثير دهشة رواد السوشيال ميديا الذين يكتفي بعضهم بالذهاب إلى البحر لمدة يوم واحد في جمصة أو رأس البر أو الإسكندرية أو فايد بالإسماعيلية.

ويروي مدحت دسوقي، أربعيني ومدير مشروعات في إحدى شركات القطاع الخاص، قصته مع الساحل الشمالي، بدءاً من «المصيف في الإسكندرية والعجمي، مروراً بمراقيا ومارينا، ووصولاً إلى الساحل الجديد، حيث يملك وحدة مصيفية في أحد منتجعاته منذ عام 2014».

ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المصيف كان عائلياً في السابق حيث تتجمع الأسرة والأصدقاء في مكان واحد ويقضون الليل والنهار معاً، قبل أن ينقسم الساحل إلى منتجعات يسعى سكانها إلى التباهي واستعراض الإمكانات، كل حسب قدرته».

ويضيف أن «ظاهرة التباهي بدأت مع مارينا، لكنها تصاعدت في القرى الأحدث، لا سيما مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت لرواد الساحل نشر تجاربهم والتباهي بدخول أماكن معينة لا يستطيع الجميع دخولها، ودفع فواتير باهظة».

وتتفق معه مي جاه الله، مستشار مالي بشركة قطاع خاص، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إن قضاء الصيف قديماً كان يطلق عليه مصيف العائلة، عبر تجمعات عائلية بسيطة تلتقي على الشاطئ نهاراً وفي السينما الصيفية مساء، بعد ركوب الدراجات».

الساحل الشرير يبدأ من مارينا وحتى مطروح (الشرق الأوسط)

وتتذكر جاه الله تنقلها مع أسرتها من مصيف العجمي إلى بيانكي ثم مراقيا وماربيلا ومارينا، وتقول: «في كل فترة كانت تبرز منطقة جديدة على السطح لنهجر القديم ونذهب للجديد وهكذا حتى وصلنا إلى مراسي وهاسيندا، ومع كل منتجع تزداد القيود على الدخول وترتفع الأسعار، ليتحول مصيف العائلة إلى (طلعة الساحل)».

منتجعات ذات أسوار

اهتمام المصريين بمنطقة الساحل الشمالي يعود لسنوات مضت، والانتقادات التي وجّهت لطريقة بنائه ليست جديدة، وإن تصاعدت حدتها مع التطور وزيادة القواعد والامتيازات أيضاً، ففي تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في يوليو (تموز) 1996، استعرضت كيف انتقل المصيف من العجمي إلى منتجعات الساحل الشمالي: «في محاولة من المصطافين للهروب من أعين المتطفلين، عبر محاصرة أنفسهم في منتجعات ذات أسوار».

وتشير «نيويورك تايمز» إلى أن «الهدف من التطورات الجديدة التي قفزت على طول الخط الساحلي هو منع التوغلات العشوائية للمتطفلين، فجاءت مارينا المحاطة بأسوار عالية».

قواعد الساحل والرغبة في خلق حواجز بين الطبقات الاجتماعية ارتبطتا بنشأته، ويشير دسوقي إلى أن قاعدة الـ«door selection «كانت موجودة في بعض مطاعم العجمي قديماً، لكن لم يكن هناك مواقع تواصل وقتها لتثير أزمة بشأنها.

لافتاً إلى أنه «في السنوات الخمس الأخيرة زادت القواعد الخاصة بدخول المطاعم والأماكن الترفيهية في الساحل لتشترط إرسال حسابات (الإنستغرام) والإجابة عن بعض الأسئلة، رغبة من ملاك المطعم في جعل رواده مجتمعاً متماثلاً في (اللايف ستايل)، وتجنب مشكلات الاختلاط بين الطبقات المختلفة».

ويعترف دسوقي بأن «المصيف قديماً كان أفضل وأكثر هدوءاً»، لكنه «مضطر للتعامل مع التطورات ومجاراة الأساليب الاستعراضية في الساحل (الشرير)».

وتصف جاه الله الوضع فيما بات يعرف بـ«الساحل الشرير»، بأنه (بلاستيك) حيث لا تذهب العائلات للاستمتاع بالبحر كما كان الوضع في الساحل الطيب، وفي مصايف الإسكندرية، بل للتباهي وارتداء أغلى الماركات والجلوس على الشاطئ لالتقاط الصور.

وتضيف: «أصبح الأمر جزءاً من وجاهة اجتماعية، وبات الساحل بما يقدمه بعيداً عن متناول الطبقة الوسطى العليا التي اعتادت في الماضي قضاء الصيف في أرقى الأماكن الساحلية».

هذا الصراع الطبقي أشارت إليه صحيفة «نيويورك تايمز» في تقريرها الذي يعود لمنتصف التسعينات، ونقلت عن مقدم برنامج حواري في مصر قوله عن مارينا: «هذه أرض المليونيرات حيث تأشيرة الدخول إلى الجنة، لن تجد وزيراً يعيش بجوار سباك هنا».

ولفتت الصحيفة الأميركية إلى أنه «حتى المستأجرون يمكن تمييزهم... فالسكان الأصليون للساحل يستيقظون في الخامسة عصراً».

وبحسب «نيويورك تايمز» فإن «إيجار الفيلا في ذلك الوقت كان يبلغ 330 دولاراً في اليوم». وهي أسعار لا تبدو بعيدة كثيراً عن الأسعار اليوم إذا ما قورنت بالدولار؛ حيث يتراوح متوسط إيجارات الشاليهات الصغيرة في الساحل الجديد بين 5 آلاف جنيه و15 ألفاً (الدولار بـ48 جنيهاً)، وقد يقل إلى ألف جنيه في الساحل القديم، بينما يبدأ إيجار الفيلا من 25 ألف جنيه في اليوم، بحسب المنتجع وموقعه.

أسعار الشاليهات والفلل والسلع مرتفعة للغاية في الساحل الشرير (الشرق الأوسط)

وتشير جاه الله إلى «المبالغة في الأسعار في الساحل الشمالي». وتقول: «إنها قضت العام الماضي ثلاثة أسابيع في أوروبا بالتكلفة نفسها التي دفعتها لقضاء أسبوع واحد في الساحل»، واصفة الساحل الشمالي بـ«فقاعة» تضم الأغنياء وبعض من يحاولون التشبث بطبقتهم، وتقول: «إن ارتفاع التكلفة في الساحل يدفع البعض للحصول على قرض أو حتى الاشتراك في جمعية من أجل (طلعة الساحل)».

ويصطحب رواد الساحل سياراتهم من أحدث الموديلات (فيراري ورولز رويس) وغيرها عبر شحنها على سيارات (ونش) ليستقلوها داخل منتجعات الساحل (الشرير). وفق ما رصدته «الشرق الأوسط».

نمو عقاري صيفي

وتشهد سوق العقارات في منطقة الساحل نمواً متزيداً، لا سيما في فصل الصيف، وهو ما يؤكده أحمد عبد الفتاح، رئيس قطاع تطوير الأعمال في موقع «عقار ماب» المتخصص في تسويق العقارات بمصر.

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الطلب على العقارات في المنطقة شهد نمواً بنسب تتراوح ما بين 6 و8 في المائة خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) من العام الماضي».

ويرى عبد الفتاح أن «الساحل به ثروة عقارية مهدرة لا سيما في الجزء القديم منه، الذي تقل فيه أسعار الوحدات عن نظيرها في الجديد بأكثر من الضعف، كذلك الأمر بالنسبة للإيجارات»، ويعزو ذلك إلى «نقص الخدمات وسوء البنية التحتية والإدارة في الجزء القديم من منتجعات الساحل».

ورغم تأكيد عبد الفتاح أن منطقة الساحل تعد «إحدى المناطق الواعدة عقارياً وسياحياً، مع الإعلان عن مشروعات جديدة تمتد إلى مدينة رأس الحكمة»، فإن «التنبؤ بأسعار الوحدات المصيفية صعب جداً، لا سيما أن معايير تحديد الأسعار في الساحل تختلف عن باقي المناطق، فهي لا تقدر بالمتر، بل يتولى كل مطور عقاري تحديد الأسعار في المجمع السكني الذي يبنيه بناء على ما يقدمه من خدمات». وإن قال: «إن سعر المتر في المتوسط قد يكون 70 ألف جنيه».

وأثارت أسعار شاليهات الساحل جدلاً كبيراً في مصر قبل نحو عامين، بعد بيع فيلات في أحد المنتجعات بنحو 100 مليون جنيه.

وتعرض إنشاء منتجعات الساحل لانتقادات، لا سيما أنها خاوية طوال العام حيث لا يتم شغلها إلا في ثلاثة أشهر في الصيف، وبحسب «نيويورك تايمز» فإن «كثيراً من الاقتصاديين عدّوها إهداراً لمليارات الدولارات، كان من الأولى إنفاقها في مشروعات صناعية لخلق فرص عمل أو حتى في بناء فنادق تدر دخلاً سياحياً».

لكن الحكومة المصرية وضعت أخيراً مخططاً لتنمية الساحل الشمالي الغربي، وأنشأت مدينة العلمين، مستهدفة تحويل المنطقة إلى «مدينة حية طوال العام».