ناجون يروون تفاصيل الهجوم الدموي على حجاج هندوس في كشمير

الشرطة الهندية تحمّل باكستان مسؤولية مقتل 12 في هجمات

أفراد من الجيش الهندي أثناء عملية بحث في رياسي 10 يونيو 2024 بعد أن نصب مسلحون في كشمير كميناً للحافلة المليئة بالحجاج الهندوس (أ.ف.ب)
أفراد من الجيش الهندي أثناء عملية بحث في رياسي 10 يونيو 2024 بعد أن نصب مسلحون في كشمير كميناً للحافلة المليئة بالحجاج الهندوس (أ.ف.ب)
TT

ناجون يروون تفاصيل الهجوم الدموي على حجاج هندوس في كشمير

أفراد من الجيش الهندي أثناء عملية بحث في رياسي 10 يونيو 2024 بعد أن نصب مسلحون في كشمير كميناً للحافلة المليئة بالحجاج الهندوس (أ.ف.ب)
أفراد من الجيش الهندي أثناء عملية بحث في رياسي 10 يونيو 2024 بعد أن نصب مسلحون في كشمير كميناً للحافلة المليئة بالحجاج الهندوس (أ.ف.ب)

حمّلت الهند، الأربعاء، باكستان المسؤولية عن سلسلة من هجمات مسلحة أدت إلى مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وتطالب باكستان بالسيادة على إقليم جامو وكشمير الذي يشهد أعمال عنف مسلحة منذ بدء تمرد مناهض للهند في عام 1989 تسبب في مقتل عشرات الآلاف رغم تراجع العنف في السنوات القليلة الماضية.

نشطاء الجماعات الهندوسية اليمينية الذين ردّوا على الهجوم المسلح المشتبه به يوم الأحد على الحجاج الهندوس في كشمير التي تسيطر عليها الهند يرددون شعارات خلال احتجاج في أحمد آباد - الهند الأربعاء (أ.ب)

وقال أناند جين، رئيس الشرطة في جامو، للصحافيين: «جارتنا المعادية تريد الإضرار ببيئتنا السلمية» في إشارة إلى باكستان التي تتهمها الهند بإذكاء العنف في المنطقة منذ عقود. ولم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية على طلب من «رويترز» للتعليق حتى الآن. ونفت الوزارة مثل هذه المزاعم من قبل، وقالت إنها لم تقدم سوى دعم سياسي ودبلوماسي للمتمردين.

وقالت السلطات إن معارك مسلحة نشبت في المنطقة الثلاثاء وأدت إلى مقتل مسلحين اثنين وجندي من قوات شبه عسكرية وإصابة مدني وستة من أفراد الأمن. وقالت الشرطة إن معركة ثالثة اندلعت بالأسلحة النارية في وقت لاحق، الأربعاء، بمنطقة دودا في جامو؛ مما أدى إلى إصابة مسؤول في الشرطة.

عبد الرزاق، وهو بدوي كشميري ينتمي إلى قبيلة جوجار يقف لالتقاط صورة له خارج ضريح الغابة للقديس الصوفي ميان نظام الدين كيانوي في بابا ناجري، شمال شرق سريناجار، كشمير التي تسيطر عليها الهند، السبت، 8 يونيو 2024. قال رزاق إنه كان يزور الضريح منذ أن كان في السادسة من عمره ويشعر بالسعادة من خلال السجود هناك «اب»

وتأتي هذه الحوادث بعد يومين من مقتل تسعة زوار هندوس وإصابة 41 آخرين عندما هاجم مسلحون حافلة كانت تقلهم إلى ضريح هندوسي يوم الأحد حين كان رئيس الوزراء ناريندرا مودي، رئيس حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، يؤدي اليمين لولاية ثالثة. وأصاب الجمود العلاقات بين الهند وباكستان منذ أن أنهت الهند الوضع الخاص لولاية جامو وكشمير في عام 2019 وقسمتها منطقتين تخضعان للإدارة الاتحادية.

الناجون المصابون من الهجوم المسلح في بلدة ريسي يتلقون العلاج الطبي بمستشفى في جامو 11 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

من جهة أخرى، روى ناجون، الثلاثاء، أن المسلحين الذين نصبوا كميناً لحافلة تقل حجاجاً من الهندوس في الجزء الخاضع للإدارة الهندية من كشمير واصلوا إطلاق النار لدقائق عدة حتى بعد سقوط الحافلة في وادٍ؛ ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص.

وقبل نحو ساعة على تنصيب رئيس الوزراء القومي الهندي ناريندرا مودي لولاية ثالثة في العاصمة نيودلهي مساء الأحد، نفّذ مسلحون في كشمير كميناً استهدف حافلة مكتظة بالحجاج الهندوس الذين كانوا يحتفلون بعد زيارة ضريح هندوسي.

وكان هجوم الأحد الأول الذي يستهدف حجاجاً هندوساً في الإقليم ذي الغالبية المسلمة منذ العام 2017 عندما قُتل سبعة حجاج لدى إطلاق مسحلين النار على حافلتهم في وادي كشمير.

جريحتان أصيبتا في الهجوم المسلح في بلدة ريسي تتلقيان العلاج بمستشفى في جامو 11 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

وأفادت باليت غوبتا، وهي فتاة صغيرة من بين 33 شخصاً أصيبوا جراء الكمين: «أصاب الرصاص أولاً إطار الحافلة فاصطدمت بشجرة، وعلق رأسي تحت المقعد الأمامي».

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية من سريرها في المستشفى: «أخرجني والدي وأنا أبكي وأصرخ (أنقذوني)».

ويروي ديفي براساد، وهو مصاب آخر: «ظننت للحظة أنني فقدت حياتي، ولكن بعد ذلك صليت متعهداً بأنني سأعود إلى الضريح إذا بقيت على قيد الحياة».

وكشمير مقسومة شطرين بين الهند وباكستان منذ استقلالهما عام 1947. وتطالب كل منهما بالسيادة على كامل المنطقة.

وتخوض مجموعات مسلحة تمرّداً منذ العام 1989 للمطالبة باستقلال الإقليم أو ضمه إلى باكستان. وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف المدنيين والجنود والمتمرّدين.

دورية راجلة للجيش الهندي أثناء عملية بحث في رياسي 10 يونيو 2024 بعد أن نصب مسلحون في كشمير كميناً للحافلة المليئة بالحجاج الهندوس. وقالت الحكومة إن الجنود في الجزء الخاضع لإدارة الهند من كشمير (أ.ف.ب)

انحراف الحافلة

وبحسب الشرطة، فإن السائق قُتل منذ بدء إطلاق النار، ثم انحرفت الحافلة عن الطريق. وأكد براساد غوبتا، أحد الحجاج الذين يتماثلون للشفاء في مستشفى بمدينة جامو: «واصل الإرهابيون إطلاق الرصاص على الحافلة لمدة خمس دقائق تقريباً بعد سقوطها في الوادي».

تابع: «أصيب البعض منا بالرصاص»، وقد بدت عليه الصدمة»، موضحاً: «اختبأنا (...) وبعد أن ظنوا أننا متنا هربوا».

وروى سانتوش كومار فيرما، الذي يعاني كدمة بارزة في وجهه، أن أحد «الإرهابيين» أطلق النار على مقدمة الحافلة؛ مما أدى إلى انحرافها إلى الجانب. وأضاف في روايته أن المسلحين «واصلوا إطلاق الرصاص لنحو 15 دقيقة» بعد الحادث.

الثلاثاء، واصلت القوات الخاصة وعناصر مكافحة الإرهاب والشرطة مطاردة واسعة النطاق حول موقع الكمين في منطقة رياسي الجنوبية، ونشروا طائرات من دون طيار لمسح منطقة الغابات من الأعلى. وحذّر المسؤول الحكومي أميت شاه من أن المسلحين «سيواجهون غضب القانون». وأفاد على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الأحد بأن «منفّذي هذا الهجوم الدنيء لن يفلتوا» من العقاب. وتراجع العنف والاحتجاجات المناهضة للهند بشكل كبير منذ العام 2019 عندما ألغت حكومة مودي السيادة المحدودة التي يتمتّع بها الإقليم.

لكن مذاك، تستهدف مجموعات متمردة هنوداً من خارج المنطقة المتنازع عليها؛ ما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص. وقُتل خمسة متمردين وعنصر في سلاح الجو الهندي في اشتباكات منذ بدء الحملة الانتخابية في الإقليم في أبريل (نيسان) وحتى انتهاء التصويت هذا الشهر. كذلك قُتل اثنان يشتبه بأنهما متمردان في تبادل لإطلاق النار مع جنود في 3 يونيو (حزيران).

لكن التصويت شهد إقبالاً بنسبة 58.6 في المائة، وفقاً للجنة الانتخابات، أي بزيادة 30 نقطة مئوية عن التصويت الأخير في العام 2019. ولم تدع أي جماعة انفصالية إلى مقاطعة الانتخابات وهي الأولى منذ اندلاع التمرد المسلح ضد الحكم الهندي في الإقليم عام 1989. وتتهم الهند باكستان بانتظام بدعم المتمردين وتسليحهم، وهو أمر تنفيه إسلام آباد.


مقالات ذات صلة

ويمبانياما ينضم إلى مبابي وتورام في مواجهة «المتطرفين»

رياضة عالمية نجم كرة السلة الفرنسي فيكتور ويمبانياما (أ.ف.ب)

ويمبانياما ينضم إلى مبابي وتورام في مواجهة «المتطرفين»

انضم نجم كرة السلة الفرنسي فيكتور ويمبانياما، مع سان أنتونيو سبيرز، إلى نجوم آخرين في عالم الرياضة في بلاده، بالدعوة إلى عدم انتخاب «المتطرفين».

«الشرق الأوسط»
الولايات المتحدة​ روز ماري ديكارلو وكيلة الأمين للأمم المتحدة للشؤون السياسية (الأمم المتحدة)

الأمم المتحدة: سنناقش حقوق المرأة الأفغانية في اجتماع يضم 25 دولة بحضور «طالبان»

قالت مسؤولة أممية رفيعة المستوى ستترأس أول اجتماع بين حكام «طالبان» في أفغانستان ومبعوثين من نحو 25 دولة، إن حقوق المرأة سيجري طرحها في كل جلسة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
آسيا عناصر من حركة طالبان الباكساتية (أرشيفية)

إسلام آباد تعتقل اثنين من كبار قادة حركة «طالبان باكستان»

قالت السلطات الباكستانية إن قوات الأمن ألقت القبض على اثنين من كبار قادة حركة «طالبان» الباكستانية جنوب غربي البلاد المضطرب.

«الشرق الأوسط» (كويتا)
سرية من القوات الخاصة المناهضة للمتشددين في منطقة تيلابيري (غرب النيجر) حيث مسرح عمليات مميتة ضد المتطرفين المشتبه بهم منذ بداية العام (أ.ف.ب)

مقتل عشرات الجنود في هجوم لمسلحين إسلامويين في النيجر

نفذ مسلحون إسلامويون في دولة النيجر الواقعة في غرب أفريقيا واحدة من أكثر الهجمات دموية على الجيش منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (نيامي )
شؤون إقليمية جندي تركي على الحدود مع سوريا (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تفرج عن ألماني بعد حبسه 6 سنوات بتهمة الإرهاب

أطلقت السلطات التركية سراح ألماني بعد 6 سنوات أمضاها بالسجن لاتهامه بالانضمام إلى منظمة إرهابية، وذلك بعد انتهاء مدة محكوميته، وتتخذ الإجراءات اللازمة لترحيله…

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقرير: أميركا تُجري محادثات لإرسال أنظمة «باتريوت» من إسرائيل إلى أوكرانيا

بطاريات نظام الدفاع الصاروخي «باتريوت» (رويترز)
بطاريات نظام الدفاع الصاروخي «باتريوت» (رويترز)
TT

تقرير: أميركا تُجري محادثات لإرسال أنظمة «باتريوت» من إسرائيل إلى أوكرانيا

بطاريات نظام الدفاع الصاروخي «باتريوت» (رويترز)
بطاريات نظام الدفاع الصاروخي «باتريوت» (رويترز)

كشفت صحيفة «فاينانشال تايمز» الأميركية، الخميس، عن إجراء الولايات المتحدة وإسرائيل وأوكرانيا محادثات لتزويد كييف بثمانية أنظمة دفاع جوي من طراز «باتريوت»، مما يحسّن بشكل كبير قدرتها على مواجهة الضربات الجوية الروسية.

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من عدم الانتهاء من المحادثات، فمن المرجح أن تشمل إرسال أنظمة «باتريوت» من إسرائيل إلى الولايات المتحدة، قبل تسليمها إلى أوكرانيا.

ووفقاً لـ5 مصادر مطّلعة على المحادثات، جرت مناقشة الخطوط العريضة للصفقة، التي من شأنها أن تمثل تحولاً في علاقات إسرائيل مع موسكو، بين الوزراء وكبار المسؤولين في الدول الثلاث.

وقالت إسرائيل، في أبريل (نيسان) الماضي، إنها ستبدأ سحب بطاريات «باتريوت» الثماني، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 30 عاماً، واستبدال أنظمة أكثر تقدماً بها، لكن البطاريات التي استُخدمت في حرب إسرائيل الحالية مع حركة «حماس»، لم يجرِ إيقافها بعدُ بسبب المخاوف من أن التوترات مع «حزب الله»، المدعوم من إيران، قد تتحول إلى حرب شاملة.

وإذا حدثت عملية النقل، فإنها ستمثل خطوة لتغيير القدرات الدفاعية لأوكرانيا التي تمتلك حالياً ما لا يقل عن أربعة أنظمة «باتريوت»، مقدمة من الولايات المتحدة وألمانيا.

وطلبت أوكرانيا مراراً من الحلفاء الغربيين تزويدها بأنظمة الدفاع الجوي، ولا سيما صواريخ «باتريوت» الأميركية الصنع.

والأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها أوقفت مؤقتاً تسليم صواريخ «باتريوت» إلى دول أخرى لإعطاء الأولوية لإمداد أوكرانيا.

وكانت إسرائيل حذِرة بشأن الانحياز إلى أحد الجانبين فيما يخص الغزو الروسي لأوكرانيا؛ نظراً للنفوذ الذي تتمتع به موسكو في سوريا، حيث تعمل القوات الجوية الإسرائيلية، في كثير من الأحيان، ضد وكلاء إيران، لكن المسؤولين الأميركيين سعوا إلى إقناع إسرائيل بأن علاقات روسيا الوثيقة بشكل متزايد مع إيران، وخصوصاً في مجال التعاون العسكري، تشكل مصدر قلق أكثر إلحاحاً.

وتمنح واشنطن إسرائيل نحو 3.8 مليار دولار سنوياً دعماً عسكرياً، وبحلول أبريل كانت قد أفرجت عن 14 مليار دولار إضافية من أموال الطوارئ لحليفتها منذ اندلاع الحرب مع «حماس».

وقال ثلاثة أشخاص مطّلعين على المحادثات إن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أجرى محادثات حول هذا الأمر مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، في الأسابيع الأخيرة. وتحدَّث مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، مرتين على الأقل مع أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني.

وقال كوليبا، لصحيفة: «أوكرانيا تُواصل العمل مع دول مختلفة حول العالم للحصول على أنظمة باتريوت إضافية»، لكنه لم يؤكد المحادثات.

وأضاف: «نحث مرة أخرى جميع الدول التي لديها مثل هذه الأنظمة على توفيرها لأوكرانيا».

وبالإضافة إلى المحادثات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، قال شخص مطّلع إنه كانت هناك أيضاً محادثات مباشرة بين إسرائيل وكييف بشأن نقل صواريخ «باتريوت».