نجح جوردان بارديلا، البالغ من العمر 28 ربيعاً، في قيادة اليمين المتطرف الفرنسي إلى صعود تاريخي بالانتخابات الأوروبية التي جرت يوم أمس (الأحد)، وهو نجاح جديد للشاب الذي تعتزم عرابته زعيمة حزب التجمع الوطني اليمين المتطرف مارين لوبان، التي خسرت في مواجهتها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرتين في الانتخابات الرئاسية لعامي 2017 و2022، تعيينه رئيساً للوزراء في فرنسا إذا وصلت إلى قصر الإليزيه في عام 2027.
وأعلن نائب رئيس التجمع الوطني سيباستيان شونو اليوم (الاثنين)، أن بارديلا بات مرشح حزبه اليميني المتطرف لمنصب رئيس الوزراء في فرنسا، وأضاف في مقابلة مع إذاعة «إر تي إل»، أن بارديلا انتخب نائباً أوروبياً، وحصل على مباركة حزبه ليكون مرشحاً لرئاسة الوزراء.
يأتي ذلك غداة دعوة الرئيس إيمانويل ماكرون لانتخابات تشريعية في 30 يونيو (حزيران) الحالي، على أن تقام جولة ثانية في 7 يوليو (تموز) المقبل.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن بارديلا تصدر نتائج الانتخابات الأوروبية في 94 في المائة من البلديات في فرنسا، بينما أشارت النتائج الأولية إلى حصوله على أصوات 31.36 في المائة من الأصوات، متقدماً على الغالبية الرئاسية التي حصدت على 14.6 في المائة والحزب الاشتراكي على 13.83 في المائة.
من يكون بارديلا؟
ولد بارديلا في 13 سبتمبر (أيلول) من عام 1995 في مدينة درانسي، وهي بلدية تابعة لإقليم سين سان دوني في إيل دو فرنس، وهي ضاحية للعاصمة باريس، حصل على البكالوريا الاقتصادية والاجتماعية، وبدأ دراسة الجغرافيا في جامعة السوربون المرموقة، لكنه اختار السياسة وترك دراسته الجامعية من السنة الثالثة. انضم بارديلا في سن 16 إلى الجبهة الوطنية، وفي عام 2014، أصبح سكرتيراً لقسم الجبهة الوطنية في سين سان دوني.
وفي عام 2015، انتخب لعضوية المجلس الإقليمي إيل دو فرنس. لكن لم يتم انتخابه في انتخابات المقاطعات في العام نفسه، ولا في الانتخابات التشريعية لعام 2017، وفشل في الجولتين الأولى والثانية. وفي سبتمبر 2017، بعد استقالة فلوريان فيليبو من منصبه، عينت لوبان كلاً من جوليان سانشيز وسيباستيان تشينو وبارديلا متحدثين باسم الجبهة الوطنية.
واستمر صعود بارديلا في مارس (آذار) 2018، عندما انضم إلى المكتب الوطني للجبهة الوطنية. وفي الوقت نفسه، أصبح المدير الوطني للجبهة الوطنية للشباب. وفرض بارديلا نفسه في المشهد السياسي الفرنسي خلال السنوات الماضية، إذ تمكن من اتباع خطوات أسلافه من اليمين، خصوصاً لوبان البالغة من العمر 55 عاماً، وتطبيق مسارهم خصوصاً في القضايا المتعلقة بالمهاجرين والإسلام، وزادت شعبيته خلال ترشح لوبان في الانتخابات الرئاسية عام 2022، إذ كان أبرز المتحدثين في حملتها الانتخابية.
وعقب 5 سنوات من ترشحه لأول مرة في الانتخابات الأوروبية لعام 2029، صنع بارديلا اسماً له في المشهدين السياسي والإعلامي، وأظهر موهبته في الحديث والمناظرة بوسائل الإعلام. وزادت شعبية بارديلا الذي بات رمزاً لليمين المتطرف في فرنسا، بعدما انتخب رئيساً لحزب التجمع الوطني في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022، خلفاً لزعيمته لوبان ابنة مؤسس الحزب جان ماري لوبان، وتعدّه الأوساط السياسية، نظيراً لرئيس الحكومة الحالية غابرييل أتال، منافسه من معسكر ماكرون.
ويحظى بارديلا بشعبية في أوساط الشباب، ففي بداية العام، عبّر عن سعادته عقب تجاوز عدد المشتركين في حسابه على تطبيق «تيك توك» المليون.
ويضم التجمع الوطني الذي يتزعمه ماكرون في الوقت الراهن 169 نائباً بمجلس النواب الفرنسي، من أصل 577 نائباً، بينما يتمثل حزب التجمع الوطني بـ88 نائباً. وفي حال فوز حزب التجمع الوطني بالأغلبية الساحقة، سيظل الرئيس الفرنسي يوجه شؤون الدفاع والسياسة الخارجية، وفي المقابل سيخسر القدرة على تحديد السياسة الداخلية للبلاد.