ربما تؤدي خطط الاتحاد الدولي للملاكمة لتقديم جوائز مالية لجميع الأبطال الأولمبيين والحاصلين على ميداليات في ألعاب باريس هذا العام، إلى توسيع الخلاف المتعلق بحوكمة ملاكمة الهواة، بعد أن أثار الإعلان عن تلك الخطط انتقادات حادة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية.
ووفقاً لوكالة «رويترز»، جاءت خطوة الاتحاد الدولي للملاكمة في أعقاب قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى، الذي أعلن في أبريل (نيسان) الماضي «أنه سيقدم جوائز مالية قدرها 50 ألف دولار لأبطاله الأولمبيين بدءاً من ألعاب باريس هذا العام».
وقوبل إعلان الاتحاد الدولي للملاكمة بانتقادات من جانب اللجنة الأولمبية الدولية التي اقترح رئيسها توماس باخ أن يستخدم الاتحاد تلك الأموال في دعم الرياضيين في مختلف الجوانب.
ورغم رفض اللجنة الأولمبية الدولية، قال عمر كريمليف، رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة، إن «الاتحاد الدولي لألعاب القوى اتخذ القرار الصحيح».
وأضاف كريمليف لـ«رويترز» بمساعدة مترجم: «بالنسبة لي، تتمثل روح الألعاب الأولمبية في خلق الظروف المناسبة للرياضيين... الرياضيون هم من يجذبون الرعاة، وبالطبع، يجب أن تكون كل الأموال للرياضيين. وهذه هي الروح الحقيقية للألعاب الأولمبية والحركة الأولمبية. ونحن نعرف أن هذا ليس ما تفعله قيادة اللجنة الأولمبية الدولية في الوقت الحالي».
وتابع: «مسؤولو اللجنة الأولمبية الدولية يسافرون على الدرجة الأولى، ويقيمون في فنادق من فئة خمس نجوم، في حين أن الرياضيين لا يعيشون في أفضل ظروف... أرى الأمر مثل معارك المصارعين، حيث يتم التعامل مع الرياضيين كما لو كانوا عبيداً».
ويعيش الاتحاد الدولي للملاكمة واللجنة الأولمبية الدولية حالة من الخلافات منذ أعوام، إذ سحبت اللجنة اعترافها بالاتحاد في يونيو (حزيران) من العام الماضي، بداعي فشله في استكمال إصلاحات متعلقة بالحوكمة والتمويل والقضايا الأخلاقية.
ومثلما كان الحال في أولمبياد طوكيو، تنظم اللجنة الأولمبية الدولية منافسات الملاكمة في ألعاب باريس، لكن هناك مخاوف من احتمال استبعاد اللعبة من الدورات الأولمبية مستقبلاً، وذلك في ظل عدم إدراج الرياضة في البرنامج المبدئي لأولمبياد لوس أنجليس 2028.
وكان قد أعلن الاتحاد الدولي للملاكمة، أمس الأربعاء، أنه سيقدم جوائز مالية تزيد قيمتها الإجمالية على 3.1 مليون دولار للملاكمين الفائزين بميداليات والمتأهلين إلى دور الثمانية في الأولمبياد.
لكن الاتحاد لم يكشف عن مصدر تمويله، وقال إنه «سيتم تسليم الجوائز المالية في حفل يقام في الاجتماع المقبل للجمعية العمومية للاتحاد»، الذي سيعقد في نوفمبر (تشرين الثاني) أو ديسمبر (كانون الأول).
من جانبها، قالت اللجنة الأولمبية الدولية إنها «علمت بإعلان الاتحاد الدولي، لكنها شككت في مصدر الأموال».
وأضافت: «هذا الافتقاد التام للشفافية المالية كان أحد الأسباب التي دفعت اللجنة الأولمبية الدولية لسحب اعترافها بالاتحاد الدولي للملاكمة».
وتوترت العلاقات بين اللجنة والاتحاد بعد الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، إذ يدار الاتحاد من جانب الروسي كريمليف، كما أن شركة «غازبروم» الروسية للطاقة هي «الراعي الرئيسي» للاتحاد، رغم أن كريمليف قال في العام الماضي إن الرعاية قد انتهت.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية أيضاً إنها «لن تنظم منافسات الملاكمة في عام 2028، وطالبت الاتحادات الوطنية باتخاذ قرار بشأن بديل ذي مصداقية وحوكمة جيدة يخلف الاتحاد الدولي بحلول العام المقبل».
كما حذرت اللجنة الأولمبية الدولية الاتحادات الوطنية المتحالفة مع الاتحاد الدولي للملاكمة من «أنها لن تتمكن من المشاركة في أولمبياد لوس أنجليس في حال إدراج الملاكمة ضمن تلك الدورة».
وأضافت اللجنة: «سيتعين على اللجنة الأولمبية الوطنية المعنية استبعاد الاتحاد الوطني للملاكمة من عضويتها».