أهلاً بكم في «رازيش»... هنا يتدرب الجنود الأميركيون على الرشاشات والقنابل القذرة

جانب من المعارك بالقرية المزيفة (مركز فورت إيروين الوطني للتدريب)
جانب من المعارك بالقرية المزيفة (مركز فورت إيروين الوطني للتدريب)
TT

أهلاً بكم في «رازيش»... هنا يتدرب الجنود الأميركيون على الرشاشات والقنابل القذرة

جانب من المعارك بالقرية المزيفة (مركز فورت إيروين الوطني للتدريب)
جانب من المعارك بالقرية المزيفة (مركز فورت إيروين الوطني للتدريب)

في وسط صحراء موهافي في كاليفورنيا، بمنطقة وعرة تمر عبر التلال والوديان القاحلة، توجد قرية وهمية فريدة من نوعها تدعى رازيش، بناها الجيش الأميركي لتدريب جنوده على الحرب.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد تم بناء هذه القرية من قبل مركز فورت إيروين الوطني للتدريب (NTC)، وهو أكبر مرفق تدريب من نوعه في العالم.

القرية تقع في وسط صحراء موهافي بكاليفورنيا (مركز فورت إيروين الوطني للتدريب)

ويغطي هذا المكان أكثر من 3000 كيلومتر مربع، ويأتي إليه الجنود للتدرُّب على حروب المدن.

وتبدو مشاهد التدريبات وكأنها لقطات من أفلام الحركة والمغامرات، حيث تنتشر الألغام الأرضية المزيفة في الوديان، وتحلق طائرات هليكوبتر من طراز «أباتشي» في السماء، بينما تتردد أصداء إطلاق النار من المدافع الرشاشة في الشوارع بين الجنود وبعض الأهداف، التي يتدفق منها دم مزيف، وتتحرك الدبابات تجاه مبانٍ يحتمي بها مسلحون.

تتردد أصداء إطلاق النار بين الجنود وبعض الأهداف (مركز فورت إيروين الوطني للتدريب)

وفي بعض التدريبات، يقوم الجنود باقتحام بعض المنازل بحثاً عن المتمردين، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المنازل قد تحتوي على عبوات ناسفة، حيث يتم تدريبهم على كيفية التعامل مع مثل هذه الأمور.

ويقول العميد كيرت تايلور، القائد العام لمركز فورت إيروين الوطني للتدريب: «لقد أنفقنا ملايين الدولارات لاستنساخ شكل الحرب الحديثة المعقَّدة».

وأضاف: «نخلق البيئة الأكثر واقعية التي يمكن أن تحاكي بشكل أفضل ما نعتقد أن الحرب القادمة ستبدو عليه، بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة، والقنابل القذرة، والتشويش على الرادار، ونشر الأخبار المزيفة بين الجنود لنصب الفخاخ لهم».

جندي أميركي خلال التدريب (مركز فورت إيروين الوطني للتدريب)

وتم إنشاء مركز فورت إيروين الوطني للتدريب عام 1981، نتيجة لقلق الولايات المتحدة المتزايد من صعود الاتحاد السوفياتي وقوته، حيث شعر القادة الأميركيون بأنهم يمكن أن يخسروا جيشهم بأكمله بين عشية وضحاها «إذا لم يكونوا مستعدين بشكل جيد لأي حرب».

وعلى مر السنين، تم تغيير التدريبات لدمج التقنيات والاستجابة للتهديدات الجديدة.

ولفت تايلور إلى أنهم ركزوا مؤخراً على تدريب جنودهم على القتال في المناطق الحضرية، وعلى أهمية فهم الثقافة المحلية للمكان الذي يقاتلون فيه وحركات التمرد به.

وتابع: «لم تعد الحرب لعبة جيوش متكافئة تتقاتل في أماكن محددة، بل أصبحت عبارة عن صواريخ فوضوية لا يمكن التنبؤ بها أو بمكان انطلاقها، حيث إنها قد تُطلق من مبانٍ سكنية، وعبوات ناسفة بدائية الصنع تنفجر في الشوارع».

وتتكون قرية رازيش من 785 مبنى، وهي مرتبطة بشبكة من الأنفاق تحت الأرض، التي يمكن للمتمردين الوهميين أن ينطلقوا عبرها دون أن يراهم أحد.

يتم استخدام الدبابات خلال التدريب (مركز فورت إيروين الوطني للتدريب)

ويتم تدريب الجنود أيضاً على كيفية التصدي للحرب التكنولوجية، التي تشمل التشويش على الرادار ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وإشارات الراديو الخاصة بالطائرات.

وتدير قناة إخبارية مزيفة، الحرب الإعلامية التي يتم فيها بث أخبار ومعلومات غير صحيحة على المواطنين الوهميين بالقرية.

وفي الآونة الأخيرة، تم إطلاق شبكات تواصل اجتماعي خاصة بالقرية المزيفة، تسمى «Tweeter»و«Fakebook»، حيث ينشر المدنيون الوهميون أخباراً مزيفة حول المعارك. ويقول رازيش إن وسائل التواصل الاجتماعي أحدث سلاح في ترسانة الحرب الحديثة.

ويتم إرسال جميع صور ولقطات المعارك مباشرة إلى مركز كومبيوتر موجود في قاعدة تُعرف باسم «مبنى حرب النجوم»، حيث يتم تتبع حركة كل مركبة وسلاح وجندي، للسماح بإجراء تحليل متعمق بعد المعركة.


مقالات ذات صلة

سلع غربية فاخرة في أسواق موسكو رغم انسحاب شركات غربية من روسيا

أوروبا زبون يزور متجر «لاكوست» الفرنسي في مركز «غوم» في موسكو... 18 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

سلع غربية فاخرة في أسواق موسكو رغم انسحاب شركات غربية من روسيا

لا تزال المنتجات الغربية الفاخرة معروضة في كثير من المحال التجارية وسط موسكو، بتناقض مع إعلان عدد كبير من الشركات انسحابها من أسواق روسيا بعد غزو أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا طائرة مسيرة (أرشيفية-رويترز)

بريطانيا تختبر سلاحاً يعتمد على «موجات الراديو» للتصدي للمسيرات

اختبر جنود في بريطانيا سلاحاً جديداً يستخدم موجات الراديو ذات التردد العالي لإسقاط المسيرات المعادية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم بلغت نسبة الضحايا المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70 % من مجموع القتلى المسجلين لدى وكالات الأمم المتحدة (رويترز)

الأمم المتحدة: 40 % من ضحايا الحروب نساء... و30 % أطفال

يرسم تقرير أممي صورة قاتمة جداً لما عانته النساء في الأزمات المسلحة خلال عام 2023، فقد شكّلن 40 % من مجموع القتلى المدنيين؛ أي ضعف النسبة في 2022.

شوقي الريّس (بروكسل)
خاص طفل يجمع الخردة من مكبّ جنوب غزة (أ.ف.ب)

خاص أهالي غزة بين ثالوث الجوع والفقر والمرض... والعالم يحصي «العقود الضائعة»

«الشرق الأوسط» ترصد واقع الأهالي بقطاع غزة المنكوب، وتتحدث مع النازحين والمسؤولين الأمميين والمتطوعين، وتحصي الخسائر الاقتصادية والبشرية بعد 14 شهراً من الحرب.

لمياء نبيل (القاهرة)
خاص الأمين العام المساعد للأمم المتحدة مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للدول العربية د. عبد الله الدردري (تركي العقيلي) play-circle 01:54

خاص الدردري لـ«الشرق الأوسط»: الاقتصاد السوري خسر 24 عاماً من التنمية البشرية إلى اليوم

قال الدردري في حديث إلى «الشرق الأوسط» إنه وجّه مكتب البرنامج في دمشق اعتباراً من (الخميس) للتواصل مع الجهات الحكومية وبدء عملية التقييم التي تحتاج إليها البلاد

هلا صغبيني (الرياض)

ترمب يرسل التهنئة لـ«اليساريين المجانين» ويطالب بضم كندا

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
TT

ترمب يرسل التهنئة لـ«اليساريين المجانين» ويطالب بضم كندا

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

وجّه الرئيس الأميركي جو بايدن وخليفته دونالد ترمب، الأربعاء، رسائل متناقضة بمناسبة عيد الميلاد، ففي حين تمنى الأول عطلة سعيدة للأميركيين، ركّز ترمب على أفكار طرحها مؤخراً بينها ضم كندا والسيطرة على قناة بنما وشراء غرينلاند.

وأمضى ترمب يوم الميلاد في كتابة منشورات، على موقعه الإلكتروني «تروث سوشيال»، بلغ عددها نحو ثلاثين، وخصّ بالتهنئة بالعيد في إحداها «اليساريين المتطرفين المجانين الذين يحاولون باستمرار عرقلة نظام محاكمنا وانتخاباتنا»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وجاء فوز الجمهوريين في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) على خلفية استقطاب سياسي متزايد يقسم الأميركيين، وقد استغل ترمب ذلك في منشوراته.

ونشر ترمب صورة تظهره على أنه «رجل العام الوطني»، وأخرى يسخر فيها من الرئيس الأسبق باراك أوباما.

وشملت منشوراته مقالات أشادت باختياراته الوزارية ورغبته في شراء غرينلاند وتذمره من الرسوم التي تدفعها السفن الأميركية خلال عبورها قناة بنما.

ومرة أخرى، وصف ترمب رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو بأنه «حاكم» كندا، قائلاً إنه في حال أصبحت كندا «ولايتنا رقم 51، فإن ضرائبها سوف تنخفض بأكثر من 60%» و«سوف تتضاعف أعمالها على الفور».

كما كرر ترمب مطالبته بسيطرة الولايات المتحدة على قناة بنما، مشيراً إلى أن الصين تمارس نفوذاً «غير قانوني» على الممر المائي المهم، بينما واشنطن تصرف مليارات الدولارات على «صيانة» القناة، دون أن يكون بإمكانها التدخل في «أي شيء» على الإطلاق.

وفي منشور، أعلن عن اختياره كيفن مارينو كابريرا سفيراً لدى بنما، «الدولة على قناة بنما التي تنهبنا أكثر مما يمكن أن تحلم به».